هناك الكثير مما نخاف منه في هذه البسيطة
منا من يخاف من البحر
منا من يخاف من الغابات
منا من يخاف من الحشرات
منا من يخاف من انسان غيره
و الكثييييييييير الكثييييييييير الذي لا يعد و لا يحصى
منا من يخاف من المجهول و يعتبره مخيفا جدا لدرجة انه عندما يفكر فيه يتلعثم و يتلبك و يذعر و ايضا يبكي
نعم يبكي , لأنه بحسب ما يراه امامه من احداث يحسب للمجهول القادم
فيطرق قلبه بشدة , و يشعر بشعور غريب مع قليل من رشة ألم في بدنه
و يتخبط هنا و هناك هائما لا يدري ما الذي ينتظره
فهو الآن يرى خيط شيء ما سيجري لاحقا و لا يعرف ما هو
انه فهلا شيء مخيف و مبكي جدا
بل و مؤلم ايضا
لا يشعر به الا من توالت عليه الأحداث بسرعة لدرجة افقدته التركيز بكل شيء حوله , فإنهار تماما و انهارت اعصابه و توتر و عرق و اصبح يرتجف و اصفر وجهه و تلعثم بكلامه
نعم , كل هذا , لا تستغربوا
المجهول يخبئ لنا ما نحب و ما نكره و الأمر لا يرجع لنا ان كنا نريده ام لا , فهو سيحدث دون اي جدال لأنه القدر و المكتوب
و هل تعرفون ما المخيف اكثر شيء في الموضوع ؟؟؟
انه ان كان هذا الشخص في مرحلة ليس مستعدا فيها لما سيحدث , سيفقد السيطرة تماما على حياته
و فقدان السيطرة على زمام الأمور امر كريه جدا , جدااااا
ربما سيشعر هذا الشخص بأن خمسمائة طن من الحديد مطبقة فوق صدره , ربما من شعوره النفسي بهذا الحمل سيشعر بألم من يضع الحديد على بدنه حقيقةً , و ربما اكثر
نعم , كل هذا يولده الخوف من المجهول
و خاصة ان كان هذا الخوف على شخص ما
يشعر الإنسان تارة بأنه قوي و يستطيع ان يواجه كل الدنيا بما لديه , يستطيع ان يقف امام كل من يعترض طريقه و يقف عائقا على دربه الذي يمشي عليه في حياته , لأنه لا يريد من احد ان يعرقل سير حياته الجميلة التي تعود عليها
و لكنه تارات كثيرة يشعر بشعور الإستسلام ذاك
هل عرفتموه ؟؟ او هل تعرفتم عليه ؟؟ لان اكثرنا مر به على ما اعتقد
ذلك الشعور الذي يجعلك مسترخيا و انت جالس على الكرسي , لا تحس بمن حولك , بدنك مخدر كليا , و عقلك لا يفكر الا في شيء واحد , في اللحظة التي سينتهي فيها كل شيء ليرتاح
ذلك الشعور الذي يداهمك فجأة , فلا تعرف من انت , و لا تدري ما تريد
فقط تريد من كل شيء ان ينتهي ... ينتهي
كل ما يخطر على بالك شيء , يقول عقلك الداخلي , لا اريد , لا اريد شيئا
يقف امامك احد من عائلتك او من اصدقائك او من اقربائك او اي احد , فلا تكلف نفسك ان تنظر الى وجهه حتى , لأنك ببساطة لا تريد شيئا , و بكل معنى الكلمة , لا تريد اي شيء
يسألك ما بك , تجاوب بالصمت المطبق الذي حل عليك بحلول ذلك الإستسلام في نفسك
لكن انت بالفعل تتكلم , ليس مع احد , انت تتكلم مع نفسك , لا ليس على الملأ لانك كما قلنا لا تريد شيء , حتى تلك الحاجة بأن يسمعك الناس و التي كنت تريدها بشددددددددددددددة تخليت عنها , انت تتكلم مع نفسك و مع عقلك في عقلك
قولوا لي , أليس هذا مريحا بعض الأحيان ؟؟؟
بعضكم سيقول لي نعم , و البعض الاخر سينفي , و لكن لا مفر من الاعتراف بأنه احساس جميل في بعض الأحيان
انما ما يخلفه لاحقا ليس بالجميل البتة
لأنك لاحقا , ستشعر بأنك منهك القوى , و بأنك لم تستطع ان تحقق شيئا , فتعود كما كنت عليه في السابق , على نفس الروتين , على نفس الوتيرة , لم يتغير شيء
و ما زلت تشعر بشعور الإستسلام في باطنك و ظاهرك يضحك و يمزح و يتناسى استسلامه
و الأخوف من ذلك , هو ان شعور الاستسلام ذاك , يمكن ان يظهر لك في اي لحظة , في اي دقيقة , و توقع بأنه لن يتركك الى ان تطمئن من المجهول , او على الأقل تحاول بأن لا تفكر به كثيرا
فعلا المجهول يخيفني ... يخيفني جدا