هذا الموضوع يهمنا جميعاً و خاصة أهل المغرب العربي : )
في حدث فلكي نادر
اختفاء كوكب الزهرة خلف القمر مساء الإثنين في سماء بعض الدول العربية
في حدث فلكي مميز ونادر يصفه البعض بأنه أجمل حدث فلكي لهذا العام، سيختفي كوكب الزهرة خلف القمر مساء يوم الإثنين 01 كانون أول/ديسمبر، ويتميز هذا الاحتجاب بعدة أمور، فالمنظر الجميل لكوكب الزهرة وهي تقع بجانب القمر الهلال هو شعار العديد من الدول الإسلامية مثل باكستان وتركيا وتونس، ومن جهة أخرى فإن هذا الاحتجاب هو الاحتجاب الفلكي الوحيد الذي يمكن رؤيته بالعين المجردة وفي وضح النهار، ويتميز الاحتجاب أيضا أنه سيكون مرئيا من أجزاء من الوطن العربي، حيث يمكن مشاهدة الاحتجاب من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، أما بالنسبة لبقية الوطن العربي فستبدو الزهرة قريبة جدا من القمر الهلال، إلا أنها لن تختفي خلفه.
وسيبدأ الاحتجاب بعد غروب الشمس في تونس فقط، في حين أنه سيبدأ قبل غروب الشمس في كل من الجزائر والرباط وانواكشوط، وعلى الرغم من وجود الشمس فإنه يمكن رؤية كل من الهلال وكوكب الزهرة بالعين المجردة حتى قبل غروب الشمس، وستبقى الزهرة مختفية خلف القمر لفترة من الزمن لتعود بالظهور من الجهة المقابلة من قرص القمر، وستعود الزهرة بالظهور من خلف القمر بعد غروب الشمس في كل من تونس والجزائر في حين أنها ستعود بالظهور والشمس ما زالت موجودة في كل من الرباط وانواكشوط.
وعلى الراغبين برؤية هذا الحدث النظر قبل موعد الاحتجاب بنصف ساعة تقريبا نحو الهلال الذي سيقع في جهة الغرب، فعندها سيلاحظ الراصد وجود جرم لامع جدا يبدو كالنجمة بالقرب من الهلال، وهذا الجرم اللامع هو كوكب الزهرة، وبمرور الوقت وبسبب دوران القمر حول الأرض سيقترب الهلال من الزهرة إلا أن تختفي خلفه، وبعد مرور فترة من الزمن ستعود بالظهور من خلفه من الجهة المقابلة. وبالإضافة لكل من الهلال والزهرة فإن كوكب المشتري اللامع يقع بالقرب من الهلال أيضا، فهو ذلك الجرم الأبيض اللامع الذي يقع أعلى الهلال، وفي حين أن الزهرة هي ألمع الأجرام السماوية بعد الشمس والقمر، فإن كوكب المشتري هو ثاني ألمع الأجرام السماوية!
وبالنسبة لموعد الاحتجاب في بعض المدن العربية، فستختفي الزهرة خلف القمر في الأوقات التالية بتوقيت غرينتش: تونس الرابعة عصرا و26 دقيقة، الجزائر الرابعة عصرا ودقيقتين، الرباط الثالثة عصرا و32 دقيقة، انواكشوط الثالثة عصرا تماما، ويراعى أن جميع هذه المواقيت هي بتوقيت غرينتش، ويلزم تحويلها للتوقيت المحلي، وستبقى الزهرة مختفية خلف القمر بعضا من الوقت، حيث ستعود بالظهور في تونس في الساعة الخامسة عصرا و14 دقيقة، وفي الجزائر الخامسة عصرا و17 دقيقة، وفي الرباط الخامسة عصرا و07 دقائق، وفي انواكشوط الرابعة عصرا و20 دقيقة، ويراعى أن جميع هذه المواقيت هي بتوقيت غرينتش أيضا. أما بالنسبة لبقية مناطق الوطن العربي والتي لن ترى الإحتجاب فبإمكان المهتمين النظر نحو جهة الغرب بعد غروب الشمس بحوالي ربع ساعة لمشاهدة المنظر الجميل لكوكب الزهرة وكوكب المشتري وهما يقعان بالقرب من الهلال، وكوكب الزهرة هو الجرم الأشد لمعانا وسطوعا والأقرب إلى الهلال.
هذا وتقوم بعض الجمعيات الفلكية العربية برصد و توقيت مثل هذه الاحتجابات المهمة و ترسل النتائج الرصدية إلى منظمة توقيت الاحتجابات الفلكية العالمية ومقرها في الولايات المتحدة وإلى منظمة رصد الاحتجابات القمرية ومقرها في اليابان، ويستفاد من رصد وتوقيت الاحتجابات بشكل عام في تنقيح مدار القمر وبالتالي ازدياد الدقة في تحديد موقعه في السماء وتحديد مواعيد الكسوف والخسوف ورؤية الهلال، كما يستفاد من رصد الاحتجابات في اكتشاف النجوم الثنائية وبعض الاكتشافات الهامة الأخرى، فعلى سبيل المثال تم اكتشاف أن لكوكب أورانوس حلقات مثل زحل عن طريق رصد أحد احتجاباته، ولرصد الاحتجابات العديد من الفوائد المهمة الأخرى التي لا يمكن تحقيقها إلا عن طريق رصد وتوقيت الاحتجاب.
المهندس محمد شوكت عودة
رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلة
الجمعية الفلكية الأردنية