إنه إما الخبط والضلال والشرود . وإما العودة إلى المنهج المستمد من خالق الوجود . منهج الرسالات . ومنهج الرسل . ومنهج الفطر الموصولة بالوجود وخالق الوجود .
ولقد مضت الرسالات واحدة إثر واحدة , تأخذ بيد البشرية وتمضي بها صعدا في الطريق على هدى وعلى نور . والبشرية تشرد من هنا وتشرد من هناك ; وتحيد عن النهج , وتغفل حداء الرائد ; وتنحرف فترة ريثما يبعث إليها رائد جديد .
وفي كل مرة تتكشف لها الحقيقة الواحدة في صور مترقية ; تناسب تجاربها المتجددة حتى إذا كانت الرسالة الأخيرة كان عهد الرشد العقلي قد أشرق . فجاءت الرسالة الأخيرة تخاطب العقل البشري بكليات الحقيقةكلها ; لتتابع البشرية خطواتها في ظل تلك الخطوط النهائية العريضة . وكانت خطوط الحقيقة الكبرى من الوضوح بحيث لا تحتاج بعد إلى رسالة جديدة . ويحسبها المفسرون المجددون على مدار القرون .
وبعد فإما أن تسير البشرية داخل هذا النطاق الشامل الذي يسعها دائما , ويسع نشاطها المتجدد المترقي , ويصلها بالحقيقة المطلقة التي لا تصل إليها عن أي طريق آخر . وإما أن تشرد وتضل وتذهب بددا في التيه ! بعيدا عن معالم الطريق !
لسيد قطب -في ظلال القرآن-