بلا عنوان
وبلا تعليق
الكلام صعب جدا جدا
وأصعب منه تحويله لفعل
أما لحظات الصدق والبوح، فلا يمكن ألا تتحول لسلاح يهدد أمننا يوما ما، ولو حتى بمجرد التقريع والتوبيخ في وقت يكون فيه الانسان بأمس الحاجة للدعم والتثبيت ولمن يمسح على رأسه ويشد من عزمه، لا من ينهال عليه بسوط الملامة حتى يوقعه ارضا..
هذا ان كانت للمقربين أهل الثقة... فما بالك ان كانت لمن حسبناهم اهلا للثقة فلم يكونوا...!!
وأما العفو والتسامح فتستطيعه القلوب الكبيرة التي رقت وطهرت وشفّت.... لكن النسيان!!!.... النسيان قضية أخرى....
وأما أن يتحول الدين لمحور لحياتنا، لا جزء منها وحسب، فهذا مطلب غال، ولن تتحقق نهضة الأمة الا عندما يتحقق... ولكن هناك خطوات على الدرب، لا بد ان نخطوها، ونشجع غيرنا على المضي فيها، كل بقدر استطاعته، ونستبق الخيرات، ويتمم كل جيل خطوات من سبقوه، حتى نصل لجيل النصر -إن شاء الله- الذي يعطي بلا من، ويصبر بلا حقد، ويهب حياته وما فيها خالصة لله تعالى...
لولا عماد الدين الزنكي ما كان نور الدين، ولولا نور الدين الزنكي ما كان صلاح الدين الأيوبي، ولولا أمة كاملة بنسائها وشيبها وشبانها الصادقين المتحرقين الذين التفوا حول صلاح الدين، لولد وعاش وقضى نحبه دون أن ينجز شيئا، كما حدث لكثير من العظماء والشهداء والقواد قبله وبعده....
علينا الا نحلم بصلاح الدين الجديد... بل بأمة صلاح الدين التي التفت حوله أولا... لها نسعى.. ولها نعد... خطوة بخطوة... ولا يثبطنا القليل لقلته، ولكن لا نركن إليه ونكتفي به، بل نقبله كدرجة أولى نستند اليها لنصعد نحو الأفضل...
نسأل الله تعالى ان يرزقنا الاخلاص في القول والعمل والسر والعلن، وان يجعلنا فعالين لا قوالين...
بوركتم.