السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عزيزتي أسماء , لكم هو رائع أن ارى إسمك يطل علي كلما فاض القلم بحبر همومه , رائع ما فعلت يا أسماء , أحييك على شجاعتك التي أتمنى أن اتحلى بها ...
إن الذي يسمعني أتكلم هكذا يظن اني كنت طالبة فاشلة , الحقيقة و لله الحمد درجتي في مشروع التخرج كانت إمتياز ! , إذن لماذا أقول مثل هذا الكلام ؟
نعم كنت طالبة منتجة , و لكني لم أتميز !
ليس الموضوع موضوع درجات و لا إنتاج , نحن هنا نتكلم عن التميز
ريحان مسك ... كنت أود أن أتخصص في أحد المجالات التالية
شيئ له علاقة بالرسوم المتحركه التي أهواها و أقوم بصنعها منذ الصغر
أو شيئ له علاقة بالصحافة
ا
لكن ...
و ربما أسماء تعرف حكايتي فقد رويتها عليها قبل ذلك منذ ثلاثة سنوات :)
دخلت كلية الهندسة قسم عمارة
ليس لضغط من أهلي
بل لأني حكمت عقلي لا قلبي
قلت
معقوله هذا المجموع الكبير و تعب أهلى على الدروس الخصوصية يذهب في النهاية إلى أفلام الكرتون ؟!
أو ... كلية الإعلام ... و هل يشجع أحدا الإعلام الهادف ؟ أخاف أن أدخلها فأنساق وراء تيارت أخرى غير التي أهواها
و دخلت هندسة
ثم إستطعت بحمد الله أن أختار قسما قريبا إلى حد ما مما أحبه ( و لكن ليس قريبا بما يكفي )
قسم العمارة
و هناك
رأيت أناسا مثلي
ليس هذا هو مكانهم الحقيقي
و رأيت ايضا أشخاصا ما شاء الله عليهم , قد أصابوا الهدف
هل تعرفين متى كانت أول مره أعرف أن هذا ليس مجالي ؟
في يوم ... قال لنا احد الأساتذه , كل واحد ينزل يرسم شجره
جلسنا جميعا و أخذنا أقلامنا
مكثت يومها ثلاثة ساعات أمام إحدى شجيرات الجامعة
أرسم خطا من هنا و أمسح خطا من هنا
و بينما أنا كذلك وسط زميلاتي
إذا بي أسمع أحد الطلاب من دفعتي يسأل : ماذا تفعلون
فأجابه البعض منا : نرسم شجر , الرسومات ستسلم بعد نصف ساعه
فلم يظهر عليه القلق لأنه تأخر أو ما شابه بل و بكل بساطه جلس أمام نخله
و ما شاء الله في خمس دقائق كانت النخلة الموجوده على على الطبيعة قد صارت في لوحته !
لحظتها أيقنت أن هذا ليس مكاني
عزيزتي ريحان , أنصحك ان تستمري فيما تحبين , حتى لا يحدث معك أحد هذه المواقف التي سأرويها الآن
كنت في إمتحان التخطيط العمراني , و الإمتحان مدته 7 ساعات , و كان المراقب شديدا جدا
يريدنا ان نصمت طيلة الوقت
و ماذا سنغش ؟ ... إنها رسومات لا يمكن أن تنغشها
صديقتي تجلس بجواري
سألتها : ممكن سنون قلم رصاص
و فجأه وجدت المراقب عندي
يقول : لماذا الكلام ؟
و نظر إلى لوحتي ... ثم إلى لوحة صديقتي
ثم ضرب كفا بكف و قال
ثم قال : كل الذين كان من المفروض أن يدخلوا آداب قسم لغة عربية جاءوا إلينا !
كان يظن أن ما يقوله لنا إهانه , لكنه تعجب كثرا حينما قلت له : نعم يا دكتور معك حق
موقف آخر
كنت أعرض لوحاتي في أحد فصول مشروع التخرج
و كان الأستاذ المشرف يجلس و يقول : ما هذا كيف ستتخرجين و أنت لا تستطيعين فعل كذا أو كذا ... أنتم لا تعرفون شيئا
و أمور من هذا القبيل
و جدت نفسي أقول له : يا دكتور من قال لك أني سأتخرج لأكون مهندسة ؟
فقال متعجبا : إذا ماذا ستكونين
حينها صمتت و تم طردي من السكشن
كان أستاذا جيدا إلا أنه فوجئ أنه يعلم أشخاصا لا يحبون مجالهم و لا يريدونه
لكن على كل حال
فتجربتي في كلية الهندسة و لله الحمد
كان لها أثر كبير في حياتي و في تطوير مفاهيمي
تعلمت كيف أوسع خيالي و تعلمت أن أجد الأدب في الهندسة!
كنت ألقي عليهم أحيانا محاصضرات من النوع التي يلقيها الطلبة
و بدلا من ان أتكلم عن الهندسة كنت أروي لهم قصصا أدبية , و أربطها بالعمارة أيضا حتى تكون داخل الموضوع
كما أخذت مادة النقد المعماري التي تعلمك كيف تكتب بطريقة أدبية عن أحد المباني
لكن بعد الدراسة
حتى هذه الفرص البسيطه للمحاولات الأدبيه في الهندسة باءت بالفشل
الشغل الهندسي ليس فيه أي أدب
فقط رسومات رسومات بالأوتوكاد
لذلك
الآن بالذات
أفكر جديا بالإنسحاب
لشيماء رأيت ردك الآن
أهلا بك غاليتي
هنيئا لك إختيارك
و اتمنى بالفعل أن أكون في مثل شجاعتكم
ليس أهلي ما يوقفني
بل أتعلمون
و سأقولها بالمصري عذرا يا أسماء
( صعبانه عليا سنين الكليه )
إدعولي أن يهديني الله الي ما فيه الخير
عذرا أطلت عليكم
و إن شاء الله للحوار بقية
جزاكم الله خيرا على تعليقاتكم ... و يارب كل منكم يجد مراده و ما يتمناه