المحرر موضوع: 340  (زيارة 15980 مرات)

0 الأعضاء و 5 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

أحمد

  • زائر
340
« في: 2009-06-13, 02:36:54 »
بسم الله الرحمن الرحيم

في الكشكول،.. في الحكايات،.. ربما ينتهي به الأمر إلى المحذوفات.. الله المستعان

ليكن في الكشكول لئلا يطغى على كلمات الأغاني هناك.. فلا أحب موضوعين جديدين بساحة واحدة!

123 - 340 - 346

340

رقم له دلالة مهمة، سبقه رقم وتلاه آخر، ومازال يستقل هو بالدلالة الأهم بينهما

ومع الصِدِّيق كانت الحياة

وكنا ومازلنا شبابا غضا، تتفتح روحه على الحياة يوما فيوم، وتتعرف نفسه على الدنيا ليلة فأخرى
وكنا ومازلنا نحبو على أول الطريق.. طريق العمل
وكنا ومازلنا نستشرف أبواب المعرفة
غير أن لدينا الكثير، وجعبتنا ملأى

ومن عرف أنه مهما شرب فلن ينقص من البحر شيئا
ومهما أبحر فنهر المجرة ممتدٌ ممرُّه لا ينتهي
كانت كل شربة له بفيه، وكل ضربة منه بمجداف قاربه.. منهل خير يرتوي به ولا يبخل به عمن وراءه، ولا يخفيه عمن أمامه أيضا!

كنا ومازلنا.. تجارب حية، وحكاياتٍ لم تتم
غير أنّا لم نجد أي حرج في تلاوة ما مررنا به من فصول القصة
لاسيما أنّا عرفنا أنها لا تنتهي، وأنّا لن نتجاوز منها إلا كما تجاوز النملة من جبل أشم

لنتابع معا

قصة إنبات قلب
ونمو روح


emo (30):

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: 340
« رد #1 في: 2009-06-13, 10:24:39 »
طيب.. لنتابع
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
رد: 340
« رد #2 في: 2009-06-13, 11:55:22 »
كانت قاب قوسين أو أدنى ...
بذرة بها الحياة لكنها تنتظر التربة و الماء ...
و ها هي قد قدر لها الله أن توضع في التربة الخصبة و أن يأتيها الماء الفرات ...
يا له من مكان ساحر ... لم تكن تضع في الحسبان أن هذا المكان أفضل من عروش الملوك .. و كيف لها أن تعرف قبل أن تدب فيها الحياة ؟

و غرست بالفعل و تسرب الماء شيئاً فشيئاً ... حتى نمت ...و تحورت أوراقها الخضراء .. يا له من سحر ؟
تنظر الآن لنفسها في المرآة و تقول : سبحان الله!! الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .

لكم أحب هذا الرقم  emo (30):  
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
رد: 340
« رد #3 في: 2009-06-13, 12:58:30 »
مع اني لم افهم لب الموضوع بالرقم

و لكن تسجيل متابعة
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

غير متصل غريب الدار

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 210
  • الجنس: ذكر
رد: 340
« رد #4 في: 2009-06-14, 15:05:42 »
مع اني لم افهم لب الموضوع بالرقم


شكله على غرار

ذكريات عنبر 340 أو السجين 340 ..أو العميل 340


 :emoti_282:

و لكنها مقدمة مناسبة جداً على كل حال

أظنه سيتأخر قليلاً ليضيف بقية الموضوع

على كل حال

 متابعون

متشوقون
وهدهداً لو سجدت بلقيس إلى الشمس ....لأيقظ فى قلبى سليمان

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
رد: 340
« رد #5 في: 2009-06-28, 12:37:26 »
عذراً على التأخر ...
فرغم أنني لست صاحب الموضوع .. و لكن لي بالقصة عهد .


مع اني لم افهم لب الموضوع بالرقم


أظنه سيتأخر قليلاً ليضيف بقية الموضوع

على كل حال

 متابعون

متشوقون

فعلاً و سأحاول أن أكمل إلى أن يأتي ..

لا أتذكر تاريخاً لليوم .. ربما كان في فصل الصيف .. ذهب ليضع رأسه على سرير من أربعة أسرة صغيرة بالحجرة .
يااااااااااااااااااااااااااه .... ذلك السرير و تلك الحجرة ...
المهم ..
بدأت عيناه في الذهاب ......و فجأة شعر بنبض غير عادي في قلبه ... ماذا دهاك يا قلب ؟ و يجيب القلب بنبضات أعنف .. و كالعادة ذهب النوم و بدأ الأرق
و قام ليتذكر ماذا حدث و ما الذي أدى به إلى كل هذا ..

و على لسانه بدأ يحكي ماذا حدث :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كنا أربعة ..
تسلمنا غرفتنا في السكن الجامعي ...
و لكننا لم نسكن بعد ..
في ذلك اليوم ... نعم أتذكر جيداً .. بعد أن اطمئننا على كل شيء ذهبنا إلى المسجد .. و هناك ..و جدنا صديقاً قديما كلنا يعرفه ..لكن أحداً منا لا يعرف أنه يعرفنا جميعاً ..
و بعد الأحضان الملتهبة التي كانت تنتظر كلاً منا للتعبير عن شوق لهذا الصديق ... بدأت القصة ...

و القصة لم يكن أبطالها نحن الأربعة - و إن كنت أتمنى لو كان كذلك - بل كنت أنا و واحد من أفراد غرفتنا و ذلك الصديق ..

و للحديث بقية . emo (30):

اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

غير متصل ♥ أرزة لبنان ♥

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1156
  • الجنس: أنثى
رد: 340
« رد #6 في: 2009-06-28, 15:26:52 »
متاابعة

إتحمست كتيير كملو الحكاية  :emoti_282:

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
رد: 340
« رد #7 في: 2009-06-30, 12:12:25 »
يكمل صاحبنا القصة فيقول :

انقضى شهر رمضان ... و بعد أيام العيد الثلاثة (و هذه عطلة عيد الفطر بمصر ) وجدتني أجمع أشيائي لأذهب إلى السكن الجامعي .
و رغم أن الدراسة لم تكن قد بدأت إلا أنني أتوق لهذا الأمر و لا أحب الانتظار .

ذهبت .. و دخلت المبنى ... و على بعد خطوات من الغرفة سمعت صوتاً .. إنه هو .. ما هذا يا إلهي ؟ لم أكن أتوقع أن يأتي في مثل هذه الأيام !!
إنني محظوظ حقاً ..
دخلت الغرفة و إذا بذات الأحضان تتكرر و في كل مرة تزيد لذتها .. و ربما لهفتها أيضاً .

الأمر إلى الآن يبدوا طبيعي جداً جداً  ..
و لم أكن أدري ساعتها أن الأقدار تخبيء لي أكثر من ذلك ... سكن مريح و متعة بين الأصدقاء .. حتى بدا لي فيما بعد أن الأمر أعمق من ذلك ..
أعمق بكثير ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عجمي ... عجمي ...

هكذا كنا نناديه رغم فصاحة لسانه و ياللعجب أن تنادي أفصح أصدقاءك بالعجمي .
و لكن الأمر لا يبدو غريباً إلى هذا الحد حيث أنه قد أطلق عليه هذا اللقب في ملابسات ربما لا يحب أن يتذكرها هو لأسبابه الخاصة و أحب أن أتذكرها أنا لسبب واحد هو أن تلك الملابسات جمعتني به .

أذكر تلك الليلة كما هي .. فبعد صلاة العشاء تقريباً كان الشيخ قد أنهى درسه الأسبوعي ..
و بعد انتهاء الدرس و انصراف الطلاب وقف بعضنا يتحدث في أمر الدرس و أمور أخرى تابعة لذلك ..
و لا أدري أينا قذف به إلى الآخر ...لكن الذي أذكره جيداً أننا التقينا وجهاً لوجه .. و لأول مرة .. رغم أننا زملاء في الكلية منذ عام و نصف تقريباً !!

يالها من ليلة سعيدة .. و الله إنها لمن أسعد أيام حياتي .. أعلم أنه لا يتذكرها بل أنا على يقين من ذلك .. و لكنها كانت نقطة انطلاق حياتي أنا لا حياته هو فلا عجب إن تذكرتها و نسيها هو و أحببتها و لم يعبئ بها هو .

بدأت في التعرف عليه  و عرفته بنفسي و إلى مكان السيارة التي تقل كلاً منا إلى منزله مشينا ..
و في أثناء ذلك استمعت إلى حديثه ... لم يكن بالحديث المؤثر بقدر ما كان بالحديث الممتع ..
آسف سأضطر أن أتركك إذا أتت السيارة .. هكذا قال لي .
و أجبته أنني لن أتركه حتى يتركني هو .

أتراه يتذكر هذا ... لا أظن بل أظنه يتعجب لتلك القصة التي مرت على كل منا و اختزنت في ذاكرته بينما حفرت في قلبي .
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

ماما فرح

  • زائر
رد: 340
« رد #8 في: 2009-06-30, 12:49:34 »

سعيدة جداً بمتابعة الحكاية

ومن العجمي يا ترى

مولانا ؟  :emoti_351:


 
emo (30):

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: 340
« رد #9 في: 2009-06-30, 13:46:30 »
لا تتأخر يا أبابكر بارك الله فيك، فالحديث يبدو ذا شجون

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
رد: 340
« رد #10 في: 2009-06-30, 14:36:33 »
الله المستعان ... بس أنا أتمنى إن أبطال القصة ييجو يكملوها معايا  sad:(
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: 340
« رد #11 في: 2009-06-30, 14:48:10 »
فعلا
كلنا نتمنى هذا

توقعنا ان يجمعكم الصيف عندنا
ولكن .... كأن الصيف فرقنا اكثر
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
رد: 340
« رد #12 في: 2009-06-30, 21:19:30 »
لا تتأخر يا أبابكر بارك الله فيك، فالحديث يبدو ذا شجون

سعيدة جداً بمتابعة الحكاية

 
emo (30):
متاابعة

إتحمست كتيير كملو الحكاية  :emoti_282:
waiting................

جزاكم الله خيراً ..



ومن العجمي يا ترى

مولانا ؟ 

 
emo (30):

 emo (30):


يتابع صاحبنا و قد أفاق من غفوته و من حلمه الجميل على حلم أجمل -بفضل الله و رحمته و جوده -

بعد عودته من السفر كان هناك شيئاً ما ينتظره بل ينتظرنا نحن الاثنين ..
جاء الصديق الذي رأيناه في المسجد ليزورنا .. أو بالأدق ليزوره .. و لكنهم القوم لا يشقى بهم جليس ..
جاء الصديق و جائت معه بشائر الخير .. و رغم زوبعات أتين في وسط الزحام إلا أن بشائر الخير كانت أظهر و أكثر ..
ربما رأينا الأمر في بدايته أمراً عادياً لا يتجاوز حدود الغرفة و المسجد ..
إلا أنه كان أخفى من ذلك فإن الأجسام تفارق بعضها بمجرد انتهاء العمل إلا أن الأرواح تتوق إلى اللقاء ..

و بلقاء الأرواح تتوطد الرابطة و تنموا بذور الحب .. نعم إنها تنموا الآن أمام عيني .. بذور طاهرة تسقى بماء طاهر .. فماذا عسى البلد الطيب أن يفعل غير إخراج نباته بإذن ربه ؟!

جاء الصديق حاملاً باقات أزهار و ورود تنتعش بها القلوب و تنشرح بها الصدور .. جاء الصديق و بيده حبل الود .. حبل الأخوة أن اعتصموا بحبل الله جميعاً و لا تفرقوا ...

و إن كنت قد اصطلحت على تسمية الأول بالعجمي و الثاني بالصديق فسأسمي نفسي بالمحب ... أحب الصالحين و لست منهم ..لعلي أن أنال بهم شفاعة  emo (30):
« آخر تحرير: 2009-06-30, 21:53:33 بواسطة أبو بكر »
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

ماما فرح

  • زائر
رد: 340
« رد #13 في: 2009-07-04, 06:25:26 »

متابعون ..

أحمد

  • زائر
رد: 340
« رد #14 في: 2009-07-08, 09:39:36 »
اسمح لي أخي أن أوقف الاسترسال فيما بدأناه
واسمح لي أيضا أن ألتقط هذه الصورة الحية عساها تكشف شيئا لهم وتيسر عليهم إدراك ما نريد أن نصور

...

صورة بعيدة

جافة

ربما يضيق بها أخي

إلا أني أراها ضرورية

في البداية

..

اقرأوا

ولا تملوا

 emo (30):

أحمد

  • زائر
رد: 340
« رد #15 في: 2009-07-08, 09:42:42 »
مازال لهذا الرقم تدبير لطيف يتلو الدهر أحداثه آنا فآن، ومازالت أسراره تتكشف شيئا فشيئا، ومازال الكثير منها في خزائنٍ لا يعلمهن إلا الله.. وإن كانت نفوسنا مداد هذه الصفحات، وإن كانت جوارحنا أقلامها، وإن كانت أيامنا أوراقها، وإن كنا الكاتب والمكتوب معا، فإن غاية ما نعلمه لا يبلغ معشار ما لانعلمه، وما بدا لنا إلا أقل القليل، وخلف الحجب أستار، وخلف الستر أسوار..!
فلنحوم معا حول هذا الحرم، أطلعكم على شيء مما أرى، وشيء مما أُريت، وشيء مما أذن لي أن أخبر به، أرويه كما خُبِّرته، وأحكيه كما سمعته، ورب مبلَّغٍ أوعى من سامع!
ومفتتحنا لكل هذا جوامد مرت بنا كما مرت بمن قبلنا، وعرفتنا كما عرفت غيرنا، غير أنّا من اختلف!
المدينة
مدينة تضم اثني عشر مبنى ذوات حدائق بينها، وملاعب واسعة، ومطاعم لصرف الوجبات وآخر يبيعها، ومسجدا كبيرا ومصليات صغيرة، وبعض الأكشاك لبيع المواد الغذائية والمكتبية وخدمات المحمول، ومكتبا للبريد ومصرفا للأوراق المالية (بنك)، وعيادة طبية، ومكتبا لإدارة للحرس تابع لوزارة الداخلية المصرية!
يسكنها أكثر قرابة الثلاثة عشر ألف طالب بكليات جامعة الأزهر بالقاهرة، خمسة وعشرون بالمئة منهم من طلاب السنة الدراسية الأولى، وخمسة وستون من المتفوقين بالسنوات الدراسية المختلفة، الحاصلين على تقدير جيد أو جيد جدا على الأقل بحسب نسبة التقديرات لكل كلية، وعشرة من ذوي الحالات الخاصة والمناطق النائية جدا وأصحاب الوسائط وذوي العلاقات الأمنية المشبوهة!!
يُستبعد عن السكن بالمدينة سنويا ما بين الثلاثمئة والخمسمئة من المستحقين للسكن إلا أنهم في نظر إدارة الحرس "خطرون أمنيا" أو "أشخاص غير مرغوب فيهم" ولا يسكت هؤلاء الطلاب وإخوانهم من الذين لم يتقدموا للسكن أصلا أو تقدموا وعميت عنهم عيون الإدارة الكريمة، ومن عرفهم من إخوانهم عامة بالجامعة، فيتظلمون ويشتكون، فلا يجابون، فيعترضون ويعتصمون ويتظاهرون، فيتم قبولهم بمدينة أخرى بعيدة عن هذه ومنفصلة عنها تماما، ثم يتم فصلهم ومن تعاون معهم أياما أو أسابيع من كلياتهم عقابا لهم ونكالا!
تمضي الأيام كما تمضي، فلا تقف الدنيا عند حدث، ولا راد لقضاء سبق به الكتاب!
يمر الفصل الدراسي الأول سريعا مرهقا لا نكاد نحط فيه رحالنا وتنضبط دروسنا حتى تطالعنا جداول الإمتحانات ويملي الأساتذة المقررات لنعكف عقبها على التحصيل قدر الطاقة!
تغلق الجامعة والمدينة أبوابهما بعد انتهاء الامتحانات لتفتحهما من جديد على مطلع فصل دراسي آخر يربو عن أربعة أشهر ذات اعتدال مناخي وهدوء نفسي وتوسط في معدل عجلة الدراسة.
اعتدنا أن نرى ملصقات الإخوان المسلمين مذيلة بشعارهم أو ممهورة بتوقيعهم واعتدنا أن نستقبل قوافلهم وأن نحضر حفلاتهم ومؤتمراتهم ومسيراتهم التي لا يمضي العام حتى نرى منها غير واحد.
نشاهدهم كذلك صبيحة كل أسبوع يجتمعون فيلعبون وينشدون
اعتدنا كذلك أن نشاهد السلفيين يمينا ويسارا فلا نسلم من نصيحة أحدهم ولا نغفل عما يعلقونه من ملصقات، بل استقبلناهم هذا العام غير مرة، ورأيناهم يجتمعون أيضا في الصباح.. يتدارسون ثم يلعبون!
كما كنا نحضر أحيانا أعمال الموسم الثقافي الإسلامي التي تقيمها الجامعة، حيث يحضر يوميا أستاذ بكلية شرعية ليعاود محاضرتنا كل أسبوع في نفس الموعد، مع الزيارات غير المتكررة من بعض الكبار كشيخ الأزهر أو المفتي أو غيرهما
أحداث مر عليها عامان، مازالت أصداؤها بالجامعة حتى الآن.. تغلق المدينة يوميا في تمام الثانية عشرة ليلا، ولا تفتح إلا عقب صلاة الفجر، مع التشديد على الاطلاع على البطاقة الخاصة بالسكن لكل طالب عند دخوله المدينة، مع تشديد الإشراف على عدم تواجد طلاب من خارج المدينة بها.
لكننا نعرف طريقنا، فبوابة نادي أعضاء هيئة التدريس ليس عليها أحد، وهي مفتوحة دائما والنادي ليس عليه سور يحجزه عن المدينة!
حتى أننا آخر هذا العام لما وضعوا حارسا على النادي إما أن نكلمه فيدخلنا أو يرفض فنتسلق السور أمام المركز الرئيس لجهاز مباحث أمن الدولة بمصر!
وهكذا.. ندخل وقتما نحب ونستضيف من نحب، ومواعيد الإشراف معلومة فيغادر الضيف الحجرة حينها حتى ينصرف المشرف إلى حيث جاء.
الطعام لا بأس به، يقدمون لنا خضارا وأرزا كل غداء بجانبه لحما أو دجاجا أو تونة أو بيضا.. جدول نعلمه، بجانب المخللات والخبز والفاكهة أو العصير، ويقدمون وجبة الفطور مع العشاء لضيق وقت الطالب صباحا، وهي خبز وفول وجبن ومربى وخيار أو طماطم أو زيتون ومعهم زبادي أو حلاوة طحينية وأحيانا بيض.
الماء الساخن لا يتوفر طول الأسبوع فيتحينه الطلاب أو نقوم بتسخين الماء في آنية بلاستيكية كبيرة بواسطة ملف سخان يوصل بالكهرباء
نستخدم السخان الكهربي لحاجتنا من الشاي ونحوه، وتسخين الخبز والطعام
نوزع علينا أدوار إحضار الطعام وتجهيز الأطباق وشراء الشاي والسكر ونتعاون في شراء حاجات الحجرة من مكنسة ودورق وسخان ونحو ذلك
نحضر أحيانا أكلات خاصة من بلادنا التي قدمنا منها، وما أشد تنوعها، سواء مجهزة بالمنزل أو نشتريها جاهزة، تكون كسرا لحاجز الملل من طعام المدينة شبه المتكرر وتذوقا لشيء لم نعتده غالبا.
يتميز طلاب المدينة عن زملائهم ممن أقام بمساكن خاصة أو من تقيم أسرته بالقاهرة بأنهم الأقل حضورا للمحاضرات! والأقل تواجدا بالكلية.. المدينة تبعث على الكسل .. ربما، لكن المؤكد أن طعام المدينة يبعث على النوم بعده فورا، ولا يدري أحد لماذا.. وهو أمر استقرأناه بالمدن الجامعية للجامعات الأخرى، فواقتنا عليه!
المعارف بالمدينة كثير، ومن بلاد مختلفة، واللهجات متداخلة، والعادات متباينة،.. الأمر طريف حقا!
الاتجاهات كذلك.. فليس الأمر يقف عند الإخوان المسلمين والسلفيين فحسب..
بل هناك الصوفية، وهناك طلاب الاتحاد المترفون من قبل إدارة الجامعة، وأشعر أن السلفيين ليسوا شيئا واحدا، وهناك غير الملتزم أصلا!
ومهما طالت الأيام تمضي.. فيقترب موعد الامتحانات، وتعلق الجداول، وتملى المقررات، فيشد كل مئزره، ويواصل الليل بالنهار، فالمدينة موطن استذكار رائع!
تبدأ الامتحانات وينتهي من ينتهي وينصرف، نتوادع ونتبادل أرقام الهواتف، ثم لا نلتقي
إلا نادرا
جدا
!
.....
كأنها كلمات طالب أتى وانصرف، مرت عليه مواطن مرت على غيره، ومر عليها كما مر على غيرها، عاش شاهدا كأنه خارج الأحداث،.. طالب هو كثير بين الطلاب، يرسم حالة لا تكاد تحصى،.. غير أنا وعدنا
أن نختلف
كثيرا
!
فكيف كان ذلك؟

غير متصل نور السماء

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 491
  • الجنس: أنثى
  • اللهم فرج كرب المسلمين
رد: 340
« رد #16 في: 2009-07-08, 09:56:03 »
لم افهم كثيراً
لكن متابعة
.
طبيعة التعبير الجميل تشب النار المقدسة فى سرائرنا
فتصهر معادن الجمال من هذه الدنيا وتفرغها فى قوالب حسناء من صنع قرائحنا وألسنتنا ،
أو صنع قرائحنا وأيدينا ، أو صنع قرائحنا وأوصالنا ،
تدعونا إلى الحلول من الكون فى متحف كبير .

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: 340
« رد #17 في: 2009-07-08, 13:28:47 »
فلنحم


متابعون

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*