المحرر موضوع: ما معـــــنى الثبات؟؟  (زيارة 24624 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

حازرلي أسماء

  • زائر
ما معـــــنى الثبات؟؟
« في: 2009-03-02, 07:52:18 »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الثبات على الحق ...
هل تحوك فيه الفتن التي تتنامى من عصر لعصر ؟ هل يحتاج إلى عزيمة فوق العزيمة؟ وإلى صبر فوق الصبر؟؟، هل على قدر درجة التقوى تكون الفتنة ويكون الامتحان وعلى قدرها يبرز معنى الثبات؟؟

هل المرونة بداية التراجع ؟ أم أنّ المتحكم بدرجتها يستطيع الحَول دون أن تصبح طريقا للاستسهال ومن ثمة الاستسلام ؟

هل إذا فاق الامتحان طاقة الممتحَن حتى ضاقت به النفس فلم يقوَ على المقاومة فلجأ إلى الله يسأله ميتة تقيه شرّ انتصار المصاعب والمشاق والعقبات عليه وشرّ أخذ الفتنة لصبره وعزمه يكون قد تزحزح عن مدراج الثبات إلى دركات الاستسلام والركون إلى الدّعَة والراحة من شقاء الفتن أم أنّ النفس تمرّ بمراحل ضيق تصور  لها الحال في صورة النهاية وسرعان ما ينقشع الضباب لتتضح الرؤية وتفيق من بعد ذلك إلى أنه كان امتحانا بين الامتحانات العصيبة ؟؟

ترى هل الثبات على الحق وعلوّ الهمة صِنوان متلازمان ؟؟ أم أنّ كلا منهما يقوى بزيادة قوة الآخر والعكس صحيح ؟؟

يقول الشيخ الغزالي  رحمه الله :

نحن المسلمين -في هذه الفترة من تاريخنا نحتاج إلى استجلاء صور من أدب القوة،وفن المقاومة،وشرف الحفاظ على الدين والعرض،والتشبث بأداء الواجب إلى آخر رمق ..!

وقبل أن أكمل أنتظر دبيب أناملكم على لوح المفاتيح الحرفيّة أم أنها ستكون العاديات الموريات قدح الأذهان المغيرات بالجواب شافيات من علل السؤال ؟ emo (30):
« آخر تحرير: 2009-03-02, 10:39:43 بواسطة حازرلي أسماء »

ماما فرح

  • زائر
رد: ما معـــــنى الثبات؟؟
« رد #1 في: 2009-03-02, 11:42:29 »


اللهم ارزقنا حسن الثبات

أنتظر خوضك للمفازة  emo (30): - أعانك الله - فما عندي بضاعة هنا بل أرجو الشراء والشراء والشراء


متابعون متابعون


غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
رد: ما معـــــنى الثبات؟؟
« رد #2 في: 2009-03-02, 12:26:22 »
و انا ايضا خالتو اسماء

ليس عندي شيء لأقوله , لأنني ببساطة من الممكن ان اكون الشخص الاقل صبرا في هذا العالم

و يمكن للانسان ان يتمنى الموت ان كان معذبا كثيرا , و لكننا نظل نقولا لا هذا مستحيل , ان اردنا ان نشعر بهذه الحاجة يجب ان نكون مكان ذلك الشخص المهموم

متابعة emo (30):
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: ما معـــــنى الثبات؟؟
« رد #3 في: 2009-03-02, 14:54:56 »
 
اقتباس
هل يحتاج إلى عزيمة فوق العزيمة؟ وإلى صبر فوق الصبر؟؟، هل على قدر درجة التقوى تكون الفتنة ويكون الامتحان وعلى قدرها يبرز معنى الثبات؟؟

أعتقد أن هذا هو الحاصل يا أسماء في عصرنا هذا والذي القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

جواد

  • زائر
رد: ما معـــــنى الثبات؟؟
« رد #4 في: 2009-03-02, 15:30:23 »
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاكم الله خيرا أختنا الكريمة على الموضوع الهام،

أحسست أنه يعنينى أكثر من غيرى بإعتبار موضوعى الذى تحدثت فيه عن الموت.

والحقيقة أن الأمر أكثر تعقيدا من مجرد سرد وجهات النظر والآراء،

ففى الغالب أول ما نرى عبارات معينة يتبادر الى الذهن صور مرتبطة بها فتضللنا عن إبصار ما أمامنا على حقيقته.

ويجب هنا ان نفرق بين حالات الألم أو الخوف وحالات اليأس،

والشعور بالألم من شدة الإمتحانات يختلف من انسان لآخر بحسب طبيعة الإنسان نفسه ودرجة حساسية مشاعرة،
وأنا أقر بأن تمنى الموت هو حالة من حالات الضعف والخوف من الرسوب فى الإمتحان،
وهذا لا بأس فيه عندى لأننا لن نعدو على كوننا بشر.

الفيصل فى هذا الأمر هى الحالة التى يأتى عليها هذا الضعف والخوف وما يتبعهما،
هل هو يأس من رحمة الله وتمرد على قضائه والعياذ بالله ؟
أم أنه ضعف الرحمة الذى يجبر كسر النفس ويشعرها بمدى حاجتها لله؟

وهل يتبعهما اعراض عن الأهداف والمبادئ وتكبر على الحال والقضاء ؟
أم يتبعهما تعلق أكثر بكرم الله وتنبيه للنفس أنها لاشك راحلة؟

نفس المؤمن لا تيأس أبدا، قد تحتاج الى من يؤنس وحشتها ويمسك بيدها لأنها فى النهاية نفس بشرية،
لكنها اذا لم تجد لم تنقلب على أعقابها ولم تنفر من قضاء ربها،
انما تمشى مستسلمة راضية بقضاء الله، مستغفرة على ما كان منها من ضعف.

لقد رأينا الرسول صلى الله عليه وسلم يهرع الى أمنا خديجة رضى الله عنها بعد الذى جرى له فى الغار،
ورأيناه صلى الله عليه وسلم يبكى بعد موت ابنه ابراهيم،
فهل هذا يعتبر ضعفا حاشاه ؟
كلا، انما هو مقام الرحمة الذى يأتى فى صورة ألم وانفعال فتواسي النفس نفسها وتتذكر مدى حاجتها الى ربها.

نسأل الله تعالى أن يثبتنا على دينة ويهدينا طريقه المستقيم.

غير متصل أم وعالِمة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 724
  • الجنس: أنثى
  • طبيبةمصريةثورية
رد: ما معـــــنى الثبات؟؟
« رد #5 في: 2009-03-03, 00:57:22 »
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاكم الله خيرا أختنا الكريمة على الموضوع الهام،

أحسست أنه يعنينى أكثر من غيرى بإعتبار موضوعى الذى تحدثت فيه عن الموت.

والحقيقة أن الأمر أكثر تعقيدا من مجرد سرد وجهات النظر والآراء،

ففى الغالب أول ما نرى عبارات معينة يتبادر الى الذهن صور مرتبطة بها فتضللنا عن إبصار ما أمامنا على حقيقته.

ويجب هنا ان نفرق بين حالات الألم أو الخوف وحالات اليأس،

والشعور بالألم من شدة الإمتحانات يختلف من انسان لآخر بحسب طبيعة الإنسان نفسه ودرجة حساسية مشاعرة،
وأنا أقر بأن تمنى الموت هو حالة من حالات الضعف والخوف من الرسوب فى الإمتحان،
وهذا لا بأس فيه عندى لأننا لن نعدو على كوننا بشر.

الفيصل فى هذا الأمر هى الحالة التى يأتى عليها هذا الضعف والخوف وما يتبعهما،
هل هو يأس من رحمة الله وتمرد على قضائه والعياذ بالله ؟
أم أنه ضعف الرحمة الذى يجبر كسر النفس ويشعرها بمدى حاجتها لله؟

وهل يتبعهما اعراض عن الأهداف والمبادئ وتكبر على الحال والقضاء ؟
أم يتبعهما تعلق أكثر بكرم الله وتنبيه للنفس أنها لاشك راحلة؟

نفس المؤمن لا تيأس أبدا، قد تحتاج الى من يؤنس وحشتها ويمسك بيدها لأنها فى النهاية نفس بشرية،
لكنها اذا لم تجد لم تنقلب على أعقابها ولم تنفر من قضاء ربها،
انما تمشى مستسلمة راضية بقضاء الله، مستغفرة على ما كان منها من ضعف.


لقد رأينا الرسول صلى الله عليه وسلم يهرع الى أمنا خديجة رضى الله عنها بعد الذى جرى له فى الغار،
ورأيناه صلى الله عليه وسلم يبكى بعد موت ابنه ابراهيم،
فهل هذا يعتبر ضعفا حاشاه ؟
كلا، انما هو مقام الرحمة الذى يأتى فى صورة ألم وانفعال فتواسي النفس نفسها وتتذكر مدى حاجتها الى ربها.

نسأل الله تعالى أن يثبتنا على دينة ويهدينا طريقه المستقيم.


** مشاركة قيمة جدا خاصة الجزء المظلل فيها ...

لا أذكر أنني تمنيت الموت أبدا حين اشتدت بي الأحوال ...
كلما اشتدت و شعرت بالضيق و بأن نفسي تكاد تزهق تمنيت أكثر ألا أموت كي لا أعذب أكثر لأنني أشعر
أنني لم أفعل ما يجعلني أستحق رحمة الله في آخرته و أعيش على هذا الخوف ...
فلو أنني ضقت ذرعا بالدنيا و عذاباتها فما بالي بعذاب الأخرة الذي لا يضاهيه عذاب ؟!!

نعم قد أشعر باليأس و الإحباط و الاستسلام .... و أحيانا بالقوة و الصبر على الابتلاء و الإخلاص و الضعف و الانكسار بين يدي الله
وهو أجمل شعور يليه شعور أجمل منه و هو الأنس و السكينة و الاطمئنان بقرب رائع و رقيق من الله تعالى ...... emo (30):


المشاعر السلبية تلك طبيعية جدا في طبيعتنا البشرية لكن الغير طبيعي هو أن نترجمها إلى أقوال و أفعال تعترض على القدر و قضاء الله ...
"من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً "
من يمتلك قوة هائلة .. و رسالة نبيلة .. فعليه تحمل مسؤولية جسيمة ..!

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: ما معـــــنى الثبات؟؟
« رد #6 في: 2009-03-03, 12:11:56 »
أهلا وسهلا بكم جميعا إخوتي الكرام في هذا الموضوع الذي تسعدني كلماتكم فيه أخواتي ماما فرح وريحان مسك وسيفتاب وأم وعالمة وأخي جواد.

نحن دوما في حاجة لأن يتعلم بعضنا من بعض،وأنا أستفيد من كلماتكم إخوتي...

أخي جواد قرأت للشيخ الغزالي كلمات من فرط ما عملتْ بأعماقي وما أثرت بي أحببت أن أنقلها لكم، فأردت ان أسترعي انتباهكم قبل أن أضعها،وهي عن موضوع يشغل بال كل من انبرى يعاهد الله سبحانه على أن يعمل ما وسعته قواه للدين وأن يبذل قصارى جهده حتى يجد ما يلقى به مولاه يوم القيامة وهو لم يتوانَ ولم يتكاسل عن أداء ما عليه إزاء هذا الدين العظيم الذي أنعم به الله عليه نبضا يعطي للحياة معناها.

هذا الشاغل أخي جواد لم يأخذ من تفكيرك وحدك، بل قد مرت بنا خواطر كالتي مرت بك، وحقا تمنينا الموت وسألنا الله الموت ليس هربا من الامتحانات وإنما خشية ألا نكون فيها من الناجحين، فنؤخذ غير مفتونين في ديننا ...
وسأذكر حادثة قريبة، تلفظت فيها بكلمات ولكن الموقف حينها لم يكن موقف حزن أو شجون أويأس أو امتحان وإنما كان موقفا بلغ فيه معنى الجنة في رَوعي كل مبلغ فقلت وأنا غير حزينة ولا مكلومة ولا ضعيفة، متى نذهب للجنة فنرتاح تلك الراحة الحقيقية ونذوق من النعيم ألوانا؟؟ فأجابني شيخ مسنّ هو بمثابة أب لي يعمل معي بالجمعية : لعلّ الله يريد بنا خيرا فيهدي عددا من الناس بسببنا قبل أن نرحل ونذهب لنرتاح ..... فلم أجد غير أن أؤمّن بعده من كل قلبي ... emo (30):

تمنّي أن نستشعر بقوة بقوة أن الله يستخدمنا هو لنا خير عزاء وأقوى عزاء أمام كل المحن وأمام كل المشاق والفتن
وقدر الله تعالى أن أقرأ مع مصاعب نلاقيها في دربنا هذا الذي نسأل الله أن يستخدمنا فيه حتى نلقاه، قدر أن أقرأ كلمات الشيخ الغزالي رحمة الله عليه تزامنا مع موضوعك أخي جواد ومع ما نلاقيه على هذا الدرب  ....فعزمت على كتابة هذا الموضوع لننتفع به جميعا
لأنني على يقين من أنه ما من عامل في هذه الساحة الجميلة الرائعة الفريدة التي على كل ما فيها من مصاعب إلا أن الأجمل من كل شيء أنها الدرب إلى الله ....أنا على يقين من أن كل من عمل بهذه الساحة بإخلاص وصدق يلاقي من المحن ما تتقلب فيه نفسه بين الفرح حينا والحزن حينا والرضى حينا والخوف حينا وكلها حالات لا يرجو بها المؤمن إلا رضى الله ولا تعتريه إلا خوفا من بُعد رضاه أو من أن يكون به سبحانه غضب عليه فيكون من المبتَلين الذين لا ينجحون، وعندها يسأل المؤمن الموت قبل فتنة تصيب دينه، أو قبل فشل في امتحان يبتلى به، فقد تكون قلة الصبر فشلا بنظره، وقد يكون عدم التحمّل فشلا، وقد يكون التعب فشلا وقد يكون المحيطون بنا ولا مبالاتهم مدعاة لألم شديد نخشى أن يكون منا فشلا

لذلك فإن كل هذه التقلبات ما هي إلا تقلبات تحصل لنا، -وكما قالت أختي أم وعالمة- المهم ألا تترجم أقوالا أو أفعالا يائسة .

سأعود في المداخلة المقبلة بإذن الله بشيء من كلمات الشيخ الرائعة عن الثبات إخوتي عساها تنفعنا جميعا، ونحن جميعا بمسيس الحاجة إليها
بارك الله فيكم جميعا واستخدمنا ولا استبدلنا ورزقنا الإخلاص لوجهه الكريم والثبات على الحق








ماما فرح

  • زائر
رد: ما معـــــنى الثبات؟؟
« رد #7 في: 2009-03-03, 12:39:30 »

متابعون جزاك الله خيراً

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: ما معـــــنى الثبات؟؟
« رد #8 في: 2009-03-03, 17:17:11 »

في انتظارك يا فراشتنا.
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: ما معـــــنى الثبات؟؟
« رد #9 في: 2009-03-04, 08:52:42 »


يقول الشيخ الغزالي رحمه الله :

نحن المسلمين -في هذه الفترة من تاريخنا- نحتاج إلى استجلاء صور من أدب القوة،وفن المقاومة،وشرف الحفاظ على الدين والعرض،والتشبث بأداء الواجب إلى آخر رمق ..!
القرآن الكريم مصدر لدروس نافعة في هذا المجال ..!
قرأت هذا الدعاء الشاكر يصدر من فؤاد موسى عليه السلام : " رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ"   القَصص من الآية 17
ثم وقفت عنده أتأمل في دلالته القريبة والبعيدة، وما سبق هذا الدعاء أو لحقه من جهاد للمبطلين، ومساندة للمضعفين، ثم أيقنت أن علو الهمة ميزة تختص بها النفوس الكبيرة، وليس خُلقا يستطيعه سواد الناس .!

وعندما يعتنق الرجل مبدأ كريما ثم يسير في الحياة على ضوئه تلقاه عقبات جمة،وتعترضه صعاب كثيرة فإن كان واهن العزم قريب القاع فتَّ ذلك في عضده،وثناه عن غرضه،أما إن كان على الهمة،صلب الإرادة، فإن احتكاك الشدائد بنفسه الكبيرة لا يزيده إلا رغبة في الانطلاق وأملا في الوصول ...

أجل قد تتكون بعض النفوس من عناصر هشة،سرعان ما تنكسر عند أول صدام، ثم تؤثر الانسحاب والتواري...
وقد يتكون بعضها من عناصر ذات بأس واقتدار،إذا التقت بالأحداث العاتية قدحت الشرور،وتألق جوهرها على مسّ الشدائد...

ومن الغلط الكبير حسبان الحياة امتحانا واحدا،إذا اجتازه بنجاح لم نتعرض لأمثاله بعد،كلا،إن الحياة جملة اختبارات متعاقبة، مايكاد المرء يخلص من عقبة إلا ليواجه عقبة أخرى مثلها أو أشد منها .

والبطولة الصحيحة ألا يفقد المرء قدرته على النضال ما بقيت فيه عين تطرف ...

أعجبني في تاريخ الأستاذ العقاد موقفه يوم خرج من السجن بعد ما قضى فيه تسعة أشهر،لأنه تحدى النظام الملكي السابق،وانضمّ إلى الأمّة في مطالبتها بالدستور ومحافظتها على حقوقها.
لقد خرج يقول من قصيدة حسنة :

وكنت جَنين السّجن تسعة أشهر      ***   فهاأنذا في ساحة الخُلد أولَدُ!
عداتي وصَحبي لا اختلاف عليهما      ***   سيعهدني كل كما كان يعهدُ !

إن الرجل الحرّ لم يهن للضربة التي نزلت به، ولم يضرع لها ويقول كما قال شاعر آخر واهي البناء :

وحملت زفرات الضحى فأطلقتها    ***   ومالي بزفرات العشيّ يدان  !!

إن بعض الناس قد يسأم تكاليف الإيمان،ويستغلي نفقات الجهاد فينكص على عقبيه بعد أن سار في الطريق خطوات،وقطع منه شوطا أو أشواطا ....!


ولحديث الشيخ رحمه الله بقية إخوتي...وقبل أن أكمل ما رأيكم ؟؟ emo (30):


غير متصل أم وعالِمة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 724
  • الجنس: أنثى
  • طبيبةمصريةثورية
رد: ما معـــــنى الثبات؟؟
« رد #10 في: 2009-03-04, 09:35:36 »
مش لازم تاخدي رأينا يا أسماء ..خليكي ديكتاتورية !! :emoti_389:

الكلام رائع و يبعث الروح في النفس الخاملة .. في انتظار التكملة :)
"من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً "
من يمتلك قوة هائلة .. و رسالة نبيلة .. فعليه تحمل مسؤولية جسيمة ..!

ماما فرح

  • زائر
رد: ما معـــــنى الثبات؟؟
« رد #11 في: 2009-03-05, 07:26:41 »
 
وهل هناك ما يقال بعد هذا القول للشيخ رحمه الله ؟




قرأت هذا الدعاء الشاكر يصدر من فؤاد موسى عليه السلام : " رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ"   القَصص من الآية 17




توقفت هنا وخطر لي المعنى المقابل

{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }

الحجر39

هذا ثبات وذاك ثبات وشتان بين الاثنين

ما أبشع الثبات على الباطل أعاذنا الله جميعاً من الاقتراب منه

وما أبشع إبليس إذ يقرن التحدي والغل والشر بنداء هو أشرف وأسمى نداء يخرج من القلب لخالق القلب

هو يعترف بعبوديته ويقول : رب

ثم يضع إلى جوارها أسوأ ما خرج من قلب كافر جاحد

هل هناك أسوأ من ذلك؟

لا عجب أن استحق اللعنة بجدارة

 

جواد

  • زائر
رد: ما معـــــنى الثبات؟؟
« رد #12 في: 2009-03-05, 08:30:48 »
جزاكم الله خيرا كثيرا أختنا الكريمة.

فى انتظار التكملة.

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: ما معـــــنى الثبات؟؟
« رد #13 في: 2009-03-05, 13:42:18 »
شكرا لحسن متابعتكم إخوتي الكرام emo (30):

سارة  emo (30):سأكمل بإذن الله وسبحان الله هؤلاء شيوخنا الأجلاء رحمهم الله وأسكنهم الفردوس الأعلى وجزاهم عنا خير الجزاء وكأنهم أحياء يسدون لنا النصح ويعطوننا من عصارة تجاربهم ومعرفتهم وخبرتهم بالحياة والتي تعاطوا مع مجرياتها كلها من منطلق القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فكانوا سروجا منيرة لم ينقطع نورها  بل كان مَدَدا وزادا لمن بعدهم وسيبقى بإذن الله .

ماما فرح بارك الله فيك على الوقفة المتأملة في ذلك الوعيد الصادر من إبليس لعنة الله عليه

أهلا وسهلا بكلماتكم إخوتي وقبل أن أكمل معكم في مقالة الشيخ أود لو أشير إلى بعض ملاحظات استشفيتها من كلام شيخنا الجليل رحمه الله :


انظروا إخوتي كيف بدأ أول ما بدأ بالنهل من مَعين القرآن الكريم يستخرج منه الدرر ويحيا معانيه الجليلة العظيمة ومؤدَّياتها الواسعة ودلالاتها التربوية
فها هو يستنير أول ما يستنير بالقرآن الكريم، لم يكن يقرأه مجردا حروفا محفوظة بالصدر فحسب وإنما كان دستورا ومنبع حكمة وعلم غزير يستمد منه ضالته ويتعلم منه الجديد في كل مرة، وأكيد أن الشيخ لم يمر بهذه الآية الكريمة التي استوقفته  لأول مرة بل قد قرأها مرارا وتكرارا وتأملها مرارا وتكرارا وتدبر معانيها ومدلولاتها مرارا، ولكنه إذ يشغل بالَه موضوع ما بعينه، تقفز إلى ذهنه مباشرة تلك الآية الكريمة التي يجدها مناسبة لموضوعه ملائمة له أيما ملاءمة، فلا يجد في أي مكان ما يجده فيه أولا، ولا يعرف من أي مكان ذاك الذي يعرفه فيه أولا، وهو يعطيه الدروس تلو الدروس ويمدّه بالحكمة بعد الحكمة، والسر كل السر في تجدد هذه الكلمات العظيمة وفي إعجازها وفي بيانها اللغوي والتربوي والعلمي الواسع الذي يمدّ كل محتاج وكل باحث وكل متأمل وكل مقدر لوزن هذه الكلمات الربانية العظيمة ....

وربما جاز أن يستدلّ بهذه الآية ذاتها في موقف آخر تكون فيه أيضا مصدرا من مصادر العلم والمعرفة والحكمة .

"رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِين"

نعم إخوتي هكذا عاش هؤلاء الربانيون مع القرآن وهكذا عرفوا القرآن وهكذا عمل القرآن عمله بأنفسهم الزاخرة بالإيمان وبالعطاء، هكذا عرفوه فكانوا قرآنا يتمثل في الحياة أفعالا وأقوالا وتوجيهات وحكمة .

كما شدني أيضا فيما أورد الشيخ الجليل :


اقتباس
ومن الغلط الكبير حسبان الحياة امتحانا واحدا،إذا اجتازه بنجاح لم نتعرض لأمثاله بعد،كلا،إن الحياة جملة اختبارات متعاقبة، مايكاد المرء يخلص من عقبة إلا ليواجه عقبة أخرى مثلها أو أشد منها .

وهو من واقع تأمله وتفكره في الحياة وسننها، وفي الحق وسننه، ومن واقع ما يكون في الدنيا من ابتلاء وكيف تبيّن للإنسان أنها دار الامتحان الذي لا ينتهي بانتهاء امتحان واحد وإنما هي دار لا تنتهي فيها الامتحانات ولا تنتهي فيها الابتلاءات ولا تنتهي فيها الفتن ...
وكلما كان الإنسان صابرا ثابتا متحملا محتسبا موقنا بالله ربا ووكيلا ومعينا ورقيبا ومجازيا، كلما ابتلي بامتحان آخر ربما كان أشد وطء من سابقه وأشقّ عليه منه، لا لشيء إلا لأنه سبحانه أحب عبده فابتلاه، وأحبه فاختاره للصعب الذي يكون جزاؤه أوفى وأكبر، وأحبه فاستخدمه وعلمه أنّه على قدر أهل العزم تأتي العزائم ...

وهكذا يؤهله لمراحل على درب الدعوة، ينتقل به من مرحلة إلى مرحلة، صُعُدا من مكانة إلى مكانة، وكذلك كان الدعاة العِظام، وكذلك كان قادة الأمة العظام، وكذلك كان كل عامل في ساحة الدعوة مخلصا ترك الأثر من بعده نورا تقتبس منه الأجيال، وهانحن اليوم في يومنا هذا من عامنا هذا في عصرنا هذا نستهدي بهدى الحبيب صلى الله عليه وسلم إمام الدعاة، ومن بعده كل عظيم مخلص اهتدى بهداه واقتفى أثره الطيب الراشد محبا مخلصا يبتغي وجه الله سبحانه وحده ، ها نحن اليوم نستمع لكلمات شيخنا رحمه الله، ونستهدي بها وهو اليوم في عالم الحق بين يدي ربه سبحانه، ونحن ما نزال بعد من أهل الدنيا، لم يكن إلا داعيا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وبإخلاص خوّل له أن تبقى كلماته يستضاء بنورها ويستهدى بقبساتها...

وأيضا
كما هو حال بيتي الأستاذ العقاد رحمه الله وهو ينشد :


اقتباس
وكنت جَنين السّجن تسعة أشهر      ***   فهاأنذا في ساحة الخُلد أولَدُ!
عداتي وصَحبي لا اختلاف عليهما      ***   سيعهدني كل كما كان يعهدُ !

وهو يعدّ السجن رحما تقلّب فيه ليخرج للدنيا مولودا جديدا، وقد علمته المحن وقد قلب المحنة منحة فهو مولود جديد يقبل على العمل والنضال والثبات على مبدئه من جديد وكأنه مُنِح منحة ولم يصب بمحنة غير مبال ولا آبه بمن أحبه أو كرهه في سبيل مبدأ حق يناضل لأجله...

وأكمل الآن مع حديث الشيخ الجليل جعلنا الله وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه :
************************************************************************************

إن بعض الناس قد يسأم تكاليف الإيمان،ويستغلي نفقات الجهاد فينكص على عقبيه بعد أن سار في الطريق خطوات،وقطع منه شوطا أو أشواطا ....!

ومن أيام سمعت نادما من هؤلاء يقول : لقد مضى على ضياع فلسطين عشرون عاما –والشيخ قد كتب هذه الكلمات في تلك الفترة أي أواخر الستينيات-، وحاولنا استعادتها فعجزنا، فماذا نصنع ؟ !

وشعرت باليأس يسقط من كلماته المنكرة فقلت له : إن اليهود تحمّلوا تشريد ثلاثة آلاف عام ولم ينسوا مزاعمهم الباطلة في الأرض المقدّسة،فهل نضطرب نحن لمتاعب عشرين أو تسعين عاما ونفرط في حقوقنا ؟ ذلك والله ما لا يكون !!

إن الركون إلى الراحة بعد جهاد قصير أو طويل آفة خطيرة، ترجع إلى سوء التربية وضعيف التوجيه، وما أحوج المسلمين إلى دعاة ومدرّسين يصبون الأجيال الوافدة في قوالب الإيمان، ويبذرون في سلوكهم معاني المثابرة وطول الكفاح ..

وقد حمانا القرآن الكريم عِلل الضعف والخمول بما يسرد على أسماعنا من قصص مثيرة.. !!

إنه أكّد لنا أن ملاقاة العَنَت في زحام الحياة حقيقة لا بد أن يستعدّ لها المجاهدون ،وألا يحاولوا الزيغ منها، قال تعالى :
" وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً" من الآية 20 -سورة الفرقان-

ألا ما أكثر صور هذه الفتنة المفروضة على الحياة والأحياء،وما أسرع تصدّيها لرجال العقائد وحَمَلة الدعوات !!
لكنهم يطوونها واحدة بعد أخرى،وكأنما ترتفع أقدارهم بمقدار ما يتراكم تحت أقدامهم من سِهام تكسّرت،ومِحن تطامنت واستسلمت .

إن العظمة الإنسانية لا تُعرف في الرخاء قدر ما تُعرف في الشدة، والرجال الكبار هم الذين يملكون أنفسهم عند الردع، وتتحرك خصائصهم العليا عند التحدّي والإنكار .


ومازال لحديث الشيخ بقية مشوقة جدا وقبل أن أكمل ما رأيكم إخوتي ؟؟ emo (30):
« آخر تحرير: 2009-03-05, 14:10:24 بواسطة حازرلي أسماء »

غير متصل ريحانة

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 164
  • الجنس: أنثى
  • الوقتُ أنفاسٌ لا تعودْ
رد: ما معـــــنى الثبات؟؟
« رد #14 في: 2009-03-12, 19:08:50 »
السلام عليكم

أحتاج هذا الموضوع جدًا .. جزاكم الله خيرًا
بانتظار التكملة
وكيف لا نرضى وأنتَ ربُّ العالمين ؟!

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: ما معـــــنى الثبات؟؟
« رد #15 في: 2009-03-16, 17:26:18 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلا وسهلا بك أختنا ريحانة أعتذر عن انقطاع خارج عن نطاق إرادتنا....سأعود للموضوع غدا بإذن الله تعالى فانتظرونا emo (30):

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: ما معـــــنى الثبات؟؟
« رد #16 في: 2009-03-20, 10:17:39 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد غياب عن هذا الموضوع الذي يهمنا وينفعنا جميعا ما فيه من دروس عن الثبات أعود لأواصل مع جزء آخر من كلمات شيخنا الجليل رحمة الله عليه محمد الغزالي في مقال بعنوان "معادن الرجال" وكنا قد وضعنا منه جزءين هذان رابطاهما لمن لم يطلع بعد :

http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=2576.msg33906#msg33906

http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=2576.msg34007#msg34007

ونكمل مع الجزء الجديد  emo (30)::

إن العظمة الإنسانية لا تُعرف في الرخاء قدر ما تُعرف في الشدة، والرجال الكبار هم الذين يملكون أنفسهم عند الردع، وتتحرك خصائصهم العليا عند التحدّي والإنكار .

لما انهزم المسلمون في معركة حنين أول الأمر، وانكشفوا عن قائدهم العظيم، فرأى نفسه في موقف محاط بالريبة والحرج،لم يكن لهذه الهزيمة أثر من الضعف أو التخاذل لدى النبي صلى الله عليه وسلم بل صاح في ثقة ورسوخ :

أنا النبي لا كذب ****أنا ابن عبد المطلب . !!

إنه في موقف التواضع وتطمين رجل يرتعش من مهابته ينسب نفسه لأمه فيقول : أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد في مكة .
أما هنا في مواجهة الشك والشماتة فإنه يملأ فمه، بوصفه، وعمله، والمنصب الذي شرفه الله به، واختاره له ...... !!
ومن هنا ثاب الناس إلى رشدهم، وجرف تيار الثقة والصدق المنبعث من قلب رسولهم كل أثارة للقلق، فجاء النصر والفتح .

لقد شرحنا كيف يثبت الإنسان لأول مخاطرة تعرض له حتى إذا نجا من عواقبها قرر ألا يتعرض مرة أخرى لمثلها، ومرّ بذهنه المثل الذي يردده الجبناء من العوام : "ما كل مرة تسلم الجرة" !!

ولكن شأن النفوس العظيمة أكبر من هذا، فالنجاة من الأخطار التي يتعرضون لها في سبيل مثلهم العليا لا تعلمهم الحرص على الحياة، ولا تثير فيهم غرائز التهيب والتوجس، بل تزيدهم وفاء لما يعتقدون .

ولحديث الشيخ رحمه الله بقية إخوتي...وقبل أن أكمل ما رأيكم ؟؟ emo (30):
« آخر تحرير: 2009-03-20, 10:21:18 بواسطة حازرلي أسماء »

غير متصل أم وعالِمة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 724
  • الجنس: أنثى
  • طبيبةمصريةثورية
رد: ما معـــــنى الثبات؟؟
« رد #17 في: 2009-03-21, 09:43:53 »
أكملي يا أسماء رجاء .... نحن جميعا بأشد الحاجة لهذه الكلمات المضيئة ...

جزاك الله خيرا ...
"من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً "
من يمتلك قوة هائلة .. و رسالة نبيلة .. فعليه تحمل مسؤولية جسيمة ..!

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: ما معـــــنى الثبات؟؟
« رد #18 في: 2009-03-26, 14:04:59 »
أكملي يا أسماء رجاء .... نحن جميعا بأشد الحاجة لهذه الكلمات المضيئة ...

جزاك الله خيرا ...

معذرة يا سارة على الإطالة في الرد  :blush::

ونكمل إخوتي مع كلمات الشيخ رحمة الله عليه :

*********************************************************

كان موسى عليه الصلاة والسلام يكره الظلم والجبروت مثل أنبياء الله كلهم، وقد حملته الأقدار أن يحارب نوازع الإجرام التي  خضع لها قومه حينا من الدهر ..
حكى القرآن عنه أنه : "...وَدَخَلَ المَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ..." القَصص -15-

ورأى موسى أن هذه العاطفة الحرة قد تأدت به إلى غير ما يبغي، وأنه -وهو الذي يحارب العدوان - قد زاد في الانتصاف لقومه،وخشي أن يكون قد تعرض بذلك لسخط ربه فهتف : "رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ" القَصص -16-

فماذا كان من موسى بعد ظفره بالعفو الأعلى ؟

كان يستطيع أن يقول لا أعود لمثلها ! ولكنّ هذه الكلمة لو قالها قد تفيد أنه قد تخلى عن مبدئه، وزهد في مساندة الضعفاء ونكل عن مقاومة الطغاة، فآثر ألا يقول هذه الكلمة، وفضل أن يجدد العهد على أن يظل حرا ينافح عن الأحرار، وعلى أن يظل ثائر المشاعر ضد الفساد والاستعلاء،ثم جدد شكره للصفح الإلهي بهذه الكلمة : "رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ" القَصص -17-

هذا شأن النفوس الكبيرة لا يصرفها عن غايتها العظمى صارف من عَنَت تلقاه أو خطأ تقع فيه، بل تبقى نماذج حية لعلو الهمة والإفادة من التجارب في نصرة الإيمان . ودعم منطقه، وتمهيد طريقه .

"رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ" القَصص -17-

إن هذه الكلمة تنضح بما في قلب موسى من بغضاء للباطل، ومقت للعدوان، ورغبة أصيلة في حماية الجماعات البشرية من المستبدين بآرائهم، المفتاتين على غيرهم.

وما يصدر مثلها إلا من رجل اختير لتحرير العبيد، وهدم القداسات الزائفة !
وقد كان يستطيع إفراغ هذه المعاني في صيغة تدل على الإصرار والتشبث، لولا أنه في مقام الضراعة لربه ، والاعتذار عما فرط منه .

ومن ثمّ اكتفى بتوثيق العهد على نفسه، في الصورة التي لا يمكن أن يكتنفها خطأ،والتي يبدأ حدها الأدنى بمقاطعة المجرمين، والنفور من تأييدهم، وينتهي حدها الأعلى بتطهير الحياة منهم وتخليص الشعوب من آصارهم .

أي أنّ كلمة "رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ"     تعني مراتب الجهاد كلها، من كراهيتهم إلى الخلاص منهم !!

وهذا العهد كلّف موسى الكثير، ولذلك جاء في الحديث الشريف أنه كلما بهظه الحمل وآلمه الكفاح قال : "اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان".



جواد

  • زائر
رد: ما معـــــنى الثبات؟؟
« رد #19 في: 2009-03-26, 17:28:38 »
بارك الله بكم وجزاكم خيرا كثيرا أختنا الكريمة.

المعنى رائع بحق.

نسأل الله صلاح الدين والقلب والبصيرة.