إخوتي الكرام
هناك قيم عامة، وحالات فردية..
القيمة العامة يجب ان تكون صحيحة وواضحة ونسعى لتطبيقها...
الحالات الفردية تستدعي منا التفكير في الأسلوب الأمثل للتطبيق للوصول للمبدأ العام...
بداية الموضوع تكلمت عن صعوبات الزواج، وغلاء المهور وارتفاع ثمن الشقق.... إلخ...
اتفقنا أن غلاء المهور أمر غير أخلاقي... ويجب على الآباء ألا ينظروا إلى بناتهن على أنهن سلعة وقيمتها المهر...
هذا لا يعني أن كل أب يغالي في المهر ينظر لابنته على أنها سلعة، أو يريد تعجيز العريس... فقد تكون له وجهة نظر معينة، لكن لا يمنع أن موقفه خاطئ وأننا يجب ان نحارب هذه الظاهرة..
ظاهرة الحجاب المودرن... ظاهرة فاسدة... نتجت عن تميع مفاهيم الدين لدى كثيرين...
لم تعد خطوة على طريق الحجاب الصحيح، بل صارت لدى كثيرين، بتأثير بعض الدعاة التلفزيونيين من نساء ورجال، صارت هي الحجاب الصحيح، وما فوقه تشدد يجب محاربته... بل بعض النساء تراجعن من الحجاب الصحيح للمودرن لتقليد فلانة وعلانة من نجمات التلفزيون -المحجبات-
هذا المفهوم خاطئ... ويجب تصحيحه لدى هذا الجيل...
وهذا لا يعني أن أتكبر على صاحبة الحجاب المودرن، فقد تكون مثلا أكرم مني في صدقاتها، لكنني بالتأكيد خير منها في حجابي، وإذن عليها أن تحسن حجابها، كما علي أن أحسن من صدقاتي...
لا ان تقنع نفسها أنها مادامت تفعل كذا وكذا من أمور البر والخير، فالمظهر أمر سطحي... فهذا اتهام لشرع الله بالسطحية... وموقف المؤمن أمام شرع الله أن يقول سمعنا وأطعنا...
الله أمرك بالخمار، فيجب ان تتخمري وتغطي شعرك وعنقك وسائر جسدك
والله امرك بالجلباب فيجب ان ترتديه
والرسول أمرك باجتناب الشفاف والضيق فيجب أن تطيعي...
هكذا.. دون كثير نقاش وجدال وخوض في شخصيتي وشخصيتك وإيماني وإيمانك...
الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل
أما قولك يا عزيزتي أن شخصيتك لم تتغير قبل وبعد الحجاب، فهذا وهم منك صدقيني، لأنك بعد الحجاب صرت مطيعة، وقبله كنت عاصية، إذن إيمانك زاد فنتج عنه هذه النقلة، وزيادة الإيمان تؤدي لتغير في الشخصية، ولو لم يشعر الإنسان بنفسه... إلا إن كنت تقصدين عدم تغير المعدن على أساس أن خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا... فلا تنسي عندها (إذا فقهوا)...
من تقصر في تطبيق شرع الله، أيا كانت الجزئية التي قصرت فيها، هي إنسانة تعاني من ضعف في الإيمان، فإذا قوي إيمانها أطاعت ربها أكثر...
وواجبنا كشباب نزعم أننا نريد أن نصلح من شأن مجتمعاتنا، أن نطبطب على الخاطئين، لا على أخطائهم...