لا تكن منهم (2)
يتهادى مبتسماً إلى حيث تجلس..
يلقي التحية بود ويسألك عن حالك .. يجلس ويحكي ويحكي ويستمع إليك
يبثك حديثه فتظن أنه أقرب إليك من أخ ولدته أمك
يسألك النصيحة وتبذلها له صادقاً
يسديك النصيحة مقسماً أنه لا يرجو إلا الخير
تعده أخاً وتضعه في عداد الأخلاء الأوفياء
وتتجاهل حدسك وتكذب عينك التي تلمح في نظراته مكراً وخبثاً
وتتهم نفسك وتأبى أن تظن بأخيك سوءاً
وتمضي الأيام
فيريك الله ما اجتهد الخل الوفي في إخفائه عنك
تلتمس له العذر وتصفو نفسك وتعفو إكراماً لذكرى أيام خوالي
ولا يزداد إلا خبثاً
يمكر فيفضحه ربه فلا يعتبر ولا يفهم
يتمنى لك السوء علناً معتمداً هذه المرة على أنك تعفو وتعذر
يصيبه الله بعين ما تمنى لك فلا ينتبه ولا يفهم أن فوق كل ماكر عزيز حكيم
لمعة الخبث بعينيه مازالت تخونه وتبدو للحظة كلمح البصر
وابتسامة انتصار ساخرة يجاهد في إخفائها عنك كلما ظن أنه خدعك من جديد
خطته في التعامل مع البشر واضحة جلية في ذهنه ينفذها بدقة لتحقيق أعلى المكاسب
ولم يفته إلا لمحة صغيرة لايراها إلا مؤمن :
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
فلا تكن مثله
إياك أن تمكر فيمكر الله بك