المحرر موضوع: نساء باب الحارة... كيف صرن هكذا ؟  (زيارة 115676 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
رد: نسوان باب الحارة... كيف صاروا؟
« رد #20 في: 2008-12-18, 08:37:34 »
ماما هادية لي هيييييييييك  ::cry::

من فضلك اكملي القصة في أسرع وقت ممكن , تحمست جدا ::happy: ::happy: ::happy:

متــــــــــــــــــــــــــــــــــابعة ::)smile:
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

جواد

  • زائر
رد: نسوان باب الحارة... كيف صاروا؟
« رد #21 في: 2008-12-18, 18:02:11 »
جزاكم الله خيرا كثيرا..

فى انتظار التكملة،

وان كنت أتوقع البقية

أسيرة الصفحات

  • زائر
رد: نسوان باب الحارة... كيف صاروا؟
« رد #22 في: 2008-12-18, 19:40:09 »
ههههههههههههههههههههههههههههه :::happy2:: :::happy2:: :::happy2::

ماما هادية ضحكتيني و الله :::happy2::

و ظهرت الصور شكــــــــــــــرا كتير  ::ok::


بل أبكيتيني يا ماما هاديه

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
رد: نسوان باب الحارة... كيف صاروا؟
« رد #23 في: 2008-12-18, 22:18:32 »
يا سلمى ::)smile:

ضحكت على (قلع الله عينيه الإثنتين) :::happy2::


 :emoti_282: :emoti_282: :emoti_282:
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: نسوان باب الحارة... كيف صاروا؟
« رد #24 في: 2008-12-18, 23:22:14 »
 :emoti_133:

الأعزاء: سيفتاب ولينة وسارة ونور وجواد وسلمى
شكرا لمتابعتكم وحسن رأيكم...

وأتمنى ان تستمر هذه المتابعة وتفيدوني بآرائكم ومناقشاتكم

 emo (30):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: نسوان باب الحارة... كيف صاروا؟
« رد #25 في: 2008-12-18, 23:23:38 »
الحلقة الثالثة

كانت ماما بنوتة متأثرة جدا بأديب مشهور جدا، متنور جدا، ذهب إلى فرنسا في بعثة، وعاد منها يتحدث عن عالم العلم والمدنية والحضارة والنور
عالم غريب
تختلط فيه النساء بالرجال، تتحدث المرأة فيصغي لها كل الرجال، يحترمونها، ويعجبون بحديثها ويحرصون على صحبتها...
المرأة هناك لا تقل ثقافة ولا علما عن الرجل.... ولا يقال لها كلما فتحت فمها لتتكلم او تعبر عن رأيها: مين طلب رأيك؟ ومنذ متى تتدخل الحريم وتحشر أنوفها في أمور الرجال...
مجتمع يبدو كالمدينة المسحورة، رائع بكل ما في الكلمة من معنى... الناس فيه كأنهم ملائكة، يحترم بعضهم بعضا، لا يبدو فيه الرجال كأنهم وحوش تخشاهم المرأة ويجب ان تحتجب منهم...
كان يطيب لها دوما أن تقرأ لهذا الكاتب المرموق "قاسم امين" وتبحر معه في عالمه السحري الذي رآه بعينيه وعاشه بشحمه ولحمه وعاد يحدث أهل بلاده عنه، ويتحسر عليهم وعلى تخلفهم وحرمانهم، ويتمنى لو يتحضرون ويتحررون ويتقدمون فيحاكون ذلك العالم الوردي الجميل....
ترى.. هل يكتب لها يوما، أو لابنتها بنوتة ان تزور ذلك العالم الجميل؟

ولكن.. ما حكاية قاسم أمين؟ وما حكاية كتبه؟

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: نسوان باب الحارة... كيف صاروا؟
« رد #26 في: 2008-12-18, 23:25:30 »
قاسم أمين(*) ..


شاب نشأ في أسرة تركية مصرية - أي محافظة - فيه ذكاء غير عادي . حصل على ليسانس الحقوق الفرنسية من القاهرة وهو في سن العشرين . بينما كان هناك في عصره من يحصل على الشهادة الابتدائية في سن الخامسة والعشرين !
ومن هناك التقطه الذين يبحثون عن الكفاءات النادرة والعبقريات الفذة ليفسدوها ، ويفسدوا الأمة من ورائها ! التقطوه وابتعثوه إلى فرنسا .. لأمر يراد .

اطلع قبل ذهابه إلى فرنسا على رسالة لمستشرق يتهم الإسلام باحتقار المرأة وعدم الاعتراف بكيانها الإنساني . وغلى الدم في عروقه - كما يصف في مذكراته - وقرر أن يرد على هذا المستشرق ويفند افتراءاته على الإسلام .

ولكنه عاد بوجه غير الذي ذهب به !
لقد أثرت رحلته إلى فرنسا في هذه السن المبكرة تأثيراً بالغاً في كيانه كله ، فعاد إلى مصر بفكر جديد ، وعقل جديد ، ووجهة جديدة ..

عاد يدعو إلى تعليم المرأة وتحريرها على المنهج ذاته الذي وضعه المبشرون وهم يخططون لهدم الإسلام !

•    يقول في مذكراته : إنه التقى هناك بفتاة فرنسية أصبحت صديقة حميمة له ! وإنه نشأ بينه وبينها علاقة عاطفية عميقة ، ولكنها [ بريئة ] .. وإنها كانت تصحبه إلى بيوت الأسر الفرنسية والنوادي والصالونات الفرنسية ، فتُفْتَح في وجهه البيوت والنوادي والصالونات ، ويكون فيها موضع الترحيب .. ( 1) .
وسواء كان هو الذي التقى بها أم كانت موضوعة في طريقه عمداً ليلتقي بها ، فقد لعبت هذه الفتاة بعقله كما لعبت بقلبه ، وغيَّرت مجرى حياته ، وجعلته صالحاً للعب الدور المطلوب الذي قررت مؤتمرات التبشير أنه لا بد منه لهدم الإسلام !
•   ونحن نميل إلى تصديقه في قوله إن العلاقة بينه وبينها كانت [ بريئة ] .. لا بالمعنى الإسلامي للبراءة بطبيعة الحال ، ولكن بمعنى عدم وصول هذه العلاقة إلى درجة الفاحشة . فإنها - على هذه الصورة - تكون أقدر على تغيير أفكاره من العلاقة المبتذلة التي تؤدي إلى الفاحشة ؛ لأن الفتاة ستكون حينئذ ساقطة في حسه غير جديرة بالاحترام ، وغير جديرة بأن تكون مصدراً [ إلهام ] !
وسواء كانت الفتاة قد [ مثَّلت ] الدور بإتقان ، لتظل العلاقة بينه وبينها [ روحية ] و [ فكرية ] لتستطيع التأثير عليه ، أم كانت تربيته المحافظة في الأسرة المنحدرة من أصل تركي هي التي وقفت بهذه العلاقة عند هذا الحد الذي يصفها بالبراءة .. فالنتيجة النهائية كانت انقلاباً كاملاً في كل كيانه .

•    ولنحاول أن نتصور كيف حدث التغيير ؟
هذا شاب عبقريّ ، نعم ، ولكنه قادم من بلاد محتلة ، تحتلها إحدى الدول الأوروبية .. وهو قادم إلى أوروبا .. تلك التي يتحدث قومه عنها بانبهار المأخوذ ، وتمثل في حسهم العملاق الضخم الذي يتضاءل الشرق أمامه وينزوي . فنستطيع عندئذ أن نتوقع أنه قادم إلى أوروبا وهو منخنس داخل نفسه ، يحس بالضآلة والقزامة ، ويتوجس أن يزدرى في بلاد العمالقة ؛ لأنه قزم قادم من بلاد الأقزام ، وأقصى ما يتمناه قلبه أن يجد الطمأنينة النفسية والعقلية في تلك البلاد الغربية التي لا يكاد يستوعبها الخيال !
•    وبينما هو كذلك - منكمش متوجس - إذا هذه الفتاة تبرز له في الطريق فتؤنس وحشته بادئ ذي بدء ، فيزول عنه انكماشه وتوجسه ، ويذهب عنه توتر أعصابه ، ويشعر بالطمأنينة في المهجر .
•    ثم إن هذه الفتاة تبادله عواطفه - كما قصّ في مذكراته - فيشعر فوق الطمأنينة بالسعادة والغبطة ، ويزداد استقرار نفسه فلا يعود يشعر بالغربة النفسية الداخلية ، وإن بقيت الغربة بالنسبة للمجتمع الخارجي الذي لم يحتك به بعد .
غير أن الفتاة تنتقل معه – فتنقله – خطوة أخرى . فهي تصحبه إلى الأسر الفرنسية ، فتفتح له تلك الأسر أبوابها وترحب به ، وتصحبه إلى النوادي والصالونات فترحب به كذلك . وهنا تزول الغربة نهائياً ، سواء بالنسبة لمشاعره الخاصة أو بالنسبة للمجتمع الخارجي ، وينطلق في المجتمع الجديد واثقاً من نفسه ، واثقاً من خطواته .
•    كيف تصير الأمور الآن في نفسه ؟!
•    كيف ينظر إلى العلاقة بينه وبين هذه الفتاة ؟
•    وكيف ينظر إلى التقاليد التي تم عن طريقها كل ما تم فـي نفسه مـن تغيير ؟!
علاقة [ بريئة ] .. أي لم تصل إلى الفاحشة .. نمت من خلالها نفسه نموّاً هائلاً ، فخرجت من انكماشها وعزلتها ، واكتسبت إيجابية وفاعلية ، مع نمو في الثقافة ، وسعة في الأفق ، ونشاط وحيوية .
ما عيب هـذه التقاليد إذن ؟  وما المانع أن تكون تقاليدنا نحـن على هذا النحو [ البريء ]  ؟!
تابعوا معنا...
___________________________
(*) عن كتاب واقعنا المعاصر للأستاذ محمد قطب
( 1 ) راجع ( مذكرات قاسم أمين ) .



« آخر تحرير: 2008-12-18, 23:45:32 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: نسوان باب الحارة... كيف صاروا؟
« رد #27 في: 2008-12-18, 23:44:33 »

هناك بلا شك - مهما أحسنَّا الظن - مجموعة من المغالطات في هذا [ المنطق ] :

المغالطة الأولى : هي دعواه [ ببراءة ] هذه العلاقة على اعتبار خلوها من الفاحشة المبينة . فهي ليست بريئة في الميزان الإسلامي الذي يقيس به المسلم أمور حياته كلها . فهي تشتمل على خلوة محرمة في ذاتها سواء أدت إلى الفاحشة أم لم تؤد إليها . وهي محرمة في دين الله لحكمة واضحة ؛ لأنها تؤدي في النهاية - حتماً - إلى الفاحشة ، إن لم يكن في أول مرة - ولا حتى في أول جيل - فإنه ما من مرة أباحت البشرية لنفسها هذه الخلوة إلا وصلت إلى الفاحشة فـي نهاية المطاف . لم تشذ عن ذلك أمة في التاريخ !


والمغالطة الثانية : هي تجاهله ما هو واقع بالفعل في المجتمع الفرنسي من آثار مثل هذه العلاقة ، وقد علم يقيناً بلا شك أن ذلك المجتمع يعج بألوان من العلاقات الأخرى [ غير البريئة ] ويسمح بها بلا رادع . فلم يكن ذلك سراً مخفيّا عن أحد ممن يعيش في ذلك المجتمع ، سواء من أهله أو من الوافدين عليه . فحتى لو صدقناه في أن علاقته هو الخاصة لم تصل إلى ما يصل إليه مثلها في ذلك المجتمع - لظروف خاصة مانعة في نفسه أو في نفسها - فليس ذلك حجة لإباحة تلك العلاقات ، أو الدعوة إلى مثلها ، وهو يرى بنفسه نتائجها الواقعية حين يبيحها المجتمع .

والمغالطة الثالثة : هي زعمه في كتابه الأول " تحرير المرأة " أن هذا التحرير لن ينتج عنه إلا الخير ، ولن تنشأ عنه العلاقات الدنسة التي رآها بعينه في المجتمع الفرنسي .. إنما سينشأ عنه تقوية أواصر المجتمع وربطها برباط متين ! (2 ) .

وأيّا كان الأمر فقد عاد قاسم أمين من فرنسا داعياً لتحرير المرأة . داعياً إلى السفور ونزع الحجاب !
•    نفس الدعوة التي دعا بها رفاعة الطهطاوي من قبل عند عودته من فرنسا . مع فارق رئيسي ، فإن أكثر من نصف قرن من الغزو الفكري المستمر كانت قد فعلت فعلها في نفوس الناس ، فلم تقابل دعوة قاسم أمين بالاستنكار الباتّ الذي قوبلت به دعوة رفاعة الطهطاوي ، ولم توأد في مهدها ، كما وئدت الدعوة الأخرى من قبل !

•    ومع ذلك فلم يكن الأمر سهلاً . فقد أثار كتاب " تحرير المرأة " معارضة عنيفة جعلت قاسم أمين ينزوي في بيته خوفاً أو يأساً ، ويعزم على نفض يده من الموضوع كله . ولكن سعد زغلول (3 ) شجعه ، وقال له : امض في طريقك وسوف أحميك !
•    عندئذ قرر أن يعود ، وأن يسفر عن وجهه تماماً ! فلئن كان في الكتاب الأول قد تمحَّك في الإسلام ، وقال إنه يريد للمرأة المسلمة ما أعطاها الإسلام من حقوق ، وفي مقدمتها التعليم ، فقد أسقط الإسلام في كتابه الثاني " المرأة الجديدة " ولم يعد يذكره . إنما صار يعلن أن المرأة المصرية ينبغي أن تصنع كما صنعت أختها الفرنسية ، لكي تتقدم وتتحرر ، ويتقدم المجتمع كله ويتحرر ! وهكذا سقط الحاجز المميز للمرأة المسلمة ، وصارت هي والمشركة أختين بلا افتراق !
•    بل وصل الأمر إلى الدعوة إلى السير في الطريق ذاته الذي سارت فيه الغربية من قبل ، ولو أدى ذلك إلى المرور في جميع الأدوار التي قطعتها وتقطعها النساء الغربيات . وقد كان من بين تلك الأدوار ما يعلمه قاسم أمين - ولا شك - من التبذل وانحلال الأخلاق !


قال :
•    " .. ولا نرى مانعاً من السير في تلك الطريق التي سبقتنا إليها الأمم الغربية ، لأننا نشاهد أن الغربيين يظهر تقدمهم في المدنية يوماً فيوماً " .
•    " .. وبالجملة فإننا لا نهاب أن نقول بوجوب منح نسائياً حقوقهن في حرية الفكر والعمل بعد تقوية عقولهن بالتربية ، حتى لو كان من المحقق أن يمررن في جميع الأدوار التي قطعتها وتقطعها النساء الغربيات " ( 4) .

_____________________________



( 2 ) تنازل عن هذه المغالطة في كتابه الثاني " المرأة الجديدة " كما سيجيء .
( 3 ) انظر في الحديث عن دور سعد زغلول في حياة مصر الحديثة ، كتاب " واقعنا المعاصر " ص 311 .
( 4) عن مجلة الهلال فـي الاحتفال بالذكرى العشرين لوفاة قاسم أمين ، عدد أول يونيه سنة 1928 م ص 948 .
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: نسوان باب الحارة... كيف صاروا؟
« رد #28 في: 2008-12-18, 23:49:25 »
 :emoti_133:

في رأيكم كيف كان تأثر بنوتة، ومن كانت مثلها من فتيات ونساء بهذه الكتابات؟ :emoti_17:

وهل كان لهذه الكتابات أثر على الرجال أيضا؟ ام ان النساء تحمست لها تحمسها للحرية  ::happy:، وامتعض منها الرجال خوفا من تحرر المرأة من سيطرتهم وسطوتهم؟ :emoti_214:

بانتظار آرائكم


 em10::
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ♥ أرزة لبنان ♥

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1156
  • الجنس: أنثى
رد: نسوان باب الحارة... كيف صاروا؟
« رد #29 في: 2008-12-19, 07:48:03 »
رأي :

1) بنوته والفتيات الأخريات سينذهلن من هذه الفكرة وحيحبو يجربو ويشوفوا هذا العالم الجديد الذي تكلم عنه قاسم أمين .

2) وأظن بعد ما يجربوا يعملوا إلى الغرب عم يعملوه يمكن في منهم من يندم ( أي يتمنوا لو إنو ما جربوا هذا الشي لأنه ضرهم ما نفعهم ) ممكن ما بعرف .

أنا عن نفسي أتمنى أتمنى من كل قلبي لو نستطيع نرجع متل زمااان نعيش متل عاشوا بابا الحارة
و الله أحسن من ه العيشة إلي كتير فيها تعب علشان نقدر نمسك حالنا عن الغلط ( المعصية ) لأنو المعاصي كثرت وصار لها أشكاااال كثيرة

هذا هيك أنا تفكيري

هذا رأي الخاص

أسيرة الصفحات

  • زائر
رد: نسوان باب الحارة... كيف صاروا؟
« رد #30 في: 2008-12-19, 08:05:35 »
بنوته تعيش الآن في ظل نظام قاسم أمين و هي ليست سعيده بما يجري

أضحكتني هذه المره يا ماما هاديه

لو تعلمن أخواتي

كفتيات في رحاب الكليه تجدن صديقاتي دوما يدعون على قاسم أمين بفكاهة

يقلن : هو كان ماله و مالنا , حد قاله إننا عاوزين نتحرر

و التحرر الذي تقصدنه هنا هو ( البهدله ) التي تقع فيها معظم الفتيات في كليه علميه كالهندسة مثلا ,

كأن ترسل الفتاه الى موقع بناء وسط عمال كثر و رمال

أو أن تضطر الفتاه الى النزول من بيتها الساعه الحادية عشر ليلا لكي تطبع لوحة

أو كما يحدث حاليا في كليه الهندسه القسم المعماري و الذي تم بحمد الله إلغاؤه

أن يتم منع أخذ المشاريع خارج الكليه مما يضطر الفتاه الى المبيت ليلا في الكليه ساهرة على أحد المشاريع

ليس معنى كلامي أني أرفض العلم

في وجهة نظري أن الفصل بين الولد و البنت في العمليه التعليميه ضروري جدا لسبب آخر أيضا غير الإنحلال الأخلاقي لبعضهم نتيجة هذا الإختلاط

هذا السبب هو أن ظروف تعليم البنت يجب أن تختلف عن ظروف تعليم الولد

إذا كنت شابا فليؤخرك اساتذتك إلى الفجر , ليس هناك مشكله , فلينزلوك مواقع فيها عمال و أوناش ما المانع

لكن إذا كنت فتاه , فإن طريقه التعامل يجل أن تكون مختلفه

ألا رفقا بالقوارير !

جزاك الله خيرا و متابعه معك بشغف و لدي سؤال أؤجله للنهاية آمل أن نحاول الإجابة عنه معا
« آخر تحرير: 2008-12-19, 08:07:21 بواسطة أسيرة الصفحات »

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
سلمى , نحنا مو قوارير حرام عليكي ::cry::

طيب  :emoti_282:

رأيي يا ماما هادية ان نتيجة كبت البنات و عدم اطلاعهن على امور الحياة يؤدي بهن الى رؤية كل ما هو جديد و لم يتم التكلم عنه امامهن شيئا جميلا و بنفس الوقت صحيحا...

فتأثرت بنوتة و اعتقدت بأن ما يدعيه هذا الكاتب مع كتابه هو عين الصح و بأن الحرية هي فعلا ما كتبه و عبر عنه , فلو لم يكن هناك طرف معين بجانب هذه المرأة التي قرأت مثل تلك الترهات عن تحرير المرأة فستنجرف معها و تعتقد فعلا بأنها تحررت و لكنها لم تعلم بأنها قيدت نفسها بقيود متل ما بيقولو (الله ربها) , اما اذا كان هناك طرف مساعد مثقف بجانبها يعلمها الصح من الخطأ فلا اظن انه سيكون هناك مشكلة , لذلك اقول بأن تعليم الفتاة منذ الصغر على تعاليم الدين مع ما اكتشفه العلماء في هذه الدنيا يقي من وجع الراس بالمستقبل  :emoti_282: ...

و نعم كان هناك أثر على الرجال , و لكن لا اعتقد انه ذاك الأثر الذي يهدف الى خوفهم من انتزاع السيطرة من بين أيديهم على النساء (ربما بعضهم)

و لكن أكثرهم فعل ما فعل و عارض كل هذه المعارضة بسبب غيرة الرجل المسلم على اخته المسلمة ...

بسبب غيرة الزوج على زوجته و الأخ على اخواته و أمه , هذه الغيرة التي خلقها الله عز و جل في نفس الرجل , الغيرة التي هدفها الأول و الأخير حفظ و حماية الجواهر و اللآلئ التي أودعها الله معهم أمانة يحافطون عليها الى يوم الدين ...

الغيرة التي يتحدثون عنها في الغرب على انها سيطرة و تقييد للمرأة المسلمة , لكن لو نظرنا إليها فعلا بعين العاقل (و نظرنا الى الغيرة المعقولة أيضا و ليس كل ما نراه من الغيرة محمود :emoti_282: ) , سنرى و نلاحظ بأنها فعلا مشاعر جميلة يكنها الأخ المسلم لأخته المسلمة خوفا عليها من هذه الدنيا , مشاعر و ردات فعل ستتفاخر الفتاة السلمة بها هي نفسها ...

لقد إعترض جميع هؤلاء الرجال لأن فيهم الفطرة السليمة و لإدراكهم فعلا بأن هناك اغلاط في هذا الكتاب و لو لم يقدرو التعبير عنه بالكتابة و التفسير و التحليل و لكنهم علموا بأنه ليس خيرا لأخواتهم المسلمات ...

لو فهم النساء الذين اتبعوا ذاك الكتاب فعلا ردات فعل هؤلاء الرجال تجاه ما صدر سيدركون فعلا بأن الله يحبهم و سخر لهم رجال أقوياء بجانبهم يدافعون عنهم ...

هذه الغيرة هي الشهامة و الزغرتية التي تسمعون عنها في باب الحارة :emoti_389: ...

و لكن لا انكر ايضا ان بعضهم كانوا يفكرون بعقل مريض و لك ينظروا الى الأمر من ناحية الدين و المبادئ و الأصول إنما نظروا إليه من ناحية شخصية و بشكل أناني , مثل الإدعشري يعني    :emoti_282:

و اسفة يا جماعة على طول الكلام , جزاكم الله خيرا emo (30):
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

غير متصل dr/memo

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 70
  • الجنس: ذكر
  • paradise is under the shadow of the swords
رائع يا سيدتى الفاضله
التحليل واسلوب العرض اكثر من رائع
متابع ان شاء الله
على إسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء

أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
:emoti_133:

إلى أن تأتي ماما هادية

أنتهز الفرصة للترحيب في أسرتنا أخي الفاضل

وفي انتظار مشاركاتك وتفاعلك.
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل أم وعالِمة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 724
  • الجنس: أنثى
  • طبيبةمصريةثورية
رائع يا ماما هادية ... ::ok::

مرة اخرى تعيدي إليّ الشعور السيء بالخذلان لما وصل إليه حال مصر من تراجع دورها ( الأخوي ) مع إخوتها ... ::angry::

أنا متابعة معاكم إن شاء الله ..

بس الله يكرمك بلاش أسلوب الأخ جواد ده ! :emoti_351: :emoti_144:
فولي على طول ..............................
:good:
"من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً "
من يمتلك قوة هائلة .. و رسالة نبيلة .. فعليه تحمل مسؤولية جسيمة ..!

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رائع يا سيدتى الفاضله
التحليل واسلوب العرض اكثر من رائع
متابع ان شاء الله


أهلا ومرحبا بك أخي الكريم
ويسعدني ان الموضوع اعجبكم.. وشكرا على كلامكم الطيب


أسفة يا سارة.. ولم يكن في نيتي ان اتبع سياسة الاخ جواد.. ولكن أحداث غزة فعلا أفقدتني القدرة على متابعة اي موضوع سواها
لكنني بإذن الله أعود لهذا الموضوع أولا، وقريبا جدا

فانتظرونا
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
أعزائي قرأت ردودكن في حينها... وقلت بدلا من مناقشتها.. فلنتابع القصة ونرى .. فقد طال انتظارنا  emo (30):


الحلقة الرابعة


بنوتة نشأت في عائلة محافظة، وزوجها (أبو كتكوتة) كان شديد الغيرة عليها، فالويل لمن تسول له نفسه ان ينظر ناحية زوجته.. أو يقترب من محيطها :emoti_6:
كان كلما عاد إلى البيت حدثها بما يدور في المجتمع من تغيرات عنيفة متسارعة نتيجة الاحتلال ومقاومة الاحتلال، كان عام 1919 عاما مليئا بالاحداث، فقد اندلعت الثورة المصرية من المساجد وعلى رأسها الازهر الشريف، واندلعت المظاهرات لتعم كل شوارع القاهرة.. مطالبة بالاستقلال وتوحيد بلاد وادي النيل وجلاء الانجليز
وكانت ثورة عارمة.. اشترك فيها الشعب كله إلى أقاصي الصعيد.
وكانت القاهرة – بطبيعة الحال – هي مركز الثورة. فكانت المظاهرات تخرج يوميا من الأزهر، بعد أن تستمع إلي الخطباء الذين يشعلون حماسة الجماهير ضد المستعمر الغاصب، فيتلقفها جنود الاحتلال بالمدافع الرشاشة، فيسقط كل يوم قتلى، فتزيد الثورة اشتعالا مع الدماء السائلة والرصاص المصوب إلي الصدور

ثم حدثها عن سماح الانجليز بعودة سعد زغلول من منفاه.. هذا الزعيم الوطني المحبوب، والتفاف كل الشعب حوله.. كان خطيبا مفوها، يثير الحماسة بخطاباته الرنانة، وما إن عاد حتى رفع  شعار "الدين لله والوطن للجميع"
ولم تفهم بنوتة طبعا ما معنى هذا الشعار، وخجلت أن تسأل زوجها وتبدو جاهلة..  emo (9):

وحدثها عن زوجة سعد زغلول، صفية زغلول.. ابنة مصطفى فهمي باشا، وتساءلت بنوتة كيف تحمل المراة اسم زوجها وتنسب له بدل اسم أبيها؟ :emoti_138: فأخبرها ان هذه عادة الاوروبيين، وان الرجل وزوجته وأباها من هؤلاء المتنورين الذين تلقوا علومهم في أوروبا وتأثروا بها..

حدثها عن صديقة صفية زغلول أيضاً، هدى هانم شعراوي ، ابنة محمد باشا سلطان، تلك التي سافرت إلى فرنسا لتتعلم، وذهبت لها محجبة، ولكنها عادت سافرة بلا حجاب، وكان أبوها يستقبلها في ميناء الإسكندرية ومعه مجموعة من أصدقائه ، فلما نزلت من الباخرة سافرة، احمر وجهه خجلاً وغضباً ، وأشاح بوجهه عنها وانصرف دون أن يحييها... لكن هذا لم يؤثر في هدى شعراوي أبدا..
حدثها كذلك عن الصالون الذي أسسته هدى شعراوي وصار أحد أهم ثلاث صالونات في المجتمع، مع صالون نازلي فاضل الذي كان له أكبر الاثر في تكوين سعد زغلول، وصالون مي زيادة، الأديبة اللبنانية المسيحية التي فتن بها كثيرون من رجال الفكر والثقافة
..
-   صالون زي اللي عندنا ده؟ مدهب يا ابو كتكوتة :emoti_138:
-   مدهب ايه يا ستي.. :emoti_144: صالون أدبي.. يعني مكان تلتقي فيه هدى شعراوي بكبار رجال البلد ويتبادلون فيه الاحاديث الأدبية والسياسية والاجتماعية، وأخبار العالم..
-   رجال ونسوان مع بعض؟
-   آآآآآآآآآآآآآآه ...
-   قالها أبو كتكوتة بتنهيدة خرجت من أعماق قلبه، محملة بكل أمنياته ان يكون واحدا من تلك الطبقة التي يسمح لها بارتياد مثل هذه الصالونات الوردية.. والتمتع بلطف الهانم وابتسامات الهانم  و رقة الهانم وحسن استقبالها لضيوفها  الرجال، ويصبح نجما من نجوم الصحافة التي تحرص على الكتابة عن هذه الصالونات وروادها وأنشطتهم..
 
وتنهدت بنوتة.. فقد كانت تحلم مثله بذلك العالم الجميل... :blush:: قالت:
-   ياريتني كنت اقدر احضر واحد من الصالونات دي.. :blush:: واقابل العقاد وسعد زغلول ووو...

هنا غلى الدم في عروق أبي كتكوتة وقال:
-  انتي اتجننتي؟؟ :emoti_6: عايزة تكوني في صالون مع الرجال تكلمينهم وينظرون لك ويضحكون معك؟  :emoti_6:شايفاني طرطور ؟؟ خلاص.. مبقاش في أخلاق ولا دين؟؟ :emoti_25:
ودهشت بنوتة من ثورة زوجها... ألم يكن من لحظات قليلة معجبا بهذه الصالونات، يتحدث عنها بكل إجلال وتوقير؟ عجيب أمر الرجال.. لن تفهمهم يوما
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
يا سلام  :emoti_144:

هوا اللي ما ينفعش للبنت ينفع للولد :emoti_6: ؟!!

عجبي :emoti_25:

اكيد بنوتة سكتت يا عيني و ما نطقتش بحرف :emoti_64: , و للا ايه  :emoti_17:؟!!

متابعة يا ماما هادية ::ok::
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك

لتوضيح بعض الأحداث التي دارت في الحلقة الرابعة، ولأن الحقائق الموثقة في ملفات المتحف البريطاني تخالف تماما ما هو معروف وسائد لدى الناس، بسبب ما نشرته روايات الكتاب المشهورين ومسلسلات التلفزيون وأفلام السينما ..
فلنوضح من هو سعد زغلول زعيم الأمة، وماحقيقة دوره الزعامي، وما معنى هذا الشعار الذي رفعه ونادى به (الدين لله والوطن للجميع) .. ولنوضح قبل ذلك معنى الصالونات وتأثيرها في توجيه الثقافة والفكر في مصر في تلك الحقبة:

يقول الأستاذ محمد قطب في كتاب (واقعنا المعاصر)


لقد ابتليت مصر في تاريخها الحديث بثلاثة "صالونات" كان لها تأثير ملحوظ في خط سير الأحداث: صالون مى زيادة (مارى زيادة) الأديبة الشاعرة اللبنانية المسيحية، وصالون هدى شعراوى، وصالون نازلى فاضل.

و"الصالون" مكان يستقبل فيه الناس من "عشاق" لون معين من ألوان الفن أو الفكر أو الثقافة.. الخ. فيقضون فيه وقتاً للتعارف والتدارس و"التذوق" والتأثر والتأثير. فيكون بمثابة منتدى لهم، ولكنه منتدى خاص، لا يفتح لعامة الناس، إلا من أذن له صاحب الصالون ورضى عنه. وله تقاليده الخاصة التي ينبغي أن تراعى. فهو أولاً وآخرا "بيت" مملوك لصاحبه، وصاحبه هو صاحب التصرف فيه.

ولكن الصالونات الثلاثة المشار إليها كانت تتميز بأن أصحابها نساء! ونساء يستقبلن الرجال بلا محارم! على غير مثال مسبوق في الحياة الإسلامية، ويبقى الرجال ساعات متطاولة في "ضيافة" صاحبة الصالون، لا يهم أن يكون فرداً أو جماعة من الرجال في وقت واحد.

فأما مي زيادة الأديبة الشاعرة فقد فتنت أدباء مصر جميعاً في وقت من الأوقات، بظرفها – كما قالوا – ولطف حديثها، حسن استقبالها للرجال، وثقافتها، ولباقتها، و….(1 )

وأما هدى شعراوى فقد استقطبت من استقطبت من الصحفيين والشعراء والكتاب المدافعين عن "قضية المرأة".

وأما نازلى فاضل فقد كان صالونها أخطر الثلاثة.
كانت نازلى فاضل أميرة "متحررة" من أميرات أسرة محمد على، تعلمت على الطريقة الغربية، وتخلقت بأخلاق الغرب، وجعلت من بيتها صالوناً على النحو الذي ذكرناه، تستقبل فيه الرجال وتتجاذب معهم أطراف الحديث.
ولكن أي رجال.. وأي أحاديث؟‍!
لقد كان أكبر زبائنها هو اللورد كرومر نفسه!
وناهيك بصالون يكون ضيف الشرف الدائم فيه هو المعتمد البريطاني.. الحاكم المطلق في البلاد!
ثم كان من رواده الذين يكثرون التردد عليه: لطفي السيد، وسعد زغلول، وقاسم أمين، ومحمد عبده، ومصطفي فهمى والد صفية، التي سميت بعد زواجها من سعد زغلول: صفية زغلول! نسبة إلى زوجها، على طريقة الغرب في إلحاق الزوجة بلقب الزوج!
فأما محمد عبده فقد كتب في مذكراته التي نشرتها دار الهلال بعنوان "مذكرات محمد عبده": إنه تأثر تأثراً عميقاً بلطف السيدة.. وإن عمق تأثره بها قد غري نظرته إلى المرأة تغيراً كاملاً!

ومحمد عبده- كما هو مشهور – هو كاتب مقدمة كتاب قاسم أمين المسمى "تحرير المرأة"! وقد قيل في يوم من الأيام إنه كاتب الكتاب كله، أو الموحى بأفكاره لقاسم أمين. ولكن حسبنا منه كتابة المقدمة، لنتعرف على نوع "التأثر" الذي تأثره محمد عبده من لطف "نازلى هانم" صاحبة الصالون!
أما قاسم أمين فهي غنى عن الإشارة.
وأما سعد زغلول فله قصة لابد من ذكرها، لأنها تمثل تحولاً من أخطر التحولات في الحياة المصرية الحديثة ( 2).


-------------------------------
(1) انظر دواوين العقاد الأربعة الأولي, و"أوراق الورد" و "رسائل الأحزان" للرافعي.
(2 ) كل من الثلاثة: محمد عبده, وقاسم أمين, وسعد زغلول يمثل في الحقيقة تحولا تخطيراً في حياة الأمة, ولكن ربما كان سعد أشدهم أثرروا وأكثرهم خطورة.
« آخر تحرير: 2009-01-26, 14:27:03 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
سعد زغلول* .. زعيم الأمة



كان سعد موهوباً موهبة "الزعامة" بالنسبة للأمة المصرية في ذلك الحين.. أعنى موهبة الخطابة!
فقد كانت الجماهير في ذلك الوقت تتحلق مبهورة الأنفاس حول "الخطيب"، كما تتحلق حول الساحر الذي يصنع الأعاجيب.
وبطبيعة الحال لا تكون القدرة الخطابية وحدها هي كل مقومات الزعامة، فلابد من صفات أخرى يتصف بها الزعيم، ولابد من "مواقف" يقفها ليبرز بين الجماهير وتلتف حوله، ولكن الخطابة – يومئذ – كانت في مقدمة المؤهلات، وقد كان سعد موهوباً في الخطابة بصورة غير عادية.
ومن هناك التقطه الصالون.
التقطه ليصوغه صياغة معينة، تؤدى دورها الخطير في مسار الأحداث.
هناك التقى بكرومر، ولطفي السيد، ومصطفي فهمى (والد صفية زغلول) وغيرهم ممن يعملون على "التقريب" بين المصريين والإنجليز، عن طريق "التغريب".

وبعد مرحلة معينة من "الصياغة" و"التشكيل" عين كرومر سعداً وزيراً للمعارف.

ويقول كرومر عن هذا التعيين (في تقريره لسنة 1906، المقدم للبرلمان الإنجليزي في أبريل سنة 1907) بعد كلام طويل عن "الوطنية المصرية" وصف في ختامه المدرسة الفكرية التي ينتمي إليها سعد زغلول، والتي سماها على سبيل الاختصار (مدرسة محمد عبده) بأن برنامجها بقوم على (التعاون مع الأوروبيين – لا معارضتهم – في إدخال المدنية الأوروبية إلى بلادهم) ونصح بأن يمنحوا كل تشجيع ممكن.
يقول كرومر بعد ذلك: إن اختيار سعد زغلول لمنصب وزير المعارف ليس إلا تنفيذاً لسياسة ترمى إلى تأييد هذه المدرسة، ووضع مقاليد السلطة في يدها. ثم يقول عقب ذلك ما نصه: "وسوف نراقب ما تتمخض عنه هذه التجربة من آثار في عناية وانتباه. فإذا نجحت التجربة، وذلك ما آمله وأعتقده، فسوف نمنح قدراً أكبر من التشجيع للسير في الاتجاه نفسه إلى مدى أبعد..... إن العمل يسير بجد ونشاط في إدخال المدنية الغربية إلى مصر. وهو يأخذ طريقه بتقدم ونجاح في كل إدارة من إدارات البلد، حسب خطة مرسومة وضعت خطوطها بعد دراسة للموقف، تقوم على التطور والتدرج، لا على الانقلاب العنيف والتغيير المفاجئ "

ويقول المدافعون عن سعد زغلول: إنه يكفيه فخراً و"وطنية" أنه جعل التعليم باللغة العربية بعد أن كان كله باللغة الإنجليزية،,أنه أصر على هذا المطلب حتى استجاب له الإنجليز.
 لقد صار التعليم باللغة العربية نعم – وذلك أمر فيه من الخير ما فيه – ولكن ماذا يعلم الطلاب؟
- هل سعى سعد – وهو صاحب الثقافة الأزهرية العربية الدينية – إلى إزالة الإجحاف المتعمد الذي وضعه دنلوب على معلم اللغة العربية، والذي ينشأ عنه ما ينشأ في نفوس الطلاب من ازدراء اللغة العربية وكل ما هو مكتوب بها، بينما مدرس اللغة الإنجليزية – في التعليم المعرب هو صاحب الصدارة، وصاحب الكلمة المسموعة؟
 - هل سعي سعد إلي إحياء درس الدين من الموات الذي فرضه عليه المنهج الدنلوبي الخبيث، بإعطائه لأهرم المدرسين وأعجزهم، ووضعه في نهاية اليوم المدرسي، وحذفه أخر العام من الجدول المختصر بوصفه مادة إضافية وحصره في استظهار مجموعة من الآيات – بلا شرح ولا تفهيم – ومجموعة من النصوص لا تستجيب لشيء في عالم التلاميذ؟
- هل سعى سعد إلى تصحيح منهج تدريس التاريخ – سواء منه الإسلامي أو الأوروبي – الذي يخرج طلاباً لا يعتزون بتاريخهم، وتلوى أعناقهم ليّاً إلى أوروبا، فيشبون على الانسلاخ من الإسلام والذوبان في الغرب؟

إن إصراره على تعريب التعليم عمل خير بلا شك، فقد أبقى الخيط موصولاً لا ينقطع، كما كاد ينقطع في الشمال الأفريقي، ولكن أفق سعد كان ينتهي عند هذه النقطة، لا يتجاوزها إلى النقطة الجوهرية، التي كان ينبغي أن يهتدي إليها بحكم إسلامه أولاً، وبحكم ثقافته الأزهرية العربية الدينية ثانياً، فأين ذهبت حساسيته "للإسلام" الذي يجليه دنلوب عمداً من مناهج التعليم، ويخرب قواعده في نفوس الدارسين؟


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*