رســــــــالة مَن لا قلب له ....

[حازرلي أسماء]

سيدي وأستاذي :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد ..

هل أتاك نبأ الرجل لا قلب له ؟ عفوا إذا كان القلب هذه الكتلة العضلية من اللحم الأحمر، التي تقبض الدم وتبسطه، فهو يملكه -بلا ريب- بدليل حياته .

وأما إذا كان هذه العاطفة الجياشة والإحساس الصقيل، والشعور الحي فاسقا ! هو يفطن إلى معالم الحسن الدقيقة بالنظرة الخاطفة، كما يدرك مواطن القبح الخفيّى باللمحة العابرة.

وهو يقرأ أخلاق الرجل في وجهه، مصيبا إلى حد بعيد،كما يشير إليه الرمز ويرمي الإيماء وبالرغم من ذلك فهو لا قلب له !

هو يلقى الصديق بعد غياب طويل، فيهز يده في قوة،بل ويعانقه،ولكنّ قلبه جامد لا يختلج .
هو يهتف في النّاس : أن يكونوا ويكونوا، ويدلّل ويحتج، ولكنّ قلبه متصلب لا يهتزّ.
وهو يتلقى الخبر السار فيبتسم، والنبأ المحزن فيقطب،ولكنّ سروره وحزنه آليَّيْن، وقلبه ساكن لا يضطرب.

وهو يعلن للشخص حبّه أو بغضه، ثم يلتفت إلى قلبه فيجده صامتا لا يُبين.
وهو يفق للصلاة ويلمّ فيها شَتاتَه،ويتلو القرآن ويحصر فيه انتباهه، ثم يصلي ويتلو بنبرات قولوا إنها شجيّة وخاشعة، ولكنه يتحسّس قلبه فيجده أصمّ لا يخشع، وإن كان يفقه ..!

هذا وصف حقّ يا سيدي، لم أتزيّد عليه أو أتنقّص فيه شيئا، فهل تجد لديك القدرة على الاعتراف بأن هذا قلب كسائر القلوب ؟؟
لقد أوتيتُ العقل وسلبتُ القلب، فطالما أحسست بفكري يتأجج ، ويعمل ويحيا، ويثبت وجوده، ولكن عبثا حاولت أن أثبت هذا لقلبي.أظنك إلا سائلا عن مبلغ عقيدتي ودرجة إيماني ،وأجيبك صريحا فأقول، إن عقلي أثار أمامي مشكلات ومعضلات تتعلق بهما، فانهار ما لُقّنتُه في الصّبا، ورحت أحاجّ وأجادل فما عدت بطائل،وألفيتُني في ظلام قاتل، فدفنت شكوكي، ووأدتُ حيرتي، وارتددتُ إلى عقيدتي الصمّاء، وعدت إلى إيماني العاجز كملايين الناس الذين عاشوا وماتوا وآمنوا وستخلفهم الملايين الملايين ! أنا أصلّي لأن ديني يطلب هذا وهكذا أصوم وأؤمن بملائكة الله وكتبه ورُسله .

ولقد اندمجت في القطيع المَسوق إلى حتفه، لا ينظر إلا إلى الأرض وفوق السماء ولكنها لا تعنيه، ولا هو يفكر يوما في أن يُعنى بها .

وأخيرا :
ولقد أتاك نبأ الرجل لا قلب له !

هو شاب قد بايعك وأخذت منه ميثاقا غليظا ، فهل يرضيك أن يحيا أحد جنودك بلا قلب؟

يا ذا القلب الكبير : إني أستجديك قبسا مما يضطرم في قلبك ألقيه على هشيم قلبي الميت، علّه يبعث فيه الحياة .
إني أسألك وميضا مما يسطع في قلبك أسلّطه على دياجير قلبي الكَريه علّه ينشر فيه النور .

أنت رجل ممتاز، وعنصر جبّار، نهض في جيلنا المتداعي، وأنا أحمل لك ما أحمله للوجوه البارزة التي تطل على الدنيا فتهزّها وتخضعها لإرادتها، وأنا أجلّك كما أجِلّ عزيمة عاتية سيطرت على عنان الزمن، ووجّهته إلى حيث تريد .

وأنا مطمئن إلى سيري في موكبك ولكني أحتقر عقلية القطيع احتقارا شديدا حتى أنني أنقم على كل شعوب الأرض انقيادها لقادتها انقيادا يجرّها إلى الانتحار، أنا أمقت عقلية الجماعات هذه أشدّ المقت، وأحقّر نفسي وأطلب لها الهلاك إن قلت قولا لا يقرّني عليه عقلي، ويدفعني إليه قلبي .

فهل لك في أن تحيي قلبي حتى يؤمّن على ما يقوله اللسان بالخَفَقان والإحساس؟ .

هذه علّة أحد جنودك سيوجعك أن تعرفه ....لذلك أمسك عنك اسمه حتى أهنئك بشفائه فأصرح لك باسمه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


هذه رسالة نقلتها لكم .... هل تستطيعون أن تحزروا ممّن هي إلى من؟؟ وإن حزرتم فماذا عساه يكون جوابكم على رسالته قبل أن أنقل لكم جواب المرسَل إليه ؟؟

[أبو بكر]

الكذب خيبة زي ما بيقولوا ... أنا مش فاهم حاجة اللهم إلا معاني المفردات  ..و ليست كلها

[ماما فرح]

 

لغزك صعب هذه المرة يا أسماء

ولكن لو لي أن أكتب ما جال بخاطري   فأقول أن الرجل لا قلب له هو الجسد .. وذو القلب الكبير هو الروح

ورحت أحاجّ وأداجل فما عدت بطائل

هل قصدت منها الدجل فعلا أم الجدل

أعجبتني جداً هكذا 

 

[ريحان المسك]

اكيد يعني ما عرفت

و ما رح اقدر اعرف اساسا

بإنتظارك يا خالتو اسماء تقولي انتي

و الرسالة رائعة 

[حازرلي أسماء]

أهلا بكم وسهلا يا جماعة الخير 
أراكم قد ذهبتم بعيدا ، وقد حسبتموه لغزا انطوى على مجاز وتشبيه وكأن المرسِل شيء غير الإنسان والمرسَل إليه كذلك، ولكنّ الحقيقية يا ماما فرح أنه إنسان قد أرسل لإنسان مثله، وأعلم أنه حقا يصعب الحزْر إلا لمن قابلته هذه الرسالة يوما وقرأها فعرف الموضوع وعرف السبب وعرف المتراسلَيْن .

فلنتغاضَ إذن عن الأسماء وليرَ كل منكم ما يمكنه أن يجيب على من يرسل له بمثل هذه الرسالة قبل أن أضع الإجابة الحقيقية من صاحب القلب الكبير

هيا يا جماعة بانتظاركم   

ماما فرح هي أجادل وليست أداجل وقد صححتها 

[ماما هادية]

رسالة من تلميذ أو مريد، تراكمت محقرات الذنوب على قلبه حتى ذهبت بنوره وأحالته صخرا جامدا، لا يخضع ولا يتأثر،
إلى شيخ وقور مهيب ومرب صالح وعالم رباني..
اقتنع الاول بعقله أن هذا الشيخ قد عرف معنى السعادة الحقيقي، واستشعر نور الله بقلبه، وتذوق حلاوة الإيمان، فهو يريد أن يكون مثله، فيحيا قلبه وتستنير روحه، فهو يتلمس منه العون والإرشاد

وسيرحب به الشيخ ويدله على اول الطريق

هذا ما أراه في الرسالة، والله اعلم

[حازرلي أسماء]

بارك الله فيك يا ماما هادية ولو أنني أحببت ردا تفصيليا يعني بزعم أنّ كل واحد منكم هو ذاك الشيخ، المربي صاحب القلب الكبير، وما يكون منك ساعة تلقيك لرسالة كهذه من أحد أتباعك وتلاميذك ومريديك .... وفي الحقيقة هي رسالة من تلميذ وجندي إلى شيخ ومرب ومصلح جليل تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه، وزيادة في الكشف عن شخصية المربي الأستاذ فهو من قال :

"الموت صناعة من الصناعات من الناس من يحسنها، ويعرف كيف يموت الموتة الكريمة ، وكيف يختار لموتته الميدان الشريف، والموقف المناسب، فيبيع القطرة من دمه بأغلى أثمانها، ويربح بها ربحا أعظم من كل ما يتصور الناس، فيربح سعادة الحياة وثواب الآخرة ولم ينقص من عمره ذرة، ولم يفقد من حياته يوما واحدا، ولم يستعجل بذلك أجلا قد حدده الله "


والآن هل من تعرف إلى شخصية الأستاذ المرسَل إليه؟؟ ثم من منكم إخوتي الكرام يجيب هذا السائل بكلمات منه قبل وضع كلمات الأستاذ ؟؟

[أبو بكر]

الحمد لله ..فهمت
جزاكم الله خيراً ماما هادية ... أخت أسماء أكملي بارك الله فيك

[حازرلي أسماء]

طيب يا جماعة الخير أريد منكم آخر كلمة  ... قبل أن أضع رد الأستاذ .

هل من يضع لنا رده على صاحبنا المشتكي قلبه  وهل عرف أحدكم من يكون الأستاذ ؟

[أحمد]

حضور للمتابعة

لم أقرأ بعد

ولكن يبدو قويا

[ماما هادية]

بارك الله فيك يا ماما هادية ولو أنني أحببت ردا تفصيليا يعني بزعم أنّ كل واحد منكم هو ذاك الشيخ، المربي صاحب القلب الكبير، وما يكون منك ساعة تلقيك لرسالة كهذه من أحد أتباعك وتلاميذك ومريديك .... وفي الحقيقة هي رسالة من تلميذ وجندي إلى شيخ ومرب ومصلح جليل تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه، وزيادة في الكشف عن شخصية المربي الأستاذ فهو من قال :

"الموت صناعة من الصناعات من الناس من يحسنها، ويعرف كيف يموت الموتة الكريمة ، وكيف يختار لموتته الميدان الشريف، والموقف المناسب، فيبيع القطرة من دمه بأغلى أثمانها، ويربح بها ربحا أعظم من كل ما يتصور الناس، فيربح سعادة الحياة وثواب الآخرة ولم ينقص من عمره ذرة، ولم يفقد من حياته يوما واحدا، ولم يستعجل بذلك أجلا قد حدده الله "


والآن هل من تعرف إلى شخصية الأستاذ المرسَل إليه؟؟ ثم من منكم إخوتي الكرام يجيب هذا السائل بكلمات منه قبل وضع كلمات الأستاذ ؟؟

لم أقرأ هذا الكلام بحذافيره من قبل، لكن عليه أنوار الإمام البنا رحمه الله

فهل أصبت؟

[ماما فرح]

 

متابعة

ولو أني كنت أفضلها رمزية

 

[حازرلي أسماء]

حضور للمتابعة

لم أقرأ بعد

ولكن يبدو قويا

أهلا وسهلا بك يا أحمد  ... هه ما قولك في صاحبنا ومذا تقول في الرد عليه ؟؟

بارك الله فيك يا ماما هادية ولو أنني أحببت ردا تفصيليا يعني بزعم أنّ كل واحد منكم هو ذاك الشيخ، المربي صاحب القلب الكبير، وما يكون منك ساعة تلقيك لرسالة كهذه من أحد أتباعك وتلاميذك ومريديك .... وفي الحقيقة هي رسالة من تلميذ وجندي إلى شيخ ومرب ومصلح جليل تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه، وزيادة في الكشف عن شخصية المربي الأستاذ فهو من قال :

"الموت صناعة من الصناعات من الناس من يحسنها، ويعرف كيف يموت الموتة الكريمة ، وكيف يختار لموتته الميدان الشريف، والموقف المناسب، فيبيع القطرة من دمه بأغلى أثمانها، ويربح بها ربحا أعظم من كل ما يتصور الناس، فيربح سعادة الحياة وثواب الآخرة ولم ينقص من عمره ذرة، ولم يفقد من حياته يوما واحدا، ولم يستعجل بذلك أجلا قد حدده الله "


والآن هل من تعرف إلى شخصية الأستاذ المرسَل إليه؟؟ ثم من منكم إخوتي الكرام يجيب هذا السائل بكلمات منه قبل وضع كلمات الأستاذ ؟؟

لم أقرأ هذا الكلام بحذافيره من قبل، لكن عليه أنوار الإمام البنا رحمه الله

فهل أصبت؟

بلى قد أصبت  هو الإمام المجدد الأستاذ المصلح المرشد العالم الزاهد العارف القائد الشيخ الجليل الشهيد الذي قضى وماتزال أنواره بين ظهرانينا نقتبس منها إشعاعا لقلوبنا ودروبنا، وننهل من معينه الصافي ومن صدقه الذي أستشعره قويا كلما قرأت له أو قرأت عنه ....

كم أحب هذا الإنسان ....كم أحب هذا الصادق الذي لا أجد غير أن أسأل الله أن يجزيه عنا جميعا خير الجزاء ويسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء ...وأن يمتعنا بصحبته في الجنة ليحكي لنا عن أيامه وعما كان منه مع كل الأحبة الذين سبقوه على الدرب ....

 

متابعة

ولو أني كنت أفضلها رمزية

 

أعجبني في هذه الرسالة صدق صاحبها وقوة صراحته، وإقراره عن نفسه  وحديثه عن قلبه وهو الذي لو لم يكن له قلب يبحث عن الحقيقة لما كانت منه كلمات قوية كهذه، كلمات يولي الناس منها هربا وإن عرفوها في أنفسهم، فلا يعترفون ولا يقرون، بل تغلبهم الكبرياء وتغلبهم أنفسهم فيرون في ذلك انتقاصا
وهو إذ يسأل يعرف لمن يتوجه بالسؤال ولمن يبث شكوى الحال ....

والآن هلا أجبتم السائل أم أضع جواب الأستاذ الشهيد؟؟

[ماما هادية]

وهل يجوز لمثلنا أن يتكلم بحضرة الإمام أو يتقدم بين يديه بتعليق او جواب؟

بكره يفتكرونا من الاخوان يا اسماء
مالك ومال هذه المواضيع؟

 

[حازرلي أسماء]

وهل يجوز لمثلنا أن يتكلم بحضرة الإمام أو يتقدم بين يديه بتعليق او جواب؟

بكره يفتكرونا من الاخوان يا اسماء
مالك ومال هذه المواضيع؟

 

 

والله أنا لا يهمني الصفة ولا التسمية ولا الانتساب أو عدم الانتساب بقدر ما أجلّ هؤلاء العظماء وأكنّ لهم كل الحب والتقدير، وأدين لهم بالكثير مما أتعلم  وليتني أحظى بساعة علم من أمثالهم عندي بالدنيا    كبسة
ولا نعرف الحق بالرجال ولكنّا نسأل الله أن نعرف الحق لنعرف أهله 
 

[ماما فرح]

 

متابعة

[حازرلي أسماء]

إذن نضع رد الأستاذ الشهيد حسن البنا على هذا الجندي من جنوده يسأله النصح والإرشاد والشفاء من علته ونسأل الله أن ينفعنا بهذه الكلمات ونسأل الله أن يرزقنا قول الحق والاعتراف بالحق، لأن معرفة الداء أول الطريق إلى الدواء  ....

وأعيد وضع الرسالة أولا هنا :

سيدي وأستاذي :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد ..

هل أتاك نبأ الرجل لا قلب له ؟ عفوا إذا كان القلب هذه الكتلة العضلية من اللحم الأحمر، التي تقبض الدم وتبسطه، فهو يملكه -بلا ريب- بدليل حياته .

وأما إذا كان هذه العاطفة الجياشة والإحساس الصقيل، والشعور الحي فاسقا ! هو يفطن إلى معالم الحسن الدقيقة بالنظرة الخاطفة، كما يدرك مواطن القبح الخفيّى باللمحة العابرة.

وهو يقرأ أخلاق الرجل في وجهه، مصيبا إلى حد بعيد،كما يشير إليه الرمز ويرمي الإيماء وبالرغم من ذلك فهو لا قلب له !

هو يلقى الصديق بعد غياب طويل، فيهز يده في قوة،بل ويعانقه،ولكنّ قلبه جامد لا يختلج .
هو يهتف في النّاس : أن يكونوا ويكونوا، ويدلّل ويحتج، ولكنّ قلبه متصلب لا يهتزّ.
وهو يتلقى الخبر السار فيبتسم، والنبأ المحزن فيقطب،ولكنّ سروره وحزنه آليَّيْن، وقلبه ساكن لا يضطرب.

وهو يعلن للشخص حبّه أو بغضه، ثم يلتفت إلى قلبه فيجده صامتا لا يُبين.
وهو يفق للصلاة ويلمّ فيها شَتاتَه،ويتلو القرآن ويحصر فيه انتباهه، ثم يصلي ويتلو بنبرات قولوا إنها شجيّة وخاشعة، ولكنه يتحسّس قلبه فيجده أصمّ لا يخشع، وإن كان يفقه ..!

هذا وصف حقّ يا سيدي، لم أتزيّد عليه أو أتنقّص فيه شيئا، فهل تجد لديك القدرة على الاعتراف بأن هذا قلب كسائر القلوب ؟؟
لقد أوتيتُ العقل وسلبتُ القلب، فطالما أحسست بفكري يتأجج ، ويعمل ويحيا، ويثبت وجوده، ولكن عبثا حاولت أن أثبت هذا لقلبي.أظنك إلا سائلا عن مبلغ عقيدتي ودرجة إيماني ،وأجيبك صريحا فأقول، إن عقلي أثار أمامي مشكلات ومعضلات تتعلق بهما، فانهار ما لُقّنتُه في الصّبا، ورحت أحاجّ وأجادل فما عدت بطائل،وألفيتُني في ظلام قاتل، فدفنت شكوكي، ووأدتُ حيرتي، وارتددتُ إلى عقيدتي الصمّاء، وعدت إلى إيماني العاجز كملايين الناس الذين عاشوا وماتوا وآمنوا وستخلفهم الملايين الملايين ! أنا أصلّي لأن ديني يطلب هذا وهكذا أصوم وأؤمن بملائكة الله وكتبه ورُسله .

ولقد اندمجت في القطيع المَسوق إلى حتفه، لا ينظر إلا إلى الأرض وفوق السماء ولكنها لا تعنيه، ولا هو يفكر يوما في أن يُعنى بها .

وأخيرا :
ولقد أتاك نبأ الرجل لا قلب له !

هو شاب قد بايعك وأخذت منه ميثاقا غليظا ، فهل يرضيك أن يحيا أحد جنودك بلا قلب؟

يا ذا القلب الكبير : إني أستجديك قبسا مما يضطرم في قلبك ألقيه على هشيم قلبي الميت، علّه يبعث فيه الحياة .
إني أسألك وميضا مما يسطع في قلبك أسلّطه على دياجير قلبي الكَريه علّه ينشر فيه النور .

أنت رجل ممتاز، وعنصر جبّار، نهض في جيلنا المتداعي، وأنا أحمل لك ما أحمله للوجوه البارزة التي تطل على الدنيا فتهزّها وتخضعها لإرادتها، وأنا أجلّك كما أجِلّ عزيمة عاتية سيطرت على عنان الزمن، ووجّهته إلى حيث تريد .

وأنا مطمئن إلى سيري في موكبك ولكني أحتقر عقلية القطيع احتقارا شديدا حتى أنني أنقم على كل شعوب الأرض انقيادها لقادتها انقيادا يجرّها إلى الانتحار، أنا أمقت عقلية الجماعات هذه أشدّ المقت، وأحقّر نفسي وأطلب لها الهلاك إن قلت قولا لا يقرّني عليه عقلي، ويدفعني إليه قلبي .

فهل لك في أن تحيي قلبي حتى يؤمّن على ما يقوله اللسان بالخَفَقان والإحساس؟ .

هذه علّة أحد جنودك سيوجعك أن تعرفه ....لذلك أمسك عنك اسمه حتى أهنئك بشفائه فأصرح لك باسمه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

رد المربي المرشد الإمام الشهيد :

يا أخي
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

قرأت خطابك متأثرا أعمق التأثر،بصدق لهجتك،وروعة شجاعتك، ودقة يقظتك،وحياةِ قلبك .

لستَ عزيزي ميت القلب كما تزعم لنفسك، ولكنك شاب مرهف الحسّ، صافي النفس، دقيق المشاعر، ولو لم تكن كذلك ما اتهمت نفسك،ولا أنْكرت حسّك، ولكنّ بعد همّتك، وتنائي غايتك،يجعلك تستصغر الكبير من شأنك، وتتطلب المزيد لوجدانك، ولا بأس عليك في ذلك ،فهكذا يجب أن يكون .

وسأرجيك فيما زعمتَ ، وأسايرك كما سرت، وسأحاول أن أتقدم إليك ببعض النصائح، فإن أفادتك ورأيت في العمل بها إرواء بغُلّتك وشفاء لعلّتك: فالحمد له إلى توفيقه.أن لم يكن ذلك كذلك : فيسعدني لقاؤك في تشخيص الداء ووصف الدواء.

صحبة أهل الخشوع والتأمل، وملازمة أهل التفكير والتبتّل، وملازمة هذا الصنف من الأتقياء الصالحين الذين تتفجّر جوانبهم بالحكمة، وتشرق وجوههم بالنور، وتزدان صدورهم بالمعرفة -وقليل ما هم- دواء ناجع، فاجتهد أن يكون لك من هؤلاء أصدقاء تلازمهم، تؤدي إليهم، وتصل روحك بأرواحهم، ونفسك بنفوسهم، وتقضي معهم معظم وقت فراغك ،واحذر من الأدعياء، وتحرَّ من يُنهضُكَ حاله، وتَدلّك على الخير فِعاله،وإذا رأيته ذكرتَ الله.

هذه الصحبة من أنفع الأدوية، فالطبع سرّاق، والقلب يتأثر بالقلب، ويستمدّ الروح من الروح، فاجتهد أن تجد لك من الأرواح الصالحة صاحبا .

والفكر والذكر في أوقات الصفاء وساعات الخلوة والمناجاة، والتأمل في هذا الكون البديع العجيب، واستجلاء سر الجمال والجلال منه، وإجالة النظر في هذا القلب واللسان بآثار هذه العظمة الساحرة، والحكمة البالغة .. كل ذلك -يا عزيزي - مما يمدّ القلب بالحياة، وينير جوانب النفس بالإيمان واليقين "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الأَلْبَابِ"

ثم التفكر في هذا المجتمع الإنساني، واستطلاع مظاهر بؤسه وسعادته، وشقائه وهنائه، وعيادة المرضى في أسرّتهم، ومواساة البائسين في نكبتهم، وتعرّف الأسباب النفسية لهذا الشقاء بين الناس من جحود وكفران، وظلم وعدوان، وأثرة وأنانية، وانخداع بالأغراض الفانية. وهذه كلها ضربات على أوتار القلوب تجمع شتاتها وتحيي مَواتَها، فاجتهد أن يكون في وجودك عزاء للبائسين، ومواساة للمنكوبين، وليس أعمق أثرا في المشاعر من إحسان إلى مضطر، أو إغاثة ملهوف، أو مشاركة لبائس حزين!

(وبعد)  -يا عزيزي- : فالقلوب بيد الله وحده يصرفها كما يشاء، فألحَّ عليه في الدعاء أن يمدّ قلبك بالحياة، ويشرح صدرك بالإيمان، ويفيض عليك من برد اليقين، فضلا ونعمة، وتخيّر لذلك أوقات الإجابة، وساعات السّحَر، فدعوة السحر سهم نافذ لا يقف دون العرش، وما أشك في أنك مخلص في غايتك صادق في دعوتك "إنما يتقبل الله من المتقين".

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[ماما هادية]

يا سلام
يا سلام

رأيت يا علومجي كيف يتم التعريف بالإمام البنا ؟؟

بورك قلمك يا أسماء .. بل بورك فكرك على ما اختار وقلبك على ما أحب واستشعر فنقل وأثر

[ماما فرح]

الله

جزاك الله خيراً يا أسماء

ما أجمل ما نقلت

رحم الله الإمام

[أبو بكر]

بارك الله فيك يا أخت أسماء و جزاك عنا كل خير ...و الله كم كنت بحاجة إلى قراءة مثل هذا و أظن أن هذه كانت حاجة بعض الاخوة هنا أيضا فجزاك الله خيراً ... آمل ألا تتوقفي في هذا الموضوع على تلك الرسالة و إلا فلا تحرمينا إذن من مواضيع مثله