بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا أختنا الكريمة على الموضوع الهام،
أحسست أنه يعنينى أكثر من غيرى بإعتبار موضوعى الذى تحدثت فيه عن الموت.
والحقيقة أن الأمر أكثر تعقيدا من مجرد سرد وجهات النظر والآراء،
ففى الغالب أول ما نرى عبارات معينة يتبادر الى الذهن صور مرتبطة بها فتضللنا عن إبصار ما أمامنا على حقيقته.
ويجب هنا ان نفرق بين حالات الألم أو الخوف وحالات اليأس،
والشعور بالألم من شدة الإمتحانات يختلف من انسان لآخر بحسب طبيعة الإنسان نفسه ودرجة حساسية مشاعرة،
وأنا أقر بأن تمنى الموت هو حالة من حالات الضعف والخوف من الرسوب فى الإمتحان،
وهذا لا بأس فيه عندى لأننا لن نعدو على كوننا بشر.
الفيصل فى هذا الأمر هى الحالة التى يأتى عليها هذا الضعف والخوف وما يتبعهما،
هل هو يأس من رحمة الله وتمرد على قضائه والعياذ بالله ؟
أم أنه ضعف الرحمة الذى يجبر كسر النفس ويشعرها بمدى حاجتها لله؟
وهل يتبعهما اعراض عن الأهداف والمبادئ وتكبر على الحال والقضاء ؟
أم يتبعهما تعلق أكثر بكرم الله وتنبيه للنفس أنها لاشك راحلة؟
نفس المؤمن لا تيأس أبدا، قد تحتاج الى من يؤنس وحشتها ويمسك بيدها لأنها فى النهاية نفس بشرية،
لكنها اذا لم تجد لم تنقلب على أعقابها ولم تنفر من قضاء ربها،
انما تمشى مستسلمة راضية بقضاء الله، مستغفرة على ما كان منها من ضعف.
لقد رأينا الرسول صلى الله عليه وسلم يهرع الى أمنا خديجة رضى الله عنها بعد الذى جرى له فى الغار،
ورأيناه صلى الله عليه وسلم يبكى بعد موت ابنه ابراهيم،
فهل هذا يعتبر ضعفا حاشاه ؟
كلا، انما هو مقام الرحمة الذى يأتى فى صورة ألم وانفعال فتواسي النفس نفسها وتتذكر مدى حاجتها الى ربها.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على دينة ويهدينا طريقه المستقيم.