المحرر موضوع: عن متعة الكتابة إليك لا أستطيع الوصف  (زيارة 23813 مرات)

0 الأعضاء و 4 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

أحمد

  • زائر
بسم الله الرحمن الرحيم

هذه رسالات أينعت على ضفاف الحنين، وأثمرت بين روابي الإشفاق، وتغذت بماء المحبة الخالصة في الله ولله

كانت منا بثا، وكانت لهم ودا، ثم صارت لكل منا معنى جميلا نتفيؤه حين حين


emo (30):

أحمد

  • زائر
أتساءل كثيرا هذه الأيام.. لماذا تبدو صورتك بمخيلتي شديدة الوضوح؟ لماذا أراني كأني أراك أنت أنت.. بقامتك المتميزة، وجهك الباسم، صوتك الذي أشعر كأني أسمعه كل يوم غير مرة، حركاتك، انفعالاتك، هزلك، جدك،.. أرى كل هذا وكأن تلك المسافات التي بيننا قد تلاشت أو لم يكن لها محض وجود أصلا أو كأن صحبتنا قد طوت من الزمان عشرات السنين، أو من الدنيا مئات المواقف وآلاف الأحداث!
أعود لرشدي وأقول لنفسي مهلا! عن أي صحبة تتحدثين؟ وأي رفقة طال عمرها أو كثرت أحداثها بوسعها أن تفعل شيئا مما هو كائن الآن وقد وصفتِ طرفا منه؟
إنها قلوب المؤمنين حين تلتقي على طريق وعرة شاقة، فيشملها الرحمن فتصبح كسرب طيور ضعيفة هاجرن مع مطلع الشتاء من أقصى بلاد الشمال بحثا عن بصيص دفء وشيء من راحة، وما يقوى قلب طائر منهم أن يقطع المسافة وحده، فتآخوا حتى صار الجميع كأنما يخفق بقلب واحد، ويصفق بجناحين اثنين فقط!
ومثل هذه الوحدة لا يصنعها طول الصحبة أو كثرة البلدان بل ربما لا تكون غايتها إلا زيادة الوهج اشتعالا والنار حرارة، أما وحدة القلوب فقد بدأتها وحدة الأهداف ووحدة العقيدة والإيمان.. فليس لنا سوى هذا من طريق، ولا بعد الله غاية!
... أبعد كل هذا أسأل كيف لي أراك معي دائما؟.. ما أرانا بأقل حالا مع الله عن هذه الطيور مع ما تبحث عنه في طريق هجرتها!

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
جميل  emo (30):
بارك الله بك
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل nader

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 245
  • الجنس: ذكر
  • _ _ ( وربنا الرحمن المستعان على ما يصفون ) _ _
قرأتها من قبل لكن هنا لها مذاق أيامنا الحلوة الخاص  emo (30):

تشبيه جميل لعلاقة أجمل ..

Now I’m alone filled with so much shame

For all the years I caused your pain

If only I could sleep in your arms again

Mother
.. I’m lost without you



You were the sun that brightened my day

Now who’s going to wipe my tears away

If only I knew what I know today

Mother..  I’m lost without you





غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
جميــــل جدا   ::)smile:
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

أحمد

  • زائر
جميل  emo (30):
بارك الله بك

هل يتعدى بارك بالباء؟!!
وبكم!
emo (30):

قرأتها من قبل لكن هنا لها مذاق أيامنا الحلوة الخاص  emo (30):

تشبيه جميل لعلاقة أجمل ..

أيضا أنا كتبتها من شهور، وطبعتها، ولكن مذاق نشرها وقراءتها على هذه الصفحات خاص!
سبحان الله
ربما لو تغاضينا عن المدح الزائد، والتبكيت المبالغ فيه، لعرفنا هذا السر
فالحياة بين القلوب الطاهرة نعمة لا تقدر

emo (30):

جميــــل جدا   ::)smile:

جزاكم الله خيرا

أحمد

  • زائر
كأنني لا أعيش وحدي. معنى قد تعجب له كثيرا، وسيعجب معك آخرون، وحق لكم..، فمن منا يعيش وحده؟ بل من هذا الذي يظن أنه يعيش وحده ويتأصل ظنه لديه حتى إذا دارت به الأيام دورتها خيل إلبه فقط أنه عكس ذلك فقال "كأنني لا أعيش وحدي" ويبدو الأمر كأنه مازال متشككا مما بات يشعر به مؤخرا، أعني: أولئك النفر الذين حوله، وكيلا أوغل بكم في أعماق الاندهاش أكثر، فلاشك كل حي يشعر بمن حوله بطريقة ما، فإما يراهم أو يسمعهم، أو يحتك بهم، أو حتى تصل أنفه رائحتهم، أو يبلغه منهم طعام أو شراب، أو يدركهم بكل هذه الحواس معا إن كان صحيحا معافى على معيار البشر ومداركهم، وبقدر هذا الإحساس فلا ينكر مخلوق أن ثمة مخلوقات تعايشه عالمه وتساكنه أرضه وتشاركه سماءه، غير أن علماء الإسلام قديما فصلوا القول في النفس البشرية فادعوا أن لها حواسا ظاهرة هي الخمسة التي نعرف، وأخرى باطنة.. وأيا ما كان تفسيرهم لهذه الحواس الباطنة فإن ما يعنينا حقا هو اعتبار أن هناك حسا وراء الحس، وشعورا وراء الشعور، وإدراكا فوق الإدراك، يهمنا أن نقف موقفا جد خطير، هو محور رسالتي هذه ولبابها، مفاده أن وقوفنا على معايشة الناس طعامهم وشرابهم، وإدراكهم على نحو لا يختلف كثيرا عن إدراكنا لصخرة بجبل أو حيوان بغابة، ليس هذا ما يصح انتهاء النفس الإنسانية عليه، بل لابد من إعمال حواسنا الباطنة إعمالا يجعلها تدرك أن ثمة موجودات حولها، فتجزم نفوسنا القول: "حقا، لا أعيش وحدي!"
إن عاقلا رأى صخرة صماء تفوق قامته تعترض طريقه أو تحول دون هدفه ثم استمر في سيره متعاميا عنها غير معتبر لوجودها، لحري بنا أن نعيد النظر في بقاء اتصافه العقل، وبقاء شيء من الحكمة لديه، وهكذا.. فحري بكل عاقل تحسست نفسه إخوانا له في هذه الحياة، يشعرون كما يشعر، ويفكرون كما يفكر، ويحبون كما يحب.. ويكرهون أيضا كما يكره، يتمنون كما يتمنى ويمضون في حياتهم كما يمضي، حري به أن يؤدي واجبه نحو نفسه معهم، يحسن كسبهم لمصلحته، ويتقن توجيههم لما يريد، ويتعلم كيف يأخذهم لما يحب، فإن كان عاقلا حقا، فهو مؤمن بالله تعالى يقينا، مصلحته مرضاة ربه، ومراده شرع الله حيث أمر وحيث نهى، وهواه ما يحب الله ورسوله.
إننا نعيش في دنيا يعيشها معنا كثير غيرنا، قلوب وعقول ونفوس.. عاطفة وفكر وزمام يقودهما، ومن اجتمع بفرس في حلبة واحدة إما يسوسه هو، أو يدوسه الفرس، ويأبى الحر إلا أن يكون عليا!
إن مهمة الدعوة إلى الله لتعود بالنفع على الداعي قبل المدعو، وليست إلا أداء واجب علبنا، لا فضل ولا عطف منا على أحد، والواجب أن نحترق فيها نجاة بأنفسنا قبل أن نعتبرها نجاة لغيرنا.
هذا خلاصة ما استفدت منك، فاسمح لي أن أهديك إياه، وأقول: جزاك الله خيرا.
فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
اقتباس
وليست إلا أداء واجب علبنا

لا نريدها هكذا  emo (30):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

أحمد

  • زائر
اقتباس
وليست إلا أداء واجب علبنا

لا نريدها هكذا  emo (30):

لعله وجوبا بالمعنى العام، فالمراد به نفي أنها تفضل وتطوع، وذلك يحتمل أن أداءها منا يكون لإسقاط الواجب وكفى، وهو ما لا نريده، ويحتمل أن يكون أداؤنا لها أداء محب يسقط الواجب ويجبره بالنوافل.

المهم أنها أولا وآخرا لا تقل عن حالة اللزوم. وهذا هو الوجوب العام، أو "الإمكان العام" لو أردنا الدقة

 emo (30):

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
نعم هكذا

فتح الله عليك وعلينا

وحققنا بالصدق
  emo (30):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

أحمد

  • زائر
هل جربت أن تشتهي طعاما فتحضر مكوناته وتجهز أدواتك ثم تجلس متأملا مطبخك وهو على هذه الحالة فيأخذك الخيال في مذاق هذا الطعام إلى أن تظل ساعات ولم تفعل شيئا، فإذا ما انتبهت أخيرا إذا بك كأنك قد امتلأت منه حتى لا تستطيع أن تعد منه شيئا الآن؟!!. ربما وقع هذا لك ولو في شيء شبيه وليس بالضرورة أن يكون طعاما، فربما تاقت نفسك اللهو واللعب فتجهزت وجمعت إخوانك وأعددتم العدة وما أن بلغتم ملعبكم إلا ورحت في شرود مماثل حتى أفقت على أنك قد اكتفيت اليوم لعبا، وفي الحقيقة ما تحركت من مكانك مذ أتيت قيد شبر؟
أن يقع مثل هذا ليس غريبا جدا، لكن الغريب حقا أن يتكرر  كل مرة تقبل فيها على ذات الشيء!. والأكثر غرابة أن يقع لك هذا في أمر أنت تحسنه، بل لا تكاد تُبارى فيه!.
كثرت غرائبنا اليوم، ولكن لا تعجب فلست أحكي ضربا من خيال، أو أفترض ما ليس بواقع، بل ما عنيت بشيء من تلك الأمثلة السابقة إلا حالي حين أتجهز للكتابة إليك، فعلى مدار ليلتين مضتا، وطيلة يومين فاتا، ولا ترى عيني غيرك، ولا يهفو قلمي إلا للكتابة عنك أو إليك، ولا تسل عن كم ما أتاني من خواطر، وما اجتمع لدي من أفكار، ثم ما أن أجتمع عليّ وأخلو برقعتي وريشتي ودُواتي وأستلهم خواطري وأستجمع أفكاري حتى تتضح صورتك أمام عيني أكثر فأخلو بها كأني معك، فلا أنتبه إلا وقد مرت ساعة من الزمان أو يزيد، وما كتبت كلمة ولا سطرت حرفا، وكأنني قد اكتفيت منك بساعة في حلم أبدلتني متعة بث خواطري وتدوين أفكاري!.
دعني أقول لك: لقد حركتَ بي مشاعرا أصابها من الجمود حظا لا تحسد عليه، وأسلتَ عينا كادت تنسى معنى الدمع، وأيقظتَ قلبا طال ليله وامتد سباته، أعدتَني أحمدَ الذي أعرفه غضَّ القلب لينَ المعشر وثَّابَ الدمع، أحييت بي معنى خفت يوما أن أنساه، إنه أن يضطرب خافقك، وتسرع أنفاسك، وتتورد وجنتاك لذكرى أخ حبيب ما جمعكما إلا أحدية الخالق عز وجل، والدعوة إليه سبحانه!.
لقد تعلمت أن ولاء الإيمان أقوى من ولاء النسب، حتى بات أبو حنيفة رضي الله عنه أربعين سنة يدعو لشيخه قبل والده، كيف لا، ووليك في الله يذود عن حماك في الجنة، ووليك في النسب يذود عن حماك في الدنيا وقد لا يبالي أإلى الجنة يرسلك أم إلى النار، وكيف لا، ووليك في الله يحيا معك جنة في الدنيا همها لقاء الله، وطيبها الأنس به سبحانه، ووليك في الدنيا يحيا معاك دارا بها تشقى، وتظمأ فيها وتضحى، وتجوع وتعرى، وقد يتكالب عليك يوما فيأخذ حقك من هذه الفانية بعدما يكون قد غرر بك وضيع عليك حقك في الآخرة.
تعلمت أيضا أن الأولياء يتناصرون، والأحباء يجتمعون، والأخلاء يتاودون، والإخوان يتناصحون، فإنا كانا خليلَي متاع زائل، ومتعة بائدة، كانت صحبتهم أسرع من البرق، ومودتهم أهون على الشدائد من السحاب على الرياح، فالأهواء ترعاها، والنفوس تحميها، والشيطان يزكيها وينميها، أما إن كانا أخوي إيمان صادق، وحبيبَي دين خالص، فالرحمن راع، وما أدراك ما رعاية الرحمن؟!.
بقي أن أخبرك صراحة: أحبك في الله، وأشتاق إليك، وأدعو الله عز وجل أن يجمعنا دائما في الدنيا على طاعته، وفي الآخرة في أعلى جنته.. اللهم آمين


[وتخطت فرحة اللقيا كبرق .. وسمانا أظلمت بعد التماع
آه لو تدري بحزني والتياعي .. حين قالوا أشرقت شمس الوداع
وأناجي ظلمة الليل بصمت .. وعيوني أسكبت دمع الفراق
وفؤادي قد تعنى باشتياق .. هكذا البعد أشد ما ألاقي
فلنعاهد ربنا عهدا وثيقا .. أن نلبي إن دعى داعي الإخاء
يا أُخيَّ اليوم نمضي وعزائي .. أن شمس البين تطوى باللقاء]
« آخر تحرير: 2009-04-25, 08:08:46 بواسطة أحمد »

أحمد

  • زائر
والأكثر غرابة أن يقع لك هذا في أمر أنت تحسنه، بل لا تكاد تُبارى فيه!.


كتبتها قبل اتفاقنا دي

 :blush::

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
ما شاء الله
جميل
  emo (30):

{الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ المُتَّقِينَ * يَا عِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ اليَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ}

لكن بالخاطرة أخطاء لغوية، لو أحببت ان تدققها قبل ان تجمعه مع اخوتها في كتيب
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

أحمد

  • زائر
هل جربت أن تشتهي طعاما فتحضر مكوناته وتجهز أدواتك ثم تجلس متأملا مطبخك وهو على هذه الحالة فيأخذك الخيال في مذاق هذا الطعام إلى أن تظل ساعات ولم تفعل شيئا، فإذا ما انتبهت أخيرا إذا بك كأنك قد امتلأت منه حتى لا تستطيع أن تعد منه شيئا الآن؟!!. ربما وقع هذا لك ولو في شيء شبيه وليس بالضرورة أن يكون طعاما، فربما تاقت نفسك اللهو واللعب فتجهزت وجمعت إخوانك وأعددتم العدة وما أن بلغتم ملعبكم إلا ورحت في شرود مماثل حتى أفقت على أنك قد اكتفيت اليوم لعبا، وفي الحقيقة ما تحركت من مكانك مذ أتيت قيد شبر؟
أن يقع مثل هذا ليس غريبا جدا، لكن الغريب حقا أن يتكرر  كل مرة تقبل فيها على ذات الشيء!. والأكثر غرابة أن يقع لك هذا في أمر أنت تحسنه، بل لا تكاد تُبارى فيه!.
كثرت غرائبنا اليوم، ولكن لا تعجب فلست أحكي ضربا من خيال، أو أفترض ما ليس بواقع، بل ما عنيت بشيء من تلك الأمثلة السابقة إلا حالي حين أتجهز للكتابة إليك، فعلى مدار ليلتين مضتا، وطيلة يومين فاتا، ولا ترى عيني غيرك، ولا يهفو قلمي إلا للكتابة عنك أو إليك، ولا تسل عن كم ما أتاني من خواطر، وما اجتمع لدي من أفكار، ثم ما أن أجتمع عليّ وأخلو برقعتي وريشتي ودُواتي وأستلهم خواطري وأستجمع أفكاري حتى تتضح صورتك أمام عيني أكثر فأخلو بها كأني معك، فلا أنتبه إلا وقد مرت ساعة من الزمان أو يزيد، وما كتبت كلمة ولا سطرت حرفا، وكأنني قد اكتفيت منك بساعة في حلم أبدلتني متعة بث خواطري وتدوين أفكاري!.
دعني أقول لك: لقد حركتَ بي مشاعرا أصابها من الجمود حظا لا تحسد عليه، وأسلتَ عينا كادت تنسى معنى الدمع، وأيقظتَ قلبا طال ليله وامتد سباته، أعدتَني أحمدَ الذي أعرفه غضَّ القلب لينَ المعشر وثَّابَ الدمع، أحييت بي معنى خفت يوما أن أنساه، إنه أن يضطرب خافقك، وتسرع أنفاسك، وتتورد وجنتاك لذكرى أخ حبيب ما جمعكما إلا أحدية الخالق عز وجل، والدعوة إليه سبحانه!.
لقد تعلمت أن ولاء الإيمان أقوى من ولاء النسب، حتى بات أبو حنيفة رضي الله عنه أربعين سنة يدعو لشيخه قبل والده، كيف لا، ووليك في الله يذود عن حماك في الجنة، ووليك في النسب يذود عن حماك في الدنيا وقد لا يبالي أإلى الجنة يرسلك أم إلى النار، وكيف لا، ووليك في الله يحيا معك جنة في الدنيا همها لقاء الله، وطيبها الأنس به سبحانه، ووليك في الدنيا يحيا معاك دارا بها تشقى، وتظمأ فيها وتضحى، وتجوع وتعرى، وقد يتكالب عليك يوما فيأخذ حقك من هذه الفانية بعدما يكون قد غرر بك وضيع عليك حقك في الآخرة.
تعلمت أيضا أن الأولياء يتناصرون، والأحباء يجتمعون، والأخلاء يتاودون، والإخوان يتناصحون، فإنا كانا خليلَي متاع زائل، ومتعة بائدة، كانت صحبتهم أسرع من البرق، ومودتهم أهون على الشدائد من السحاب على الرياح، فالأهواء ترعاها، والنفوس تحميها، والشيطان يزكيها وينميها، أما إن كانا أخوي إيمان صادق، وحبيبَي دين خالص، فالرحمن راع، وما أدراك ما رعاية الرحمن؟!.
بقي أن أخبرك صراحة: أحبك في الله، وأشتاق إليك، وأدعو الله عز وجل أن يجمعنا دائما في الدنيا على طاعته، وفي الآخرة في أعلى جنته.. اللهم آمين


[وتخطت فرحة اللقيا كبرق .. وسمانا أظلمت بعد التماع
آه لو تدري بحزني والتياعي .. حين قالوا أشرقت شمس الوداع
وأناجي ظلمة الليل بصمت .. وعيوني أسكبت دمع الفراق
وفؤادي قد تعنى باشتياق .. هكذا البعد أشد ما ألاقي
فلنعاهد ربنا عهدا وثيقا .. أن نلبي إن دعى داعي الإخاء
يا أُخيَّ اليوم نمضي وعزائي .. أن شمس البين تطوى باللقاء]


هل من تصحيح آخر؟

« آخر تحرير: 2009-04-25, 13:50:07 بواسطة ماما هادية »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
راجع مشاركتك  emo (30):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

أحمد

  • زائر
لعلها معان لم تنضج بعد، ولعلها من النضج بلغت حد العطب!. إنها تلك المعاني التي نجدها لدينا ونراها على رؤوس أقلامنا.. تتزاحم، أو تتردد، لا ندري حقيقةً هل بلغت من الكثرة حدا جعلها تتسابق على تسويد الرقاق، أم لم يشتد عودها بعد فوقفت تدفع إحداهن الأخرى لتسبقها وتتأخر هي؟!.
المشهد من جهة الأوراق أنهن لم يرين بعد كلماتٍ تُقرأ، فأي تعليل تذهب إليه هو صحيح باعتبار بياض الصفحة الذي مازال ناصعا، بينما يهمني جدا حقيقة التعليل الصحيح بين هذه الرؤى المتضاربة
هل حين أمسك قلمي وأبسط ورقتي وأمكن يدي وخاطري منهما ومع ذلك لا أرى كلمة ولا أبصر حرفا.. هل يعني ذلك أن ما أردت الكتابة عنه لم ينضح بعد أم يعني - كما قلت - نضجه حتى العطب؟ أي حتى استعصى على الكتابة
سأسير مع الاحتمالين لآخرهما علنا نبصر ما خفي أو ندرك ما غاب..
أما استكتاب ما لم ينضج فهين لين غايته أن تخرج الكتابة غير ناضجة أيضا وهو مالم يقع اليوم إذ لم تكن الكتابة أصلا
وأما استكتاب المعطوب من شدة النضج فليس بعسير أيضا إذ غايته أن تخرج الكتابة غير مميزة المعاني ولا بينة الحدود حتى لا يكاد يقف على مغزاها إلا من له تجربة مشابهة لا من اعتاد النظر والتأمل دون الخوض والتبحر
الاحتمال ثالث إذن، ولعله يرجع للكاتب نفسه إذ لم يدر أو لم ينتبه لبساطة المعنى الذي بين جنبيه وعذوبته وطفق يبحث في مخيلته وبين يديه ومن خلفه عن قوي العبارات وجزل الألفاظ ومتين التراكيب كأنه مقبل بعدة محارب ليهزم خصما عنيدا، بينما هو يحمل معنى لطيفا لأخ رقيق يكفيه عن كل ذلك أن يقول له: إني أحبك في الله

emo (30):
« آخر تحرير: 2009-05-23, 15:23:56 بواسطة أحمد »

حازرلي أسماء

  • زائر
بينما هو يحمل معنى لطيفا لأخ رقيق يكفيه عن كل ذلك أن يقول له: إني أحبك في الله
emo (30):


وهل هذه لمن يعيها بسيطة ؟؟ emo (30): ولكن من كان هذا الذي حكى قصته مع المعاني ونضجها محبَّه في الله ، عُلِم أنّه بإذن الله يعي emo (30):
« آخر تحرير: 2009-05-23, 19:34:54 بواسطة حازرلي أسماء »

أحمد

  • زائر
أخيي
اسبح معي في فضاء هذه التساؤلات وحلق
عسانا نطاول النجوم يوما رفعة والأقمار جمالا
هل كان الشافعي رضي الله عنه يظن يوما أن شيئا مما أملاه على تلامذته في بعض مجالسه وسماه الرسالة سيكون فاتحة الخير الأولى على المسلمين في تدوين ما عرف بعد ذلك بعلم أصول الفقه؟
هل كان الرجل يدري كم من الشروح سيقع على رسالته وكم من الكتب سيكون بعدها ويستفيد منها ويبني عليها ويفرع؟
هل كان الرجل يدري كيف سيصبح هذا الفن الذي دونه خط الدفاع الأول عن الشريعة في عالم تداعت فيه الأمم علينا كالأكلة على قصعتها؟
.. يموت الشافعي ككل من مات قبله ومن مات بعده فهل ترى أحدا يتخيل أن يقيض الله له من بعد موته من يؤصل مذهبه ومن يحاج عنه ومن يترجم له ومن يعلمه الناس ومن يبسطه ومن يوجزه؟
هل كان بخاطره أن يتبعه بعد وفاته ربع الأمة أو يزيد علماء وعامة ويجله بقية هذه الأمة الخيرية؟
ودع الشافعي وعلوم الفقه والحديث ولنذهب إلى سيبويه وكتابه الكتاب
ذاك الذي أنضج النحو حتى احترق فما من نحوي بعده إلا وهو عالة عليه يفصل ما أوجز أو يوجز ما فصل يعلل مسائله ويناقش أحكامه وما من نحوي قبله إلا وخلاصة ما لديه وزيادة عليه قد أودعت هذا المصنف العجيب هذا الذي اهتم به حتى كانه شغل بمحتواه عن ان يضع له اسما فصار الكتاب علما عليه او كانه هو علم على كل كتاب
هل يتخيل امرؤ ما عاش في القرن الثاني الهجري ان يبقي الله عز وجل ذكر هؤلاء الأعلام ويبقي إفادتهم للأمة والدين بعد ذلك باثني عشر قرنا ومن يدري إلى متى يبقى؟
.. أي شيء كان لدى هؤلاء مع الله عز وجل أي حال اختصوا به وأي مقام بلغوه وأي قلب نابض خفق بدمائهم وحوى مشاعرهم وعواطفهم ؟ أي الناس هؤلاء وأي الألباب هذه؟
إننا ندري سيرهم المادية فذا قطع الأرض سفرا وذاك كاد يهلك جوعا وآخر أوشك ألا ينام وهكذا إلا أننا لا نتكلم فيما حصلوه بل نتكلم فيما بلغوه وإن كان الأول – التحصيل – لهم فيه كسب فالآخر هبة من الرحمن خالصة فأي سبيل إلى سير هؤلاء وإحيائها؟
يقول البنا – رضي الله عنه  -الواجبات اكثر من الاوقات
وكانه إن أراد التفصيل لقال:
واجبات الدعوة وحدها لا تنتهي فما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين
وواجبات العلم بحر لا شاطئ له فما اوتيتم من العلم الا قليلا
وميدان العمل مضمار لا منتهى له الا بالموت
فان كان ذلك جميعا انت مكلف بالقيام بامره فبربك اي وقت تجده للكسل والتراخي؟
أخيي..
لا يشقن عليك أن تطلب لأمر مع ما أنت قائم به من شؤون أخر فتميل عنها أو تحيد عما بين يديك
فقد هيأوك لأمر لو فطنت له .. فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
فلا تدع خيرا سرت فيه ولا تعرض عن خير طلبت له وأقبل على الله تعالى يقبل عليك واساله يعطك وكن له كأقصى ما تستطيع أن تكون فإنما روحك وهي أغلى ما لديك قليل من نعم الله تعالى علي

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
بارك الله بك

جميل ماشاء الله


اقتباس
فلا تدع خيرا سرت فيه ولا تعرض عن خير طلبت له


 :emoti_17:
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

أحمد

  • زائر
بارك الله بك

جميل ماشاء الله


اقتباس
فلا تدع خيرا سرت فيه ولا تعرض عن خير طلبت له


 :emoti_17:

وبكم

الكثير منا يعاني ما يمكن أن نسميه "الترف الدعوي" حيث - ماشاء الله - تكثر أمامه طرق الخير وسبله.. وهكذا.. تترتب الأحداث على وفق ما يعرفه من يدري هذه الحالة .. فكانت هذه الرسالة  emo (30):