المحرر موضوع: وسطية الإسلام ...حقائق ملموسة  (زيارة 18540 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
وسطية الإسلام ...حقائق ملموسة
« في: 2009-06-13, 08:58:05 »
                                              بسم الله الرحمن الرحيم                                                           

إنه الموضوع الذي يجذبني دائماً حينما أريد أن أتحدث عن الإسلام بوجه عام ..
فما من مرة ناقشت أحداً في قضية عن الإسلام إلا و أجدني من تلقاء نفسي أتحدث له عن وسطيته ..
ربما تكون هي السمة البارزة في الإسلام بالنسبة لي أو بالنسبة للجميع (و هي موجودة بالفعل على كل حال) .

و في هذا الموضوع سأطرح بعض مظاهر وسطية الإسلام التي نلمسها في حياتنا ... و الله المستعان .

اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
رد: وسطية الإسلام ...حقائق ملموسة
« رد #1 في: 2009-06-13, 09:20:07 »
بين العقل و الحس و الروح

احتار بعض الفلاسفة و المفكرين على اختلاف مذاهبهم في صياغة منهج رشيد يحدد للإنسان طريقة تفكيره حتى لا يقع أسيراً للأوهام التي لا تغني من الحق شيئاً.
و أخذ كل منهم يجرب منهجاً في التفكير عسى أن يسلمه إلى الحق ... فظهرت فلسفة العقليين تدعو إلى نبذ الحس و الثقة في العقل فقط ..
فإذا رأيت الشمس بحسك فلا تثق بهذا إلا أن يجزم عقلك بوجودها .
و ظهرت فلسفة الحسيين تدعو إلى نبذ كل ما هو غير محسوس .. و ظهرت فلسفة الإشراقيين تدعو إلى المعرفة عن طريق الروح بمعنى أن يصفي الإنسان نفسه حتى تسمو روحه و تعرف الحقائق .
و أخذ الكل يتخبط فبين حسيين لا يعترفون بالعقل و الروح و بين عقليين ينكرون الحس و بين روحيين ينتظرون الحقيقة من صفاء النفس .
و العلماء المسلمون ينظرون من وراء الزجاج ليروا هذا الهرج و المرج و يتبسمون ليعلنوا في بساطة نظرية الإسلام في المعرفة و التي تتلخص في الاعتراف بكل من العقل و الحس و الروح كأسباب للعلم ..فأين كانت نقطة الخطأ عند العقليين أو الحسيين أو الروحيين ؟ و ما هي وجهة نظر الإسلام في الإعتراف بهذه الثلاثة ؟
هل عند أحد الأخوة أو الأمهات إجابة ؟
« آخر تحرير: 2009-08-03, 16:19:01 بواسطة أبو بكر »
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

ماما فرح

  • زائر
رد: وسطية الإسلام ...حقائق ملموسة
« رد #2 في: 2009-06-13, 09:53:06 »
بين العقل و الحس و الروح

.
و العلماء المسلمون ينظرون من وراء الزجاج ليروا هذا الهرج و المرج و يتبسمون ليعلنوا في بساطة نظرية الإسلام في المعرفة و التي تتلخص في الاعتراف بكل من العقل و الحس و الروح كأسباب للعلم ..فأين كانت نقطة الخطأ عند العقليين أو الحسيين أو الروحيين ؟


ألم تضع الإجابة في نفس السؤال ؟  emo (30):

الخطأ انهم أسقطوا أداتين واكتفوا بأداة واحدة فجاءت معرفتهم قاصرة أو ضالة


و ما هي وجهة نظر الإسلام في الإعتراف بهذه الثلاثة ؟


متابعة لأعرفها إن شاء الله  emo (30):



أحمد

  • زائر
رد: وسطية الإسلام ...حقائق ملموسة
« رد #3 في: 2009-06-13, 10:03:16 »
والأخوات لا يمتنعن يعني ولا ايه؟!
:emoti_282:

أعتقد أن نظرية الإسلام في المعرفة تتلخص في مراتب:

أولا: المعرفة ممكنة (خلافا لمن ذهب إلى استحالتها .. لم تذكره حضرتك في الكلام .. وهم السوفسطائية :emoti_336:)
ثانيا: المعرفة مراتب، فهناك علم وهناك ظن وهناك شك وهناك وهم وهناك جهل بسيط وآخر مركب
ثانيا: وسائل هذه المعرفة تختلف باختلاف درجاتها فالمعرفة المقبولة بوجه عام (العلم والظن) وسائلها ثلاثة هي: الحس والنظر العقلي والخبر
والمعرفة القطعية (العلم) تختص بأنها لابد أن تنبني على أصول يقينية مثل: الأوليات، والمجربات، والمتواترات، والمحسوسات
والمعرفة الظنية يكتفى فيها بالأصول الظنية كالمشهورات والمسلمات

أما وسائل المعرفة الشخصية كالإلهام والرؤى والكشف ونحوها فلا تثبت معرفة يمكن تقديمها للآخر، واختلفوا في قبولها للنفس، فقبلها الصوفية وردها الأصوليون والمتكلمون

وأما الوحي فهو وإن كان أمرا شخصيا لا يطلع عليه إلا الموحى إليه إلا أنه يقترن بمعجزة حسية يدركها الآخرون فيثبت بها صدق النبي في دعواه نزول الوحي عليه "النبوة"

فهل جوابي صحيح؟

 :emoti_64:

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
رد: وسطية الإسلام ...حقائق ملموسة
« رد #4 في: 2009-06-13, 11:01:11 »
والأخوات لا يمتنعن يعني ولا ايه؟!
:emoti_282:


 :emoti_64:

الأخوة للتغليب يعني :blush::


بين العقل و الحس و الروح

.
و العلماء المسلمون ينظرون من وراء الزجاج ليروا هذا الهرج و المرج و يتبسمون ليعلنوا في بساطة نظرية الإسلام في المعرفة و التي تتلخص في الاعتراف بكل من العقل و الحس و الروح كأسباب للعلم ..فأين كانت نقطة الخطأ عند العقليين أو الحسيين أو الروحيين ؟


ألم تضع الإجابة في نفس السؤال ؟  emo (30):

الخطأ انهم أسقطوا أداتين واكتفوا بأداة واحدة فجاءت معرفتهم قاصرة أو ضالة


ما هو السؤال : ما هي نقطة الخطأ التي جعلتهم يسقطون أداتين و يكتفون بواحدة ؟

والأخوات لا يمتنعن يعني ولا ايه؟!
:emoti_282:

أعتقد أن نظرية الإسلام في المعرفة تتلخص في مراتب:

أولا: المعرفة ممكنة (خلافا لمن ذهب إلى استحالتها .. لم تذكره حضرتك في الكلام .. وهم السوفسطائية :emoti_336:)
ثانيا: المعرفة مراتب، فهناك علم وهناك ظن وهناك شك وهناك وهم وهناك جهل بسيط وآخر مركب
ثانيا: وسائل هذه المعرفة تختلف باختلاف درجاتها فالمعرفة المقبولة بوجه عام (العلم والظن) وسائلها ثلاثة هي: الحس والنظر العقلي والخبر
والمعرفة القطعية (العلم) تختص بأنها لابد أن تنبني على أصول يقينية مثل: الأوليات، والمجربات، والمتواترات، والمحسوسات
والمعرفة الظنية يكتفى فيها بالأصول الظنية كالمشهورات والمسلمات

أما وسائل المعرفة الشخصية كالإلهام والرؤى والكشف ونحوها فلا تثبت معرفة يمكن تقديمها للآخر، واختلفوا في قبولها للنفس، فقبلها الصوفية وردها الأصوليون والمتكلمون

وأما الوحي فهو وإن كان أمرا شخصيا لا يطلع عليه إلا الموحى إليه إلا أنه يقترن بمعجزة حسية يدركها الآخرون فيثبت بها صدق النبي في دعواه نزول الوحي عليه "النبوة"

فهل جوابي صحيح؟

 :emoti_64:

لا يا سيدنا كل من المذاهب التي ذكرتها يعترف بوجود معرفة ظنية ووهمية أيضاً
لكني أتحدث عن العلم الذي هو اليقين فهم أرادوا اليقين و اختلفوا في الموصل له أهو العقل أم الحس أم الروح ...الخ .

أنظر


بين العقل و الحس و الروح

احتار بعض الفلاسفة و المفكرون على اختلاف مذاهبهم في صياغة منهج رشيد يحدد للإنسان طريقة تفكيره حتى لا يقع أسيراً للأوهام التي لا تغني من الحق شيئاً.
و أخذ كل منهم يجرب منهجاً في التفكير عسى أن يسلمه إلى الحق ...






« آخر تحرير: 2009-06-13, 11:08:43 بواسطة أبو بكر »
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
رد: وسطية الإسلام ...حقائق ملموسة
« رد #5 في: 2009-06-13, 11:30:29 »
لقد وقع الفلاسفة في خطأ فادح ألا و هو أنهم استعملوا العقل و الحس و الروح في غير ما خلقت لها هذه الأشياء..
إن العقليين حينما يستعملون الحس في قياس قطر قرص الشمس أو الروح في تعيين حجم و كتلة الأرض فإنهم يجدون النتائج متخبطة لا محالة .
و كذلك الحسيين عندما يستعملون العقل في تحديد وظيفة الكبد أو الرئتين مثلاً  فإن النتائج لا تكون أوفق من سابقتها .
و كذلك الإشراقيين عندما يستعملون العقل و الحس في تعيين نسمة روحانية أو نفحة إلهية فإن النتائج قد تصل إلى حد التناقض .

 لذلك قدح كل منهم في وسيلتين لم يحققا له الغرض المنشود و اعتمد وسيلة واحدة يستعملها في كل معارفه إذ قد صادفت هذه الوسيلة نجاحاً في بعض ما توصل إليه و صادفت أختيها فشلاً ذريعاً لا يقبل معه الثقة فيهما بعد .

هذا هو الخطأ ..

و أما نظرية الإسلام في اعتماد كل من العقل و الحس و الروح وسائل توصل إلى اليقين ..
هو أن الإسلام قد وضع لكل من هذه الأشياء حدوده و حدد له وظيفته التي إذا أداها في مجاله و مكانه توصل إلى اليقين الذي لا شك فيه أما إذا خلط بين الوظائف فإن النتائج ستكون في أغلب الأحيان خاطئة فضلاً عن أن تكون يقينية .  و الله أعلم
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: وسطية الإسلام ...حقائق ملموسة
« رد #6 في: 2009-06-13, 11:47:06 »
جميل   ::ok::

جزاك الله خيرا
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

hema

  • زائر
رد: وسطية الإسلام ...حقائق ملموسة
« رد #7 في: 2009-06-13, 12:56:00 »
متابع..................

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
رد: وسطية الإسلام ...حقائق ملموسة
« رد #8 في: 2009-06-14, 18:39:59 »
بين الفرد و المجتمع

بين حين و آخر تظهر بعض الثورات الإجتماعية التي تكون أشبه بالفوران الناتج من تفاعل العقول المختلفة ..
و يأتي الفوران أو تأتي الثورة مرة في صف الفرد لأن الثوريين قد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت و ظنوا أن حقوقهم قد تاهت وسط المجتمع ..
فترى أبواقاً تدعو إلى تعزيز ملكية الفرد و حقوق الفرد و حرية الفرد حتى ليصبح الفرد يوماً من الأيام هو المشرع و القائد و القاضي و الحاكم و في نفس الوقت هو المشرع له و هو المقود و هو المحكوم ... و ما ذلك إلا لأن الفرد هو كل شيء في كل شيء .

ثم ما تلبث الإنسانية أن تفيق من هذه الثورة حتى تبدأ طبقة إجتماعية أخرى في الظهور نتيجة اضطهاد الفرد لها إذ أن بعض الأفراد قد صاروا طغاة أصحاب نفوذ يملكون الأموال و العباد .
و يبدأ التفاعل ... و تخرج هذه المرة ثورة تدعو إلى حق المجتمع المقدم على حق الفرد و مصلحة الأمة المقدمة على مصلحة الفرد و الملكية العامة المفضلة على ملكية الفرد و يصبح المجتمع المشرع و هو القاضي....الخ و هو المشرع له و المحكوم عليه ...الخ و ما ذلك إلا لأن المجتمع هو كل شيء في كل شيء .

و الناظر إلى هذه الثورات و هذه الاتجاهات يرى أنها حدثت نتيجة المرض النفسي الذي أصاب أصحابها .. و لكن قبل أن أضع نظرة الإسلام إلى الفرد و المجتمع ..سأوضح أكثر عن أي شيء أتحدث أو عن أي الاتجاهات المعاصرة أتحدث ...
« آخر تحرير: 2009-06-16, 19:46:38 بواسطة أبو بكر »
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
رد: وسطية الإسلام ...حقائق ملموسة
« رد #9 في: 2009-06-16, 18:47:23 »
إنها تلك التي تحمل شعارات براقة أوجعت صيحات أهلها رؤسنا بها ..
 حرية الفرد في امتلاك الأموال و استثمارها على النحو الذي يحقق مصلحته الشخصية غير عابئ و لا مكلف بمصلحة مجتمعه أو بعض أفراده الفقراء فيما يعرف بالرأسمالية .
و بالمقابل شعارات أخرى مناهضة لا تقل صيحات أصحابها إيلاماً لرؤوسنا ..
المصلحة العامة و الملكية العامة و نبذ البرجوازية و نبذ الملكية الفردية أصلاً فيما يعرف بالشيوعية .

و الذي كابد كفاح العمال لا يسعه إلا التصفيق للشيوعيين و الذي ذاق لذة المال لا يسعه إلا التصفيق للرأسماليين ..
و كل قد فشل في تحقيق أهدافه فلا الشيوعية حققت العدل للجميع و لا الرأسمالية ضمنت السعادة للأفراد بل ظل الكل في طغيانهم يعمهون ..

فلنعمد إذن لنظرية الإسلام في المال و كيف وازن بين النزعتين في حل وسيط يرضي العادل المنصف :

إنه أولاً قد اعتبر المال كله لله و الإنسان مستخلف عليه فلا يجوز أن يتصرف خليفة الله في ماله إلا بما يحب و يرضى فلا يحق للإنسان إيذاء غيره من عباد الله بماله إلا بأمر منه كالجهاد و محاربة المشركين ..
و إنه ثانياً قد احترم هذا الاستخلاف فكان الاعتراف بالملكية الفردية على أساس أن الله قد استخلف كل واحد على قدر معين من ماله .
و إنه ثالثاً قد احترم حق المصلحة الجماعية في هذا المال فلا يكون الإنسان مؤمناً حق الإيمان إذا بات شبعاناً و جاره جائع ..
هذا شرع الله ..فأين الذين من دونه ؟
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: وسطية الإسلام ...حقائق ملموسة
« رد #10 في: 2009-06-16, 22:23:33 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أبا بكر على هذا الموضوع المهمّ، والذي فيه فسحة من التأمل .

********
وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(229)فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ(230)

في تأملات لي لآيات الطلاق من سورة البقرة كتبت :

وبعد الطلقتين المباحتين،وبعد التجربة في كليهما، لا يبقى مجال لمرة أخرى، لأنّ الأمر أكبر من أن يصبح ملهاة في يد الرجل متى شاء وكيف شاء لعب ولها، وإنما هي حياة،وهي أسرة وهي امتداد لحياة أفراد، وامتداد لحياة مجتمع، وامتداد لحياة أمة، والإسلام دين الجماعة، لا يعيش فيه الفرد وحده ويحكّم هوى نفسه، حتى يصبح طاغية لا يرى لرأي بعد رأيه من وزن،ولا لحكم بعد حكمه من قيمة، وإنما هو دين الحدود ودين النظام، ودين تحكيم شرع الله سبحانه لا تحكيم آراء الناس، وأهوائهم. دين يضع الحدود ويرسمها ويبينها ويضع الأحكام والتشريعات ويحدد معالمها، ويدرس كل حالة، ويراعي كل حالة، ويراعي المشاعر والميولات، ويدعو للحق، في كل أمر فلا يراوغ ولا يداهن، ولا يحتال بالأحكام، وإنما يأتي صريحا قويا واضحا وضوح الشمس، يختار الخير ويضع أسس الخير الصحيح وأسس البناء المتين، ولا يغرّ بالمظهر وإنما يضرب في الأعماق ليَثْبُتَ الأصل ويعلو الفرع في السماء شامخا، لا تهزّه الرياح، ولا تقدر عليه الأعاصير .
هكذا هو الإسلام، لا يطلق للنفس العنان، وإنما يسيّرها وفق منهج ربّاني حكيم يعلم موضع الخير ويعلم موضع الشر، يعلم موضع الصلاح ويعلم موضع الطلاح...
وهكذا في هذه العلاقة المقدّسة، وهذا الرباط المقدّس، ليست المرأة لعبة يلعب بها الرجل، ولم تُخلق لإرضاء نزواته، وشهواته وما يحبّ وما يريد أن يقضي من أوطار، وأنها في ذاتها متاع لا مشاعر له، ولا قيمة إنسانية فيها ترقى لقيمة الرجل، لا بل هي أيضا كيان مخلوق بمشاعر وبأحاسيس، وبإرادة وبحبّ  في نفسها، وبميولات مثلها مثل الرجل، وكما يُراعَى الرجل، تُراعى المرأة، لا يُظلَم هذا ولا يُظلَم ذاك، لا يُدّعى أن الرجل مصدر كل ظلم  ولا أن ّ المرأة مصدر كل شرّ، وإنما كل منهما إنسان ضعيف له ما له وعليه ما عليه، والأكرم بينهما عند الله أتقاهما .
ويوضع الحدّ....وترسم النهاية، من بعد فسحات ، وتوسيعات، وتسهيلات ....في ظلال من القوة والحزم مع ما يكون من الرحمة والودّ والتيسير، وهكذا هو دين الوسطية .يأتي الآن دور الطلقة الثالثة وما يكون بعدها .....

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
رد: وسطية الإسلام ...حقائق ملموسة
« رد #11 في: 2009-06-27, 09:14:28 »
جزاكم الله خيراً أخت أسماء و في انتظار المزيد ..

لعلني نشرتها في مشاركة لي قبل ذلك في موضوع الأخ إبراهيم  n1 و ها أنا أضعها كما هي مقتبسة في مكانها الطبيعي مع بعض التعديلات  :emoti_26:.


بين الماضي و الحاضر و المستقبل

مشكلة ما تعترينا عندما نفكر في لحظتنا فقط دون أن نلمح بعدين في غاية الأهمية ألا و هما الماضي و المستقبل ..
الأمر الذي يجعلنا ندور حول أنفسنا دورة تلو دورة لا نتوقف كالبوصلة التي فقدت جهة الشمال ..
و لكن كيف أفكر في الماضي و كل الحكماء مطبقون على أن التفكر في الماضي مضيعة للوقت لأن الماضي قد حدث و انتهى بل إن النبي صلى الله عليه و سلم يشير إلى ذلك في قوله "و إن أصابك شيء فلا تقل لو كنت فعلت كذا ... فإن لو تفتح عمل الشيطان "
و كيف أفكر في المستقبل دون اللحظة التي أعيشها و جل الحكماء أيضاً مطبقون على أن هذا أيضاً يضيع الوقت الحاضر دونما فائدة ..
و قد أشار إلى هذا أيضاً إسلامنا عندما نهى معتنقيه عن طول الأمل ..

و لكن الأمر ليس على ظاهره .. فإن الماضي و المستقبل لهما من الأهمية في صنع الحاضر ..

فعندما نهينا عن التفكر في الماضي نهينا عن التفكر في جزئية معينة ألا و هي (إمكانية تغيير القدر) لأن ذلك يوقع في المحظور الشرعي كما أنه يضيع الوقت دون فائدة تذكر ..
و عندما نهينا عن التفكر في المستقبل نهينا أيضا عن التفكر في جزئية معينة ألا و هي (حتمية تحقيق المستقبل ) لأن ذلك من علم من لا يغيب عنه مثقال ذرة و إقحام العقل فيه مجهود لا طائل من وراءه ...

لكننا لم ننه يوماً عن التفكر في الماضي لأخد العبرة و التفكر في المستقبل لوضع الخطة و كيف ننهى و قد أرشدنا الله عز و جل لذلك في قوله "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير" و قوله تعالى "  قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ "
و هذا أمر بالتفكر في الماضي لأخذ العبرة .
و قوله تعالى " وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ "
و هذا أمر بالتفكر في المستقبل قبل لقاء الخطر لوضع الخطة لتوقيه .
 و بهذين البعدين (الماضي و المستقبل ) تصنع الخطة في شيء من الخبرة و نحقق حاضراً مليئاً بالعمل النافع  و يقتل الفراغ الضار المهلك . و الله أعلم

  emo (30): 


اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: وسطية الإسلام ...حقائق ملموسة
« رد #12 في: 2009-06-27, 09:42:07 »
جزاك الله خيرا كثيرا  يا أبا بكر على هذا التفكر في جدوى الحياة مع الماضي والحاضر والمستقبل ::ok::، وحقا لا نستطيع أن نعيش دون هذه الأبعاد الثلاثة  emo (30):

أيضا دائما أفكر في جزئية أنّ الغضب لا يكون إلا لله، فهل معنى هذا أن نتقبل كل طريقة للتعامل مهما كانت فظاظتها، أو غلظتها ؟ هل معنى ذلك ألا نرشد من يتعامل معنا إلى أنّ معاملات الإسلام لا يليق أن تكون بوقاحة يلصق بها اسم الصراحة ؟ ألا يعتبر ذلك تقصيرا منا في الدعوة وعدم تعريف بكمال الإسلام ؟؟ ألا يعتبر ترك الأمر على عَوَاهنه تقصيرا منا في التربية؟؟

أيضا في جزئية عدم انتظار الشكر والجزاء من الناس، طبعا هذا منتهى التربية للنفس والرقي بها حتى تتعود أن تعمل بإخلاص تام، وأنا مع هذه النقطة أن يتعود المؤمن العمل دون أن ينتظر أدنى شكر ولا جزاء، ولكن بالمقابل أتحدث عن الطرف الآخر وليس عن العامل بإخلاص  الذي لا يضيره ألا يتلقى كلمات شكر، هل مفيد أن يتلقى الخير دون أن يقابله بأدنى شكر، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله ....
؟؟
حقا الإسلام دين الوسطية وفي الوسطية تكمن عظمته، ذلك أن الجنوح إلى طرف دون الآخر يفسد معناه، ولا نجد بذلك الكمال والشمولية التي هي أهم سماته، فهو دين إذ يرقع أمرا لا يفسد به آخر.....

ولي عودة مع جزئيات أخرى بإذن الله تعالى



غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
رد: وسطية الإسلام ...حقائق ملموسة
« رد #13 في: 2009-06-27, 10:03:52 »
جزاكم الله خيراً كثيراً .. أثرت نقطتين في غاية الأهمية يغفل عنها كثير من الناس ..
فبين الغضب للنفس و اللامبالاه بكرامتها يوجد الحل الوسط في معرفة أن النفس صنع الباري سبحانه و تعالى و للإنسان فيها حقوق و للرب فيها حقوق فأما حقوق الإنسان فهي مفروضة من رب العالمين و قد جعل للإنسان فيها خيارين إما القصاص لها أو التصدق بها و الثاني أفضل من الأول .
و أما حقوق الرب فلا يتصدق بها على كل حال بل يغضب لها و يثأر .
فكان الغضب للنفس على ضربين غضب لحق النفس و غضب لحق الله فالأول لا يذم فاعله و لكن يمدح تاركه و الثاني يثاب فاعله و يذم تاركه .
فليس كل غضب للنفس مذموم و ليس كل غضب للنفس ممدوح . و الله أعلم

اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: وسطية الإسلام ...حقائق ملموسة
« رد #14 في: 2009-06-27, 11:48:27 »
جميل جدا يا أبا بكر

فقط استدراك بسيط
علينا أن نميز بين الانتصار للنفس من الظلم والعدوان
وبين الانتصار للنفس مما نحسبه ظلما وعدوانا، وهو لا يعدو أن يكون خلافا او اختلافا
ففي الحالة الثانية يكون مذموما
فأحيانا تعظم نفوسنا في عيوننا لدرجة كبيرة، بحيث نشعر في أقل كلمة واقل تصرف انه عدوان وظلم ينبغي ان نرده بعدوان مماثل او أكبر...


كذلك علينا ان ننبه دوما ان التسامح ممدوح في حق النفس، ومذموم في حق الغير او في حق الله تعالى.. وقد أوضحت أنت هذا بارك الله بك، ولكنني أحببت ان أؤكد عليه

فقد حصلت لي القصة التالية ذات مرة:
كنا نتكلم عن صحفي يتطاول على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونطالب بفضحه ومقاطعته
فتدخلت فتاة متسامحة جدا لكي تذكرنا بتسامح الاسلام، واستخدمت العبارة التي اصبحت شائعة وموضة هذه الايام (تخيلوا لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم موجودا بيننا اليوم، هل كان سيقاطعه ام سيسامحه؟)

فكان علينا ان نفهمها ان التسامح هو ان تتسامح عندما يشتمها أحدهم او يتطاول عليها
اما التسامح في حق الغير وعرض الغير، فهذا خذلان ولا يمت للتسامح بصلة
والتطاول على جناب الصحابة رضوان الله عليهم تطاول على صاحبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتطاول على الدين


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
رد: وسطية الإسلام ...حقائق ملموسة
« رد #15 في: 2009-06-27, 12:08:11 »
جميل جدا يا أبا بكر

فقط استدراك بسيط
علينا أن نميز بين الانتصار للنفس من الظلم والعدوان
وبين الانتصار للنفس مما نحسبه ظلما وعدوانا، وهو لا يعدو أن يكون خلافا او اختلافا
ففي الحالة الثانية يكون مذموما
فأحيانا تعظم نفوسنا في عيوننا لدرجة كبيرة، بحيث نشعر في أقل كلمة واقل تصرف انه عدوان وظلم ينبغي ان نرده بعدوان مماثل او أكبر...





فعلاً الفرق واضح ..بارك الله فيكم




فقد حصلت لي القصة التالية ذات مرة:
كنا نتكلم عن صحفي يتطاول على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونطالب بفضحه ومقاطعته
فتدخلت فتاة متسامحة جدا لكي تذكرنا بتسامح الاسلام، واستخدمت العبارة التي اصبحت شائعة وموضة هذه الايام (تخيلوا لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم موجودا بيننا اليوم، هل كان سيقاطعه ام سيسامحه؟)

فكان علينا ان نفهمها ان التسامح هو ان تتسامح عندما يشتمها أحدهم او يتطاول عليها
اما التسامح في حق الغير وعرض الغير، فهذا خذلان ولا يمت للتسامح بصلة
والتطاول على جناب الصحابة رضوان الله عليهم تطاول على صاحبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتطاول على الدين




هذه العبارة (تخيلوا لو أن الرسول صلى الله عليه و سلم مكاننا ..) ليس لها علاقة بالحادثة أصلاً لأن تقدير الكلام يكون :(لو كان الشخص المساء إليه مكاننا ماذا سيفعل ؟) و هو سؤال ليس في موضعه إذ أننا ننتصر لله عز و جل و نغضب لأجل أن رسوله يسب .
ألا يرى هذا السائل الفرق الدقيق بين رد النبي على ذلك الأعرابي الذي جبذه بشدة حتى أثر طوق ثوبه في رقبته صلى الله عليه و سلم ،و بين رده على الذي قال له : ما هذه قسمة أريد بها وجه الله ؟  فالأولى كانت مسألة شخصية يليق بالكرام التسامح و العفو فيها و الثانية كانت مسألة دينية تتعلق بالرسالة لا يجوز شرعاً التهاون فيها ...أليس كذلك ؟  :emoti_138:
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: وسطية الإسلام ...حقائق ملموسة
« رد #16 في: 2009-06-27, 13:15:51 »
مثال رائع
بارك الله بك وزادك من فضله
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
رد: وسطية الإسلام ...حقائق ملموسة
« رد #17 في: 2009-08-01, 22:55:41 »
بين تسويد العقل و إهانته ..

ملاحظة : تسويد العقل بمعنى جعله سيداً لا بمعنى جعله أسوداً  :emoti_282:

كعادته يطالعنا الإسلام بدستوره و تاريخه و رجاله على نموذج فريد من الوسطية في التعامل مع العقل البشري (الرهيب المحدود)
و لا عجب فخالق العقل هو الخبير به سبحانه ..ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير ؟!!
و بين المذاهب المحقرة للعقل و المؤلهة له يمسك الإسلام بمنتصف العصا..
حيث يقرر قيمة العقل الذي يميز الإنسان عن البهيمة ثم لا يدع فرصة لوثني أبى إلا أن يكفر بالله فيعبد عقله فقرر أيضاً عجز العقل و فقره .
فالعقل في الإسلام هو الذي يسمو إلى درجة أن يدرك وجود مولاه .. و هو أيضاً الذي ينحدر إلى درجة أنه لا يدرك حقيقة نفسه .
و العقل في الإسلام يمتلك قوة يتحرك بها العالم ..ينهض ..و ينهار .....و هو أيضاً الذي لا يمتلك قوة يهدي بها نفسه إلى طريق الفلاح إن عز الطريق .
و العقل في الإسلام هو الذي يحكم عند الحيرة و يرشد عند التيه ... و هو أيضاً الذي يتوه في عقر داره .

و على المنهج الذي ذكرته قبل ذلك في اول الموضوع  قرر الإسلام قيمة العقل و كيفية استخدامه فلم يكبحه كبح النصارى و لم يطلقه إطلاق الملاحده ..فسبحان من أنزل "فمن اتبع هداي فلا يضل و لا يشقى "
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين