المحرر موضوع: شذرات للفـــــــهم  (زيارة 7762 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

حازرلي أسماء

  • زائر
شذرات للفـــــــهم
« في: 2009-05-30, 08:55:39 »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في هذا الموضوع سأضع مقتطفات أريدها في جملتها فهما لموضوع ما....
سأحاول جمع هذه المقتطفات ووضعها ومن بعدها سيتحدد المفهوم في أذهاننا بإذن الله تعالى ....

واسمحوا لي أن أبدأ بالمقتطف الأول فيما يلي : emo (30):

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: شذرات للفـــــــهم
« رد #1 في: 2009-05-30, 08:56:33 »
إن الذي يضع خطة الرحلة للطريق كله , هو الذي يدرك الطريق كله . والإنسان محجوب عن رؤية هذا الطريق . بل هو محجوب عن اللحظة التالية . ودونه ودونها ستر مسبل لا يباح لبشر أن يطلع وراءه ! فأنى للإنسان أن يضع الخطة لقطع الطريق المجهول ?!

لسيد قطب -في ظلال القرآن-

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: شذرات للفـــــــهم
« رد #2 في: 2009-05-30, 09:04:31 »
إنه إما الخبط والضلال والشرود . وإما العودة إلى المنهج المستمد من خالق الوجود . منهج الرسالات . ومنهج الرسل . ومنهج الفطر الموصولة بالوجود وخالق الوجود .
ولقد مضت الرسالات واحدة إثر واحدة , تأخذ بيد البشرية وتمضي بها صعدا في الطريق على هدى وعلى نور . والبشرية تشرد من هنا وتشرد من هناك ; وتحيد عن النهج , وتغفل حداء الرائد ; وتنحرف فترة ريثما يبعث إليها رائد جديد .

وفي كل مرة تتكشف لها الحقيقة الواحدة في صور مترقية ; تناسب تجاربها المتجددة حتى إذا كانت الرسالة الأخيرة كان عهد الرشد العقلي قد أشرق . فجاءت الرسالة الأخيرة تخاطب العقل البشري بكليات الحقيقةكلها ; لتتابع البشرية خطواتها في ظل تلك الخطوط النهائية العريضة . وكانت خطوط الحقيقة الكبرى من الوضوح بحيث لا تحتاج بعد إلى رسالة جديدة . ويحسبها المفسرون المجددون على مدار القرون .

وبعد فإما أن تسير البشرية داخل هذا النطاق الشامل الذي يسعها دائما , ويسع نشاطها المتجدد المترقي , ويصلها بالحقيقة المطلقة التي لا تصل إليها عن أي طريق آخر . وإما أن تشرد وتضل وتذهب بددا في التيه ! بعيدا عن معالم الطريق !



لسيد قطب -في ظلال القرآن-

ماما فرح

  • زائر
رد: شذرات للفـــــــهم
« رد #3 في: 2009-05-30, 09:18:05 »
متابعون للشذرات ومتشوقون للموضوع  ::ok::


وفي كل مرة تتكشف لها الحقيقة الواحدة في صور مترقية ; تناسب تجاربها المتجددة حتى إذا كانت الرسالة الأخيرة كان عهد الرشد العقلي قد أشرق . فجاءت الرسالة الأخيرة تخاطب العقل البشري بكليات الحقيقةكلها  



عبارة الرشد العقلي تدفعني لتعليق مع تقديري للشيخ سيد قطب حق قدره - رحمه الله - ولكني أتمنى أن أستوضحها

هي توحي بنوع من التطور العقلي المتدرج من آدم إلى أهل آخر الزمان

وتوحي بأنه كلما سار الزمان باتجاه يوم القيامة كلما زاد البشر ترقياً في العقل والفكر

فهل هناك من أدلة على ذلك؟

هل خصوصية الرسالات السابقة على الإسلام بأقوام مخصوصين تعني انخفاض في الرشد أم تعني انفصال مكاني وحضاري عن غيرهم؟

ثم عمومية رسالة الإسلام هل جاءت موازية لنضج الفكر الإنساني واكتمال العقل البشري

أم تراها جاءت على أعتاب تطور - ظهر فعلياً  بعدها بقرون قليلة ولكن سبق علم الله به - وهو تطور الاتصالات وتحول الأرض إلى قرية واحدة شبه متجانسة يمكن أن تكفيها رسالة واحدة قادرة على مخاطبة أهل الأرض جميعاً بنص واحد

القرآن الذي مس قلب العربي وفهمه ووعاه هو ذاته الذي مس قلب الصيني والياباني والأوروبي والأمريكي والاسترالي فدخل من هؤلاء جميعاً من دخل في الإسلام على اختلاف أماكنهم وثقافاتهم وهو اختلاف صار اليوم اختلافاً شكلياً أكثر منه اختلافاً فعلياً

تساؤل لا تقرير
« آخر تحرير: 2009-05-30, 09:21:48 بواسطة ماما فرح »

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: شذرات للفـــــــهم
« رد #4 في: 2009-05-31, 06:51:54 »
أهلا بك يا ماما فرح نورت الموضوع ::)smile: ....وشكرا لك على ملاحظتك القيّمة،ولكن اسمحي لي أن أضع شذرة من الشذرات على أن أعود مرة أخرى فيها سعة لي من الوقت لأضع ما عندي في نقطتك، فأنا أقتطف مما أقرأ وأضع هنا ،وأقرأ من أكثر من مصدر لعمل بين يديّ يأخذ وقتي emo (30):


وحين ننظر إلى مقامات الرسل - صلوات الله وسلامه عليهم - من أية ناحية نجد محمدا صلى الله عليه وسلم في القمة العليا . وسواء نظرنا إلى الأمر من ناحية شمول الرسالة وكليتها , أو من ناحية محيطها وامتدادها , فإن النتيجة لا تتغير . .

إن الإسلام هو أكمل تصور لحقيقة الوحدة - وهي أضخم الحقائق على الإطلاق - وحدة الخالق الذي ليس كمثله شيء . ووحدة الإرادة التي يصدر عنها الوجود كله بكلمة:(كن). ووحدة الوجود الصادر عن تلك الإرادة . ووحدة الناموس الذي يحكم هذا الوجود . ووحدة الحياة من الخلية الساذجة إلى الإنسان الناطق . ووحدة البشرية من آدم - عليه السلام - إلى آخر أبنائه في الأرض . ووحدة الدين الصادر من الله الواحد إلى البشرية الواحدة . ووحدة جماعة الرسل المبلغة لهذه الدعوة . ووحدة الأمة المؤمنة التي لبت هذه الدعوة . ووحدة النشاط البشري المتجه إلى الله وإعطائه كله اسم "العبادة " . ووحدة الدنيا والآخرة داري العمل والجزاء . ووحدة المنهج الذي شرعه الله للناس فلا يقبل منهم سواه . ووحدة المصدر الذي يتلقون عنه تصوراتهم كلها ومنهجهم في الحياة . . .

ومحمد صلى الله عليه وسلم هو الذي أطاقت روحه التجاوب المطلق مع حقيقة الوحدة الكبرى ; كما أطاق عقله تصور هذه الوحدة وتمثلها ; كما أطاق كيانه تمثيل هذه الوحدة في حياته الواقعة المعروضة للناس .
كذلك هو الرسول الذي أرسل إلى البشر كافة , من يوم مبعثه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ; والذي اعتمدت رسالته على الإدراك الإنساني الواعي دون ضغط حتى من معجزة مادية قاهرة , ليعلن بذلك عهد الرشد الإنساني .

ومن ثم كان هو خاتم الرسل . وكانت رسالته خاتمة الرسالات . ومن ثم انقطع الوحي بعده ; وارتسمت للبشرية في رسالته تلك الوحدة الكبرى ; وأعلن المنهج الواسع الشامل الذي يسع نشاط البشرية المقبل في إطاره ; ولم تعد إلا التفصيلات والتفسيرات التي يستقل بها العقل البشري - في حدود المنهج الرباني - ولا تستدعي رسالة إلهية جديدة .

وقد علم الله - سبحانه - وهو الذي خلق البشر ; وهو الذي يعلم ما هم ومن هم ; ويعلم ما كان من أمرهم وما هو كائن . . قد علم الله - سبحانه - أن هذه الرسالة الأخيرة , وما ينبثق عنها من منهج للحياة شامل , هي خير ما يكفل للحياة النمو والتجدد والانطلاق . فأيما إنسان زعم لنفسه أنه أعلم من الله بمصلحة عباده ; أو زعم أن هذا المنهج الرباني لم يعد يصلح للحياة المتجددة النامية في الأرض ; أو زعم أنه يملك ابتداع منهج أمثل من المنهج الذي أراده الله . . أيما إنسان زعم واحدة من هذه الدعاوى أو زعمها جميعا فقد كفر كفرا صراحا لا مراء فيه ; وأراد لنفسه وللبشرية شر ما يريده إنسان بنفسه وبالبشرية ; واختار لنفسه موقف العداء الصريح لله , والعداء الصريح للبشرية التي رحمها الله بهذه الرسالة , وأراد لها الخير بالمنهج الرباني المنبثق منهاليحكم الحياة البشرية إلى آخر الزمان .


لسيد قطب -في ظلال القرآن-
« آخر تحرير: 2009-05-31, 06:55:28 بواسطة حازرلي أسماء »