يقول الاستاذ محمد قطب
• وحين افتتحت أول مدرسة ثانوية للبنات في القاهرة .. [ مدرسة السنية ] كانت ناظرتها إنجليزية .. وكانت [ قمة ] في المحافظة إلى حد التزمُّت ! فهكذا ينبغي أن تكون الأمور في مبدأ الأمر !! حتى يكتب لهذه الخطوة الثبات في الأرض والتمكين ، ويمكن مدها فيما بعد إلى آفاق جديدة ! أما لو كشف المستور من أول لحظة فلن تدخل فتاة واحدة المدرسة الثانوية ، ويبوء المخطط كله بالخسران !
• كانت هيئة التدريس نسوية خالصة ، فيما عدا مدرس اللغة العربية لتعذر وجود مدرسات للغة العربية يومئذ . ولكنه كان يُختار من الرجال المتقدمين في السن ، المتزوجين ، المشهود لهم حقاً بالصلاح والتقوى ، فهو بالفعل أب يرعى بناته ، ويشعرن نحوه بما تشعر به الفتاة نحو أبيها الوقور ، فتقدم له الاحترام والتوقير .
وليس في المدرسة كلها رجل آخر إلا كاتب المدرسة ، وهو منعزل عن المدرسة كلها في مكتب خاص لمقابلة أولياء الأمور ، والقيام بالأمور الكتابية والحسابية للمدرسة وحارس الباب ، وهو كذلك رجل وقور متقدم في العمر تقول له البنات [ يا عم ! ] إذا حدث على الإطلاق أن وجهن له الكلام !
• وكانت الفتيات يحضرن إلى المدرسة في عربات مغطاة بالستائر ، ويعدن إلى بيوتهن بالوسيلة نفسها . فأما إن كان أهل الفتاة لا يريدون أن يتحملوا نفقات العربة ، فيأتي معها ولي أمرها يسلمها إلى المدرسة صباحاً ويستلمها في نهاية اليوم المدرسي ، لكي لا يتركها تسير وحدها في الطريق .
أي شيء يريد الآباء أكثر من ذلك ؟!
بل إن [ حضرة الناظرة ] لهي أشد في تأديب البنات من أولياء أمورهن ! إنجليزية يا أخي ! الإنجليز حازمون في التربية ! قل ما تشاء فيهم ، ولكن في التربية .. !
طيب وماذا حدث بعد ذلك؟ وكيف سقط الحجاب؟
تابعوا معنا ومع كتكوتة