المحرر موضوع: نعم لدي أقوال أخرى ...  (زيارة 8935 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
نعم لدي أقوال أخرى ...
« في: 2008-12-25, 12:37:43 »
قبل سنوات جئت , و قبل قليل وعيت , و بقلمي الان لسوف اكتب ما رثيت ...

عاش سنين و سنين يستعد فيها و يتجهز , عاش ايام و شهور و سنين يفكر بتلك اللحطة و يراها بعيدة المنال , بعيدة الوصول , بعيدة و ليست بقريبة , مؤجلة و ليست معجلة ...

تلك اللحظة التي يشعر فيها الإنسان بأنه في أذل وضع هو عليه , يشعر فيها بأنه ليس لديه من القوة ما يكفي لكي يرفع عينه الى السماء , يشعر فيها بأنه ليس جديرا بما أغدق عليه من النعم الكثير الكثير و التي جعلها اداة لإثقال ميزانه , لإثقال ميزانه بكل ما هو مخز و مذل في الاخرة امام الله اكثر منها في الدنيا ...

أيها الناس , أيها المؤمنين , أيها الإنس , إسمعوا و عوا ...

ماذا شعوركم بعد فعل المعصية ؟؟؟

جميـــــل ؟؟ مريـــــح ؟؟ مطمئن ؟؟ آمن ؟؟

قوم منكم جوابهم هو بالإيجاب , و الطرف الاخر بالنفي ... الذين اجابو بنعم فوالله انا متأكدة بأنهم يسخرون تلك الإجابة بلسما مسكنا لصيحات و صيحـــــــــــــــــــات تتعالى في داخلهم و تقول أنجدونــــــــــــــــــــا يا أهل الإيمان , أنجدونــــــــــــا يا أهل الحق , فهل من منجد ؟؟؟

بلسما مسكنا لكل ما يصيح بداخلهم و يقول , ما تفعله يا بني ادم غلط , تب عنه و إرجع الى ربك ...

ذلك الصوت الخفي في داخلهم , الذي يتعالى في داخلهم و يشعرهم بخطأهم , ذلك هو صوت الفطرة ...

الفطرة التي خلقها الله في داخل المسلم لترشده اذا تاه و إبتعد عنه و عن من حوله من الناس الذين يريدون له الخير ...

الله رحيم بكل معنى الكلمة , خلق تلك الفطرة في داخلنا لترشدنا و تذكرنا بما نحن عليه من وضع ...

تلك الفطرة التي تصيح في داخلهم قد أصبح تقسي القلب كاتمها و مسكنها و مهبطها مما كانت عليه من صوت عالي يدوي في عقل البني ادم عند فعله لخطأه ...

ذلك الرام الذي ضم هذا القلب الذي خلق ضعيفا و خاضعا لما تلي عليه من أوامر , ضمه و ليست بتلك الضمة التي تتصف بكل ما هو موجود من مشاعر جميلة كضمة الام لإبنها فنرى الحنان يفوح منهم , لا , إنها تلك الضمة التي ستنزل ذلك القلب الى اسفل السافلين ...

تلك الضمة التي ستكون عائقا أمام الإنسان عند رجوعه عن خطأه ...

كيفية إزالتها ؟؟؟؟

كلمة بسيطة جدا نسمعها في كل يوم و لا نلقي لها بالا , كلمة مكونة من أربعة أحرف و ليست هي بالقليل , تلك الكلمة التي جعلها الله رحمة لعباده و منفذا لهم لرجوعهم الى جوار خالقهم و بارئهم الله عز و جل ...

تلك الكلمة التي سنندم على تجاهلها عندما تشرق الشمس من الغرب و نرى اشرار الخلق على الارض و نرى عظم الذنب ننبت منه مرة اخرى راجعين الى الله و واقفين امامه بذل و فقر و خضوع و ندم , يوم الدين  ...

هذه الكلمة التي خلقت حبا من الله لعبده الذي يعصيه كل يوم و بدون خجل او خوف , الكلمة التي بدونها هلكنا , التي بدونها رسينا على بر لا نجد فيه طعم الراحة لا في الدنيا و لا في الاخرة , بر نصل اليه في اخر حياتنا و لا نستطيع ان نرجع الى ما كنا عليه ...

لماذا ؟؟؟

لأنه فات الأوان ... فات الأوان و رجع القارب الى شخص اخر لكي يوصله الى هذا البر , هذا القارب الذي يخدع الإنسان و يتلبس بقالب الجمال و الرخاء و الترف و الزينة و كل ما هو جميل أمام أعين الإنسان الضعيفة التي لا ترى الا ما تريد هواها ان تراه , الا من رحم ربي ...

نعم , إنني أرثي ذلك الإنسان الذي نفخ الله فيه روحا و حملها أياه أمانة يحافظ عليها , و ماذا فعل بتلك الأمانة ؟؟؟ ببساطة و بكلمة واحدة ...

خــــــــــــــــــــــــــــانــــــــــــــ،،،،،،ـــها ...

أرثي ذلك الإنسان الذي مات أمامي , لا , لم يمت هو , إنه ما يزال حيا يرزق يسعى في هذه الأرض و يفعل ما يحلو له من أعمال ...

إنما مات فيه ما خلق الله في نفسه من إحساس و شعور بتلك الكلمة ...

 تلك الكلمة العظيمة التي ستنقل حاله من المسلم المؤمن الضعيف القاسي الجاحد ...

الى المسلم المؤمن القوي الخاضع الشاكر لما أغدق الله عليه من مسرات و مصائب ...

اذا أردت أن أكمل ما أكتبه بأناملي عن تلك الكلمة , فلن ترونني مرتاحة من مسك قلمي الذي اكتب و أرثي فيه ...

و انا متأكدة تماما بأن تلك الكلمة جميع من على الأرض يعرفها و خافظ لها عن ظهر قلب , و ربما يا أعزائي القراء انتم عرفتموها مما كتبته عنها قبل ان أكتبها الان ...

تلك الكلمة هي ...

التـــــــــــوبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

كلمة نراها بسيطة , يمكننا في أي وقت أن نغتنمها و نصبح ما أردانا الله ان نكون عليه ...

و فعلا إنها كلمة بسيطة لا تحتاج إلا  للتالي :

قلب صاف ...

نية صادقة و خالصة للخالق ...

قناعة تامة بها ...


و من ثم , نسمع من بعدها دوي قوي و كبير , دوي لم نسمع به من قبل , دوي و صوت نابع من تنفس الروح ...

نعم تنفس الروح التي بدأت بتنفس الهواء الجميل العليل , هواء التوبة الذي يريحها و يريح قلبها , أصدرت ذلك الدوي الذي يصدر عند اول تنفس لها لذلك الهواء و عند اخر تنفس لها لهواء الهوا ...

فبشرى لك ايها الإنسان ...

مرحى و بشرى لك , لقد اصبحت حبيب الله , حبيب الله ايها البني ادم التائب , ايها الذي كنت تفعل ما تفعل في السر و العلن و انت متبسم و ضاحك فأصبحت بعملك لتلك الكلمة , حبيـــــــــب الله ...

يا الله , ما اجملها من كلمتين ...

حبــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــب الله ...

نعم , و الآن و سأرثي بكل ما أوتيت من قوة على ذلك الإنسان الذي تموضعت امامه تلك الكلمة و لم يأخذها , أرثي على الإنسان الذي يأبى ان يكون حبـــــــــــــــــيـــــــــــب الله ...

« للهُ أَفْرَحُ بِتَوبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ سَقَطَ عَلى بَعِيرِهِ وَقَدْ أَضَلَّهُ في أَرْضٍ فَلاةٍ »

فماذا نريد أكثر من ذلك ؟؟؟؟؟

الله بجلالة قدره و عظمته سيضع بني ادم في هذه المكانة , ماذا تريد اكثر من ذلك ايها الإنسان ؟؟؟

تكبرت و تعاليت و تجبرت في أرض خلقها الله لك وحدك لتخدمك , وطئت عليها و أنت تعصي من سخرها لك ؟؟؟ وطئت عليها و أنت تعلم ان من سخرها لك و وضعها أمانة في رقبتك الى يوم الدين ؟؟ وطئت عليها و أنت تعلم بأن من سخرها لك يراقبك في السر و العلن ؟؟؟

نعم أيها الإنسان انت تعلم ذلك و أنت أقدر على حمل تلك الأمانة ...

أيها الإنسان ...

تخيل معي الجبال , تخيل معي كبرها , تخيل معي قوتها و ثباتها ؟؟؟

هل تخيلت ؟؟

حسنا , مقارنة بكل ما تخيلته لها أيها الإنسان , أنت أقوى منها

نعم , أقوى منها بحمل تلك الأمانة ...

فهل وجدت بعدما تخيلت مدى تكريم الله لك و جعلك في مستوى أقوى الجبال التي تثبت الأرض التي تمشي عليها ؟؟؟

أيها الإنسان , إحمل تلك الأمانة و لا تخف , الله بجانبك و تلك التوبة سوف تخفف عنك ...

أيها الإنسان , هل تتكبر و تتعالى على ان تكون في منصب مهم , منصب سوف يريحك و يشعرك بكل ما يوجد في هذا الكون من مشاعر الأمان و الإطمئنان , مشاعر الحب و الحنان , مشاعر الإهتمام التي كلنا نحتاجها و نطالب بها كل يوم في حياتنا ؟؟؟

هذا المنصب الذي سيرقى بك الى كل ما هو جميل في رحاب عالم الإنس الذي تسمع فيه تنفس صعداء هذا و رجفة خوف من ذاك ...

لا , ليس مدير و لا رئيس قسم و لا وزير و لا امير و لا ملك و لا حتى امبراطور ...

ستكون في منصب حبـــــــــــــــــيـــــــــب الله , فهل وجدت ما هو أعلى من ذلك لترفض و تصد عن سبيل الله ؟؟؟


إذا أُخبرت عن رجل برىء مـن الآفات ظاهره صحيحُ
فسلهم عنه هل هو آدمى ؟ فإن قـالوا نعم فالقـول ريحُ
ومن إنعام خالقنا علينا بأن ذنـوبنـا ليسـت تفــوح
فلو فاحت لأصبحنا هروباً فرادى فى الفلا لا نستريـحُ

الله بعظمته و بجلاله في علاه , يسترنا و يتكتم علينا و لا يرضى بأن يفضحنا أمام الملأ ...

لماذا ؟؟

لأننا عباده الذي يحبهم و يشتاق لصوتهم بالدعاء , فلا يرضى بأن يكربنا و يضيق علينا , بالعكس, فقد سخر لنا كل ما هو مسر للخاطر , مجبر للفؤدا , سهل على القلب لكي نحبه و نعبده و و نحن على قناعة تامة و بقلب راض و بنية صافية ...

يا إنسان , التوبة ستر لك و غطاء و رحمة لتغتنمها و لا تقلل من أهميتها ستنقذك مما انت فيه من بحر كله ظلمات و دهاليز تخبئ في خفاياها ما لا يعلمه الا الله من مطبات و عوائق تقف في طريق المؤمن , تأكد بأن الله سيسترك لأنك أصبحت في رحابه عز و جل , و من تكون نفسه محلقة في رحاب الله لا يمسسه شر و لو كان في أشر بقاع الأرض ...

يناديك الله تعالى بنفسه و بجلالة قدره و عظمته تعالى جل في علاه أيها الإنسان الشارد التائه و يقول :  "ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم" ...

فأجبه ايها الإنسان ما انت بأعلى منه عز و جل لتتكبر عليه و تتعالى و تتجبر و تصر على ذنبك ...

تب ايها الإنسان , تب فستكون حبـــــــــــــــيــــــــــــــب الله ...





جزاكم الله خيرا emo (30):





« آخر تحرير: 2008-12-25, 13:05:17 بواسطة ريحان مسك »
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

غير متصل ♥ أرزة لبنان ♥

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1156
  • الجنس: أنثى
رد: نعم لدي أقوال أخرى ...
« رد #1 في: 2008-12-25, 14:38:24 »
ما شاء الله تبارك الله

كلامات معانيها قوية

الحمد لله ما زلت من الذين إذا عملوا الذنب أحسوا بألم في داخلهم


بارك الله فيكي يا سارة

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
رد: نعم لدي أقوال أخرى ...
« رد #2 في: 2008-12-27, 15:23:56 »
و بارك بكِ يا لينة emo (30):

شكــــرا على مروركِ الجميل :emoti_317:
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
رد: نعم لدي أقوال أخرى ...
« رد #3 في: 2009-05-24, 13:32:44 »
للرفع ...
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
رد: نعم لدي أقوال أخرى ...
« رد #4 في: 2009-06-25, 13:26:43 »
:emoti_133:

قرأت الموضوع سريعاً عند طلب الأخت ريحان نقله للساحة و لكني قرأته الآن بشيء من التأني ...

بارك الله فيكم أخت ريحان . emo (30):
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
رد: نعم لدي أقوال أخرى ...
« رد #5 في: 2009-06-25, 17:37:07 »
اها :emoti_209: :emoti_209:

و اخيرا احد لاحظ الموضوع القديم هذا :emoti_17:

جزاكم الله الف خير يا استاذ ابو بكر ::ok:: ::ok::
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: نعم لدي أقوال أخرى ...
« رد #6 في: 2009-06-25, 18:09:24 »
جزاك الله خيرا يا أبا بكر على رفع الموضوع

لا أذكر اني قرأته قبل الان... ربما لانه طويل جدا.. فكنت دوما أؤجل فراءته
والان قرأته
جميل يا سارة


تذكرت عبارة كنت قرأتها قديما لبطلة رواية (برايد اند بريجيديس) أو (الكبرياء والتعنت) لجين اوستن
تقول اليزابيث بطلة القصة: "لطالما أدهشني دور الشعر في تفريغ شحنات الحب ومن ثم إطفاء جذوته"
فقال لها البطل مندهشا: "كنت أحسب الشعر يذكي الحب ويغذيه، لا أنه يطفئ جذوته"
قالت: "هذا إذا كان الحب قويا، فكل شيء يغذي القوي وينميه، لكنه عندما يكون ضعيفا، أو يكون عبارة عن شحنة جارفة وعارضة من المشاعر، فإن الشاعر يصبها في شعره، فيفرغها تماما، ويعود قلبه خاليا"

أليست فكرة مدهشة؟


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
رد: نعم لدي أقوال أخرى ...
« رد #7 في: 2009-06-25, 18:55:01 »
كمان ماما هادية :emoti_209:

كنت عارفة ان الصبر مفتاح الفرج ::ok::

شكرا عالردود :emoti_282:

ماما هادية ان اول مرة اقرأ ما كتبته

بالفعل كلام منطقي
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي