المحرر موضوع: عِنــــْــــــــــــــــــدَمَا ......  (زيارة 11707 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

حازرلي أسماء

  • زائر
عندما تصبح الحياة في أعيننا  شجرة نستظل بظلها إلى حين  .... ونرى الدنيا بيتا حللنا به ضيوفا ، ولا صاحب للبيت  غير موجده وموجد مَن فيه....

عندما نتشوّف لغد نراه قريبا لا  بعيدا، ونحنّ ونتشوّق للعودة إلى أول منزل  نحن الضيوف ....
عندما نخشى أن يكون زاد راحلتنا قليلا، وماء رحلتنا شحيحا .... ونخشى أن نكون كمن جاء فلم يفعل إلا أن بهت بالبيت وبزينته ، واغترّ بظليل الظلّ فنسي ما عليه ،وما حسب إلا أنه ضيف على صاحب البيت حسن ضيافته وشأنه هو التمدّد  والراحة والدَّعة والارتخاء .... وعلى صاحب البيت القيام بأمره كله وعليه هو الأخذ والأخذ  بلا أدنى عطاء....

عندما نخشى أن تأخذنا الزينة وتأخذنا الألوان ويأخذنا الأصفر البراق ويأخذنا مِن بني درهم ودينار نقد وأوراق ....
عندما نخشى أن نظنّ بأنفسنا دماثة خلق وخفّة ظلّ وأننا ضيوف كرام خِفاف ظِراف لِطاف  نعرف لصاحب البيت حق قدره و نعرف قدر أنفسنا فلا نثقل ولا نستثقل  عبء التكاليف والقيام بما نؤمر ونحسن الرباط على حِمى أنفسنا دون دنس أو رجس أو حياد عن درب الهدى والرشاد ....
عندما نخشى أن نظنّ بأنفسنا حسن الصنع وما حقيقتنا إلا ضلال سعي ....

عندما نخشى من قَولة : إنما أوتيته على علم عندي وإن كانت إيماءة بين الإيماءات، أو نأمة بين النأمات، وإن كان الصوت فيها لا صوت وإن كانت بين أطراف موطن السرّ دبيبا لا يكاد يحدث بين جيران جَنبه جلبة ، وإن كان سَرْيا بصفحة ظلماء لا تكاد تعرف من النور ومضة ....

عندما نرى الدنيا كما نرى القارب الذي يقلّنا من شاطئ إلى شاطئ محاذ قريب غير بعيد، نخشى أن يصيب لَوحَه نقب أو تمتدّ له أيدينا بثَقب أو  يصيب دُسُرَه صدأ، فنغرق في لجّ بحره ونحسب أنّ أنفاسا مضطربات متململات متقلقلات مشرفات على النفاد تكفينا وتخلدنا وتبقينا بعمق البحر أحياء لا يعرف الموت إلينا سبيلا .... عندما نخشى أن نظنّ بيَبَس النَفَس أخضرا حيا محييا وبعِجاف الأطراف فتلا من عضل لا يُنقض .... !

عندما نرى القارب على وشك الوصول وأنه إلى هناك حيث الشاطئ القريب له مرفأ ...وأنّ الأمواج وإن تلاطمت وتضاربت وتصارعت وأرادت أن تفتّ في عضدنا وتنخر في ساعدنا المحرّك نخر الأرَضَة بالخشب العتيق فإنما هي عبثا تحاول أن تفعل... وأن قاربنا الصغير أقوى من كل قوة تزعمها  لنفسها ....

عندما نقلّب الدنيا بين أيدينا فإذا هي في أعيننا  لوحة تلوّح بالصدق ورسمها كاذب، وألوان تترا وتصطفّ وتعلو طباقا وهي الزائفة ما أن تُبْصَر فتُرجى فتصبح المنى حتى تمسح على القلب بلون الديجور وهيهات هيهات أن يصنّف الديجور لونا ...

عندما نقلّب الدنيا فإذا هي الساحرة لا تسحر لنا عينا ولا تسترهبنا، وإذا القلب يلقف ما تأفك، ويقول لها ملء شدقيه وغاية عرض مَبسَمه  لستُ من تبحثين عنه لفعلك يا غَرور فاعدلي ، لستُ  مَنْفَث سمّك يا سموم فولّي  ....

عندما نحبها ليس لما في ما فيها ولكن لسلعة تعرض فيها على بعضها ختمها وعلى الآخر ختم الآخرة، فكانت ذات ختم الآخرة مشترانا وكانت هي السوق وهي الثمن الذي دفعنا ....

عندمــــــــــــــــــــــــــا ...................

ترى أيها الإخوة هل نرى الدنيا كذلك ؟؟؟ تراه هو ذاك الذي يدعى زهدا فإذا صاحبه شاذ لا يقاس عليه، وإذا حاله خاصة فليس يطلبها الكل وما من داع لأن يطلبوها ؟؟  ترى هل حقا توشك أعيننا أن ترى الدنيا على هذا المنوال ؟؟؟

غير متصل شيخ العرب

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 32

الدنيا لا تساوى عند الله جناح بعوضة  ...    وكما قلتى  أن الدنيا مزرعة الأخرة ولا تنال الا بها ...

الدنيا سجن المئمن وجنة الكافر...كيف ذلك...؟

  سجن المئمن لما ما اعده الله له فى الجنة من النعيم.

وجنة الكافر لما ما اعده الله له فى النار من العذاب.

الموضوع جيد وجذاكى الله خيرا.

حازرلي أسماء

  • زائر

الدنيا لا تساوى عند الله جناح بعوضة  ...    وكما قلتى  أن الدنيا مزرعة الأخرة ولا تنال الا بها ...

الدنيا سجن المئمن وجنة الكافر...كيف ذلك...؟

  سجن المئمن لما ما اعده الله له فى الجنة من النعيم.

وجنة الكافر لما ما اعده الله له فى النار من العذاب.

الموضوع جيد وجذاكى الله خيرا.

أهلا وسهلا أخي شيخ العرب  emo (30):

أنتظر تفاعلكم مع السؤال إخوتي
ترى أيها الإخوة هل نرى الدنيا كذلك ؟؟؟ تراه هو ذاك الذي يدعى زهدا فإذا صاحبه شاذ لا يقاس عليه، وإذا حاله خاصة فليس يطلبها الكل وما من داع لأن يطلبوها ؟؟  ترى هل حقا توشك أعيننا أن ترى الدنيا على هذا المنوال ؟؟؟
  emo (30):
« آخر تحرير: 2009-04-01, 10:13:57 بواسطة حازرلي أسماء »

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
أحس بأنها ساعة و ساعة و أحببت أن أقتبس من أحمد هذا المعنى في موضوع أملي أن يرضى الله عني  http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=2812.0#quickreply


وكلنا يعلم الجملة المشهورة: ليس النجاح أو التفوق هو الأصعب، بل الحفاظ عليه.
غير أنني أرى ما هو أصعب من الحفاظ على النجاح والتفوق، إذ كلنا معرض للسقوط بعد النجاح، وللكبوة بعد الرفعة، لا يكاد ينجو من ذلك بشر، وما أظن اختبار الله عز وجل عبده ينحصر في مجاهدة نفسه على الخير حتى يعتاد ذلك وينتهي الأمر
بل الاختبار أشق وأصعب، والنجاح فيه أحلى وأجمل
أن تسقط هاويا، ثم لا ييئسك هذا من رحمة الله، ولا يقنطك من كبير عفوه، فتعاود المسير إليه، وتجد السعي نحوه

لعلك لن تلبث إلا أن تسقط ثانيا، فهل تعود أو يراودك يأسك من جديد؟

هكذا تتجدد همتك، ويتجدد امتحان البداية كل مرة
ويتجدد فيك صدق الطلب
ويتجدد فيك معنى الافتقار
وينمحي عنك معنى الغرور
ويتول عنك شوائب الكبر
وتمر أيامك.. فتكون عبدا ما أخوفه من مكر ربه، وما أشد سعيه نحو مولاه، وما أحسن ظنه بسيده

هكذا يكون أملك حقا مرضاته جل شأنه

فليست حماسة تصحو حينا وتغفل أحيانا
وليست خمولا يآخي نعاسا يعيشان معا في أحلام يقظة

وليست كذلك خفقانا من عليٍّ لأعلى، وسيرا من جميل لأجمل

بل لست أكاد أجزم أن الاستقامة لا تكون إلا كما وصفت أعلى


هامش:
إذا كان من ضرورات السير إلى الله الزلل لتجديد المتابعة، فعلى العبد أن يحرص أن تكون زلته بعيدا عما حرم الله
وإذا كان الحال ألا دوام على حال، فليكن معيار محسابتنا هو أقل ما نصل إليه، فبه نؤاخذ، لا أعلى ما نحققه فمن يعلم.. مقبول هو أو غير ذلك؟!


emo (30):
فإذا ما طالت ساعات الزهد فيها و أوشكت أن تنعدم الرغبه بها حينئذٍ وجب علينا أن نأخذ بيد من سبقناهم .. اللهم اجعلنا من الصالحين
 
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
اقتباس
عندما نخشى من قَولة : إنما أوتيته على علم عندي وإن كانت إيماءة بين الإيماءات، أو نأمة بين النأمات، وإن كان الصوت فيها لا صوت وإن كانت بين أطراف موطن السرّ دبيبا لا يكاد يحدث بين جيران جَنبه جلبة ، وإن كان سَرْيا بصفحة ظلماء لا تكاد تعرف من النور ومضة ....

ما أدق هذا المعنى
ولعل الشباب العاملين في مجال الدعوة والاصلاح هم أجدر الناس بتدبره

فتح الله عليك يا أسماء ورزقك وإيانا الاخلاص في السر والعلن

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

الله يهديني

  • زائر
ماشاء الله موضوع رائع  يستحق القراءة أكثر من مرة صراحة جذبني من الموضوع أتمنى لم المزيد..........

حازرلي أسماء

  • زائر
أحس بأنها ساعة و ساعة و أحببت أن أقتبس من أحمد هذا المعنى في موضوع أملي أن يرضى الله عني  http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=2812.0#quickreply


وكلنا يعلم الجملة المشهورة: ليس النجاح أو التفوق هو الأصعب، بل الحفاظ عليه.
غير أنني أرى ما هو أصعب من الحفاظ على النجاح والتفوق، إذ كلنا معرض للسقوط بعد النجاح، وللكبوة بعد الرفعة، لا يكاد ينجو من ذلك بشر، وما أظن اختبار الله عز وجل عبده ينحصر في مجاهدة نفسه على الخير حتى يعتاد ذلك وينتهي الأمر
بل الاختبار أشق وأصعب، والنجاح فيه أحلى وأجمل
أن تسقط هاويا، ثم لا ييئسك هذا من رحمة الله، ولا يقنطك من كبير عفوه، فتعاود المسير إليه، وتجد السعي نحوه

لعلك لن تلبث إلا أن تسقط ثانيا، فهل تعود أو يراودك يأسك من جديد؟

هكذا تتجدد همتك، ويتجدد امتحان البداية كل مرة
ويتجدد فيك صدق الطلب
ويتجدد فيك معنى الافتقار
وينمحي عنك معنى الغرور
ويتول عنك شوائب الكبر
وتمر أيامك.. فتكون عبدا ما أخوفه من مكر ربه، وما أشد سعيه نحو مولاه، وما أحسن ظنه بسيده

هكذا يكون أملك حقا مرضاته جل شأنه

فليست حماسة تصحو حينا وتغفل أحيانا
وليست خمولا يآخي نعاسا يعيشان معا في أحلام يقظة

وليست كذلك خفقانا من عليٍّ لأعلى، وسيرا من جميل لأجمل

بل لست أكاد أجزم أن الاستقامة لا تكون إلا كما وصفت أعلى


هامش:
إذا كان من ضرورات السير إلى الله الزلل لتجديد المتابعة، فعلى العبد أن يحرص أن تكون زلته بعيدا عما حرم الله
وإذا كان الحال ألا دوام على حال، فليكن معيار محسابتنا هو أقل ما نصل إليه، فبه نؤاخذ، لا أعلى ما نحققه فمن يعلم.. مقبول هو أو غير ذلك؟!


emo (30):
فإذا ما طالت ساعات الزهد فيها و أوشكت أن تنعدم الرغبه بها حينئذٍ وجب علينا أن نأخذ بيد من سبقناهم .. اللهم اجعلنا من الصالحين
 

بارك الله فيك يا أبا بكر وفي أحمد ورزقنا الله الاستقامة والثبات على الحق رغم كل ما يعترض دربنا من معيقات وعقبات

اقتباس
عندما نخشى من قَولة : إنما أوتيته على علم عندي وإن كانت إيماءة بين الإيماءات، أو نأمة بين النأمات، وإن كان الصوت فيها لا صوت وإن كانت بين أطراف موطن السرّ دبيبا لا يكاد يحدث بين جيران جَنبه جلبة ، وإن كان سَرْيا بصفحة ظلماء لا تكاد تعرف من النور ومضة ....

ما أدق هذا المعنى
ولعل الشباب العاملين في مجال الدعوة والاصلاح هم أجدر الناس بتدبره

فتح الله عليك يا أسماء ورزقك وإيانا الاخلاص في السر والعلن



آمــــــــــــــين ....وجنبنا مواطن الكبر والغرور

ماشاء الله موضوع رائع  يستحق القراءة أكثر من مرة صراحة جذبني من الموضوع أتمنى لم المزيد..........


أهلا وسهلا بك أختي الله يهديني  emo (30): هدانا الله وإياك لكل ما يحبه ويرضاه وآمل أن تتابعي معنا الموضوع ويطيب بك المقام في منتدانا فتفيدي وتستفيدي  emo (30):


وأحب إخوتي في هذا المقام أن أنقل لكم من كتاب الإحياء للإمام أبي حامد  الغزالي قول داوود بن هلال :

مكتوب في صحف إبراهيم عليه السلام : يا دنيا ما أهونك على الأبرار الذين تصنّعت وتزيّنتِ لهم ، إني قذفت في قلوبهم بغضك والصدود عنكِ، وما خلقت خلقا أهون عليّ منك، كل شأنك صغير وإلى الفناء يصير، قضيت عليك يوم خلقتك ألا تدومي لأحد، ولا يدوم لك أحد ، وإن بخل بك صاحبك وشحّ عليك. طوبى للأبرار الذين أطلعوني من قلوبهم على الرضا، ومن ضميرهم على الصدق والاستقامة. طوبى لهم، ما لهم عندي من الجزاء إذا وفدوا إليّ من قبورهم إلا النور يسعى أمامهم ، والملائكة حافّون بهم، حتى أبلغهم ما يرجون من رحمتي .


ولي بإذن الله عودة
« آخر تحرير: 2009-04-03, 10:24:31 بواسطة حازرلي أسماء »

غير متصل ريحانة

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 164
  • الجنس: أنثى
  • الوقتُ أنفاسٌ لا تعودْ
السلام عليكم
موضوع متميز  كعادتكِ ، ولأني مضطرة للخروج فلي عودة هنا بإذن الله


جزاكم الله خيرًا

وكيف لا نرضى وأنتَ ربُّ العالمين ؟!

حازرلي أسماء

  • زائر
أهلا وسهلا ومرحبا بك أختي ريحانة وننتظر متابعتك ومشاركتك  emo (30):


******************************************************

عندما يتكالب الكلّ ، وقد احدودبت ظهورهم انكبابا عليها،  تكاد أحداقهم تتفجّر براكينا من لهيبها المستعر لهفة ، تكاد أوصالهم تتفرّق وتنفصل ولا بال يلقى لعسر أولعصر أو لكسر يرمقها المكسور في سبيلها بعين الولِه المتذلّل المسترضي المنكسر الذي لا يبالي بشيء من نفسه قربانا لعطيّّتها واستجداء لمرضاتها وفداء لغنجها الآخذ بمفاتح أبواب الألباب...!!
عندما ترى الجموع المصطفّة المتدافعة المحشورة إليها حشر الذباب على قطعة حلوى منظرها المستطاب وعفِن ونكِد منها اللباب...

عندما نرى هذا كرؤيتنا اللاشيء ينكبّ على اللاشيء، كرؤيتنا الفراغ يتشبث بالفراغ ، كرؤيتنا في أنفسنا ما يزيدنا ربئا بأنفسنا عن ظاهر يشدّ الأبصار ولكنّه ينفّر البصائر، يلفت الأعين ولكنه بعين القلب البصير تهافت  كل الفعل معه فَوت عنه بلا عناء ولا نصب ....

عندما ننظر من حولنا فإذا من عفّ عن الزحام قلّة لا تكاد تعدّ ولا تكاد ترى بل لم تعد تراها أعين المتهافنتين المتناحرين المتسابقين، وإذا الدنيا على قدر طلبها لهم على قدر تأبيهم عليها،وعلى قدر إلحاحها عليهم على قدر قولهم لها سلاما ....وإذا هم بأعيننا كمثل الطود العظيم الأشمّ البالغ عنان السماء المستغني عما في الأرض الطامع فيما وراء الأرض وبعد الفناء ....وإذا القدسيّة تحيط بهم وترعاهم وإذا العين التي تراهم ترى بنفاذ البصيرة الحق والحقيقة وما تزيغ وما تغوي ....وإذا اللسان يلهج بسعادة الاستغناء والاكتفاء والإباء يا ليت قومي يعلمون يا ليت قومي يعلمون ....

حازرلي أسماء

  • زائر
عندما لا تزحزحُ كلمات هزء أو سخرية أو قهقهات ضحكة تحمل أكبر علامات الوقاحة وتفتقر لأبسط آيات الحياء قيد أنملة من ثباتنا ورسوخ أقدامنا....
عندما نتلفّت من حولنا فإذا المستهزئون بعدد نسمات الهواء وبعدد حبات التراب وإذا القلب ثابت لا تزيده وقاحاتهم إلا معرفة بحقيقة الفانية التي فتحت بوجوههم مصاريع أبواب ريحها الصرصر العاتية  فلم يعودوا يفقهون من أبجديات التوق لطوق النجاة الحياة الباقية حرفا ولم يعودوا يفهمون لغتها إلا كما يفهم الأعجميّ لغة لم يلمح لحروفها بحياته لمحة، فيأنس القلب الوحيد بربه ويرى في أنسه العمار .....!!

عندما يرانا أبناء الدنيا غرباء عنهم غربة حجر القمر عن حجر الأرض، غربة كائن قمريّ عن كائن أرضيّ بل أكثر من هذا وذاك ....
عندما نرى أنفسنا الغرباء وكأنّما نزلنا بوجه غير الوجه وبسَمت غير السَمت وبلغة غير اللغة وبشكل غير الشكل فإذا نفورهم منا نفور من لا يعرف ولا يألف ولا يقوى أن يألف ....فلا يَحيك ذلك فينا إلا كما تحيك ألسنة النار في صفحات الماء الجاري، أو كما يفعل الليل الطويل البهيم بخيط الفجر الأبيض الرقيق البادي، أو كما تأتي كتل الجليد وحبات الصقيع  على صوت البلبل الصدّاح الشادي...

عندما نرانا في الدنيا وديعة قريبا تردّ إلى صاحبها، فلا نحزن إن تركناها فصاحبنا علينا أحنّ وعلى خيرنا أحرص...
عندما نجول بأبصارنا أطرافها فيرجع البصر هادئا مطمئنا ساكنا  يلقي للقلب سرّ البسمة الواثقة فيفشي القلب سرّه أسطرا على جريدة المَبسم العريض فلم يزده تجواله إلا يقينا بحقيقتها ولم يزده كثرة بهرجها إلا زهدا فيها فعلها فينا كفعل الغويّ في من أقسم الهوى ألا يتتبّع له خطى وأقسم هو ألا يلتفت وإن رمق ظلّه يسعى  ، فتخبط الدنيا خبط الخائب من خيبة إغرائه فينا ومن خواء جعبة حيلها وأمانيها ضاربة كفا بكف و عشاقها يظنون بها القوة لا تُقهر ....








أحمد

  • زائر
لا إله إلا الله

معان رائقة

جدا

بارك الله


 emo (30):

حازرلي أسماء

  • زائر
لا إله إلا الله

معان رائقة

جدا

بارك الله


 emo (30):

أهلا وسهلا بمتابعتك أخي emo (30):
ولي عودة لهذه المعاني بإذن العلي القدير