أتساءل دائما ما هو الحد الذي يقبل به المؤمن -أو لنقل المتصدر للدعوة على وجه الخصوص- الإنسان الآخر؟؟
ما هي هذه الحدود ؟؟ كيف يستطيع أن يرسم الحدود التي تخول له تقبل الآخر من باب الحكمة والرشاد في التعاملات، فلا يغالي في التقبل، ولا يغالي في الرفض ؟؟
إلى أي حد يمكنه أن يقبل فلا ينفر من أحدهم ؟؟ إلى أي حد يستطيع التحكم في إملاءات النفس والأنا حتى لا تطغى على رؤيته للآخرين، أعني كيف يمكنه تحري الوسطية والموازنة بين مبادئه وثوابته من جهة وبين ما يقبل ويرفض على أساس من هذه المبادئ والثوابت وبين موقفه من تصرفات الآخرين بما فيها من المنافي لثوابته ومبادئه وأخلاقه وهي في جملتها شخصيته
فلا يحيف إذا رفض وأسرع برفض الآخر ولم يصبر عليه بالقدر اللازم، ولا يحيف إذا أفرط في قبوله بدعوى الصبر عليه أمل التغير حتى تتميع المبادئ والثوابت .
ما هي الحدود التي يقف عندها استيعاب المؤمن للآخر ؟ حتى يكون وسطيا فلا يتطرف ولا يميع ؟؟؟
إلى أي حد يمكننا التنبؤ بجدوى أو عدم جدوى الصبر على الآخر حتى لا نهدر وقتا مع من لا يستحق إهدار وقت....؟؟؟
كل هذه أسئلة تتردد برأسي كثيرا جدا مع كثرة التعاطي مع الآخرين والخوف من عدم الأهلية لتقبلهم نتيجة تلك الثوابت والمبادئ التي تلح على الإنسان أيما إلحاح فيخشى ألا يحسن الرؤية وتقبل الآخر من باب الحكم عليه من محراب المبادئ والثوابت .
هي ضالة أبحث عنها بشغف
نسأل الله السداد والرشاد في القول والرأي والفعل