موضوع مهم ياسارة
لو سمحت لي أدخل للموضوع بالعكس
افترضي أن عندك اختبار غداً ولم تذاكري شيئاً مطلقاً
وماما سألتك عما بك ولكنك لا تريدين الكلام مع أي أحد وتريدين الانفراد بنفسك
حاولت ماما معك ولكنك أخبرتيها أنك تريدين الجلوس وحدك الآن
فتركتك ماما احتراماً لرغبتك وذهبت
هنا سيحدث شيء من اثنين
1- ماما جلست في حجرة أخرى ولكنك تشعرين أنها قلقة عليك وتتمنى أن تفعل أي شيء يريحك ويخرجك من حزنك وبين وقت وآخر تأتي لتحضر لك طعاماً أو فاكهة أو تتعلل بالسؤال عن شيء لتتكلم معك قليلا في أي موضوع مبهج لعلك تخرجين من حزنك
وقد تكلمك بشكل عام في أن أي مشكلة ممكن يكون لها حل أو أنه إذا كانت الأحزان قديمة ومضت فلا داعي لأن نفكر بها ولنفكر في الأشياء التي عوضنا الله بها وفي نعم الله علينا كالصحة والستر والأسرة وغير ذلك
هنا ماما تركتك كما طلبت ولم تلح عليك في السؤال عما يضايقك ولكنك تشعرين بحنانها واهتمامها ودعمها غير المباشر لك
وهذا بالتأكيد سيشعرك ببعض الراحة
2- ماما جلست في حجرة أخرى تشاهد التلفزيون أو تتحدث مع صديقة على الهاتف وتضحك أو ذهبت لأداء أعمال البيت الروتينية وشعرت أنها نسيتك تماماً وأنك لا أهمية لك عندها إطلاقاً
هنا ماما تركتك كما طلبت ولكنك تشعرين بالإهمال وبالحاجة إلى أن تشعرك بحنانها واهتمامها من بعيد دون أن تفتح معك الموضوع الذي يضايقك لأنك لا تريدين الكلام فيه
هل رأيت الفرق بين الحالتين ؟
هذا - فيما أظن - ما قد يحتاجه الآباء والأمهات من الأبناء
بر الأبناء بهم وصبرهم عليهم والإحساس بهم ودعمهم بشكل غير مباشر دون أن يضطروا لطرح المشكلة أمام الأبناء ودون أن يعلنوا ضيقهم ورغبتهم في الانفراد بأنفسهم
هذا قد يريحهم بعض الشيء ويشعرهم بنعمة الله عليهم إذ وهبهم أبناء متفهمين ودودين بررة فيخفف عنهم الأحزان