المحرر موضوع: وماذا بعــــــــــــــــــــــد؟؟؟  (زيارة 8969 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

حازرلي أسماء

  • زائر


هل ما بعد غزة هو ما قبل غزة في قلب كل واحد منا؟؟
أليست ضربة غزة صفعة لكل واهم تذهب به الأمانيّ كل مذهب أنّ نجم الإسلام إلى أفول وأنّ المسلمين إلى زوال ؟؟؟
أليست وخزة من وخزات إبر الأمل والقوة تضخّ دماء الحياة من جديد في قلب كل حزين متململ على الحال، وإن كابر وعاند كل واقع وكل مرارة واستمر بالعمل متسلحا بالإيمان واليقين في وعد رب العالمين ....؟؟؟
ترى هل سننسى ؟؟؟ أم أننا سنضمّ صوت العزم فينا إلى صوت كل طفل غزاوي ينمو مع نموّ أطرافه ونمو جسمه وعيــُـه الذي أنضجته نيران غزة يحرسه ألا يحترق، ويحرسه أن يظلّ ناضجا لا يتسنّه ....
ترى هل سنعدّ الأيام على وقع الدقائق الخالية من صوت القضية أم سنعدّها على وقع دقائق وثواني مشبعة بصوت القضية ؟؟؟
ترى هل سنطوي السجل؟؟ أم سنفتح سجلا آخر نكتب عليه ما علينا فعله للقضية وما علينا عيشه للقضية ؟؟؟
ترى هل سنغفل مرة أخرى عن أن فلسطين وأن الأقصى وأن رجال فلسطين الأحرار هم رمز العودة وبرهان الوعد ؟؟ وأنّ علينا أن نظهر على الحق معهم لنحشر في زمرتهم، أم سنبقي في آذاننا لاقطات تلتقط كلمات من يمني نفسه اللاهية الغافلة التي لا تفعل أنّ تحرر فلسطين علامة من علامات القيامة .... !!!!


ترى هل سنبقى على وعد دموعنا التي سكبت مع أطفال غزة الرجال الأحرار الذين يروون الحقائق والوقائع الأمر من المرارة وإصرارُهم وصبرُهم وصمودُهم عنوان لحياتهم المقبلة ولبذرة الجهاد قد ألقيت فيهم فزادوا عددا لعدد المجاهدين الأشاوس الأحرار الذين تحلم إسرائيل أن ينتهي عهدهم بانتهاء ذخيرة السلاح عندهم ........


ترى هل سنـَـــعِد ؟؟؟ هل سنقوى على العهد ؟؟؟ هل سنعمل على العهد ؟؟؟ هل سنوفي ؟؟؟؟

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية

و بالنسبة للذين كانت عقولهم غافلة , فما حدث في غزة كفيل بأن يفيقها من الدوامة التي كانت فيها , و ان لم ينفع ما حدث في غزة , فيجيز لنا القول بأن الران لم يعلو فقط قلوبهم بل عقولهم ايضا



الاخ الكريم جواد , انا تكلمت ايضا عن العرب ككل و ليس فقط الحكام

ماذا بعد ؟!! لهؤلاء النوعية من الناس التي تكلمت عنها انا في الإقتباس , فأظن انه يجب عليهم اولا ايجاد الإحساس بإخوانهم في غزة لكي يتصرفوا على اساسه

اما بالنسبة للناس الذين كانت قلوبهم مع اخوانهم في فلسطين دائما موجودة , فاظن ان ما حدث في غزة زاد عندهم الإحساس بالندم لأنهم لا يستطيعون فعل شيء الا الدعاء و بعض الأعمال القليلة


ربما انا خرجت عن مسار الموضوع في كلامي لا اعرف

و لكن هذا ما فهمته مما كتبته ابلة اسماء الفاضلة


هل من مغزى اخر :emoti_17: ؟
« آخر تحرير: 2009-01-23, 16:20:52 بواسطة ريحان مسك »
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

جواد

  • زائر
جزاكم الله خيرا أختنا الكريمة،

تعقيبا على كلام الأخت "ريحان مسك"

ما وضع الشعوب من غزة؟

يعنى دورى ودوركم ودور كل فرد هنا فى المنتدى،

دعونا من الحكام والجيوش ولنتكلم عن أنفسنا نحن،

وأعيد توجيه السؤال لكل فرد هنا،

ماذا بعد ؟

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
يحسب ما تعلمته من هذه التجربة... فإنك لكي ينصرك الله لابد ان تكون مستحقا للنصر
ولكي تكون مستحقا للنصر لا بد ان تكون عبدا مطيعا لله، محققا معنى الايمان، لان الله تعالى وعد بنصره عباده المؤمنين، وليس المسلمين
فليس كل من تسمى مسلما يستحق نصر الله
ولا حتى كل مستضعف.. بل فقط {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} (اللحج 41)
فطالما كنا إذا انتصرنا اغتررنا بالنصر وسعينا في الأرض فسادا وظلما وعدوانا، فلن ينصرنا الله...

 ما زلنا نتقاعس عن الصلاة او الحجاب او الحج او إيتاء الزكاة
ما زال الرجال في كثير من مناطق عالمنا الإسلامي يحرمون الإناث من ميراثهن، بحجة الا تخرج اموال العائلة من العائلة..
ومازال الاباء يظلمون بعض الابناء لحساب بعض
مازال الموظفون والعاملون يهملون في اعمالهم ويعطلون مصالح المواطنين
ما زال الطلاب يهملون في طلب العلم، ويقيمون علومهم بموجب الدرجات ويقتصرون على دراسة المقرر فقط ولا يتعاملون مع العلم على انه مفتاح نهضة الامم وان طلبه بنية بناء مجتمعاتنا عبادة يجب ان نحسنها
مازال الشباب غارقا في الشهوات والشبهات والاهواء، حتى الملتزمون منهم لم يسلموا من تفنة الاختلاط وفتنة الهوى.. وما اسهل إيجاد المبررات والاعذار..

مادامت اوضاعنا كما هي لم تتغير.. فلن نستحق النصر إطلاقا.. وسيستبدل الله قوما غيرنا ثم لا يكونون أمثالنا

----------

في أثناء الازمة بالفعل ألهمني الله ان اتحدث مع كثيرين عن الظلم الواقع علينا كشعوب مقهورة لا تستطيع ان تعبر عن نفسها ولا ان تفرض ارادتها، وتكالب كل القوى العالمية علينا، ثم قلت لعل السبب ان بعضنا يظلم بعضا، فما من ظالم إلا سيبلى بأظلم، وهنا سمعت من قصص الظلم الدائرة بين المسلمين ما تشيب له الرؤوس
من أكل ميراث، ومن اكل اموال يتامى، ومن قصص علاقات عاطفية غير شرعية، ورشاوي، وسوء اخلاق وتعامل.. وأكل لأموال الناس بالباطل.. وقهر وانكار حقوق في معاملات الزواج او الطلاق او النفقة... احيانا من ناحية المرأة واحيانا من ناحية الرجل، بحسب مركز الشارة وقوتها اجتماعيا..

ناهيك عن اللامبالاة بمشاعر الاخرين واوجاعهم
بعض من رأيتهم بكوا بحرقة على احوال اخواننا في غزة، فلما اقترحنا عليهم بدل تغيير ستائر البيت وتنجيد الصالون، ان يصبروا بضع اعوام اخرى على الستائر والتنجيد القديم ويتبرعوا بهذا المال لاغاثة غزة، وقلنا لمن أخذوا يتساءلون عن الصيف في اي بلد يمضونه هذا العام مثل ذلك،  فاعتبرونا مجانين، وقالوا لنا انهم يعرفون في الدين خيرا منا، وان الله لم يأمر بهذا، وانهم يؤدون زكاة اموالهم، وقد تبرعوا كثيرا لغزة ...
هؤلاء الذين تأثروا وبكوا بحرقة.. وهم على جانب كبير من التدين بالمناسبة..
فما بالكم بالذين لم يتأثروا ولم يبكوا

 وهكذا.. اذا استحكم حب الدنيا من القلوب، قست وأصبحت كالحجارة أو أشد قسوة

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
امين يارب العالمين

ـــــــــــــــــــ

لا اعرف لماذا انحذفت مداخلتي التي هي موجود قبل مداخلة الاخ جواد , ربما كان خطأ لا اعلم , و لكنني اقتبست منه لأضعه في مداخلة ارد فيها على الاخ جواد فتفاجأت بأن ما كتبته كان في المداخلة الأولى مما أدى الى حذف الكلام السابق و بقاء هذا الجزء فقط



و بالنسبة للذين كانت عقولهم غافلة , فما حدث في غزة كفيل بأن يفيقها من الدوامة التي كانت فيها , و ان لم ينفع ما حدث في غزة , فيجيز لنا القول بأن الران لم يعلو فقط قلوبهم بل عقولهم ايضا


كتبت هذا التوضيح لكي لا يظن احدا اني تعمدت حذف بعض الكلام من المداخلة الأولى

اسفة ازا كان كلامي ملخبط شوية  :blush::,
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

حازرلي أسماء

  • زائر
جزاكم الله خيرا إخوتي

بعد ما حدث في غزة يجد المرء نفسه متأملا بحق وهو يرى الأمور أمام عينيه تحدث من غير احتساب منه، فهذه قوة عاتية تقتحم وتهاجم وتعتدي بكل ما أوتيت من قوة، تحشد الجيش الجرار المدرّع كل فرد منه بدروع لا تكاد تراه بها إنسانا، مسلحا بأسلحة يدوية مختلفة، متوقيا من أدنى ضربة، كل ذلك في ميزان المادة مال يصرف على كل واحد منهم.... بطائراته  الموجهة الخالية من الطيارين وكأنها لعبة الأطفال التي تُأمر وتُنهى  بجهاز تحكم فتراها تغدو وتروح ....
بقنابلهم ، بصواريخهم بأسلحتهم الكيميائية المحظورة التي تعمدوا استخدامها وهم اليوم يقولون بعدما خشوا تكالب العالم عليهم يتنادى بمحاكمتهم، يدعون أن جيشهم قد وقع بأخطاء وأنهم سيفتحون تحقيقات مع أفراده بشأن ما أخطؤوا ....

حصار بري، حصار بحري...، قنابل تقذف من كل جانب على العزّل....وهم يتنططون ويقفزون فرحا وسعادة كلما قتلوا وذبحوا وتناثر الإنسان من فعلهم أشلاء تعد بالعشرات فلا يكاد يعرف رأس هذا من رجل ذاك ....
تهدم البيوت، تسوّى بالأرض .... تسحق تحتها أفراد العائلة برمتها ..... تحترق الأجساد ، وتتفحم، حتى أن أحد المسعفين يروي أشنع ما عايشوه أيام الضربات، فيقول أنهم التقفوا جثامين أم وأبنائها الثلاثة مفحّمة تماما يضعونها على الحمالة فإذا بالحمالة بعد حين تحترق من فعل الجثامين المفحمة ....

قادة حركة حماس يُترصّد لهم، فهذا عميل يرشدهم إلى أمكنتهم، وهذه طائراتهم تحدد معالم أمكنتهم بالملمتر لتضربهم ضربة يسهرون لها الليالي ذوات الطرب والنشوة باصطيادهم قائدا كان يقضّ مضجعهم ....
ومن وحشية إلى وحشية أكبر ومن حيوانية إلى حيوانية أكبر ، ومن جنون إلى جنون أعظم ....
هكذا كانت مجريات المسلسل المرير الذي عاشه إخواننا في غزة العزة ....

وهذه طلعات الدول علينا، وهذه المفاجآت، وهذه غير المتوقعات التي لم يكن المرء يحسب لها حسابا ولا يتوقع أن تحدث يوما تأتينا في حلة نكاد نكذبها ولا نصدقها أحيانا كثيرة من فرط إيغال زمنها بعدا عنا ومن فرط يأسنا من حدوثها ....
هذا زعيم تركيا تفور الدماء الإسلامية العثمانية فيه، وتفور الكبرياء والعزة التليدة فيه فتورّد وجهه لتعطي قدميه الأمر بالوقوف من جلسة تجمعه بقاتل الأطفال والنساء المتباهي بجرائمه المتباكي الذي ما يزال يتشبث بمنطق إسرائيل المظلومة المضطهدة الذي كان دَيدَنهم على الأرض ولشعوب الأرض منذ غابر الأزمنة، وهرتزل صاحب كتاب الدولة اليهودية وفكرة إقامة أرض للشعب اليهودي يبرئ من أعوام ساحقة ساحة اليهود ويضعهم بدائرة المضطهدين الذين لم يجدوا متنفّسا بين الشعوب التي انتشروا بأراضيهم ضاربا كل تجرؤاتهم على أولئك وعلى أموالهم وتلاعباتهم بأموالهم وحبّ الصعود على حسابهم بأقنعة التباكي والتلبس بثوب الضحية

وهؤلاء زعماء العرب أقصى ما وجدوا من حيلة وأقصى ما انتابهم من تأنيب الضمير أن أعلنوا قمة عربية طارئة أقوالها أكثر من أفعالها ....
وهؤلاء زعماء أخر يطلون علينا بوجوههم الحقيقية التي سقط عنها القناع وهي تشارك راغمة في حصار غزة وفي قتل نسائها وأبنائها جوعا بحجة وجوب إقحام السلطة الفلسطينية الشرعية في الأمر لفتح المعابر لا لشيء إلا لإقحام المجرمين المتوارين أيام مذبحة غزة الملوّحين اليوم برايات عارهم تُسمع أصواتهم بعد انتهاء المذبحة ....

وهؤلاء زعماء لا يمتون للعروبة ولا للإسلام بصلة يتحرك فيهم مارد الإنسانية فيعلنونها صارخة صادحة قوية "لا لإسرائيل المجرمة" ويطردون سفيرها من أراضيهم ذليلا مهانا غير مرغوب فيه بل ويتمادون ويصرون وهم يفتخرون بهذا الطرد ويعتزون بقائدهم الذي طرد المجرمين من أرضهم ....

وهذه السلطة الفلسطينية الزائفة الكاذبة التي تتخذ لها المسميات الكبيرة ذات الدلالات العظيمة، وتتوارى وتختفي وتهرب وتلوذ بالفرار أيام القتل والتدمير والتنكيل، ربما لانهماكها في العمل على إلهاب نار غزة وتقوية ألسنتها بضمور ألسنتهم وعمل موت الضمائر بأنفسهم الميتة التواقة لدولارات معدودة ....

انفجار العالم وصراخه وبكاء البشر في كل مكان مع بكاء أطفال غزة وعلى شهداء غزة، وعلى الهجمة المسعورة التي شنت على الأحرار العزّل .... انفجار الأرض بشكل لم تعهده الأرض لأسابيع متوالية ولو وجدوا أدنى حيلة تنقلهم من بقعتهم إلى غزة لما توانوا ولما تأخروا ينهشون أطراف المعتدين بأنيابهم نهش الحَمَل المنتقم من  الذئب وإنّ الحمل ليتذأب منتقما ويصبح أكثر شراسة من عدوه

اسم حماس الذي رددته كل اللغات ومن ثمة عرفوا ما هي حماس وماذا تحمل حماس وماذا تريد حماس وما شعار حماس .... تعالى شعارها بكلمة التوحيد في كل مكان وكانت كلمة الله هي العليا على الأرض شاء من شاء وأبى من أبى، رضي من رضي وسخط من سخط ، فرح من فرح واغتاظ من اغتاظ ....
عرفوا شعار التوحيد وكلمة التوحيد التي عمل العاملون الدائبون على تكميم أفواه قائليها، على إذلال محبيها، على قتل مردديها ....والله يريد وهم يريدون ولم يكن إلا ما أراد سبحانه ....

ونحن من هنا من أمكنتنا ....كل منا بما استطاع وبما ملك من قوة عمل بأضعف إيمانه مع القضية، عاش بأضعف إيمانه الذي ملكه مع إخوانه هناك ولو كان بمَلكه لطار إليهم طيران قلبه الخافق لهم وبهم الذي أرسله إليهم يمسح على مدامعهم ويستسمح ....

كل واحد منا جالس ويتفرج وهذا الحدث يأتيه بصورة من هنا، وذاك الحدث يقفز إليه بصورة من هناك، وهذا التصريح يبلغه من هنا وذاك التصريح يبلغه من هناك، وهكذا عشنا أياما تفرجنا فيها على مشيئة الله سبحانه وعلى إرادته وعلى حكمته وعلى فعل إرادته في تلك البقعة الصغيرة من الأرض ....

نتفرج فيها على ما يحدث لنا جميعا في واقع الأمر ولا يحدث لإخواننا هناك وحدهم، لأن الذي أصاب غزة إنما أصابنا جميعا وألمّ بنا جميعا ومخطئ كل الخطأ من ظن نفسه بمعزل عما جرى، وإنما العالم تتحرك أوصاله كلها بحركة طرف منه...وهكذا أمريكا وإسرائيل وأوروبا  يقدّرون حركة طرف من أطراف العالم، يرون كل طرف يتحرك وكل جزء يتحرك محركا لهم لأنهم أمم شبوا عن الطوق ويقرؤون العالم بحروف أبجديات أوطانهم ولغات أوطانهم فيحرسون بلدانهم من كل متحرك في العالم بأسره و يخافون على أوطانهم من كل متحرك في العالم بأسره، وهم أمم شبوا عن الطّوق فهم يطمحون لأن يسودوا العالم كله بما ملكوا من معطيات السيادة الواقعية بين أياديهم ....فلا يغفلون متحركا واحدا
أما نحن ففي ظل غفلتنا وفي ظل ضعفنا وفي ظل انهزاميتنا وفي ظل تمكّن حرب الهزيمة من أنفسنا وفي ظل شعورنا الملازم بالدونية فإننا بالكاد ننظر لأطرافنا إن بقي ثمة أطراف لنا حرة نستأسد للذّود عنها ....
في ظلّ كل هذا فإنّ يقينا بداخلنا لا يتسلل لواذا ولا يهرب منا قيد أنملة، ونسأل الله الثبات عليه يملي علينا صوته العالي بأنّ الله متم نوره ولو كره الكافرون، يملي علينا أن الإسلام سائد وأنه سيد الأرض يوما لا محالة ...وإننا نرى العلامات من خلف كل الضباب العارم ومن خلف كل السواد المتعالي من أدخنة الضربات ، نرى علامات التمكين من فئة قليلة... قليلة لا تكاد تعدّ أمام قوى العالم المتبخترة في دَوسها على كل قيم الإنسانية  إلا من قيمتها ومكانتها هي من منطق حضارتهم المادية التي بني صرحها على المادة وعلى منطق القوة في السلاح وفي المال فلم تُبقِ من الأخلاقيات والإنسانية شيئا ولم تذر لها موقعا وإلا لوجدت نفسها إلى اندحار وإلى سقوط وإلى ضعف لأنها حضارات قامت على المادة وتلاشت الروح في غيابَاتها ....

وعودا لهذه الفئة القليلة التي تجابهها، وهي تعلم أنها أقوى منها في منطق السلاح وأقوى منها في منطق الاقتصاد والمال وأقوى منها في ميزان المادة، ومع وَكيد علمها بكل هذا فهي تتقدم ولا تأبه، فإن حازت النصر فهو حسنى وإن حازت الشهادة فهي حسنى وفي الحالتين رضى وفرح وسرور لا تريد غير الله غاية ولا ترى في غير رسول الله قدوة وكمالا ولا ترى في غير سبيل الجهاد والمقاومة والصدّ سبيلا لاسترداد حقها المسلوب، وأنّ ما سلب بالقوة لا يعود إلا بالقوة وأن البادي أظلم ....

ونحن نتفرج على هؤلاء من بعيد تعود لنا تلك الصفحات المشرقة التي قرأناها بالكتب، وسالت بنات أعيننا  من أوجه البطولات فيها والعزة المتوجة بالإيمان واليقين الذي لا يتزحزح في صدق الرسالة وصدق المبعوث بها وصدق وعد الله سبحانه لعباده المؤمنين ....

ونحن نتفرج عادت تلك الأخيلة النورانية إلى مخيلاتنا وإلى أذهاننا ...وصرنا نراها متمثلة في قصص على أرض غزة العزة وفي إباء شعب غزة، في رجالهم المؤمنين الصامدين وفي نسائهم العزيزات المحتسبات الصابرات، وفي أطفالهم الذي رضعوا حليب العزة والرجولة قبل حليب الأمهات ....

ونحن نتفرج عليهم تمنينا لو أننا كنا منهم، أو كنا بينهم أو لاقينا ما لاقَوا وتحملنا ما تحملوا، وأن رددنا الشهادتين، واحتسبنا كما احتسبوا وصبرنا كما صبروا ،وما جزعنا كما لم يجزعوا وما عجزنا كما لم يعجزوا .... وأنّنا لا قينا نصبا مما لاقوا نحتسب به الأجر عند الله ، ونحن نراهم رغم كل هول ورغم كل مصيبة يملؤون رصيد الحسنات ويثقلون موازينهم ليوم اللقاء برب العزة، كمن يخبئ من عذابات روحه لفرح روحه يوم لا يعرف موتا ولا سقما ولا نصبا ولا وصبا ...فنراهم وهم المختارون المتخَذون من الله سبحانه شهداء أو مجاهدين بصبرهم وباحتسابهم وبعملهم وبشدّ بعضهم لبعض كالبنيان المرصوص ....يراهم الواحد منا وهو يحسدهم على ما هم فيه من نعيم، نعيم يعطيهم وزن الحياة ومعنى الحياة ومعنى الرنوّ لهدف من أسمى أهداف الوجود... الوجود بعزة والوجود بكبرياء أو الفناء ....

يراهم المرء وهو يحسدهم ويتمنى لو حمل معهم شيئا مما حملوا فالموازين والأرصدة عند رب العزة تعمل وهم على أرض العزة غزة ....
من مات منهم شهيدا فقد التحق برضوان الله سبحانه حي يرزق عند ربه...
 وتلك الأشلاء منهم وتلك الجثامين المحترقة منهم، كلها نراها فتُبكينا وتحرقنا ولكنّهم عند الله مكتملون كاملون منعّمون يتمنون أقصى ما يتمنون من رب العالمين أن يعيدهم للدنيا ليذوقوا حلاوة الشهادة في سبيله مرات أخرى ...
يحسدهم المرء وهم يبوؤون بربح عظيم تغفر لهم الذنوب جميعا ويرتقون إلى أعلى عليين يشفعون للعدد من أهليهم، فهم المختارون المتخَّذون شهداء ، وهم المستخدمون لنصرة هذا الدين ولإعلاء كلمته، فيخشى الواحد منا ما يخشاه ألا يكون من المستخدَمين وأن يكون أبعد من أن تناله رحمة الله باستخدامه للنصرة والتمكين .
كلها كانت علامات بينات على وعد الله سبحانه بأنّ هذا الدين سائد رغم كل الذي حشد لإسقاطه وإذلال أهله وتمكين الهزيمة من أنفسهم وتمكين الضعف من حالهم وتيئيسهم من إمكانية العزة والسموّ والسيادة.

وكأننا نتفرج على حلقة من حلقات مسلسل النصر والعزة والعودة ...وكأننا نتفرج على مجريات تحقق الوعد ...ولكنّ الخوف يتملكنا من أن نكون المهمّشين في هذا المسلسل، المحالين على القعود....
هذا –برأيي- هو الدرس الذي علينا استخلاصه من واقعة غزة ومن أحداث غزة التي تكالبت على أعيننا يريد الله أن يعلمنا بها ... أنَ الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر قد لاح، وأنّ علينا أن نجعل من أيدينا أيادي تستحق أن يستخدمها الله لإتمام نور الفجر القادم.
فلو أراد الله في لمح البصر أن يهلك اليهود ويدمرهم ويدحرهم ويسحقهم دون قطرة دم من المسلمين تهدر لفعل سبحانه ولكنه ترك لأعيننا أن ترى فعل عبده في الأرض واتخاذه الأسباب وترك لأعيننا أن ترى الدم ثمنا للحرية والنصر والعزة، وأنّ تذلل المسلمين بين أيادي العباد بدل رب العباد وارتضاء العزة فيما سوى الإسلام أكبر مذلة وأن النصر من عند الله سبحانه لعباده الذين ينصرون دينه وأن الذل والمهانة لكل من اتخذ من الكافرين أولياء دون المؤمنين .
والسؤال الدرس : كيف علينا أن نجعل من أيدينا أيادي تستحق أن يستخدمها الله لإتمام نور الفجر القادم لئلا نبقى دوما في عداد النائمين ولا في عداد المتفرجين .؟؟؟

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
صدقت يا أسماء
من وسط الضباب والدخان والرماد والدماء، تلوح لنا بوارق نور منبعثة من أرجاء كثيرة من المعمورة
- استيقاظ الروح الإسلامية في شعب تركيا.. هذا الشعب الذي عملت اوروبا واليهود على علمنته وقتل الإسلام فيه بكل وسيلة على مدى 100عام.... استيقظ المارد العثماني وبدأ يتحرك... ولا شك انهم الان في هلع عظيم مما يمكن ان تسفر عنه حركته إن لم يبادروا لاسترضائه واغرائه والهائه فورا...
- تعاطف اجزاء كبيرة من العالم اخيرا مع شعب فلسطين ونقمتهم على النازية الصهيونية، بعد ان كانوا لقرن كامل يرون الصهاينة مساكين مضطهدين معتدى عليهم من جيرانهم العرب المتوحشين
- أطباء غربيون وعلى رأسهم جيلبرت النرويجي يحركون الرأي العام العالمي ضد الصهاينة الذين يستخدمون أسلحة محظورة دوليا ضد أطفال، ويشيد بحماس وشعب غزة وأخلاقياته وصموده
- حقوقيون عرب وعالميون يتحركون لمقاضاة عناصر صهيونية بجرائم حرب، وهو تحرك يخيف اسرائيل ويجعلها في استنفار دائم لمواجهته، بلغ بها ان منعت بعض ضباطها من السفر خوف اعتقالهم، ومنعت تماما نشر اسماء الضباط والجنود المشاركين في الحرب..
ذعر ........... ذعر........... ذعر

- افتتضاح العملاء بشكل غير مسبوق .. سواء من حكام او صحفيين او قنوات فضائية او كتاب في المنتديات او غيرهم
- استيقاظ الحماس في نفوس شبابنا واطفالنا، وتغير ملموس في سلوكهم والتزامهم
-عودة ثقافة المقاومة، وسقوط حجج المفاوضات ومعاهدات الاستسلام للأبد إن شاء الله
- ارتفاع صوت علماء مجاهدين بعد طول صمت او تكميم للأفواه... عاليا مدويا صادحا بالحق معاديا وفاضحا للباطل


ولا نغفل عن أصوات التخذيل التي تعالت من حلاوة الروح، اي في لحظات الاحتضار الاخيرة، تحاول ان تنقذ ما يمكن من ماء وجهها (ان كان به ماء اصلا) وتحاول تشويه وجه المقاومة، وتحاول ان تنسب لها وزر الدماء والضحايا.. ولكن هيهات هيهات... اصوات ناعقة لم يعد احد يصبر على الاستماع لها فقد افتضحت تماما




اقتباس
والسؤال الدرس : كيف علينا أن نجعل من أيدينا أيادي تستحق أن يستخدمها الله لإتمام نور الفجر القادم لئلا نبقى دوما في عداد النائمين ولا في عداد المتفرجين .؟؟؟

نعم
هذا هو السؤال الحقيقي
وليجب كل منا بما يراه من نفسه

« آخر تحرير: 2009-02-01, 12:05:01 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية

والسؤال الدرس : كيف علينا أن نجعل من أيدينا أيادي تستحق أن يستخدمها الله لإتمام نور الفجر القادم لئلا نبقى دوما في عداد النائمين ولا في عداد المتفرجين .؟؟؟



الإحساس بالآخرين اولا و اخيرا , فلو وضعنا انفسنا بمكانهم و آمنا فعلا بأنهم اخواننا و الواجب علينا مساعدتهم لما رأينا كل هذا التبلد في الإحساس من الناس تجاههم

انا اعرف شخصا قريبا جدا جدا مني , كنت  معه اشاهد التلفاز خلال النار على غزة , و من هول ما رأيت دمعت عيني و بكيت , قال لي (حاااج تبكي هني بحالون و نحنا بحالنا منا منقدر نساويلون شي هللء و انتي عم تبكي ما رح ينتصرو و لا يصرلون شي , الله يعينون)

عندما سمعت تلك الكلمات منه بالفعل شعرت بأن احساسه تجاههم قد تبلد تمااااما , لم ادري بماذا ارد عليه , تركته و ذهبت الى صلاتي

و هذا اولا

و ثانيا هو التقرب من الله و الإلحاح بالدعاء و ليس فقط ان يدعي الشخص مرة مرتين و يقول انا دعيت و الله لم يستجب , و ربما لم يستجب الله لكثرة معاصيه و سيئاته , فبعد ارتكابه لمعصيته يقف على سجادته و يدعي , أليس هذا نفاقا ؟!!

و الشيء الأخير الذي اريد ان اقوله للأسف اقع به انا و كثير غيري , التقليد الأعمى للكفار في كل شيء , فعندما نقلدهم و نأكل اكلهم و نفعل فعلهم و بعد ذلك ندعو لفلسطين , هل يسمى ذلك نصرا ؟!!

فعندما نريد ان نقلد الأولى بنا ان نقلد رسول الأمة محمد صلى الله عليه و سلم فهو خير الخلق
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي