السلام عليكم
أولا: أعتذر عن غيابي الفترة الماضية وذلك نظرا لإنشغالي الشديد ولكن كنت أطمئن على المنتدى وأهله من خلال بعض إخواننا.
ثانيا: أحببت أن تكون عودتي من خلال هذا الموضوع الجميل فبالفعل نحن بحاجة ماسة لمثله وبحاجة ماسة لتفقد قلوبنا مع الله عز وجل يقول وهب بن منبه رحمه الله
(عجبت للناس يبكون على من مات جسده ولا يبكون على من مات قلبه وهو أشد).
ثالثا: تختلف القلوب في كيفية التلذذ ومعايشة تلك الساعة وذلك لتنوع العبادات فمنهم من يراها في الصلاة ومنهم من يراها في تلاوته للقرآن ومنهم من يراها في الإنفاق أوقضاء حوائج الناس ومنهم من يجد لذته في الإنفراد ومنهم من يجدها في التجمع ولكل فضله وأيا كان فيكفي التلذذ بالقرب من المولى تبارك وتعالى.
الخوف والرجاء هما جناحا العبد في معراج وصوله إلى ربه وكما يقول العارفون
(يصل القلب إلى ربه بشوق مقلق أو خوف مزعج)فبنظر العبد إلى نعم ربه عليه برتفع جانب الرجاء وبنظره إلى ذنوبه ومعاصيه يرتفع جانب الخوف ولذا كان الدعاء
( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأناعبدك وأنا على عهدك ووعدك مااستطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) هو سيد الإستغفار لأنه يجمع بين الإعتراف بنعم الله على العبد وبين الإقرار بالمعصية.
وقف أحد العارفين أمام هارون الرشيد يوما وقد طلب هارون شربةماء فقال له كم تدفع لو منعت هذه الشربة فقال هارون أدفع نصف ملكي فأعطاه فشرب فقال كم تدفع لو حبست فيك قال أدفع ملكي كله قال له يا هارون ملك يضيع في شرية ماء بين دخولها وخروجها كم يساوي هذا الملك فبكى هارون، قال معاذ بن جبل ـرضي الله عنه ـ وهو على فراش الموت
(اللهم إني كنت أخافك واليوم أرجوك).فها نحن نرى كيف أن الرجاء والخوف يساعدنا في صناعة تلك الساعة والتلذذ بهذا الشعار الإيماني الرائع.
وللحديث بقية بإذن الله