المحرر موضوع: تــــــــــــــــــــــــــساؤل...  (زيارة 9573 مرات)

0 الأعضاء و 5 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

حازرلي أسماء

  • زائر
أتساءل دائما ما هو الحد الذي يقبل به المؤمن -أو لنقل المتصدر للدعوة على وجه الخصوص- الإنسان الآخر؟؟

ما هي هذه الحدود ؟؟ كيف يستطيع أن يرسم الحدود التي تخول له تقبل الآخر من باب الحكمة والرشاد في التعاملات، فلا يغالي في التقبل، ولا يغالي في الرفض ؟؟

إلى أي حد يمكنه أن يقبل فلا ينفر من أحدهم ؟؟ إلى أي حد يستطيع التحكم في إملاءات النفس والأنا حتى لا تطغى على رؤيته للآخرين، أعني كيف يمكنه تحري الوسطية والموازنة بين مبادئه وثوابته من جهة وبين ما يقبل ويرفض على أساس من هذه المبادئ والثوابت وبين موقفه  من تصرفات الآخرين بما فيها من المنافي لثوابته ومبادئه وأخلاقه وهي في جملتها شخصيته

فلا يحيف إذا رفض وأسرع برفض الآخر  ولم يصبر عليه بالقدر اللازم، ولا يحيف إذا أفرط في قبوله بدعوى الصبر عليه أمل التغير حتى تتميع المبادئ والثوابت .

ما هي الحدود التي يقف عندها استيعاب المؤمن للآخر ؟ حتى يكون وسطيا فلا يتطرف ولا يميع ؟؟؟

 
إلى أي حد يمكننا التنبؤ  بجدوى أو عدم جدوى الصبر على الآخر حتى لا نهدر وقتا مع من لا يستحق  إهدار وقت....؟؟؟

كل هذه أسئلة تتردد برأسي كثيرا جدا مع كثرة التعاطي مع الآخرين والخوف من عدم الأهلية لتقبلهم نتيجة تلك الثوابت والمبادئ التي تلح على الإنسان أيما إلحاح فيخشى ألا يحسن الرؤية وتقبل الآخر من باب الحكم عليه من محراب المبادئ والثوابت .

هي ضالة أبحث عنها بشغف 

نسأل الله السداد والرشاد في القول والرأي والفعل

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
تساؤل وجيه جدا

أتابع معك رحلة بحثك عن الجواب
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
و انا ايضا اتابع :emoti_317:

مع انها تساؤلات سأبحث عنها عندما اكبر اكثر :emoti_17: , و لكن لا بأس , استفيد من الردود القادمة emo (30):
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

أحمد

  • زائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله أختنا الكريمة

يعزف موضوعكم هذا معي اليوم عزفا خاصا، إذ رأيتني في جهات مختلفة أتعرض لنفس التساؤل، ومع كثرة الطرق صرت أختار أنفذ الحل الأسرع، ثم أعيد التساؤل أمحق فيما فعلت أم مخطئ؟!

مع كثرة التجربة، رأيت الأمثل أن نسرع بالحسم مع بقاء طاقة لعودة المياه من جديد.. عسانا أخطأنا

ماما فرح

  • زائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله أختنا الكريمة

يعزف موضوعكم هذا معي اليوم عزفا خاصا، إذ رأيتني في جهات مختلفة أتعرض لنفس التساؤل، ومع كثرة الطرق صرت أختار أنفذ الحل الأسرع، ثم أعيد التساؤل أمحق فيما فعلت أم مخطئ؟!

مع كثرة التجربة، رأيت الأمثل أن نسرع بالحسم مع بقاء طاقة لعودة المياه من جديد.. عسانا أخطأنا

 :emoti_282: :emoti_282:



أحسنت بطرح التساؤل يا أسماء

موضوع مهم وأحتاج للمزيد من الخوض فيه

لم أقرأ التفاصيل بعد ولكن شدتني العبارات الأولى فيه ولم أستطع منع نفسي من مشاغبة سريعة لأني جهة من الجهات التي حاصرت أحمد به

أرأيت يا مولانا  :emoti_282:  كنت محقة في طرح السؤال فالموضوع مهم فعلا وأرى أغلب الخلق يقعون فيه بدرجات متفاوتة وقل في هذا الزمان من يستطيع الإفلات من الذاتية

أعود بعد قراءة الموضوع

ماما فرح

  • زائر
عدت   emo (30):

أتساءل دائما ما هو الحد الذي يقبل به المؤمن -أو لنقل المتصدر للدعوة على وجه الخصوص- الإنسان الآخر؟؟

ما هي هذه الحدود ؟؟ كيف يستطيع أن يرسم الحدود التي تخول له تقبل الآخر من باب الحكمة والرشاد في التعاملات، فلا يغالي في التقبل، ولا يغالي في الرفض ؟؟



1- هل لي أن أسأل أولا : ما هو شكل هذا القبول ؟

ولاء - مداراة - تعامل بالعدل والحسنى - تبادل مصلحة - اتساع الصدر لسماع ما لديه ولو كان كفراً صريحاً - شعور بمسؤولية توصيل الحق ومعالم الهداية للآخر - .................إلخ

فلنحدد أولا حدود المصطلح لكي تتوافق الرؤية حوله



إلى أي حد يمكنه أن يقبل فلا ينفر من أحدهم ؟؟ إلى أي حد يستطيع التحكم في إملاءات النفس والأنا حتى لا تطغى على رؤيته للآخرين، أعني كيف يمكنه تحري الوسطية والموازنة بين مبادئه وثوابته من جهة وبين ما يقبل ويرفض على أساس من هذه المبادئ والثوابت وبين موقفه  من تصرفات الآخرين بما فيها من المنافي لثوابته ومبادئه وأخلاقه وهي في جملتها شخصيته

فلا يحيف إذا رفض وأسرع برفض الآخر  ولم يصبر عليه بالقدر اللازم، ولا يحيف إذا أفرط في قبوله بدعوى الصبر عليه أمل التغير حتى تتميع المبادئ والثوابت .

ما هي الحدود التي يقف عندها استيعاب المؤمن للآخر ؟ حتى يكون وسطيا فلا يتطرف ولا يميع ؟؟؟  


إذا افترضت أني مسلم مسؤول عن الدعوة إلى الله فسأقوم بها كما قررها الله تعالى لا كما أفترض أو أختار أنا

فأبحث عن معالم الطريق في القرآن والسنة

1- هل القبول يعني الولاء والرضوخ والتملق لاستمالة الآخر؟

قطعاً لا .. فأنا مسلم أمتلك الحق الذي أنزله الله في القرآن وأعلم أن العزة لله جميعاً

2-  فهل يعني ذلك التعالي ورفض الآخر؟

قطعاً لا .. فالقلوب يملكها خالقها يقلبها كيف يشاء .. مؤمن اليوم لا يأمن على نفسه الفتنة وكافر اليوم قد يكون مؤمناً غداً

فعلينا الدعوة وليس علينا نتيجتها

إن تيقنت من ذلك فلن أرى أمامي أشخاصاً يتفاوتون في الميل للحق أوالميل عنه  وإنما سأرى قضية لابد من إتمامها دون النظر إلى الأشخاص فأتخلص من ذاتيتي في الحكم على الأشخاص وتقبلي النفسي لهم أو نفوري منهم وسيكون صبري معهم وعليهم بلا حدود عندما أدعو دون انتظار نتيجة لجهدي معهم فالإرشاد مهمتي والهداية لا يملكها إلا الله

3- هل الدعوة انتقائية ؟ بمعنى أنني أدعو من أتوسم به الخير وأترك من قسا قلبه أو لم يجد معه النصح؟؟

لم يفعل ذلك الأنبياء والرسل ومن اقترب من ذلك عاتبه ربه

الأعمى في سورة عبس - يونس وحاله مع قومه


 
إلى أي حد يمكننا التنبؤ  بجدوى أو عدم جدوى الصبر على الآخر حتى لا نهدر وقتا مع من لا يستحق  إهدار وقت....؟؟؟


أليس هذا ما فعله يونس ولم يجد جدوى للصبر على قومه فتركهم مغاضباً ؟

والإجابة واضحة..

-------------------------

كتبت ما خطر ببالي ولا أدري هل خرجت من الموضوع أم لا  emo (30):





غير متصل زمرد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 994
  • الجنس: أنثى




السلام عليكم


كعادتك يااسماء مواضيع رائعة واسلوب اروع بارك الله فيكِ وحماك من الأعين :emoti_6:.

ما هي هذه الحدود ؟؟ كيف يستطيع أن يرسم الحدود التي تخول له تقبل الآخر من باب الحكمة والرشاد في التعاملات، فلا يغالي في التقبل، ولا يغالي في الرفض ؟؟

لطالما توقفت بسبب مدى تقبل الآخر لما اسعى اليه وقد صادفت كثيرون ممن فعلوا نفس التصرف وان اختلفنا في طول او قصر الفترة الزمنية التي طالت فيها المحاولات خوفاً من الرفض والنفور من الموضوع برمته وليس فقط من النصح او الدعوة، خشيت كثيراً ان اكون السبب بي او باسلوبي في النفور.


إلى أي حد يمكننا التنبؤ  بجدوى أو عدم جدوى الصبر على الآخر حتى لا نهدر وقتا مع من لا يستحق  إهدار وقت....؟؟؟

هذا سؤال آخر يستوقفني كثيراً في حياتي وحقيقة لم اقم بأي خطوة للهروب او للفرار بجلدي فأنا ارى ان الصبر وان طال الا وسأرى في نهاية الطريق اجابتي. ولكن مايحز في قلبي هل كان اختياري للصبر موفقا ام مضيعة للوقت  والكد والتعب؟؟!




متابعة معكم باذن الله



بالتوفيق

 
اللهم اهلك الطغاة واتباعهم اللهم اهلكهم وأرنا فيهم عجائب قدرتك اللهم اليوم اليوم اليوم ولا تؤخرهم يارب .. ياااارب ارزقنا الشهادة واذقنا حلاوتها انك على كل شيء قدير ...

حازرلي أسماء

  • زائر
مرحبا بكم جميعا إخوتي وجزيتم خيرا  emo (30):
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله أختنا الكريمة

يعزف موضوعكم هذا معي اليوم عزفا خاصا، إذ رأيتني في جهات مختلفة أتعرض لنفس التساؤل، ومع كثرة الطرق صرت أختار أنفذ الحل الأسرع، ثم أعيد التساؤل أمحق فيما فعلت أم مخطئ؟!
مع كثرة التجربة، رأيت الأمثل أن نسرع بالحسم مع بقاء طاقة لعودة المياه من جديد.. عسانا أخطأنا

نعم وغالبا ما صرت أختار الطريق الأقصر والحل الأسرع، ولكن ذلك التساؤل "أمحق فيما فعلت أم مخطئ؟"  ما مرده؟؟ أمردّه أن رد الفعل ذاك فوق وُسع النفس وفوق طاقتها وليس من طبيعتها ولا من نسيجها، ولكنه التصرف الذي حاكته تجارب الحياة ومعتركاتها، حاكته موافقا لما هو كائن في الحقيقة ولم تحكه موافقا لما هو كائن في أغوار النفس، ولو ترك المجال للنفس أن تحيك لما كان منها ذاك النسيج، ولو ترك للعاطفة وحدها دونما حاجة لمَدد من ذخيرة التجارب والحياة التي عرف له العقل وزنا لما صدر الذي صدر. وكأن الذي فُعل كان على مضض نريد به الحكمة وإن كان غير ما تريد عاطفة اعتادت أن تطغى علينا ؟

أم أنّ مردّ هذا التساؤل -الذي غالبا ما يكون ممضا - قلة ثقة في الطريق مع ما لا نعاينه من آنية التأثير إن بالإيجاب أو بالسلب، إن بالصواب أو بالخطأ إن بالرشاد أو بالطيش، فتطغى علينا احتمالات التأثير السلبي أكثر من احتمالات التأثير الإيجابي واحتمالات سوء التصرف أكثر من احتمالات حسنه؟

أم أنّ مرد هذا التساؤل منا خوف من الله شديد يجعلنا نراقب كل كلمة، وكل تصرف ونخشى أن نحيد ولو قيد أنملة عن طريق الرضى ونفسد من حيث أردنا إصلاحا ؟؟

أم أنّها كل الأسباب مجتمعة ؟؟؟

وهذه الحالات تنتاب حصريا مَن في قلبه حياة فوق الحياة بالنبضات، حياة بمعنى امتدادها بالعيش من أجل الآخرين، وكما بينا بدءا أولهم الدعاة المنبرون للدعوة كيفما كان شكلها، أما من مات قلبه مع بقاء النبضات فلا يعرف تساؤلا ولا يعرف تحيرا ولا يعرف خوفا وكل الحال عنده سواء بل إنه قد يفتك بمن أمامه ولا تحرك به فعلته ساكنا.

وإن كان الواحد منها أو الكلّ، فكيف نملك زمام الأمر في تصرفاتنا فلا نحيد لا يمنة ولا يسرة وإنما ننعم برخاء الوسطية والحكمة سنام تصرفاتنا من دون غرور ولا اغترار ؟ ومن دون ثقة متزعزعة تميد بالنفس بين ريح وريح ؟؟؟ وهذا هو السؤال


عدت   emo (30):

أتساءل دائما ما هو الحد الذي يقبل به المؤمن -أو لنقل المتصدر للدعوة على وجه الخصوص- الإنسان الآخر؟؟

ما هي هذه الحدود ؟؟ كيف يستطيع أن يرسم الحدود التي تخول له تقبل الآخر من باب الحكمة والرشاد في التعاملات، فلا يغالي في التقبل، ولا يغالي في الرفض ؟؟



1- هل لي أن أسأل أولا : ما هو شكل هذا القبول ؟

ولاء - مداراة - تعامل بالعدل والحسنى - تبادل مصلحة - اتساع الصدر لسماع ما لديه ولو كان كفراً صريحاً - شعور بمسؤولية توصيل الحق ومعالم الهداية للآخر - .................إلخ

فلنحدد أولا حدود المصطلح لكي تتوافق الرؤية حوله




هو اتساع الصدر لتقبل الخطأ، حتى نتحرى طريقا نحاول فيه معالجته، ولا نتسرع بالنفور والرفض وأن هذا من فئة كذا وأن الكثير من عاداته سيئة، فالأجمل والأحسن والأريح أن أجتنبه كلية، وإذا أنا خالطته كنت معه فظة أتكلم بمنطق مبادئي وثوابتي العليا والتي غالبا ما لا يستسيغها، وفور معاينتي لعدم استساغته لها أهمّ بشدّ الرحال لهجر ساحته وتركه. على أي أساس أقدر أنّ ضجره وقلقه من منطق المبادئ العليا والمثالية الخيالية -كما يحلو لهم تسميتها لا لشيء إلا لوصمها بالتصور الخاطئ الموغل في الخطأفي التعامل الواقعي- على أي أساس أقدر أن ضجره لا دواء له -على الأقل عندي- وأن محاولاتي قبل أن تبوء بالفشل ستكون مضيعة لوقت الأحرى أن أصرفه في نفع من نفسه وعاء للفائدة والنفع .

عدت   emo (30):

 
إلى أي حد يمكننا التنبؤ  بجدوى أو عدم جدوى الصبر على الآخر حتى لا نهدر وقتا مع من لا يستحق  إهدار وقت....؟؟؟


أليس هذا ما فعله يونس ولم يجد جدوى للصبر على قومه فتركهم مغاضباً ؟

والإجابة واضحة..

-------------------------

كتبت ما خطر ببالي ولا أدري هل خرجت من الموضوع أم لا  emo (30):








ولكن أليس من التبصر و الحكمة التي يؤتاها المؤمن الصادق والتي يستمد نورها من النور الرباني ومن الهدي النبوي أصلا أن يتشوّف الأحوال ويستقرأ البيئة التي يزرع فيها ؟؟


ثم يا إخوتي أليس حرصنا على مبادئنا وعلى أخلاقنا وثوابتنا مما يحتم علينا الخوف عليها من الميل مع كل مائل، أليس خوفنا من التمييع يجعلنا غالبا بأعين الناس أفظاظا غلاظا غير مقبولين، أليس قولنا للحق وفعلنا للحق يجعلنا في دائرة من أكل الزمان عليهم وشرب ؟؟ ألم يعد مسلك الحق وعرا، ألم تعد طريقه من أصعب الطرق في أيامنا ؟؟ أولسنا نُعذر على حرصنا وخوفنا ؟؟ أليس الحق أحق أن يبقى  بثوبه الفاخر وإن بدا غاليا صعب المنال على الكثيرين ؟ لأن كل نائل له مستحق له جدير به ؟







السلام عليكم


كعادتك يااسماء مواضيع رائعة واسلوب اروع بارك الله فيكِ وحماك من الأعين :emoti_6:.

ما هي هذه الحدود ؟؟ كيف يستطيع أن يرسم الحدود التي تخول له تقبل الآخر من باب الحكمة والرشاد في التعاملات، فلا يغالي في التقبل، ولا يغالي في الرفض ؟؟

لطالما توقفت بسبب مدى تقبل الآخر لما اسعى اليه وقد صادفت كثيرون ممن فعلوا نفس التصرف وان اختلفنا في طول او قصر الفترة الزمنية التي طالت فيها المحاولات خوفاً من الرفض والنفور من الموضوع برمته وليس فقط من النصح او الدعوة، خشيت كثيراً ان اكون السبب بي او باسلوبي في النفور.


إلى أي حد يمكننا التنبؤ  بجدوى أو عدم جدوى الصبر على الآخر حتى لا نهدر وقتا مع من لا يستحق  إهدار وقت....؟؟؟

هذا سؤال آخر يستوقفني كثيراً في حياتي وحقيقة لم اقم بأي خطوة للهروب او للفرار بجلدي فأنا ارى ان الصبر وان طال الا وسأرى في نهاية الطريق اجابتي. ولكن مايحز في قلبي هل كان اختياري للصبر موفقا ام مضيعة للوقت  والكد والتعب؟؟!




متابعة معكم باذن الله



بالتوفيق

 

نعم يا زمرد وأيضا هذا التنبؤ ليس فقط مخافة مضيعة الوقت،وإنما لنمكن من تقدير المواقف بسرعة أكبر بدل تعريض النفس لصدمات قد تكون حائلا دون المواصلة أصلا


حقا تساؤلات  :emoti_138:
« آخر تحرير: 2009-02-25, 09:58:26 بواسطة حازرلي أسماء »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من الصعب جدا أن يتكلم الإنسان في هذه الأمور من موقع التنظير، دون ان تكون له تجربة ولو متواضعة في هذا المجال..
علينا في اعتقادي ان نميز بين ثلاثة أمور:
1- الدعوة العامة
2- التربية الفردية السلوكية
3- تأسيس عمل إسلامي أو مشروع دعوي

1- الدعوة العامة: هذه يجب ان تكون موجهة لكل البشر، بلا استثناء، ويخاطب فيها كل إنسان بحسب عقله وبحسب مستواه، ولا نستثني منها احدا، ولا نيأس فيها من أحد.. وطبعا نسعى فيها بكل السبل الإعلامية المتاحة، (وهنا في اعتقادي يندرج المثالان اللذان أوردتهما ماما فرح عن سيدنا يونس عليه السلام، وعبس وتولى، مع ملاحظة أن سيدنا يونس نبي يوحى إليه، وليس للنبي ان يترك الدعوة او يهاجر إلا بأمر من الله ووحي مباشر منه، وهنا كان خطأ سيدنا يونس عليه السلام، في حين أن غيره من أنبياء أمروا فعلا بالهجرة وبترك أقوامهم لأنه لن يؤمن منهم بعد إلا من قد آمن، وملاحظة أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تم تصحيح انتقائيته في الدعوة، لا أنه نهي عن الانتقائية، فأمر بأن يتوجه لمن يرغب في هذا الامر، ونهي عن أن يتوجه به للزاهدين المعرضين عنه مهما كانت مكانتهم)

فلا يمكننا إذن أن نلغي الانتقاء... لأن طاقاتنا البشرية محدودة، فلا يمكن للانسان ان يتواجد بنفسه في كل الاماكن ويستخدم كل الوسائل في نفس الوقت... فعليه أن يعمل بكل المتاح الممكن، فإن كان المتاح أقل من وقته وطاقته لم يستثن منه أحدا، وان كان المتاح أكثر من امكانياته، انتقى ما يراه باجتهاده الأنفع والاكثر ثمرة.. شريطة ان يكون انتقائه وفق موازين ربانية، لا موازين دنيوية، فلا يختار لدعوته الأغنى والاكثر جاها والأذيع صيتا، بل يختار الأنقى قلبا، والأسلم فطرة، والاحسن خلقا، والاقرب لتقبل هذا الامر من غيره... (وهذا هو توجيه "عبس وتولى" تماما)

وكمثال على هذا أضرب العمل في المنتديات... فهناك من يعملون على النت من أجل الدعوة لله.. الشخص منهم لا يمكنه بأي حال ان يتواجد في جميع منتديات الانترنت، فعلى أي اساس يختار بينها؟ يختار بحسب ما يراه الأكثر انتفاعا من تواجده فيه، والأكثر احتياجا لما يحمله من علم
ويختار المنتديات التي يلمس من اهلها عقلا ومنطقا وتجاوبا، لا المنتديات التي ينتشر فيها تافهو العقول، او المجادلون بغير حق، او الحاقدون...


2- التربية الفردية السلوكية: وهذه طبعا لا يتصدى لها أي شخص.. فمن لم يتلق تربية من شيخ عارف بالله، لا يمكنه أن يتولى تربية غيره.. هذا أولا.. وبالتالي شخص كهذا سيكون مسترشدا بتوجيهات من سبقوه في هذا المجال، وسائرا على دروبهم، مستنيرا بالمشاعل التي أوقدوها على دربه، ومقتبسا منها ما ينير الطريق لمن بعده...
ودروب هذه التربية (وكلها متحدة الغاية والوجهة) يتوقف اختيار المريد لها على انسجام روح المريد مع روح المربي، فالأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف، فقد يسلك بعضهم على يد من كان كجلال الدين الرومي،  ويسلك آخرون على يد من كان كابن تيمية... فمن الخطأ أن أعتقد أن على جميع من أعرفهم أن يسلكوا من طريقي، فإذا حصلت عثرات اتهمتهم أو اتهمت نفسي... وإن شعرت أنهم لا يتقدمون ولا يسيرون، بل وربما يعرقلون غيرهم، أن أصر على اصطحابهم وكأنني الطريق الوحيد للهدى، وكأنني لو تخليت عنهم قضيت عليهم بالضلال، فهذا من الاغترار بالنفس، ومن قصور الحكمة...
لكن إلى أي حد أتحمل عثراتهم، وإلى أي حد اصبر على انحرافاتهم... لا حد معين مرسوم لهذا، بل يقرره المربي بحسب ما اكتسبه من خبرات معلميه ومرشديه، وبحسب ما يلهمه الله تعالى إياه من حكمة ونور وبصيرة، يستمدها من عبادته وصلته القوية بالله تعالى..
لهذا كان يقول شيوخنا ان من يتصدى للدعوة لله دون رصيد من عبادة وذكر، فمثله مثل الاعمى يخبط بعصاه يمينا وشمالا ليهتدي الى دربه، ومن يتصدى لها وقد تسلح بهذا الرصيد القوي فمثله مثل السائر المبصر، يعرف تماما أين يضع قدمه، ويرى كل عثرة وكل عقبة ويعرف كيف يتجنبها.. وكلما زاد نور قلبه، قويت بصيرته واسرعت خطوته وكانت اكثر ثباتا وأقدر على حمل المزيد

علينا أيضا ان نعي ان التربية لا تكون دوما بالعطاء، بل تكون أحيانا بالحرمان، وتكون بالابتسامة، كما تكون أحيانا بالعبوس...

ومتى أتخذ قرارا بالبتر والقطع؟؟...
المربي الرباني لا يتخذ مثل هذا القرار أبدا، بل يشد الحبل ليجذب القوي، ويرخيه حتى لا يسقط الضعيف، ويعامل الناس بقدر ما يرى من طاقاتهم، فينزلهم منازلهم
لكن ان قرروا هم الفرار... فلهم هذا، ولا اوصد بابي دونهم ان عادوا، ولا أحكمن عليهم بالضلال والثبور إن لم يعودوا، فلربما هداهم الله تعالى لمن هو أقدر مني على السير بهم واحتوائهم... بل لربما عرفت من طبيعتهم من خلال مدة بقائهم معي، ما يؤهلني لارشادهم لطريق أسهل عليهم وأنسب لقدراتهم، او أرشد قائد ذلك الطريق لهم ليصطحبهم معه..

وإنك لن تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء

3- تأسيس عمل إسلامي أو مشروع دعوي:
هنا الأمر يختلف تماما.. فأنا هنا أختار نخبا تحمل معي الهم، وتقود السفينة، ولا يمكن أن أسلم قياد السفينة لربان فاشل او غير مؤهل حفاظا على مشاعره، فأعرض سفينتي للغرق بمن فيها.. ولهذا لا بد من امتحان قبول، ومن امتحانات دورية، من ينجح فيها يستمر، ومن يرسب فيها يتم تسريحه بإحسان.. وعدد مرات إعادة الامتحان تكون بحسب أهمية المشروع، وبحسب اقترابه أو ابتعاده من النجاح..
الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سلم الراية لسعد بن عبادة عند فتح مكة، ثم علم انه يقول: اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة... عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الامر هنا لا يحتمل أي تهاون، فقال: بل اليوم يوم المرحمة، اليوم تعظم الحرمة، وسحب الراية منه فورا
لم ياخذه هنا رفق ولا لين... لأن الموقف لا يحتمل... ولكنه صلى الله عليه وسلم بحكمته دفع الراية لابن سعد بن عبادة نفسه، وبهذا لم يشعره بالإقصاء، ولا اثار حفيظته، فكان تسريحا له بإحسان...

والامتحانات الربانية للعباد المؤمنين لا تنتهي إلا بانتهاءالحياة، وكلما نجحوا في امتحان، رقاهم الله تعالى وولاهم مهمة أعلى، ولا يوظفهم حتى يمتحنهم...
ولا ينصرهم حتى يبتليهم
ولا يمكن لهم حتى يختبرهم

والله اعلم
وعذرا على الاطالة


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

حازرلي أسماء

  • زائر
ماما هادية جزاك الله خيرا كثيرا

اقتباس
لهذا كان يقول شيوخنا ان من يتصدى للدعوة لله دون رصيد من عبادة وذكر، فمثله مثل الاعمى يخبط بعصاه يمينا وشمالا ليهتدي الى دربه، ومن يتصدى لها وقد تسلح بهذا الرصيد القوي فمثله مثل السائر المبصر، يعرف تماما أين يضع قدمه، ويرى كل عثرة وكل عقبة ويعرف كيف يتجنبها.. وكلما زاد نور قلبه، قويت بصيرته واسرعت خطوته وكانت اكثر ثباتا وأقدر على حمل المزيد

ربما هذا هو السرّ، وهو حقا سرّ وإلهام يمنحه الله سبحانه وتعالى من عرف في قلبه الإخلاص والصدق في التوجه له، فينير له دربه وبصيرته ويبصّره بالتصرّف الحكيم الراشد الذي لا يظلم فيه ولا يتعدّى ولا يكون لنفسه فيه حظ .

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
والله بيقولوا كده   :emoti_64:

الله اعلم

هم اللي بيقولوا.. انا مليش دعوة
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

حازرلي أسماء

  • زائر
كما أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها
ألا تدخل حدود طاقة كل منا أيضا في هذا

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
كما أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها
ألا تدخل حدود طاقة كل منا أيضا في هذا


بلى
هذه نقطة مهمة جدا

وكلما زادت العبادة زادت الطاقة
لهذا على الانسان الا يحمل اكثر من طاقته الروحية
ولا هوى بمن يحمل
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*