جديد المنتدى مجموعة أيامنا الحلوة على الفيس بوك
0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.
كنا، وكانتأئمتنا- المرشد العام -علمونا قديما أن ذوي التجارب الحقيقية مهما كانوا للبيان أربابا، وللبلاغة أساطينا، فإنهم متى نشطت هممهم لكتابة شيء عن تجاربهم الخاصة تبعثرت كلماتهم، وشردت أقلامهم، فما استطاع أحد منهم أن يكتب شيئا مما بداخله، وإن فعل، فإن ما يكتبه حينذاك لا يكاد يُرضي مبتدئا أو عاميا، وعلمتني أنا خبرةُ الكتابة وطولُ ممارستها أنها بذل يستوجب الامتلاء أولا، تماما كالآلة تفتقر للطاقة حتى تعمل، ولن أخوض بحر الجمع والتفريق بين هاتين المعلومتين، إذ يبدو عليهما التضاد، فكيف يقال كلما امتزجنا بتجاربنا من داخلٍ عجزنا عن تدوينها، ويقال أيضا إننا بحاجة لمِلء أفئدتنا من هذه التجارب حتى نستطيع الكتابة عنها! لن أقف هنا.. لأن رسالة اليوم لو تمت على وجهها ستكون لغزا أوضحَ ما يكون، وبساطةً في غاية الإلغاز،.. رمزا لا يحتاج لكشف، وكشفا على هيئة رمز! وقل ماشئت - قارئي- واعجب، وارمني بما تحب من سفه في القول أو عبث في التفكير، فإنني، معرضا عنك، أرى كائنا في دنيا الناس، سوّاه مولاه ببديع صنعه جامعا لما هو أكثر مما ذكرت، مستكملا من المكارم فوق ما يبلغ الناس بأوصافهم، أو يدركون بأحلامهم، ولست على ذلك أعني نبيا مرسلا، أو ملكا مقربا، ولا أغالي فيه غلوَّ المبطلين الذين ألزموا أئمتهم العصمةَ بالعقل أو بالشرع، وإن لازمته هي بالحس والوجدان، ولكن أبدأ معه كما بدأه مولاه جل اسمه، فهو جسدٌ طينيٌّ من عين ما خلق الله تعالى سائرَ ولد آدم عليه السلام، وهو نفسٌ بها من رُوح الله كسائر النفوس التي نفخ فيها الله جل شأنه من رُوحه، وهو مع ذلك عقلٌ يبصر، وقلبٌ يفقه،.. فؤادٌ يحس، ولبٌّ يتدبر، وهو أيضا.. قد أدرك تماما هذه الحقائق وأكثر منها، فما ركب متن العناد، ولا استولى عليه زمام الشطط، فنهض يغالب ببدنه الأنفسَ شفافيةً ورفعةً، واستشرت روحه بجسده حتى طغى نورها الإلهي عليه، حتى تراه فتحسبه سماويا تلبس بجسد ليحيا بين الناس ليس إلا، فإن اقتربت منه فاجأك من حسن تقاسيم بدنه وعنايته به ما يشعرك أنه لا يهتم إلا بحاجاته وقضاء شهواته، وكلما عايشته واقتربت أكثر.. حرت فيه أكثر وأكثر.. أي شيء في دنيا الناس فات هذا الرجل؟ وأي شيء في آخرتهم غاب عنه؟! توشك أن تجزم أنه: لا شيء!ولنبحر في اتجاه آخر.. فعلى كافة الأصعدة لا أملَ أبدا، فأمته عامة ذليلة مقهورة أغلبها مباح الدم والعرض، وبلده رمز هذا القهر والعناء، وهو شاب لم يمكث بالدنيا ربع قرن بعد، لكن بدنا طاول النفوس شفافية ورفعة لا يكون له إلا نفس لا تدانيها نفس ولا تقاربها روح، وهكذا كان.. فكأنه يقرأ من كتاب القدر، أو كأنه حتى لم ينشغل بقراءته وراح يرسم بإخلاصه في البذل وصدقه في التوكل على مولاه صفحات هذا الكتاب المحفوظ!إننا لا نغالي، ولا نبالغ، ولا شأن لنا بما يتجاوز حقائق المعاني في شيء، إننا نصف واقعا قد كان وواقعا قد صار، واقعا كان الكل يجزم فيه بألا فائدة ولا جدوى، والشاة عند القصاب تنتظر أجلها، وواقعا صار الكل يرى فيه خيول النصرويسمع صهيلها عن قريب جدا!إن رجلا تجشمت جوارحه إعادة البناء بعد نقضه، وتحملت روحه ركام الهدم وشظايا البناء، واتقد قلبه وعقله وامتزج فؤاده ولبه لينصهر الحديد، وتتراص الجُدُر، ليظهر البناء بعد ذلك زينة الحي وشامة البيوت، بل ليظهر ولا تقاربه عمارة ولا يجاريه سكن، إن رجلا كذلك مع ما تبصره فيه من رقة شعور، ورباطة جأش، ورجحان عقل، ومتانة فكر، ومع ما تجده لديه من نفس جياشة وعين مدرارة وقلب خاشع ولسان ذاكر، وكل ذرة منه تهتف باسم بارئها صباح مساء، لَيوحى إليه إن أذن الله بوحي، وإلا فهو حسن البنا، حسن أحمد عبد الرحمن البنا، المرشد العام والمؤسس لجماعة الإخوان المسلمين.
كنا، وكانت- حكاياتنا -لما نزل نحن؛ بلادنا: بلادنا، وديارنا: ديارنا، ولا يزالوا هم؛ بلادهم، وديارهم، والوصل كان منا، ولم ينبَتّ منهم بعدُ!والذكريات، بيننا، آخرُ ما تبقى!
بسم اللهأحب أن أفصح عن المشاركة الأخيرةقليلا، على الأقل!على أنني في حيرة بأي المشهدين أبدأ، إلا أن رغبة الإفصاح أكبر من الوقوف عند هذه العقبة،.. سأبدأ من البداية!..كان يتلقف الكلمات منها كما يتلقف الرضيع النهم مهاد أمه،.. ثم كانت أيامُ فطام، أو خصام، أو فصام.. تكررت، وكانت إثرهن رجعات وتوبات وأوبات!حتى كانت الأخرى .. أوبة، أو توبة، أو رجعة .. لا مهاد فيها، ولا رضاع، ولا يد تهدهد، أو قلب يطمئن ويسكن!ولم يطب له شيء منها بعدُولم يبق سوى الذكريات
مقتبس من: أحمد في 2009-07-06, 13:03:52كنا، وكانتأئمتنا- المرشد العام -علمونا قديما أن ذوي التجارب الحقيقية مهما كانوا للبيان أربابا، وللبلاغة أساطينا، فإنهم متى نشطت هممهم لكتابة شيء عن تجاربهم الخاصة تبعثرت كلماتهم، وشردت أقلامهم، فما استطاع أحد منهم أن يكتب شيئا مما بداخله، وإن فعل، فإن ما يكتبه حينذاك لا يكاد يُرضي مبتدئا أو عاميا، وعلمتني أنا خبرةُ الكتابة وطولُ ممارستها أنها بذل يستوجب الامتلاء أولا، تماما كالآلة تفتقر للطاقة حتى تعمل، ولن أخوض بحر الجمع والتفريق بين هاتين المعلومتين، إذ يبدو عليهما التضاد، فكيف يقال كلما امتزجنا بتجاربنا من داخلٍ عجزنا عن تدوينها، ويقال أيضا إننا بحاجة لمِلء أفئدتنا من هذه التجارب حتى نستطيع الكتابة عنها! لن أقف هنا.. لأن رسالة اليوم لو تمت على وجهها ستكون لغزا أوضحَ ما يكون، وبساطةً في غاية الإلغاز،.. رمزا لا يحتاج لكشف، وكشفا على هيئة رمز! وقل ماشئت - قارئي- واعجب، وارمني بما تحب من سفه في القول أو عبث في التفكير، فإنني، معرضا عنك، أرى كائنا في دنيا الناس، سوّاه مولاه ببديع صنعه جامعا لما هو أكثر مما ذكرت، مستكملا من المكارم فوق ما يبلغ الناس بأوصافهم، أو يدركون بأحلامهم، ولست على ذلك أعني نبيا مرسلا، أو ملكا مقربا، ولا أغالي فيه غلوَّ المبطلين الذين ألزموا أئمتهم العصمةَ بالعقل أو بالشرع، وإن لازمته هي بالحس والوجدان، ولكن أبدأ معه كما بدأه مولاه جل اسمه، فهو جسدٌ طينيٌّ من عين ما خلق الله تعالى سائرَ ولد آدم عليه السلام، وهو نفسٌ بها من رُوح الله كسائر النفوس التي نفخ فيها الله جل شأنه من رُوحه، وهو مع ذلك عقلٌ يبصر، وقلبٌ يفقه،.. فؤادٌ يحس، ولبٌّ يتدبر، وهو أيضا.. قد أدرك تماما هذه الحقائق وأكثر منها، فما ركب متن العناد، ولا استولى عليه زمام الشطط، فنهض يغالب ببدنه الأنفسَ شفافيةً ورفعةً، واستشرت روحه بجسده حتى طغى نورها الإلهي عليه، حتى تراه فتحسبه سماويا تلبس بجسد ليحيا بين الناس ليس إلا، فإن اقتربت منه فاجأك من حسن تقاسيم بدنه وعنايته به ما يشعرك أنه لا يهتم إلا بحاجاته وقضاء شهواته، وكلما عايشته واقتربت أكثر.. حرت فيه أكثر وأكثر.. أي شيء في دنيا الناس فات هذا الرجل؟ وأي شيء في آخرتهم غاب عنه؟! توشك أن تجزم أنه: لا شيء!ولنبحر في اتجاه آخر.. فعلى كافة الأصعدة لا أملَ أبدا، فأمته عامة ذليلة مقهورة أغلبها مباح الدم والعرض، وبلده رمز هذا القهر والعناء، وهو شاب لم يمكث بالدنيا ربع قرن بعد، لكن بدنا طاول النفوس شفافية ورفعة لا يكون له إلا نفس لا تدانيها نفس ولا تقاربها روح، وهكذا كان.. فكأنه يقرأ من كتاب القدر، أو كأنه حتى لم ينشغل بقراءته وراح يرسم بإخلاصه في البذل وصدقه في التوكل على مولاه صفحات هذا الكتاب المحفوظ!إننا لا نغالي، ولا نبالغ، ولا شأن لنا بما يتجاوز حقائق المعاني في شيء، إننا نصف واقعا قد كان وواقعا قد صار، واقعا كان الكل يجزم فيه بألا فائدة ولا جدوى، والشاة عند القصاب تنتظر أجلها، وواقعا صار الكل يرى فيه خيول النصرويسمع صهيلها عن قريب جدا!إن رجلا تجشمت جوارحه إعادة البناء بعد نقضه، وتحملت روحه ركام الهدم وشظايا البناء، واتقد قلبه وعقله وامتزج فؤاده ولبه لينصهر الحديد، وتتراص الجُدُر، ليظهر البناء بعد ذلك زينة الحي وشامة البيوت، بل ليظهر ولا تقاربه عمارة ولا يجاريه سكن، إن رجلا كذلك مع ما تبصره فيه من رقة شعور، ورباطة جأش، ورجحان عقل، ومتانة فكر، ومع ما تجده لديه من نفس جياشة وعين مدرارة وقلب خاشع ولسان ذاكر، وكل ذرة منه تهتف باسم بارئها صباح مساء، لَيوحى إليه إن أذن الله بوحي، وإلا فهو حسن البنا، حسن أحمد عبد الرحمن البنا، المرشد العام والمؤسس لجماعة الإخوان المسلمين.والله يا أخي إن الأنامل لا تستطيع طرق الأحرف لمدح ما قلت ، ولكن القلب يذعن لك بالحب ، ويوقن بأن المتكلم رائع البيان، إلى الأمام دائما ، وبارك الله فيك .
مقتبس من: أحمـد في 2011-03-13, 14:39:58كنا، وكانت- حكاياتنا -لما نزل نحن؛ بلادنا: بلادنا، وديارنا: ديارنا، ولا يزالوا هم؛ بلادهم، وديارهم، والوصل كان منا، ولم ينبَتّ منهم بعدُ!والذكريات، بيننا، آخرُ ما تبقى!مقتبس من: أحمـد في 2011-03-17, 16:29:26بسم اللهأحب أن أفصح عن المشاركة الأخيرةقليلا، على الأقل!على أنني في حيرة بأي المشهدين أبدأ، إلا أن رغبة الإفصاح أكبر من الوقوف عند هذه العقبة،.. سأبدأ من البداية!..كان يتلقف الكلمات منها كما يتلقف الرضيع النهم مهاد أمه،.. ثم كانت أيامُ فطام، أو خصام، أو فصام.. تكررت، وكانت إثرهن رجعات وتوبات وأوبات!حتى كانت الأخرى .. أوبة، أو توبة، أو رجعة .. لا مهاد فيها، ولا رضاع، ولا يد تهدهد، أو قلب يطمئن ويسكن!ولم يطب له شيء منها بعدُولم يبق سوى الذكرياتغير أن بكل أزمة فرصة
قصدت أننا مهما اشتدت بنا الأزمات فلن نعدم فرصة للإنقاذ واستعادة السعادة المفقودة إن لم تتغير الظروف فلنتغير نحن لنناسب الظروف بمعنى : إن لم يكن ما تحب فأحبب ما هو كائن ما لم يخالف شرعاً أو عرفاً أو مروءة