الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
بداية أعتذر لتأخري عنكم وعدم المشاركة في المنتدى لكن هذا رغما عني تظرا لإنشغالي وقلة خبرتي وبضاعتي القليلة.
قبل أن أبدء حديثي عندي استفسار، لماذا أجحف الناس عن المشاركة بهذا الموضوع مع أهميته بالنسبة لنا؟
أخي الحبيب: تكلمت عن المصادر التي يرتكز عليها الإسلام في منهجه، وقد ذكرت المصادر المتفق عليها وأن الخروج عن تلك المصادر بدعة وضلالة وهذا أمر يطول الحديث فيه وهو موضوع ألصق بمباحث أصول الفقه، ونحن بحاجة في هذا الموضوع إلى بيان إحاطة ذلك الدين وتلك المصادر بحياة الإنسان من مولده إلى وفاته في كل زمان ومكان حتى يطمئن المدعو إلى تلك الدعوة وينشرح لها صدره، وقد قدم فقهاؤنا أعظم دستور بشري مسناق من الكتاب والسنة ولا يزال العطاء مستمرا.
نريد أن ننحى بما قلت منحىً آخراً ألا وهو معايشة تلك المصادر ليست على أنها جهة تشريع فقط ونأخذ القرآن نموذجاً:ـ
القرآن كلام الله هو كتاب هداية بجانب كونه كتاب تشريع وفي هذا المعنى الآيات كثيرة منها قوله تعالى (الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) وفوله ( إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) ولكن المشكلة تكمن في ذلك القلب الذي يتلقى القرآن، فالقرآن ليس كلاماً عادياً فالله تعالى يخاطب نبيه قائلاً (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ) فسماع تلك الكلمات له تأثيره والنماذج التي تغيرت بهذه الكلمات كثيرة منها:
سيدنا عمر في قصة اسلامه وكذلك سيدنا الطفيل بن عمرو الدوسي وسيدنا أسيد بن حضير وسيدنا سعد بن معاذ رضي الله عن الجميع، إذاً فنحن بحاجة إلى استخدام جميع جوانب القرآن حتى تثمر دعوتنا وخصوصاً أن المغركة متعددة الجهات مع أعداء الله.