جميل..
لم أقرأ الموضوع.. ولكن قرأت مداخلاتكم الأخيرة بشأن إقامة النظام الإسلام.
تأكيداً على كلام أسماء..
البارحة استمعت للداعية العوضي في برنامج بيني وبينكم، وذكر أمثلة رائعة على تطبيقات مبدأ العدل في الإسلام فذكر مثالا لعلي بن أبي طالب عندما كان أميراً للمؤمنين وقصة له مع يهودي سرق درعه وأنكر أنه لأمير المؤمنين فقاضاه أمير المؤمنين ( حيث القضاء سلطة مستقلة ) وحكم القاضي لليهودي، لأن أمير المؤمنين لم يكن معه دليل يثبت حقه في الدرع، فما كان من اليهودي بعد هذا الموقف الذي أدهشه إلا أن اعترف بحق أمير المؤمنين في الدرع وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، وذكر أكثر من قصة.
..
تأكيداً على كلام ماما هادية..
ذكرت أخي الكريم الدولة الدينية، وإني أود أن أوضح شيئاً قد يوضح والله أعلم لماذا لا يوجد شيء اسمه دولة دينية..
الدين عبارة عن شقين متكاملين،
شق الإيمان والتوحيد
وشق الشريعة والإسلام لأوامر المُشرِّع
وفي دين الله هناك قاعدة أساسية أن لا إكراه في الدين، بمعنى لا إكراه فيما يخص إيمان الناس ومعتقداتهم، ولا فيما يخص تشريعاتهم الخاصة التي يحققون من خلالها إيمانهم وينظمون حياتهم الخاصة بدينهم، لذا لا نستطيع أن نقول "الدولة الدينية" وإلا اضطررنا والله أعلم لنفرض ديننا على الجميع بالقانون! إذن لهم الحرية على أن لا تتعارض ممارساتهم وتشريعات دينهم ( الوضعية أو كائن ما أسموها ) مع شرع الله تعالى ومقاصد التشريعات الإسلامية.
بمعنى أنت حر أن تشرك بالله تبارك اسمه الأحد، وأن تصلي صلاة شركية في معبدك، وأن تشرب الخمر وأن تزني في بيتك بشكل شخصي ( لا تجاري )، ولكنك لست حراً في أن تفتح محلاً لبيع الخمر ونادياً لممارسة البغاء والدعارة، ولست حراً في أن تؤجر منزلاً للدعارة وتدعو الناس له كذلك.. وقطعاً لن تمنحك الدولة القائمة على شرع الله الترخيص، وستعاقبك وربما تغرمك -بحسب القانون المستمد من الشرع- لو قمت بفتح محل لهذه الغاية.
لان حريتك هنا تؤثر على نقاء المجتمع، ولأن حريتك هنا فيها مجاهرة بالمعصية.. وهذا خطير جداً، يعني أصبحت حريتك تشكل خطراً على استقرار المجتمع، بل وأمنه، لأننا كسلمين علمنا ربنا الحكيم شرور هذه الفواحش، وكيف تؤدي إلى حصول الضغائن بل والجرائم.
والحقيقة إن أي عاقل وإن غير مسلم ( من أولي النهى ) غير متعصب، وعنده شيء من العلم الطبيعي والعلم الإنساني، يعرف به أضرار هذه المحرمات على جسم الإنسان وعلى وعيه وعلى المجتمع، فإنه لا بد وأن يوقر هذا الشرع القيم، ويتفهم مقاصده.
الكنيسة في العصور المظلمة أقامت دولة دينية، وكان من الطبيعي جداً أن يتمرد الكثير من الناس عليها لأنها أرادت إجبار الناس على الإيمان بمعتقداتها جبراً وكرهاً وبالتعذيب، بل وتسببت بفتنة الناس وإلحادهم، والعَلمانية كانت الوليد المشوه لهذه الدولة الدينية المختلة.
بانتظار التتمة يا ماما هادية،أعتقد ما ستقولينه مهما، والله أعلم..