بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قالت لي والدموع تترقرق في عينيها..
كنت أبحث لابنائي وبناتي عن اعلى مستوى للتعليم، فبالعلم تنهض الامم، وبالعلم تتفتح الأذهان وتنطلق العقول، بالعلم يتبوؤون أعلى المناصب في المجتمع، وفي قلوب الناس...
ولهذا اخترت لهم أرقى المدارس الاجنبية، وبحثت لهم عن أكثر المناهج تطوراً، وحرصت على تسجيلهم بعد ذلك في أرقى الجامعات العالمية..
ولكن واأسفاااااااااااااااه...
لقد أنشأت عقولا متضخمة، وقلوباً هزيلة..
شخصيات قوية، وأرواحاً ضعيفة
طموحات عالية، وإيمانيات باهتة
أبنائي يصلون –غالباً- بحمد الله، لكنهم لا يشعرون أن عليهم أي واجبات أخرى نحو دينهم، او بلدهم، او مجتمعهم، او حتى عائلتهم..
كل منهم يعيش لنفسه، ولا يفكر إلا بها
لا تتحرك قلوبهم شوقا لمكة أو للمدينة
ولا تذرف عيونهم بكاء من خشية الله
لا حجاب.. لا قرآن .. لا نوافل..
لا همة إلا للدنيا ومطالب الدنيا
حتى عندما أشجعهم على التواصل مع بعض الشباب المسلمين الملتزمين لعلهم يتأثرون بهم، او أقترح عليهم قراءة بعض الكتب الإسلامية أو الفكرية المؤثرة، تقف اللغة حاجزا منيعا وسدا عاليا بينهم وبين هذا التواصل ...
فلغتهم الاولى أصبحت اللغة الأجنبية.. وفهمهم للعربية صعب وضعيف..
بالكاد يتحدثون بها، فأنى لهم ان يناقشوا او يتحاوروا او يتواصلوا من خلالها.. او يتلمسوا الروح العالية التي تحملها آية قرآنية من كتاب الله العزيز، او الانوار الربانية التي يفيض بها حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم..
وانهمرت الدموع التي تراقصت في عينيها طوال حديثها.. فتلمست منديلها لتمسحها به، محاولة إخفاءها عن عيون من حولنا وهي تراقبنا عن كثب..
وأردفت قائلة: ليتني فقهت ما كنت تقولينه لي سابقا عن أثر اللغة في الثقافة وبناء الشخصية..
ليتني استمعت لتحذيراتك من هذه المدارس الأجنبية، ولم أصم أذني عن كلامك وأصر على رأيي..
لقد ظننت كلامك مجرد تشدد.. او سامحيني.. نوعا من رجعية...
كنت على يقين ان العلم.. العلم وحده هو الحل.. هو الامل.. هو الهدف والغاية..
ترى.. هل يمكنني أن أتلافى ما صنعته بيدي؟ ام قد فات الأوان؟؟
(هذه قصة واقعية، وحوار حقيقي، نقلته تقريبا بحذافيره، دار بيني وبين إحدى قريباتي اللاتي اجتمعت بهن من ثلاثة أيام)
بانتظار آرائكم وتعليقاتكم على القصة
ذكرتني يا ماما هادية
بالدكتور الذي قال كلمتين بالإنجليزي
and or
تقريبا
ثم قال فخرا و إعتزازا و كأنه أمريكي أصيل : ما أجمل اللغه الإنجليزيه , إنك لا تجد مصطلحا كهذا بالعربيه !
حينها توقف قلمي عن الكتابة وراءه تعجبا
و بعد المحاضرة
كما تعلمون يتجمع الطلبة حول الأستاذ لمناقشته و سؤاله
و لم أسأله إلا سؤالا واحدا : هل تعلم أيها الأستاذ الفاضل أن البلاد العربية و على رأسها مصر هي الوحيدة التي تلقن ابناءها لغة ثانية بعد لغتها في سن الإبتدائية !
هذا لأن أكثر ما يمكن ان يشتت شخصية إنسان , أن تمزق هويته من الصغر
طبعا بهت الرجل و ظن أني متعصبه بطريقه عمياء للغة العربية
تلك اللغه التي أرانا تجاهلناها في حديثنا و حتى في كتاباتنا , فنرانا نكتب بحروف أجنبية كلما ت بالعربيه , و صارت لغة للنت شائعه
أعلم أنه لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى
لكن أيهبنا الله نعمة أن نتكلم بلغة القرآن , فننبذ هذه النعمة !
نعمة لا يشعر بها إلا مسلم أجنبي
الذي كم يتمنى لو يفهم القرآن مثلما نفهمه!
جزاك الله خيرا يا ماما هادية
و أدعو الله لأبناء صاحبة الحوار
فهم ايضا إخوتي
الأمل موجود دائما
حثيها عزيزتي على الصبر عليهم و عدم التوقف عن المحاولة
فكم من تائه وجد طريقه بفضل الله تعالى عليه
و أهديكم هذا الفيديو لأحمد الشقيري
http://www.youtube.com/watch?v=Oz1jRQ6RVyQ