المحرر موضوع: أبكتني ...  (زيارة 6548 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
أبكتني ...
« في: 2009-01-30, 10:42:25 »
لا أعلم بماذا ابدأ , لا أعلم ماهي الكلمات التي ستصف شعوري في تلك اللحظة

لقد ابكتني

نعم لقد ابكتني تلك الإنسانة العظيمة

عندما رأيتها اول مرة كانت على رصيف الشارع

جالسة بذل و هوان بلا حول و لا قوة

تلقي بدعوة لذاك , و بدعوة لتلك

تقول له يااارب كن لشباب ابني حافظا و تقول لها يااااارب كن لإبنتي موفقا و استر عليها

تلقي بكل تلك الدعوات المستجابة و لم تطلب شيئا من المال الكريم يعطيها و البخيل يرمقها بنظرة القساوة و الإجحاظ

عندما رأيتها اول مرة لم أعرها ذلك الإنتباه دعوت لها و دخلت المطعم

عندما هممنا بالخروح بعد انتهائنا خطرت على بالي , فأسرعت بالخروج قبل أهلي لكي تتسنى لي الفرصة لمخاطبتها

وقفت بجانبها

قلت

خالة ما الذي وضعك في هذه الحالة , أليس لديك ابناء ؟!!

نظرت إلي تلك العجوز بوجهها المتجعد المليء بالحزن و الهم و الصدمة و أشرت لي بسبابتها و إصبعها الوسطى , اي لديها اثنين من الأبناء

لم استطع ان اتمالك نفسي

قلت لها

اين هما , ألا يأتيان إليك لكي يساعدوكي

أومئت العجوز رأسها بالرفض و الدموع كانت قد تساقطت على خديها المهترئين و قالت بصوتها الضعيف الذي هو اشبه بصوت انسان يختنق

قالت لي

واحد فقط يأتي إلي و أشّرت الى كيس ابيض بجانبها فيه علبة او علبتين فارغتين , لا ادري ربما كان فيهما طعام او شراب

عاودت النظر اليها فلم اتحمل نفسي الا و بكيت و بكيت و بكيت

كيف ذلك

تلك الأم التي تعبت و حملت و ارضعت و ربت و في نهاية المطاف يكون مكانها رصيف الشارع ؟!!

أيعقل هذا ؟!!

في تلك اللحظة خرج اهلي من المبنى و قد رآني ابي ابكي من حرقة قلبي قلت له اعطني ما عندك و بسرعة و بدون سؤال

اخذت النقود و توجهت الى تلك المسكينة و اعطيتها اياها و قلت لها من فضلك يا خالة ادعيلي

يا الهي

لم أرى مثل تلك الدعوة

دعوةمن القلب

قالت لي

ياااااااااااااااااااارب يوفقك يا بنتي و يستر عليكي و يجعلك من المتفوقين و الموفقين في حياتك

قالتها و الدموع تنهمر من عيونها

عاودت النظر الى زوادتها الفارغة فلم اتمالك نفسي و اعطيتها العلبة التي تحتوي على باقي الطعام الذي اخذناه من المطعم , نظرت حولي فرأيت مع امي قارورة ماء , اخذتها منها و اعطيتها لتلك العجوز المسكينة

رجعت الى امي و الدمعة لم تنشف من عيني , سألتها , ايعقل وجود امثال هؤلاء الأشخاص , لا يوجد ذرة من الرحمة في قلوبهم و لا العطف و لا الحنان

و عندما هممنا بالمشي الى السيارة قلت لهم انتظروني

ذهبت الى تلك العجوز و سلمت عليها , لا ادري ما الذي حصل , وجدت نفسي ادنو منها و احضنها و اقبل وجنتيها

و هي

حضنتني بقوة و قبلتني ايضا , و دعت لي من كل قلبها , احسست ان ابواب السماء كانت مفتوحة في تلك اللحظة و ان الله استجاب لها دعواتها

يا الهي

لا ادري ما الذي حصل لي , لقد صدمت , هذه اول مرة لي ابكي و انفعل بتلك الطريقة امام عجوز في الشارع

يا ترا , هل هي غاضبة على ابنائها , ام ترضى عليهم كل يوم و تدعو لهم بالهداية ؟!!

و الله عندما ذهبت ادراجي الى بيتي لم استطع الا و الدعاء على اولادها الجاحدين , كيف يستطيعون فعل ذلك كيييييييييييييييييييييف لم استطع ان اتخيل

يرمون امهم في الشارع و هم يتنعمون بكل مافي هذه الدنيا , الم يبين لنا نبينا اننا ننصر بضعفائنا , كيف سيستجيب لنا الله دعوتنا عندما ندعي لفلسطين بالنصر و نحن لم ننصر بعد من كان سببا في وجودنا في هذه الدنيا

يا الهي , يااااااا الهي , عندما رجعت الى البيت توضئت و صلليت و دعوت لها في سجودي يااااااااارب ساعدها و كن بعونها و هيء لها من يساعدها

تلك اللحظة عندما ضممتها , أحسست بها , شعرت بأنها تحتاج لتلك الضمة الحنون , شعرت بأنني أدخلت بعضا من السرور الى قلبها , هذا ما جعلني ارتاح في تلك الليلة

انني ادخلت بعضا من السرور و الرضا الى قلب ام ضحت و تعبت و شقت الى ان رُميت الى جانب رصيف شارع امام مبنى تدعو للقادم و الذاهب

لم تطلب شيئا من النقود

انما تدعو و تدعو و تدعو بذلك الصوت الضعيف الذي هو اشبه بصوت انسان يختنق من الهم و الحزن

أبكتني
« آخر تحرير: 2009-01-30, 10:45:10 بواسطة ريحان مسك »
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

غير متصل ام عبير

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 57
  • الجنس: أنثى
رد: أبكتني ...
« رد #1 في: 2009-01-30, 13:56:09 »
الله يبارك فيك  يا ريحان اكسبتي الدعاء والرضا وجبران الخاطر
يحار القلب في رؤياك
ويسألني متى ألقاك
اصبره واعذره
فمن يهواك لا ينساك
رسول الله في قلبي رسالات من الحب
هنا في اخر الركب محب قصده رؤياك
محب قصده رؤياك

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
رد: أبكتني ...
« رد #2 في: 2009-01-30, 17:59:07 »
الحمدلله
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي