الفلسفة

[أحمد]

في السعودية يعتبرون الفلسفة من العلوم الخبيثة، ويحاربونها بشدة، ولهذا لا يدرسونها في المدارس ولا الجامعات حتى في فروعها الادبية

ولعل هذا له عذره.. لكن ما العذر في إعراضهم عن تدريس المنطق أيضا؟ !!!د

على أية حال لا ارى الجهل بالشيء هو الحل، بل بالعكس، إنه يعرض الانسان للانبهار به والضياع فيه لاحقا.... وانما الصواب دراسة الشيء والتعرف عليه وعلى سلبياته وإيجابياته والتحذير مما فيه من هرطقات

والله أعلم

سارة: الفلسفة يا حبيبتي هي نوع من محاول تفسير الكون والحياة والخلق وعلاقته بالخالق او بالوجود او بالعدم من غير استضاءة بهدي النبوات ولا الرسالات، بل بالتخبط والتخبيط في ظلمات الوهم والتفكير المضني الذي قد يقود لشيء من الصواب مع كثير من الشطط.. وهذا عند العقلاء من الفلاسفة فحسب.. اما أغبياؤهم فإنه يقودهم لانحرافات وضياعات لها اول ولا آخر لها...
كقول بعضهم ان وجودنا مشكوك فيه، وان الحياة عبث كلها .. وهكذا

هذا تعريف خاص من عندي بالمناسبة

 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقيقة، لا عذر لشيوخ المملكة في عدم تدريس المنطق، إلا أن يكونوا على غير علم به، رغم أهميته الكبيرة لأكثر علوم الشريعة الإسلامية، غير أن هذا التجاهل أو الإهمال للمنطق بالمملكة، يصاحبه تجاهل أو إهمال آخر بالبلاد التي تدرس المنطق كمصر والشام لعلوم أخرى لا تقل أهمية، أوشكت أن تغيب عن ضمير أمتنا المتمثل في هيئاتها التعليمية الإسلامية، أو المعنية بالعلوم الشرعية على أي حال، هذه العلوم تشكل القيمة الحقيقية للعلوم الشرعية التي يكتفون بتدريسها الآن.
وأرى أن ذلك استكمال لحالة "التسطيح" التي نعيشها بشكل عام، والتي لا يعيشها سوانا، أعني المسلمين بشكل عام، والعرب بشكل خاص، سواء كشرعيين أو متخصصين في أي مجال آخر، فبينما يستغرق إنتاج الفيلم الواحد بهوليود شهورا عديدة يدققون كل ثانية فيه حتى تكون أكثر واقعية وأشد تأثيرا، نبحث نحن حتى شؤون ديننا عن الأسهل والأخف ومن يشغل باله نصف ساعة في تدبر مسألة أو تأمل معنى آية فإنه إنسان "فاضي" "مضيع وقته" "لم يدرك بعد أننا في عصر السرعة" الذي ما عدنا نتفرغ فيه "عصر السرعة هذا" إلا للجلوس أمام التلفزيون بالساعات لا نخرج منها بمفيد، ولكن ماذا نفعل لو لم نجلس هكذا وقد أنجزنا كل أعمالنا في "سرعة"!!!
لنضرب مثالا:
ما جدوى علم الفقه - الذي، والحمد لله، مازالت تدرسه كل الهيئات التعليمية المعنية - ونحن لا نحسن فهم الخلاف، ولا فهم الأدلة
ولفهم الخلاف في الفقه لابد أن نرجع لعلم آخر هو "الفقه المقارن" الذي صار يدرس الآن بشكل عبثي حيث يقتطع المؤلف عادة بعض المسائل ويبدأ في سرد آراء العلماء فيها مبينا الخلاف بشكل ساذج وسطحي، ثم يعرض نتفا من أدلة كل فريق ثم ينتصر في النهاية لفريق رفضه عامة المسلمين في زمان كالظاهرية مثلا!!
والأستاذ معذور.. فلعله لا يعلم أن علم الخلاف أو "الفقه المقارن" يحتاج أولا لدراسة علم أدب البحث والمناظرة. الذي يحتاج أولا لدراسة المنطق!!!
وهذا الأستاذ على أفضل الأحوال قد درس المنطق دون أدب البحث، حيث ظلم هذا العلم مؤخرا حتى في الأزهر وصار لا يدرس إلا لطلاب الدراسات العليا رغم تدريسه بالثانوية قبل عدة عقود!!
ولفهم أدلة الفقه لابد أن نرجع لأصول الفقه، الذي أكثر الباحثون اليوم من انتهاك حرمته والخوض فيه، والتأليف فيه كتبا تتلوها كتب، وهو علم قائم أساسه على علوم اللغة العربية والمنطق والكلام والحديث وأيضا أدب البحث والمناظرة.
ماذا يدرس الطلاب من كل هذا؟
لا يدرسون من اللغة العربية سوى النحو والصرف والبلاغة، وفي أكثر البلاد يدرسونها بسطحية شديدة تقف عند رفع الفاعل ونصب المفعول!
بينما بقي لهم جوهر النحو: العوامل، وجوهر الصرف: فقه اللغة، وجوهر البلاغة: الوضع.
كل هذه علوم لا يكاد يُسمع عنها أصلا!!
وكثير من البلاد الآن لا تدرس العقيدة "علم الكلام" إلا بصورة ساذجة تمتلئ بالأغاليط الشرعية فضلا عن انعدام المنهج المنضبط!
والبلاد التي تدرس العقيدة في صورة علم الكلام لا تلتفت إلى علم المقولات مثلا الذي يفسر كثيرا من طلاسم هذا العلم
وهكذا.. فقد صار الدارس يعرف من علوم الشريعة أطرافها، دون نظر إلى أصولها وما تنبني عليه، ويتم ذلك بحجة أو بغير حجة!
فحجة البعض أن هذه العلوم بدع محرمة!!
وحجة آخرين أنها صعبة على الطلاب!
وآخرين...!
 
والحمد لله رب العالمين

أما الفلسفة فهي بحث في ثلاث موضوعات كلية "الله، الكون، الإنسان"
فيشارك الفلاسفة المتكلمين "علماء العقيدة" أبحاثهم لكن يسترشد المتكلمون بالوحي ولا يلتفت الفلاسفة إلا لأفكارهم الخاصة
ويشاركون كذلك علماء الفيزياء والفلك والطب، لكن يتقيد الفيزيائيون والفلكيون بظواهر الطبيعة ويسعى الفلاسفة لاستنباط أفكار فلسفية من هذه الظواهر.. لذا يقولون لكل من حاول استنباط فكرة من أمر ظاهر "هاتتفلسف؟"

لذا كان أكثر الفلاسفة الإسلاميين جامعين بين علوم الشريعة والعلوم الكونية، وأبرز مثال على ذلك "ابن رشد الحفيد" الذي كان وريث عائلته في القضاء، وألف كتابين مهمين في الفقه وأصول الفقه، وكان طبيبا فلكيا له مؤلفات في هذه العلوم.
وهذا أيضا ما ألزم علماء الكلام "العقيدة الإسلامية" الدخول في هذه العلوم الكونية ودراستها لتمحيص آراء الفلاسفة ووزنها بميزان الشرع الذي لا يغفل الحقائق الكونية
وألزمهم أيضا وضع بحوث كونية في مقدمة كتب العقيدة.
ومن أبرز من فعل ذلك فخر الدين الرازي الذي درس الطب والفلك وأدخل بحوثهما في كتب علم الكلام لمناقشة الفلاسفة.

[أبو بكر]

سلمت يداك يا رجل ... لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ..

[ريحان المسك]

كنت اسمع عن الفلسفة سمعا فقط

كما كنت اسمع من الناس يقولون عنها انها (كلام فاضي لا معنى له)

و لكن ما تبين لي من شرح ماما هادية و الاخ احمد غير ذلك تماما

علم الفلسفة بحسب ما شرحتم علما مفيدا جدا للحياة التعليمية و العامة ايضا , حيث يشمل كل العلوم لتحليلها من الناحية الفلسفية , جميل ...

مرّت علي فترات كثيرة قرت فيها دخول علم الفلسفة , و لكن كلما قررت و أعلمت اهلي بذلك يقولون لي الفلسفة كلام فاضي و مالو داعي و رح تضيعي وقتك فيه و انا حضرتي بكتفي بكلام الناس و بغير رأيي

و ربما أغير رأيي عن الصحافة , الفلسفة أثارت اهتمامي و لكنها ستبقى تمهيدا لدراسة الصحافة حتى في غير الجامعة  , و لكن يجب ان اتاكد من ان الدراسة خالية من البدع و الخرافات





جزاك الله خيرا اخي احمد على الشرح

بالفعل لقد تراجع التعليم بشكل كبير و خاصة في المملكة , كانوا من قبل يدرسون كل المواد و بشكل كلي و بدون حذف اي معلومة او مادة

اما الان مع النظام الجديد المطور , حذفوا موادا كثيرة

عندما كنت في المرحلة المتوسطة كنت اتطلع الى دراسة مادة المكتبة و مادة البلاغة بشكل كبير

و لكن للأسف عندما صرت في المرحلة الثانوية تم حذفهما

حتى مادة النحو لم ادرسها الا في الأول و الثاني ثانوي , و الدراسة فيها كانت مكررة في المرحلتين و بشكل بسيط جدا

و مادة الأدب درستها في هذه السنة الثالث ثانوي فقط

و بالنسبة لمواد الدين , فحدث و لا حرج 

[elnawawi]

بمناسبة الفلسفة أود أن أهدي لكم رواية ممتعة تتحدث عن الفلسفة وتشرح الكثير عنها في صورة بسيطة طريفة شيقة للكاتب الفذ الدكتور أحمد خالد توفيق .. الرواية بعنوان " فلاسفة في حسائي " .. والعنوان طريف بما فيه الكفاية وكذلك المحتوى ..

رابط تحميل الرواية (الملف على صيفة PDF والتي تحتاج برنامج Adobe Acrobat reader  لفتحها ..
http://hotfile.com/dl/19356287/88e9d23/__.pdf.html

اتمنى ان تستمتعوا بقراءتها والاستفادة من محتواها ..

[(أمة الرحمن)]

السلام عليكم ورحمة الله

قد درسنا مادة الفلسفة ثلاث سنوات المرحلة الثانوية...الصراحة كانت تثعجبني حصة الفلسفة كثيرا

لكن أذكر في السنة الثانية من المرحلة الثانوية كان يُدرّس لنا أستاذ مادة الفلسفة أذكر حتى إسمه...

كان يقول لنا أشياء تمسّ العقيدة لا أساس لها من الصحة وأذكر نقاشاتنا المتكررة الدائمة معه كلما أثار مواضيع من هذا النوع

وكان يُصرّ على ما يقول ويحاول إيصاله لنا...وللأسف هناك من الطلبة من يقتنعون بما يقول..

حتى أنني أذكر أنني وبعض الطلبة قد لجأنا لأستاذ التربية الإسلامية لمحاولة مكالمته بأن لا يتجواز المهنج المطلوب تدريسه للطلبة

وان لا ينشر أفكار الفلاسفة الملحدين الذي يشككون في أشياء لا يجب ان تُمسّ..

لكنني رغم ذلك كنت أحب الفلسفة وخاصة المنطق..

[أبو دواة]

من منكم قرأ كتاب الشيخ نديم الجسر (قصة الإيمان بين الفلسفة والعلم والقرآن) ليتقحم ذلك العالم الغامض... وليعلم أن هذا الدين متين لا تنال منه فلسفة ولا هم يحزنون..... وأن الفلسفة بحر أوله الهلاك وأوسطه النجاة.... وأن الفلسفة علم البحث عن الخالق أدرك هذا من أدرك وضل عنه من ضل.....

[ماما هادية]

أنا قرأته
وأذكر أن المسلم أيضا قرأه

وتعليقك صحيح

[elnawawi]

هذا هو الكتاب المقصود ؟
http://www.archive.org/download/science_story/science_story.pdf

[حازرلي أسماء]

هذا الكتاب من أروع الكتب التي تعرف بالفلسفة والتي تمشي بالعقل الهوينى 

[أبو دواة]

المشكلة أن البعض يرى أن "ربنا عرفوه بالعقل" بينما الصحيح أن "ربنا عرفوه بالوحي"..... وأن العقل أضعف من أن يقوم بهذه المهمة من دون الوحي.... لكن العقل يستطيع أن يميّز الوحي من الكذب في النهاية.... أليس كذلك؟

[ماما هادية]

بالعقل تعرف وجود الله تعالى ووحدانيته، وأنه متصف بصفات الكمال منزه عن صفات النقص
لكن تفاصيل صفات الله تعالى وأسمائه وشرائعه وكيفية عبادته وبقية امور الغيب من يوم آخر وملائكة وجن، هذه لا سبيل لمعرفتها إلا بالوحي

وصدقت.. العقل هو الذي يميز الوحي الصادق من المدعى

[أحمد سامي]

انا مع الاخ عبد الرؤوف ........ لو لم يعلن الله عن نفسه لما عرفناه حق معرفته ......... اما بالنسبة للفلسفة فهي كانت على اوجها قديما جدا ايام سقراط و افلاطون ثم ظهرت مرة ثانية ايام الحرب العالمية  في المانيا و فرنسا ..... ثم توقفت الا من ندعات قليلة لأنه تم استبدالها بمدارس التحليل النفسي التي استمرت حتى الان و ان كان لا يوجد ترابط بين الشيئين الا ان التحليل النفسي نجح في اكتساح الفلسفة فمن يقرأ فيها يحس كأنه يقرأ تاريخ.

و الفلسفة الاسلامية لو جاز التعبير شئ معقد جدا جدا لأنه يجب ان يتقيد في كل حرف بما شرعه الله ......... فعند الحديث عن ابن رشد دائما ننحاز له و ننسى ان الخليفة المنصور من اقوى الناس الذين خدموا الاسلام .

بالنسبة للعهد الحديث فهناك زكي نجيب محمود له كتابات رائعة في هذاه المضمار.

و هناك يوسف زيدان رئيس قسم المخطوطات في مكتبة الاسكندرية و صاحب رواية العزازيل لمن يستطيع ان يستمع الى محاضراته

بإختصار الفلسفة الاسلامية خاصة و الفلسفة عموما علم ينحسر بسرعة فالكل يحاول ان يتنطع و يقول على نفسه فيلسوف و الامر اعقد من هذا بكثير