السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكما
أرى للموضوع بعدا أدق قليلا من بعد الخط الأحمر، فالخط الأحمر يشمل الشيب والشبان معا، ويعم العلاقات بين الجنسين وغيرها.
بينما الموضوع يقف تماما إزاء مشكلة أعقبتها أخرى:
أما الأولى فقد مللنا الحديث عنها وعن أسبابها وحلولها، وهي: تأخر الزواج، وشيوع الاختلاط، واعتياد الناس الحرام، عافانا الله وإياكم!
أما التي أعقبتها، فهي محاولة الدمج بين معايشة الحياة بأبعادها، والحفاظ على الالتزام بأحكام الشريعة.
فالجامعات مختلطة، وكثير من الأعمال مختلطة، بل لم يسلم الأزهريون الدارسون والعاملون بمجال الشريعة من الاختلاط بالأسواق، والجيران والأقارب، والاحتفالات والمناسبات العامة.
وهنا ظهرت فكرة لدى بعض الشباب المتدين خلاصتها كما يحكي المقال:
أما الشباب المسلم فقد حاول أن يُصارع تلك الموجات العاتية من عولمة و تكنولوجيا حديثة وانتصار الماديات ، وحاول الصمود والثبات والتمسك بالقيم الأصيلة وأدرك من خلال إنتشار الصحوة الإسلامية أن خلاصه من تلك الفتن يكون بضبط سلوكه بميزان الشرع وأن يُحيط نفسه بصحبه طيبه صالحة تعينه على ذلك.
فانفتح على العالم بكل ما فيه من تكنولوجيا وعلوم متقدمة ،ووسائل إتصال حديثة وكله ثقة ويقين أنه قد حصن نفسه من الفتن ومن أبوابها .
إلى هنا الكلام جميل جداا، لكن ماذا عن تطبيقها:
يكمل المقال:
فخرج إلى الجامعة وفي الأنشطة العامة والدعوية خاصة واختلط بفتيات وشباب ،فأصبحنا نرى شكل جديد من الإلتزام يفتح الأبواب أمام الشباب والفتيات للتعامل فيما بينهم طالما أن النوايا حسنة ويبتغون منها الدعوة إلى الله ، وعلل الشاب حاجته للتعامل مع الفتاة عن طريق الهاتف والإنترنت والتواصل المباشر في الجامعة والأنشطة المجتمعية أنها من ضرورات الحياة وأن كلاهما يعرف حدوده ويدركها تماماً بل وأحياناً حتى يؤُكدا لأنفسنهما أنهما على حق فلا بأس من التواصل ليعين بعضهما البعض على طاعة كصلاة فجر أو ذكر أو ماشابه.
ولكن:
لم يكن مدركاً أنه مثله مثل أي شاب أو فتاة يشعر بنفس المشاعر والعواطف ، ربما لا يترجمها إلى أفعال واضحة ، لكن العواطف موجودة ..
فهي غريزة فطرية موجودة عند الإنسان ، ومهما كان التزام الشاب أو الفتاة فهذه العواطف موجودة وستظهر في لحظةٍ ما ..
ثم يتساءل:
هل من الصحيح أن ينغلق الشباب المسلم على نفسه ولا ينفتح على العالم خوفاً من الفتن ؟
أم ينفتح على العالم ويختلط بالمجتمع بكل ما فيه من وسائل وأدوات وعلاقات؟
وهل يعيب الشاب أو الفتاة الملتزمة أن يجدا في نفسيهما عاطفة تجاه الطرف الآخر ؟
يرى المقال أن رأس الحل في التوازن العاطفي الذي يكفله البيت والصحبة الصالحة.
غير أن الأخت ريحان مسك تسأل:
ماذا ان لم تتلق الفتاة او الشاب الدعم العاطفي الكافي من اهله او اخوته او اقربائه بشكل عام
وأطرح سؤالا آخر:
كيف نرى العاطفة تجاه الأسرة، والإخوة بديلا عن العاطفة بين الجنسين رغم اختلافهما أصلا؟!!
فمن المؤكد أن حب الأب والأم والأخ والأخت وحب الإخوة والأخوات خارج المنزل يختلف عن حب الفتى لفتاة، والعكس، فكيف يكون هذا بديلا عن ذاك، وكيف يحقق بهذا توازنا عاطفيا في مقابل البركان الخامد
؟؟