المحرر موضوع: كان ياما كان فى سالف العصر والزمان .....  (زيارة 88653 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

جواد

  • زائر
أختى إيمانيات،

خالتى سيفتاب،

أختى أم و عالمة،

جزاكم الله خيرا على تشجيعكم لى،

بالنسبة لموضوع الكتابة استجابة لطلب القراء فأعتقد انه لا يؤتى ثمارة اذا كان المؤلف قد انهى قصته بالفعل ووضع لها النهاية التى يرضاها،

اما فى حالتنا هنا،

فلقد توقفت على أمل ان أجد منكم من يكمل القصة !

اما وقد تركتم الصفحة بيضاء، فأعتقد أنه ليس أمامى الا أن أشحذ أحاسيسى مرة أخرى وأحاول أن أمسك بالقلم من جديد.

محاولا مرة أخرى أن أعبر عما احسست به فى كتابة هذه القصة ولم أكن قادرا من قبل على الكتابة.

دعواتكم.

غير متصل أم وعالِمة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 724
  • الجنس: أنثى
  • طبيبةمصريةثورية
أنا أيضا من رأي ماما هادية ..
لا يستطيع احد أن يكمل مشوارا بدأه غيره إلا إن عاشه وعاش تفاصيله من بداية المشوار ..
بالتالي لن يكمل قصتك إلا أنت .. :emoti_416:
"من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً "
من يمتلك قوة هائلة .. و رسالة نبيلة .. فعليه تحمل مسؤولية جسيمة ..!

جواد

  • زائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

مقدمة الجزء الأول بعد الأخير،

البعث.

..........

ينال الانسان من هدفة على قدر عزيمته.

لم أستطع التوقف عن التفكير فى جوادى الأبيض الرقيق، ووددت أنه لو عادت الي أحلامى مرة أخرى يبثنى شكواه وأشاركه الآمه.

لكن الخيال يقف عند الموت والبعث يرهبهما ويخشى أن يتطاول عليهما.

لم يرحل الجواد من احلامى الا وقد زرع روحه داخلى، فكأنما امتزج قلبينا فصرنا نشارك مشاعر وأحاسيس واحدة.

تأملت حياتى فوجدتها لا تختلف كثيرا عن حياة جوادى الحبيب،
الا أنه مازال لي قلب ينبض وعقل يفكر ويتعلم.

كان موته بداية لى اورثتنى قلبا شجاعا وعزيمة لا تنكسر مهما كثرت الكبوات وطالت الأحزان والآلام.

اتذكر الآن كيف تشابهت بداية حياة كل منا،
كنت أعتقد أن الأمر سيكون أفضل كثيرا عندما أنال حريتى وأقبل على حياتى أصنعها بنفسى،
تماما كما تطلع جوادى الى حياته بعد سفره.

كانت صدمتى الأولى فى الناس من حولى القريب منهم والبعيد،
وجدت وجوها قبيحة عديدة أكاد لا أقدر على التنفس حينما أنظر اليها،
وجدت مسوخا بلا روح تطعم الذل وتشرب الهوان من أجل العيش والبقاء.

اما من استيقظت داخله شبة حياة، حصر تفكيره فى نفسة لا يعبد سواها.

أعيتنى الحقيقة وأثقلنى حالى وأصبحت غريبا حتى عن أهلى.

لجأت الى أقرب الناس الي أحاول التزود من خبرته ونفسى قد امتلأت تفاؤلا وزهوا بعد ان اصبح لى بداية عقل ناضج
ونفس تأبى أن تكون من اشباه الرجال.

تذكرت جوادى حينما كان واقفا أمام صاحبه يفصح له عما يجول بخاطره ويقطع فى نفسه،
فلم يكن منه الا أن أنكر عليه حاله واتهمه بتفريطه فى عمله بجر العربات وحمل الأثقال.

ولم أكن أحسن منه حالا حينما فعلت ما فعل.

حينها ايقنت أننى صرت وحيدا حقا، رغم ما بقى من اناس تشعل الأمل فى نفوسنا.

تحولت حياتى الى جرعة كبيرة من الألم.. أسترق لحظات السعادة منها فيطاردنى الواقع والحال.

عرفت لماذا أصبح حال الناس هكذا،

لقد خسر المجتمع عقيدته وأخلاقه فهوى فى ظلمة سحيقة ازهارها بغير لون او رائحة.

صرت حبيس نفسى أفتش عن لحظة أتوارى فيها بعيدا عن أعين الناس ونفوسهم،
أحتضن قلبى وأربت عليه فى عطف ومودة حامدا الله على نعمه وفضله.

أيقنت أنه لا فائدة من الافصاح عن حقيقة نفسى حتى لأقرب الناس،
يجب أولا أن أحقق النجاح والسعادة بمقاييسهم حتى لا أتهم بالتقصير والعجز،

لكم هو شعور صعب أن تعيش عالمين مختلفين أحدهما مع المجتمع والآخر داخل نفسك.

تضحك مع الأول وتبكى فى ذات الوقت مع الآخر.

ربما كان الأمر قاسيا بعض الشيء الا أنه الحل الواقعى الوحيد لكل من هو غريب عن هذا العالم.
ومن لا يقدر على الألم، عليه أن يختار بين الواقع الذى يعيش والحلم الذى يتمنى.

.......

انتهت مقدمة الجزء الأول بعد الأخير.

مع موعد بلقاء قريب ان شاء الله مع الجزء الأول.

جزاكم الله خيرا وسلمكم من كل سوء
.
« آخر تحرير: 2007-05-16, 23:16:17 بواسطة ماما هادية »

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا جواد

أيوة كده

حلو أوي مقدمة الجزء الأول بعد الأخير.

جديدة  :emoti_282:

في انتظار الجزء الأول وتعليق أبناء أيامنا على ما أوردته في المقدمة.
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
أستطيع أن أبشرك أنها غربة مؤقتة إن شاء الله

امتحان لمدى صبرك وثباتك وإصرارك...

فإن اجتزتها بنجاح... فسرعان ما ستجد بعض الغرباء من أمثالك


فتأنس بهم... وتكمل مشوارك معهم...


وكل غريب للغريب نسيب

وعندها.... سيعود السلام بين الداخل والخارج، وبين الحلم والواقع
إن شاء الله

عودة موفقة، وبداية مباركة إن شاء الله
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل إيمانيات

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 449
  • الجنس: أنثى
  • " إن مع العسر يسرا"
عزيزي جواد

إحساس الغربة في ظلال سطورك واضح وضوح الشمس

مع أن البعث لا يتماشى  مع الغربة لكن أعتقد أنها تجسد

أفكارك و إحساسك بوجودك ، لقد بعثت من العدم لتشعر بالغربة

و أعتقد أن هذا حالنا جميعا ، مهما أتسعت و أثّرت حياتنا في الحياة

سيظل إحساس الغربة معنا ، سيصاحبنا في دربنا شئنا أم أبينا لأننا بعيد عن موطننا

الأم إرثنا الحقيقي ، جنة الرحمن!



ربما كان الأمر قاسيا بعض الشيء الا أنه الحل الواقعى الوحيد لكل من هو غريب عن هذا العالم.
ومن لا يقدر على الألم، عليه أن يختار بين الواقع الذى يعيش والحلم الذى يتمنى.


لماذا فرضت هذا الإختيار المـُجحف على نفسك و من ثمّ على قرائك!

الواقع و الحلم وجهان لعملة واحدة  ،  الوعي و اللاوعي ، الأرض و السماء

لا أعلم هذا هو شعوري لكن البداية مـُلهمة ، تحث العقل على التفكير


في إنتظار البقية .......
« آخر تحرير: 2007-05-17, 09:06:19 بواسطة إيمانيات »
و السماء رفعها و وضع الميزان


غير متصل hananchirif

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 2
  • الجنس: أنثى
  السلام عليكم  ورحمة الله وبركاته يا جواد :emoti_416:
مقدمة الجزء الأول بعد الأخير جميل جدا جدا جدا
في إنتظار البقية ....... :emoti_149:
 :emoti_257: :emoti_257: :emoti_257:
« آخر تحرير: 2007-05-17, 10:36:23 بواسطة hananchirif »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
  السلام عليكم  ورحمة الله وبركاته يا جواد :emoti_416:
مقدمة الجزء الأول بعد الأخير جميل جدا جدا جدا
في إنتظار البقية ....... :emoti_149:
 :emoti_257: :emoti_257: :emoti_257:

أهلا ومرحبا بك يا حنان في أيامنا الحلوة
سعدنا بانضمامك لنا

والحمد لله أنك أتيت بعد بعث الجواد... فلو شهدت وفاته، لكنت شهدت المعارك التي دارت بسبب تلك الوفاة

بانتظار أن نرى مشاركاتك معنا في بقية المواضييع

وبانتظار ما يجود به قلمك يا جواد
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

جواد

  • زائر
جزاكم الله خيرا أخوتى فى الله ويسر لكم أموركم فى طاعته.

مرحبا بأختنا الكريمة حنان، وأرجوا أن يطيب لكم المقام فى منتداكم.

وللحقيقة أنا أيضا بإنتظار الجزء الأول بعد الأخير !
« آخر تحرير: 2007-05-19, 03:26:18 بواسطة جواد »

جواد

  • زائر
قريبا ان شاء الله،

الجزء الأول بعد الأخير.


التحدى
.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
قريبا ان شاء الله،

الجزء الأول بعد الأخير.


التحدى
.


بالتوفيق إن شاء الله
ونحن بالانتظار
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

جواد

  • زائر
بسم الله الرحمن الرحيم..

الجزء الأول بعد الأخير،

.... التحدى ....


يتعامل قلب المؤمن مع القدر كجزء من ايمانه، بل ان الرضى عن قضاء الله وقدره غاية لا يصل اليها الا من حسن ايمانه وصدق يقينه.

ومنذ ان مات الجواد الأبيض فى حلمى وانا أفكر طويلا بأمور القدر،
كثيرا ما أشعر انه لم يكن حلما وأن ما رأيته هو انعكاس لصورة قلبى التى تتقاسم الكثير مع جوادى الأبيض.

لكن حكاية الأقدار لا تنتهى،
والملاحظ انه حين يأتى ذكر القدر أمام الناس تتبادر الى أذهانهم صور محدودة كحوادث الطرق أو الغرق أو غيرها مما يعزونها الى الأقدار،
لا أدرى كم من الناس يفكر فى حياته ويرى القدر يحرك كثيرا من الأشياء التى يحسبها الإنسان مبعثرة وبلا معنى،

الناس مع الأقدار لهم شأن عجيب، فمنهم من يتخذه عدوا يلقى عليه بكل أسباب تعاستة وفشله،
ومنهم من يتعامل معه على انه لا وجود له ويحاول اقناع الآخرين بذلك، كهؤلاء من مخرجى السينما الغربية،
ومنهم من يتعامل مع القدر بالواقع والتسليم لما فوق طاقته وارادته فتارة يثور عليه وتارة يستسلم له وتارة أخرى يدعى صنع قدره بنفسه،
اما النوع الأخير،
فلا نراه الا فى المسلم الحق الذى يؤمن بالقدر من منطلق ايمانه بالله وقدرته وبالإختبار الذى يعيشة فى الدنيا،
فنراه عند الشدائد صابرا محتسبا راضيا غير معترض، لا يركن عن الأسباب ولا يعترض على النتائج،

دققت فى الأمر فوجدت ان هناك شق ممن اسكنوا حب الإيمان قلوبهم وجعلوه غايتهم التى يحيدون عنها
يتعاملون مع القدر بأسلوب مختلف، وكأنما هى رسائل ربانية تقودهم وترشدهم وتمحصهم وتبشرهم، وما عليهم الا أن يحسنوا قراءة الرسالة.

أحيانا كثيره المس حقا كيف ان حياة المرء قد قدرت من قبل فى الكتاب بعلم الله الواسع المحيط،
كيف جئت الى هذا المكان بالذات والى ماذا انتهى اصحابى الذين شاركونى نفس الطريق كما نرى فى ظاهر الأمر؟
لماذا عرفت هؤلاء ولماذا حدثت مشكله هنا ولماذا هذا التوقيت بالذات؟؟
لماذا نجحت فى ذاك الشئ وأخفقت فى الآخر، لماذا شعرت بالحزن ولماذا أحسست بالغربة؟

حين انظر الى كل هذا أجد نفسى وقد أبصرت شيئا اسأل الله ان يكون خيرا وتمكينا بطاعته ورضاه لا استدراج ولا اغترار،
لكن النفس لا تهوى الأهوال وتنفر من الشدائد ولا تريد تحمل الأحزان والآلآم،
تكتوى من كل ما تبغض وتثور على كبح جماحها،
تظل تحلم وتتخيل وتتمنى وترغب حتى اذا ما أفاقت أيقنت ان الأمر مرده الى الله ولا عليها منه الا السعى فقط.

شعرة بسيطة جدا تفصل التوكل عن التواكل،
والكيس هو من يجعل دائما ميزان العمل نصب عينيه يحاسب نفسه دائما، لا يلتمس الأعذار بقدر ما يقف على حقيقته،
لا يخشى من مواجهة نفسه مهما حملت من قصور وضعف،
ثم عليه الا يفسد الأمر بسوء تقدير الدواء.

حينما راجعت حياتى كنت أعجب دائما لماذا لم انتهى بعد كل مواقف الضعف التى مررت بها،
كيف أخرج منها ثم أعود بفضل الله وقد أيقنت انه لولا قدر الله ورحمته لكنت الآن اسوأ حالا،
حتى فى الأمور التى كنت اتمناها فيحدث النقيض منها وتنقلب الأحوال وتتشح بالسواد كما كنت أتخيل،
ثم لا ألبث ان اشكر الله على انه قدر لى حالى كما انا.

بل ان أكبر التغيرات التى أثرت فى حياتى كانت بعد موقف ضعف شديد ظننت للحظة انه النهاية،
وبعدها أحسست ان حياتى الحقيقية بدأت من هذا الضعف الشديد، وبت أحمد الله ان قدر لى بفضله هذا التغير الكبير.
والضربات التى لا تقصم الظهر تقويه.
والمسلم لا ينقصم ظهره وفى قلبه ذرة من إيمان.

وليت الناس تتعامل مع الأقدار بشفافية ووضوح،
ليتهم يتركون القوانين التى ابتدعوها ويتعلموا حقا من الأقدار،
ليتهم يفكروا ولو للحظه واحده فيما يبعثه الله اليهم من رسائل لو اعتنموها لتغيرت كثير من أحوالهم،
الا أن الإنسان يحبس نفسه داخل شرنقة ضيقة يخشى ان يخرج منها حتى ولو الى بيت كبير واسع،
ربما الخوف من التجربة واحتمالات الفشل، وربما هى دعة النفس ورهبتها من التجربة وأخذ ذمام المبادرة،
وربما الخوف من المجتمع والناس، اسباب كثيرة جدا، الا أنها تنتهى فى أغلب الحال الى نفس النتيجة تقريبا..

العز بن عبد السلام يفهم رسالة القدر ويعمل على رعاية قطز العبد البسيط الذى اشتراه من السوق لما رأى فيه خيرا،
وأحسب ان حسنات قطز تصب فى حسنات من رعاه،
بل ان قطز نفسه كانت حياته كلها تدبيرا من الله وقدرا قد كتبه وأنعم عليه بفهمه وحسن التوفيق اليه.
ترى لو نظر العز بن عبد السلام الى قطز نظرة العبد فقط وسجنه فى هذا القالب أكان سيكون مخطئا؟
بل لعل البعض قد لامه على انه يؤثر قطز على ابنه العاق،
ترى كيف كان ينظر المجتمع الى رجل يولى عبدا عنده هذه الرعاية ويحابيه بالمودة اكثر من ابنه الذى من لحمه ودمه ؟

نفس التساؤل يطرح نفسه فى عالمنا، من منا عنده قدرة على مواجهة الناس والمجتمع بشجاعة ليعلن اختلافه عن نهجهم ومعتقداتهم؟
لماذا علينا دائما أن نقتل البراعم فى مهدها بدلا أن نوليها رعايتنا؟
لماذا أصبحنا ننساق وراء قواعد المجتمع رغم معرفتنا بفساد معظمها؟
لماذا لا نفكر فيما تصنعه الأقدار بأمثلة من حولنا كل جريرتها أنها مختلفة عما ألفته مجتمعاتنا؟

واذا نظرت الى ما افتقدته فى صغرى وصباى أشعر بوحشة واشتياق وألم شديد من جرح عميق،
أشفق على قلبى الدامى ثم لا ألبث أن أتفكر فى حكمة الله ان أكون هكذا،
وكأن القدر يأبى الا أن يدفعنى فى طريق بعينه،
وتحدثنى نفسى بأننى أدفع ثمنا باهظا وأنه رغم سموا الغاية فإن النهاية غير مأمونة العواقب،
اتألم كثيرا حين أجد نفسى فى خانة الفاشلين فى حكم المجتمع،
واتألم أكثر حين أعرف أننى أحرم من أمور قد تاقت اليها نفسى ثم رفضتها حين أيقنت أن المجتمع اذا أعطانى اياها على حالتى هذه
أعطانيها متفضلا لا مستحقا لها.
فإذا ما حدث صدام أو تغيرت النفوس قليلا كان المن بما كان منها من عطاء،
وكيف بنفس عزيزة ان ترضى بشئ يظن صاحبه انه يضحى ويتفضل بها عليها، حتى وان كان هذا الظن من صنع أفكار المجتمع لا أكثر.

كلا، من له هدف بعيد المدى عليه ان يمشى فى طريقة غير مبال بوعورة الطريق وبعثرات نفسه مالم تفضى الى قنوط أو يأس.
واذا قبلت التحدى فلا ترجع نفسك دونه الا بإحدى الحسنيين، وما أوهن مطالب النفس وأمانيها ان بذلت من أجل ايمان يمن الله به عليها.

اسأل الله أن يرزقنا بصيرة المؤمنين وعزيمة الأنبياء والمرسلين والسير على درب محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه أجمعين.



جزاكم الله خيرا كثيرا.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك



مادمت هنا... فالله أرادك أن تقف هنا... لأمر ما... فلا تندب حظك، وفكر... ماهو الدور المطلوب منك.. وابذل غاية جهدك في أدائه...
وإن وجدت معوقات... فاعلم أن من أوقفك هنا يعلم هذه المعوقات... فماذا أعطاك لتجتازها، أو لتلتف حولها... انظر حولك وتأمل جيدا...
واستعن بالله... وانطلق..
هكذا تكون عبدا صالحا..
وهكذا لا يعرف اليأس إلى قلبك طريقا..


رسالة رائعة يا جواد
بارك الله بكم... ووفقكم لكل خير...
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ

رائعة بالفعل يا جواد

وبالفعل،كلما مر أمامي شريط حياتي وتذكرت كم المرات التي تحول فيها طريقي، أستشعر هذا المعنى وأشكر الله وأحمد فضله على أقداره.
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

ماما فرح

  • زائر

 :good:

 ::ok::

كلما دار الحديث عن القدر أو الابتلاء أجدني أتذكر حياة موسى عليه السلام

اسمحوا لي أن أضع هنا كلمات كتبتها يوما في مكان ما


اقتباس
في الأمر حكمة وفكرنا قاصر عن إدراك مراد الله ولكنه بفضله أكرمنا بعلامات تنير لنا الطريق

وليست الحكمة من الابتلاء هي الاختبار فقط هل نشكر أم نكفر..
وليست فقط تكفير للذنوب ورفع للدرجات
وإنما أحياناً تكون نوعاً من التأهيل لمهمة أو لمرحلة مختلفة في حياة المبتلى..
فالإنسان لم يأت الدنيا ليتنعم وإنما ليعمل

انظر مثلاً لابتلاء الله لنبيه الكريم كليمه موسى
نشأ موسى كأمير فرعوني منعم في قصر ملك مؤله
هل تتخيل النعيم الذي كان يرفل فيه؟

ثم ماذا حدث ؟
فجأة يتبدل حاله ظاهرياً إلى الأسوأ من وجهة نظر كارهي الابتلاء
فها هو يتهم بجريمة قتل ويفر خائفاً يترقب وحيداً ليقطع صحراء سيناء ماشياً على قدمه ثم يتبدل الحال قليلاً فيكرمه الله برجل صالح نبياً كان أو لم يكن .. فيزوجه ابنته ويستأجره لرعي الغنم..

هل تتصور أن تتحول بين يوم وليلة من أمير منعم في قصر من الذهب والأحجار الكريمة إلى خائف هارب ثم إلى راعي غنم؟

هل هناك حكمة من ذلك؟

أظن والله تعالى أعلم - نعم بكل تأكيد كانت هناك حكمة جليلة من ابتلاء موسى

لو تأملت النصف الثاني من حياة موسى عليه السلام لرأيت الإجابة مسطورة أمامك بكل وضوح

هرب موسى خائفاً وقطعه صحراء سيناء كان تمهيداً لمهمة مماثلة سيقوم بها وهي الخروج ببني اسرائيل من مصر
التجربة الأولى التي نظنها ابتلاء كانت نعمة وتعليم لموسى سينفعه عند خوض التجربة الحقيقية - مهمته في إخراج قومه من مصر
والخوف في التجربة الأولى كان تدريباً على تحمل واستيعاب الخوف والفزع في التجربة الحقيقية عندما يطارده فرعون بجيشه

وحياته لعشر سنوات كراعي غنم يعيش على الكفاف هيئته لتحمل مشاق الدعوة ومشاق التعامل مع أسوأ النماذج البشرية على الإطلاق : فرعون الطاغية مدعي الألوهية .. واليهود

وحياته في الصحراء خارج قصر الفرعون سمت بنفسه بالوحدة والتفكر والتأمل في كون الله حوله وهيأتها لاستقبال الوحي والرسالة

ماذا لو ظل موسى أميراً فرعونياً منعماً ؟
هل كان سيتمكن من التعامل مع اليهود أسوأ عقلية عرفتها الأرض ؟

ولو نشأ من البداية كواحد من بني اسرائيل المستعبدين .. هل كان سيمكنه مواجهة الفرعون بصلفه وغروره وهيبته عندما يذهب إليه رسولاً من رب العالمين؟

النعمة في حياتنا لحكمة
وكذلك الابتلاء لحكمة

إن أردنا الفهم.. فلنتوقف عن الشكوى والتذمر ولنبدأ في التعرف من جديد على ... نعمة الابتلاء


غير متصل إيمانيات

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 449
  • الجنس: أنثى
  • " إن مع العسر يسرا"
يا سلام  ::ok:: يا جواد إذا كل إنسان يفكر بالطريقة دي سيصبح الجميع سعداء ::)smile:

صحيح يا ماما فرح من أجمل القصص القرآني المـُعبر عن حكمة القدر

قصة حياة سيدنا موسى و قصته مع سيدنا الخضر عليه السلام أيضا

و قصة سيدنا يوسف عليه السلام ، تخطيط  القدر و حكمة الله  التي تخلق من

كل موقف عصيب و إبتلاء نجاح و نصر ساحق!

دائما كنت أفكر و أعوّد نفسي حتى و أنا طفلة أن أبتهج بكل ما يصيبني

أمي رحمها الله نصحتني بذلك و مع مرور السنين أدركت كم مرة وقفت عند عسر

أصابني و أهل بيتي أحاول أستخرج منه الأشياء الإيجابية التي يحتوي عليها في باطنه.

كنت أجد السلوى و الصبر و بعد فترة ينبثق أمامي نبع جديد  أغترف منه الخير الكثير ،

يتبدل الحال من عسر إلى يسر و الظلام إلى ضياء و يولد الفلاح و الصلاح من قلب

الألم و المعاناة و الإبتلاءات ، ظاهره مشقة و كرب و غمّ باطنه عطف و رحمة و كرم كبير.

ما يجتهد به الإنسان  هو الصبر و العمل يجتهد بهما ليبدل الله من حال إلى حال !
« آخر تحرير: 2007-10-01, 18:00:58 بواسطة إيمانيات »
و السماء رفعها و وضع الميزان


جواد

  • زائر

بارك الله بكم أخوتى الكرام وجزاكم الله خيرا كثيرا...

اسأل الله أن يوفقنا فى ميدان العمل كما أنعم علينا فى ميدان القول..

جواد

  • زائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

قريبا بإذن الله ..

الجزء الثانى.

"زفرات"

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
هذا يعني الجزء الثاني بعد الاخير
أليس كذلك  :emoti_17:

في الحقيقة لك طريقة غير مسبوقة في تصنيف فصول قصصك وأجزائها  :emoti_138:

بالانتظار

 emo (30):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*