حدوتة قبل اليقظة

[ماما فرح]

لا تستغربوا العنوان

منذ متى والحواديت مرتبطة في الأذهان بالنوم ؟

منذ زمن بعييييييد بعيد

نسمع الحكايات وننام

نستكمل الاستماع في اليوم التالي ونذهب في سبات

نستكمل الاستماع في الليلة الألف والليلة الأولى بعد الألف ونواصل السبات

وشهرزاد مستيقظة لا ندري ماذا تفعل أثناء السبات الطويل لشهريار

حتى اختلط الواقع بالأحلام وصارت جراح البشر حكايات .. مجرد حكايات .. تسبقها غيبوبة ويتبعها نوم

أما آن الأوان أن تكون الحدوتة سابقة لليقظة وليس للنوم والأحلام

الحكاية الأولى في المداخلة التالية

وإياكم أن يغلبكم النوم

فالحكاية هذه المرة حدوتة قبل اليقظة

[سيفتاب]

 

[♥ أرزة لبنان ♥]

ماما فرح مرحبا بك ..

عودا حميدا ...

وأنا في الإنتظار ..

متاااابعة

[ماما فرح]

يحكى أنه .. في قديم الزمان ...

 لا .. بل في هذا الزمان ..

كانت هناك قرية آمنة أهلها طيبون ..

وبها بحيرة عذبة بجوارها شجرة عجوز تحتضن بأغصانها القديمة الحنون البحيرة ..

يشرب من البحيرة أهل القرية ويسقون أنعامهم ويزرعون أرضهم الطيبة ..

وفي يوم وبلا سبب.. هبت رياح الشر واللؤم ..

وظهر بجوار البحيرة حيوان غريب .. يبدو كحيوان أسطوري خرج لتوه من كتب الحواديت .. حواديت قبل النوم ..

والأسطورة يا سادة تعني ببساطة : الأكذوبة

ولكن لأن الكلمة بها بعض الغموض والسحر والموسيقى .. ننسى أنها أكذوبة ونصدقها

وبالذات إن ورد ذكرها في حدوتة قبل النوم .. مع إغماض العين وانسدال الجفن ومعه الفكر ..

فزع أهل القرية الطيبون ..

وازداد الفزع مع قدوم الليل عندما سمعوا ..................

نواصل الحكاية في الغد إن شاء الله

 

[♥ أرزة لبنان ♥]

شوقتينييي بدي أسمع الحكاية

يلا مش مشكلة المهم تجي بكرة مش تنسينا يا ماما

[ماما فرح]

شكراً سيفتاب وأرزة

أواصل في الغد إن شاء الله إن قدر الله لي يقظة ..

[ماما هادية]

بارك الله بك يا فرح

وبانتظارك

[ماما فرح]

جزاك الله خيراً هادية

----------------------------------

فزع أهل القرية الطيبون ..

وازداد الفزع مع قدوم الليل عندما سمعوا صوت صرخة شقت هدوء الليل..

ركض أهل القرية إلى حيث الصوت فوجدوا طفلا صغيراً يبكي أمه الملقاة على الأرض وسط الدماء ..

- ماذا حدث يا بني ؟

- هذا الحيوان المجرم قتل أمي .. حاول طردنا من كوخنا الخشبي المجاور للبحيرة ورفضت أمي فقتلها وطردني ووضع صغاره بكوخنا

- يا له من مجرم .. كيف يفعل ذلك؟ لابد من طرده من هنا

- نعم .. لابد أن نرغمه على الخروج من قريتنا

- نعم

- نعم

-نعم

- نعم

وتعالت الهتافات وتنامى الغضب واتفق الجميع على ضرورة إرغام الوحش الظالم على الابتعاد عن البحيرة والخروج من القرية

عادوا إلى أكواخهم وأحضروا عصيهم وخناجرهم وذهبوا إلى حيث يرقد الوحش على طرف البحيرة

اشتبكوا معه وحاولوا جهدهم ولكن لم يكن مقدراً لهم القضاء عليه هذه المرة

- لماذا؟

حاولوا معرفة الجواب واختلفت الآراء ولكن ما حدث قد حدث وبقى المجرم على طرف البحيرة

كل يوم حين يأتي الليل وتحكي الأمهات حواديت قبل النوم ويذهب الجميع في سبات يستيقظ الوحش وحده فيقتل ويسرق ويضم الأكواخ المحيطة بالبحيرة إلى ممتلكاته غصباً ويضع بها مزيداً من صغاره

ويجتمع أهل القرية على صوت الصراخ كل ليلة يتشاورون ويناقشون ويقترحون ويحاولون

عاودوا المحاولة وقالوا سنلقي به في البحيرة لنقضي عليه

ولكن الخبيث سبقهم وأطلق عليهم لساناً من النار من فمه النجس فأصابهم واستولى على المزيد من أكواخهم

- لماذا؟

من جديد حاولوا معرفة الجواب واختلفت الآراء ولكن ما حدث قد حدث وصار المجرم أسطورة تخيف الصغار عند قدوم الليل

ثم ..................

نواصل في يوم آخر إن شاء الله

[ماما هادية]

متابعون
وحسبنا الله ونعم الوكيل على الوحش واعوانه
وعلى الغارقين في السبات

[امينة]

 

متابعون ماما فرح

[ماما فرح]

جزاك الله خيراً أمينة

-----------------------------------------------

من جديد حاولوا معرفة الجواب واختلفت الآراء ولكن ما حدث قد حدث وصار المجرم أسطورة تخيف الصغار عند قدوم الليل

ثم عاود أهل القرية المحاولة واجتمعوا للاشتباك مع الوحش

كل منهم حاول بما يستطيع.. بالخناجر والرماح والأيدي

ونجحوا في إصابته بجراح تكفي لكسر أنفه

وفرح أهل القرية واحتفلوا بالنصر

- هذا الوحش ليس أسطورياً إذن

- لا هو حيوان لا أكثر جاء من الأدغال بوهم زرعه في العقول فصدقه الكل

- نعم

- نعم

- والآن ما العمل؟

- نكمل الطريق ونستعد لمعركة أخرى نقضي فيها عليه

- لا .. هذه ليست مضمونة.. دعونا نستغل انكساره ونسترد منه أكواخنا ونوقف سفك المزيد من الدماء

- لا.. هذا خطأ.. لو تركناه تركنا أصل الداء.. سيعاود الكرة ويسرق الأكواخ ويسفك المزيد من الدماء

- صحيح .. فلتكن الدماء في حرب تحرير لا أثناء سرقة في الظلام

- نعم .. القضية ليست استرداد الأكواخ .. القضية هي القضاء على أصل الداء

- لا.. بل هي استرداد الأكواخ


واختلفت الآراء .. وتشعبت بهم الطرق .. وسار كل إلى طريق

منهم من استرد كوخه واكتفى

ومنهم من أغلق بابه على جراحه

ومنهم من ظل ينادي إخوته لقتال الوحش

ومنهم من انشغل بالشجار مع جيرانه

 وتخاصم الإخوة إلى حين ثم عادوا إلى الاجتماع ولكن دون اتفاق

 إلى أن حدث ذات ليلة أن استيقظوا من جديد على صرخة شقت سكون الليل ولكن..............

[ماما فرح]

إلى أن حدث ذات ليلة أن استيقظوا من جديد على صرخة شقت سكون الليل ولكن هذه المرة لم تكن صرخة صغير

- ماذا حدث؟ من صرخ؟

- انظروا.. هذا هو الوحش يصرخ .. ماذا حدث؟

- أنا رشقته في عينه بحجر

(قالها فتى صغير بفخر واعتزاز )

- من أنت يا بني؟

- نعم من أنت يا فتى؟

- أنا حفيد ابن الشهيدة الأولى .. صاحبة الكوخ التي قتلها هذا المجرم

--------------------------------

هل تذكرون يا سادة الشهيدة الأولى وابنها صاحب الصرخة الأولى في القرية التي كانت آمنة؟

كبر صاحب الصرخة وتزوج ابنة شهيد آخر وانجبا مشاريع شهادة أحدهما هو والد هذا الفتى صاحب الحجر الأول

نعم الحجر الأول فقد تلت هذا الحجر حجارة كثيرة

فصاحب الصرخة ابن الشهيدة وزوجته ابنة الشهيد أطعما أولادهما حدوتة الآباء

والأولاد نقلوها للأحفاد

كانت الحدوتة كل ليلة حدوتة من أجل اليقظة وليست حدوتة من أجل النوم

وأثمرت حدوتة قبل اليقظة جيلا يقظاً يعرف طريقه ويطلب الحياة ولكن ليست حياة الشاطر حسن والأميرة النائمة والأقزام

بل حياة على الأرض بشرف أو حياة في الجنة كشهداء

---------------------

وتكررت الصرخات كل ليلة

وتكرر اجتماع أهل القرية كل ليلة

وتوالت الأحجار متجهة إلى عين الوحش ورأسه وصدره لا توقفها ألسنة اللهب من فمه النجس

وبدأ شعور جديد يتسلل إلى قلوب رجال القرية

- واخجلاه.. أنغط في النوم الثقيل كل ليلة وهؤلاء الفتيان يجمعون الحجارة

- وماذا نفعل ؟ نحن ندعو لهم كل ليلة قبل النوم

- ونناشد الوحش أن يخفف عنهم ألسنة اللهب

- لا ليس هذا بالرأي.. لابد أن نفعل شيئاً

ودمعت الأعين ولكن الأيدي مازالت مكتوفة إلى أن استيقظوا ذات ليلة على صرخة جديدة تلتها صرخة أشد.....


 

[ماما فرح]

ودمعت الأعين ولكن الأيدي مازالت مكتوفة إلى أن استيقظوا ذات ليلة على صرخة جديدة تلتها صرخة أشد

- ماذا حدث؟

- الوحش يصرخ بلا انقطاع هذه المرة

- نعم .. الإصابة هذه المرة أشد

- ولكن لا أثر لجرح في وجهه ولا رأسه؟ لماذا يصرخ؟

- هذه المرة الأمر مختلف.. انظروا.. أعرف هذا الرجل .. هذا رجل من أهل القرية وليس فتى من أصحاب الحجارة

هذا الرجل فعل شيئاً جديداً .. غطى الحجر بقطع النسيج وأشعله بالنار وألقاه على كوخ من أكواخ الوحش التي دس فيها صغاره فخلع قلبه وأذاقه عين أفعاله

- ولكن هذا خطر .. سيجن جنون الوحش ويطلق المزيد من ألسنة اللهب

- وهل فعل قبل ذلك شيئاً إلا إطلاق ألسنة اللهب ؟ دعوه يطلقها هذه المرة بسبب

- وصغارنا؟ نخشى عليهم غضبة الوحش المجنون

- صغاركم يطلبون الشهادة كفتيان الحجارة فاسألوهم

- ونساؤنا؟

- نساؤكم يبكين أخواتهن الثكلى كل ليلة ويطلبن الثأر

- وأكواخنا

- سيبتلعها الوحش يوماً إن لم يجد من يصده فهذه نيته منذ جلس على طرف البحيرة

- لا .. هذا مخيف.. هذا خطر

- عار عليك يا رجل .. تخاف مما لم يخفه فتى في عمر أحفادك؟

----------------------------

وتوالت الأحجار المشتعلة تشق طريقها إلى الأكواخ المغتصبة وتصيب القتلة أبناء القتلة

ومازال أهل القرية يتشاورون ويطلبون الأمن

ولكن إن سألتموني فسأقول لكم:

الحجر الأول تلته ملايين الأحجار

والحجر المشتعل تلته أحجار أخرى مشتعلة وأكبر الظن أن هناك المزيد من الأحجار المشتعلة سيطلقها عما قريب باقي أهل القرية

-----------------------

هيا يا أهل القرية

وجهوا أحجاركم المشتعلة واقتلوا رأس الأفعى

لاتتركوا أبناء الشهداء وحدهم ..

ولا تطيلوا انتظارنا

------------------------

تتم الحدوتة بإذن الله عندما يستيقظ باقي أهل القرية

وعسى اليقظة الكبرى تكون قريبة

عساها تكون أقرب مما نتخيل

[ريحان المسك]

ما شاء الله ماما فرح , اسلوبك يعجبني 

فعلا حدوتة اليقظة , فبدل ان ينام الاطفال على أوتار افكار هادئة لنوم مريح , ينامون على قصة هي بديل لمنبه , و ما ادراك ما هذا المنبه , منبه اذا اردنا صياغته علميا , فهو عذاب نفسي يبعث على الإستيقاظ الدااااائم , ياربيي اكتر شيء يزعجني , انهم ينامون و افكار الموت ليست غريبة عليهم , تواردهم عند النوم و عند الاكل و عند الذهاب الى الشغل , الى المدرسة , في كل وقت و كل زمان و كل مكان , ياربي انا في نعمة يا جماعة في نعمممممممة , انام في سريري و العذاب النفسي الذي يملكونه لا يوارجني اطلاقا , الحمدلله رب العالمين ياربي لك الحمد

و لكن

عندما اشعر بهذه النعمة تتوالى علي مشاعر الذنب , لا اعرف لماذا , اشعر بأنني استطيع عمل شيء و انا جالسة مكتوفة الأيدي ...

بعد الإرتياح الذي يأتيني بشعوري بنعمتي , يأتيني شعور ليس جميل البتتتتتتتتة , شعور انني لا استطيع فعل شيء

هل سبق و شعرتموه ؟!!

بس خطر في بالي

 ألم يحن لجيران اهل القرية في المشرق و المغرب بأن يدركوا بأن هذا الوحش الاسطوري لن يموت الا اذا وضعوا أيديهم مع اهل القرية ؟!!

أعتقد انهم يدركون ذلك تماما و لكن الجشع و الطمع أ‘مى أبصارهم , و الخوف و الجبن أغلق ابواب قلوبهم تحول عن دخول الرحمة اليها

و هاهم اهل القرية يتكاتفون مع بعضهم بكل ما أوتوا من قوة من اجل اخماد نار الوحش الذي ان لم يقهر الان سيموت حسرة و ندما في يوم من الايام بالتأكيد ..

اصبري يا فلسطين

إن النصر قادم

يااااااارب يا كريم انصر اهالي فلسطين و قوهم على اعداء الدين يااااب يا كريم

لا اله الا انت سبحانك اللهم اني كنت من الظالمين

[ماما هادية]

يا سارة

المصيبة لو ظننا اننا جيران القرية.. ولم نشعر اننا نحن سكان هذه القرية الكبيرة

انها قريتنا نحن يا سارة
قريتنا
وفيها قبلتنا الاولى ومسرى نبينا

-------------------

سلمت يمينك يافرح
عودة قوية ومتألقة ما شاء الله


ومادة رائعة للعدد المقبل من مجلتنا .. بعد اذنك طبعا

[ماما فرح]

دخلت لأكتب لسارة أننا كلنا أهل القرية فوجدت هادية قد سبقت


جزاكما الله خيراً

ليت في اليد أكثر من الكلام ولكن من يدري لعل كلمة توقظ أمة فلا تدخروا كلماتكم

[ماما هادية]

نعم يا ماما فرح
فالأبواق العميلة لم تكف عن الغاء الشعوب وتضليلها طيلة قرن كامل..
ولا تزال تعمل بكل نشاط
ويكفي تقليب اي صحيفة رسمية لنرى نشاطهم الواضح

ففيم ينشطون.. لولا انهم يعلمون دور الكلمة وخطورتها
وان كنا لا نملك الا الكلمة الان.. فلنكن شجعانا ولا نتخاذل عن الصدح بها
ولا يكونن الخونة والعملاء اكثر نشاطا وعملا منا

بارك الله بك
وبانتظار المزيد من ابداعك

لا تتركينا يا فرح

[ريحان المسك]

يا سارة

المصيبة لو ظننا اننا جيران القرية.. ولم نشعر اننا نحن سكان هذه القرية الكبيرة

انها قريتنا نحن يا سارة
قريتنا
وفيها قبلتنا الاولى ومسرى نبينا

ماما هادية كلامك صحيح , انها قريتنا نحن ايضا

و لكن

في هذا الزمان يبدو لي بأن تلك الأساسات و الأصول التي يجب ان تكون في انفسنا فلنقل شبه انعدمت من نفوس بعضنا

طبعا نحن اخوة و قريتهم قريتنا , و لكن ليس عند كل الناس

وصلنا الى زمن اكثر الناس فيه يقولون نفسي نفسي الا من رحم ربي

فأنا لم اقصد كل الناس و لم أعمم الموضوع 

[ماما هادية]

صدقت يا سارة

ولكن هذا هو دورنا
ان يفهم الناس اننا قرية واحدة

هذا هو جهادنا حاليا يا سارة
فشمري له

[ريحان المسك]

انا على اتم الإستعداد بكل ما املك من قوة

و لكن يا ماما هادية , مهما عملت

سيظل ذاك الشعور بالتقصير و الذنب يراودني دائما

و لكنني سأبذل كل ما لدي من جهد و طاقة , سأستغل كل الوسائل التي امامي و ابحث عن وسائل جديدة ايضا لمساعدة اخواني و اخوتي في فلسطين

و انا عاهدت ربي في صلاتي , في سجودي , انه ان ما زلت اتنفس شهيقا و زفيرا و الروج داخل جسدي , لن أتوانى عن اي شيء استطيع تقديمه لفلسطين

حتى انني بدأت بالاشياء الصغير جدا

طبعت ورقة كتبت فيها دعاء لفلسطين و عدة اشياء تقرأ بسرعة لمساعدة اهل فلسطين , و علقتها على حائط المصعد في العمارة

يااااااارب أعني على فعل على ما استطيع يا كريم