50 حجةً من العطاء
لأرض العدالة ... و شعب الشهادة
![](https://tbn0.google.com/images?q=tbn:-RL0eHTxrFzU1M:http://www.alquds.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1232047181300527300.jpg)
عرّفناه الشيخ الوزير و النائب في المجلس التشريعي ...
عرّفه شعبه الهاشمي بالشيخ و القائد , و عرف عنه قصصا من البطولات و التضحيات , منها ما نعرف و منها ما نجهل ...
و عندما يأتي دور تراب الوطن في الحديث , فلقد عرف طعم دمه الطاهر ... فيحكي للمار فوقه قصصا و احداثا كثيرة لحياة انسان جعل نفسه فداء لدينه ... و فداء لوطنه ... و فداء لشعبه ...
و الآن عرفه العالم أجمع بإسم يتمناه كل حي , بإسم الشهيد الإمام القائد سعيد محمد شعبان صيام ...
منذ مولده في عام 1959 كُتِب له في قدره يوم الشهادة على يدِ من سمع أصواتَ دباباتهم و مدافعهم , , على يدِ الصهاينة الأعداء , فهاهي الجورة تودع رجلا كتبت له الحياة في أرضها...
درس الشهيد الطاهر سعيد صيام العلوم و الرياضيات و من ثم أكمل دراسته في جامعة القدس المفتوحة لكي يتعلم اصول التربية الاسلامية , رافعا بعلمه رأس بلده و متخذه سلاحا امام وجه عدوه ...
فشارك في لجان الإصلاح التي شكلها الإمام الشهيد الشيخ / احمد ياسين . لحل النزاعات الداخلية , كما كان رئيسا للجنة قطاع المعلمين و عضو اتحاد الموظفين العرب في وكالة الغوث الدولية , و الكثير الكثير من المناصب التي قادته في اخر حياته الى وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية في غزة و عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني عم كتلة (التغيير و الإصلاح) ممثلة حركة المقاومة الإسلامية حماس , و الذي لم يعلمه الشهيد صيام انه في يوم من الأيام المظلمة و بسبب خوف أعدائه من قوّة شوكته في دور الدفاع عن فلسطين , ستستهدف طائرات الـ(إف16) الصهيونية مقره حيث اصبح احد القياد بين الخمسة الكبار في حماس و ذلك بتصريح منهم انه قُتِل بعد ان تلقت الجهات الأمنية الإسرائيلية معلومات انه موجود داخل منزله مع شقيقه فقامت بقصف المبنى بصاروخ واحد على الأقل , في حين أكدت ذلك عندما قال ناطق بإسم جيشها : (خلال عملية مشتركة للجيش الإسرائيلي و الشين بيت ( جهاز الأمن الداخلي) قصفت طائرات منزلا في غزة كان بداخله سعيد صيام و شقيقه إياد صيام و شخص ثالث)
حيث أكّد الناطق انه (تمت إصابة الهدف) ...
فتعرضت غزة في ذلك اليوم (15/1/2009) لأعنف الهجمات منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية فصاحب ذلك عكس ما كان يتمناه العدو من فعله هذا و هو فوز الشعب الفلسطيني بشهيد آخر , فوزهم بإستشهاد ناصرهم سعيد صيام و شقيقه اياد صيام و ابنه محمد و صالح ابو شريخ مسؤول الأمن في غزة عن حركة حماس .
لحق الشهيد سعيد صيام بركب القادة الشهداء الذين سبقوه الى جنات الخلد , أمثال الشيخ احمد ياسين و الدكتور الرنتيسي و ابراهيم المقاومة و جمال منصور و الشيخ صلاح شحادة و الكثير ممكن كان آخرهم الشيخ نزار ريان , و فور العلم بنبأ شهادة سعيد صيام بدأت مكبرات صوت المساجد يعلو صوتها في الأفق ناعية الشهيد القائد , حيث شيّع الاف المواطنين الفلسطينيين في غزة جثمانه الطاهر بعد صلاة الجمعة يتقدهم قادة الفصائل الفلسطينية و العمل الوطني , حيث رددوا في مسيرتهم هتافات تطالب المقاومة الفلسطينية بسرعة الرد مؤكدين على خيار الجهاد و المقاومة الذي يتقدمه القادة .
و جاء في نعي رئيس الحكومة إسماعيل هنية ما يلي ... (اننا نزف لأمتنا رجلا من انبل الرجال ارتقى الى العلا و هو يمارس دوره الوطني الذي يمليه عليه الواجب , رجلا تفانى حتى اللحظة الأخيرة من عمره في حفظ هذا الوطن و أهله و سهر على امنهم و حمايتهم ) .
و هكذا وارى جثمان الشهيد الطاهر الشيخ القائد سعيد صيام و نجله و شقيقه الثرا في مقبرة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة ...
و لم يحظ الشهيد صيام حتى بفرصة لتوديع اهله و شبعه و وطنه , أخذته رياح الموت بغتة و من دون سابق انذار رقد بها في روضة من رياض الجنة بإذن الله تعالى , فهاهو صيام قد ذهب عن هذه الدنيا متأملا النصرة و الفوز على عدوه الظالم , متأملا بهزيمة الصهاينة الذين لا يعلمون انه ان لم يكن الان ففي يوم من الأيام ستكون نهايتهم المريرة على أيدي شعب صيام المجاهد , على أيدي الشعب الفلسطيني , اذهب يا صيام و قلبك بالراحة راقد فقد تركت ورائك رجالا اكفاء لا يهابون الموت .