المحرر موضوع: اقرأ كتاباً في دقيقتين ......... شاركونا  (زيارة 143987 مرات)

0 الأعضاء و 3 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
جزاك الله خيرا كثيرا يا زينب  emo (30):
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
قرأت مؤخرا كتاب نهاية العالم للشيخ العريفي
وكتيب فصول في الإمامة ل.... الشنقيطي  emo (4):
وكتاب حطم صنمك للدكتور مجدي هلالي

ولعلي أعود لأعطي نبذة عن كل منها إن شاء الله
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
اما كتاب (فصول في الإمامة والبيعة) للشيخ أبي منذر الشنقيطي (لا اعرفه ولم اسمع به قبلا) والصادر عن منبر التوحيد والجهاد، والذي ييمثل الأساس النظري الشرعي لتصرفات داعش التي نصبت خليفة ودعت لبيعته
والكتاب محشو حشوا باقتباسات لأقوال علماء الإسلام في كتبهم عن السياسة الشرعية، مثل الجويني والغزالي والنووي وابن تيمية وابن القيم وغيرهم
والذي يقرأ الكتاب يراه يتدرج من وجوب تنصيب إمام، وان هذا الواجب لا يسقط لا بتفرق المسلمين ولا بذهاب شوكتهم، بل هو واجب مستقر، وهو اوجب واجب، ثم أن هذا التنصيب ينبغي ان يكون بشورى من اهل الحل والعقد، ثم يتدرج ليفهمنا أنه لا يشترط موافقة جميع اهل الحل والعقد ولا وجودهم، بل يكفي وجود بعضهم، ولا تضر جهالة شخصية من يختاره اهل الحل والعقد للخلافة بالنسبة لعموم الناس، بل ولا يشترط ان تكون شخصيته معروفة لجميع اهل الحل والعقد بل يكفي ان يعرفه بعضهم، ثم تصبح هذه البيعة ملزمة لجميع المسلمين، ويتوجب عليهم ان يخلعوا بيعتهم لامير الجهاد او امير المنطقة ويبايعوا الخليفة الذي تم تنصيبه، ومن يتخلف يعتبر عاصيا شاقا لعصا الجماعة.. واذا تم تنصيب خليفتين من جماعتين مختلفتين، تعتبر الاقدم وتكون الثانية باطلة
ثم يتدرج فينا الكاتب ليقنعنا ان بعض اهل الحل والعقد الذين تنعقد بهم بيعة الامام يكفي ان يكونوا ثلاثة ويستحسن ان يكونوا اكثر
واستدلالتهم على هذا الكلام اما احاديث لا تمت لموضوع الامامة العظمى بصلة، او من تصرفات بعض الصحابة التي اجتزؤوها من سياقها التاريخي، او نصوص لبعض العلماء هي من اجتهادهم، وهي من السياسة الشرعية التي معلوم عند طلاب العلم ان احكامها تختلف بحسب المكان والزمان، وهي أحرى ما يطبق عليه قولهم (لا ينكر تغير الاحكام بتغير الازمان)
خطورة هذا الكتاب، انه اذا اقتنع بفحواه الشباب والجهال، ترتبت عليه جملة من الاحكام الخطيرة
حيث يعتبر الامام المجهول الذي ايعه بعض المجاهيل بدعوى انهم اهل حل وعقد، حليفة شرعيا واجب الطاعة على جميع المسلمين، ويصبح كل من يتقاعس او يتأخر عن بيعته خارجيا باغيا تجب مقاتلته، وكل من يرتد عن هذه البيعة لاي سبب شاقا لعصا الطاعة ومفرقا للجماعة وحلال الدم
وباختصار: مجنون يكتب وعاقل يقرا
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
جزاك الله خيرا يا هادية.
بالنسبة لكتاب الشنقيطي هذا، وقولك عن الاستدلال بالاقتباسات عن العلماء، صرت أتعرض لكثير من هذا حتى في مقالات يعزز أصحابها رؤاهم وآراءهم بها، ورغم أنه لا علم شرعي عندي، إلا أنني صرت أستشعر اقتباسهم المواقف التي تناسب آراءهم ليجعلوها القاعدة ... أقول في نفسي ليتهم حتى وهم يستشهدون ويعززون آراءهم بها يقولون أن هذه رؤيتهم الخاصة ولا يفرضوها على غيرهم...

قرأت أمس مقالا يستشهد فيه صاحبه بأصحاب الكهف وأنهم الذين اعتزلوا ولم يكلفوا أنفسهم الصدع بالمعاداة لقومهم مريدا أن يؤصل لضرورة عدم المواجهة السلمية للانقلاب في مصر حقنا للدماء... فاستغربت، وأنا لم أفهم من سياق السورة وقصة أهل الكهف أبدا أنهم كانوا معتزلين فارين، ولم يقدموا لأوْيهم للكهف بالصدع والمواجهة ....
استغربت عدم فهمه لصدعهم ومواجهتهم لكل قومهم الكافرين،  كلهم وليس بعضهم (أي أن موقفهم أصعب المواقف على الإطلاق ليكون الحالة التي يُسقط عليها ما يشبهها وهو دوما دونها) بل وقيامهم بذلك بقوة "إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض...." ثم أويهم للكهف خوفا من أن يفتنوهم وليس سلبية منهم ....

لذلك أرى ضرورة عدم المسارعة-حتى من القراء غير أصحاب العلم الشرعي- بالاقتناع بالنصوص التي يستشهد بها المستشهدون من غير تمحيص وتدقيق .

جزيت خيرا يا هادية
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
كنت ومازلت أقول أن العدو الحقيقي هو من بني جلدتنا

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب: خطوات إلى الملك عز وجل- نهاية العالم- أشراط الساعة الصغرى والكبرى – مع صور وخرائط وتوضيحات
د. محمد بن عبد الرحمن العريفي- أستاذ العقيدة والأديان المعاصرة- جامعة الملك سعود بالرياض- دار التدمرية
والاسم المختصر: نهاية العالم

الكتاب أهدي إلي من أخت في الله بإحدى المناسبات
وعادتي أنني لا تشدني هذه الكتب أو الكتيبات، لأني أعلم أنه إذا مات ابن آدم قامت قيامته، فأنشغل وأشغل من حولي بموتنا وقبورنا ونشورنا، أكثر من النشغال بأشراط الساعة وعلامات آخر الزمان..
لكنني وجدت أن كثرة الفتن في زمننا، وزعم كثير من المتكلمين أن هذه الفتنة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، وأنها تكوون آخر الزمان، وان هذا من اشراط الساعة... ومن ذلك زعمهم ان الرايات السوداء التي تخرج من المشرق (والتي تقمصتها داعش) هي التي بشر بها الرسول والتي تعود بها الخلافة... وزعمهم ان هذا هو القحطاني وذلك هو الجهجاه.. الخ الخ..
كل هذا دفعني لمطالعة الكتاب، لحسن ظني بالمؤلف وأنه لن يورد في كتابه الا الصحيح من الأخبار والاحاديث
وهذا ما صرح المؤلف فعلا انه سيلتزم به
وقد خرجت من مطالعة الكتاب بتصور عام لأشراط الساعة، وترتيب هذه الاحداث... وأما بقية الفتن فلا يمكن لأحد ان يجزم أنها هي كذا او كذا.. ولكن عندما تحدث وتتحقق بكل اوصافها سيكون هذا تصديقا جديدا لرسالة الرسول صلى الله عليه وسلم ونبوءاته، وتثبيتا للمؤمنين، وحجة على الكافرين. لكن هذا لا يعني ان نمكث ساكنين قابعين في بيوتنا، ننتظر الساعة ان تقوم.. فبين علامة وعلامة من اشراط الساعة سنوات طوال، يحاسبنا الله فيها على سعينا وعملنا، ويبتلينا في كل موقف، لذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إنْ قامَتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكمْ فَسِيلةٌ ، فإنِ استطاعَ أنْ لا تقومَ حتى يَغرِسَها فلْيغرِسْهَا"
فأشراط الساعة لم ينبئنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنكون سلبيين ونتركها تتقاذفنا وننتظر الاقدار ان تتوالى علينا، بل لنكون ايجابيين ونجاهد ولا يضرنا ما يحدث، ففي كل فتنة عصمة وفي كل بلاء فرج وفي كل ملحمة نصر وفئة مجاهدة صابرة علينا ان نجتهد ونبتهل لله ان نكون منها..

نقد الكتاب:
-   الكتاب جميل الاخراج من ناحية الخط والورق والحبر والترتيب
-   بعض الصور كانت غير محققة، وأزعجني جدا ارفاقها بكتاب علمي شرعي كهذا، مثل صورة أخدود على سطح القمر، مع شرط انشقاق القمر، والزعم انه صورة لشق على سطح القمر اكتشفته ناسا... الخ من هذه الخرافة الشائعة التي رد عليها الشباب مرارا... (راجعوا موضوع: اقتربت الساعة وانشق القمر.. الآية والشائعة)
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=1046.0

-   رتب الشيخ العريفي الأحاديث المتعلقة بأشراط الساعة ترتيبا جيدا، واجتهد في ترتيبها بحسب التوالي الزمني ان كان هذا ممكنا... كما  اضاف فهرسا في بداية الكتاب يقسم الاشراط الى اشراط ظهرت بالفعل واشراط لم تظهر بعد
-   قدم للكتاب بمقدمة جيدة تبين الهدف من وضع الكتاب، وفائدة معرفة اشراط الساعة، والغرض الايجابي من ذلك، وعدم الاستسلام والسلبية وانتظار الاقدار دون عمل.
-   أرفق صورا توضيحية في جميع صفحات الكتاب، بعضها له علاقة مباشرة بموضوع الحديث، كالخرائط والمواقع الجغرافية، وبعضها علاقته به أوهن من خيط العنكبوت، وكأن الهدف اجتذاب الشباب والفتيان لكتاب مصور لتسويقه!!
-   في الكتاب اضافات علمية قيمة، منها تعريف بالمتنبئين الكاذبين، وبأدعياء المهدية وفرقهم، وبأقوال العلماء في بعض الاشراط المختلف فيها، وفي انكار بعض المعاصرين لبعض الاشراط وشبهاتهم والردود عليها، وغير ذلك. وفيه بعض المواعظ النافعة، كالحث على الامانة  وقول الحق عند ذكر رفع الامانة من قلوب الناس، وكتمان شهادة الحق وغير ذلك من اشراط الساعة الاخلاقية.
-   عند ذكره لحديث قبض العلماء ذكر وفاة ثلاثة من علماء السعودية المعاصرين، وهذا مأخذ أخذته على الكتاب، فالكتاب موجه للمسلمين عموما وليس للشعب السعودي خاصة، فحقه ان يذكر علماء من كل اطراف العالم الاسلامي، او يمسك.. اما هذه النظرة الاقليمية فلا تحسن في الكتب الشرعية... والله اعلم
-   ذكر عند حديث "يفشو الزنا ويذهب الرجال ويبقى النساء" أن "من تأمل اليوم في نسب ولادات الذكور والإناث في العالم عموما، وتأمل في الإحصاءات المعتمدة دوليا في عدد الرجال بالنسبة للنساء، علم أن هذه العلامة ظاهرة في زمننا هذا" وهذا غير صحيح، فقد راجعت هذه الاحصاءات اثناء اعداد رسالتي للماجستير، لأدعم بها نقطة من بحثي عن فوائد تشريع تعدد الزوجات، ووجدت ان النسبة متساوية في معظم دول العالم، واحيانا يكون هناك فرق لصالح النساء في مناطق، ولصالح الذكور في مناطق، ولكن بفارق طفيف.. فهذا يعني ان العلامة غير متحققة في زمننا، ولا نشك انها ستكون كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ما.. لكن لا يجدر بشيخ باحث مؤلف ان يرسل كلاما على عواهنه، دون تأكد ودعم بالأدلة.

ترتيب أشراط الساعة الكبرى
ما فهمته من ترتيب أشراط الساعة هو التالي:
1.   فتنة الأحلاس
2.   ثم السراء
3.   ثم الدهيماء
4.   وأثناءها أو بعدها : عمران بيت المقدس وخراب يثرب
5.   ثم صلح مع الروم وقتال عدو مشترك
6.   ثم نقض الصلح مع الروم نتيجة تعصب بعض الصليبيين وزعمهم ان الصليب انتصر... ثم الحرب معهم
ويصير الناس الى فسطاطين، إيمان لا نفاق فيه، وشرك لا ايمان فيه
7.   الملحمة الكبرى.. وهي ضد االروم، ولها معارك عديدة وتستمر سنوات، إذ يأسر فيها المسلمون من الروم ، ويُسلم الاسرى، ثم يقاتلون قومهم مع المسلمين... ويتصاف المسلمون أمام الروم، "فيُهزمُ ثلثٌ لا يتوبُ اللهُ عليهم أبدًا ، ويُقتلُ ثلثٌ هم أفضلُ الشهداءِ عندَ اللهِ ، ويفتحُ الثلثُ ، لا يفتنون أبدًا ، فيفتحون القسْطَنْطينيةَ"
جيش الملحمة يحتشد في غوطة دمشق، وفي رواية انه يأتي من المدينة، فربما يأتي من المدينة لينضم ويحتشد بغوطة دمشق ثم يمضي لقتال الروم ثم فتح القسطنطينة
8.   ثم يخرج المهدي من مكة، وهو رجل صالح من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، اسمه كاسمه واسم أبيه كاسم ابيه، لا يطلب الامر لنفسه، ولكن لصلاحه يبايعه الناس بالكعبة، ويخرج جيش للقضاء عليه فيغزو الكعبة، فيخسف الله بأوله وآخره. ويقود جيش الملحمة الكبرى.
9.   ((وهناك ذكر لرايات سود من المشرق، ولكن أحاديثها ضعيفة، كما أن متنها فيه اضطراب، فبعض رواياتها يوحي انها تنصر المهدي، وبعضها يوحي أنها تقتل المسلمين، وهي الأحاديث التي يعتمد عليها الان انصار داعش، وهم يكفرون اردوغان، ويعتبرون القسطنطينية (استانبول) كافرة ويستعدون لغزوها وفتحها بزعمهم تحقيقها لنبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم ويزعمون انهم جيش الملحمة، ولهذا يحاولون السيطرة على الغوطة، ويحاول الثوار السوريون اجلاءهم منها، ونسأل الله ان ينصر المخلصين من عباده))
10.   وينتصر المهدي، (بالثلث الاخير) ويفتح جيشه القسطنطينية بالتكبير، ويحكم المهدي الارض، فيملأ الارض عدلا كما ملئت جورا، ويستمر حكمه العادل بضع سنين (سبعة او تسعة)
11.   ثم يخرج المسيح الدجال، ويتبعه اليهود، وخاصة يهود اصفهان.. وعندها يقاتلهم المسلمون
(الرواية الصحيحة لقتال المسلمين لليهود حتى يشي الحجر والشجر للمسلم بأن اليهودي مختبئ خلفه لا تحدد زمنا لهذا القتال.. وهناك روايات ليست بنفس القوة، تخبر ان هذا القتال سيكون لليهود المؤيدين للدجال... فالله أعلم متى يكون ذلك، هل في قتالنا الآن، ام في القتال آخر الزمان.. )
12.   وبينما المسلمون يستعدون في الشام لقتال الدجال ، يسوون صفوفهم وتقام لهم الصلاة ويتقدم المهدي ليصلي بهم..
13.   فينزل عيسى ابن مريم عليه السلام، على المنارة الشرقية في دمشق، فيصلي خلف المهدي، ثم يقود المسلمين ويقتل الدجال.
14.   ثم يخرج يأجوج ومأجوج.. فينحاز عيسى ابن مريم بالمسلمين الى جبل الطور ويختفون، حتى يقتل الله يأجوج ومأجوج
15.   ويحكم عيسى ابن مريم الأرض نحوا من خمسين عاما، من أفضل ايام الدينا عدلا وخيرا وبركة.
16.   ثم تخرج الدابة التي تسم الكافرين
17.   ثم تخرج الريح التي تقبض نفوس المؤمنين، حتى من في قلبه مثقال ذر من ايمان. فلا يبقى في الارض الا كافر..لتقوم الساعة على شرار الناس.
18.   ثم يكون خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، ثم تخرج نار من اليمن تقود الناس الى محشرهم بالشام.

هذا تقريبا ترتيب أشراط الساعة... وهناك كثير من الاشراط الصغرى، لكن أخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم ووصفها، ولم يذكر ترتيبها... واما هذه التي رتبتها هنا، فهي مذكورة بترتيبها في حديث واحد، او مجموعة احاديث يكمل بعضها بعضا
ومن احب ان يستزيد فعليه بالكتاب الاصلي
والله المستعان والهادي الى سواء السبيل
اللهم اعصمنا بالايمان وقنا شرور الفتن، ما ظهر منها وما بطن، ووفقنا لنكون مع عصابة المؤمنين في كل زمان.


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
اخترت أن أقرأ شيئا للدكتور مصطفى محمود رحمه الله، وهو الطبيب، العلمي، المفكر الأديب المعروف ...

فكان أول ما شدني بين عناوين كتبه التي تجاوز السبعين كتابا، كتابه "رأيت الله".

في الحقيقة كان مجمل ما أعرفه عن الدكتور أنه طبيب، ورجل علم وبحث في مجال العلوم المختلفة، وخاصة منها ما يخص الطبيعة والإنسان والحيوان ....

وفعلا كان كتابه هذا في مقدمته ترجمان هذا الذي عرفته عنه، وهو يبدأه بإيراد قصة أسد "الحلو" ذي القصة الشهيرة...
ذلك الأسد الذي كان يروضه صاحبه لألعاب السيرك، حتى انقض عليه مرة أمام الجماهير، وأنشب مخالبه في كتفه، سقط منها "الحلو" صريعا لم يلبث بالمستشفى إلا أياما قليلة ومات... والأعجب مما حصل، هو ندم الأسد على فعلته، وعيشه منعزلا حزينا رغم محاولات إدماجه، وموته منتحرا يقضم يده القاتلة الآثمة ويأكل منها حتى الموت ...!

منها ينطلق مصطفى محمود مدللا على أن للحيوان حالات، قد لا تكتنف الكثير من بني الإنسان، فيها يعلو على ذلك الإنسان الذي يلتهم أخاه الإنسان ولا يُبقي فيه ولا يذر فيصبح أضلّ من الحيوان سبيلا...

ثم يعرّج على لغة النمل، وعلى دور الحشرة، وعلى خلق الله تعالى لحشرات تأكل الحشرات الضارة، وعلى إعطاء بعض النباتات ميزة لأوراقها تصطاد بها حشرات تتربص بها، وأن الإنسان حينما تدخّل بمبيداته أفسد ولم يصلح، إذ أن الخالق جلّ وعلا جعل لكل قوي كائنا أقوى يغلبه ويُهلكه، مثلما كان الحال مع بعوضة الملاريا التي سلّط الله عليها حشرة تلتهمها، محدثا بذلك توازنا طبيعيا رائعا عظيما مذهلا لا يقدر عليه إلا رب حكيم مسيّر مدبّر، عليم ....

بينما مبيدات الإنسان أتت على الضار وعلى قاتل الضار سواء بسواء.... وكذلك مصانعه، ودخانها، وفضلاتها التي لوثت اليابسة والبحر، وخنقت البشر والحيوان .....

يحدّث في هذه المقدمة الرائعة، عن علم أودعه الله تعالى في الحيوان يفعل به ما يفعله، ويتحرك به حركة حياته، حتى يقول : "وما الغريزة ؟ أليست هي الكلمة الأخرى للعلم المغروس منذ الميلاد... العلم الذي غرسه الغارس الخالق ..."

تأخذك مقدمة الكتاب في عالم رائع من تدبير الله تعالى وعظمته، وحكمته وما يودع في خلقه، وما يوازن به كونه.... حتى تفاجأ بنقلة غريبة، تأخذك من مصطفى محمود الباحث، المتأمل، الذي يسبر غور مخلوقات الله تعالى، إلى مصطفى محمود المتصوف !!

تلك هي النزعة التي لم أعرفها عنه من قبل، نزعة صوفية قوية، استلهمها من قراءته لكتب "العارفين الصوفيين"، حتى جعل بقية كتابه "رأيت الله" عبارة عن مقتطفات من كتابات العارف الصوفي "النفريّ"، يقدّم لها بأنها الكلام الذي لا يفهمه إلا خاصة الخاصة، حتى إنه ليقدّم لحالة النفور التي تنتاب من ينفر منه على أنه عدم الفهم ...!! وهذا ما لا أشاطره فيه ....

فقد أيّد النفري في شطحات كثيرة من شطحات الصوفية، وإن بدا متبرئا منها، وهو يبين شططها، من مثل قول النفريّ "قال لي الله" !! والتي يجد له فيها مصطفى محمود العذر بأنه لم يقلها إلا من شدة القرب والحب، حتى أن ما أصبح يسمعه من أمر الله الموجه لعباده، يعبر عنه ب"قال لي الله"، وفيها تجاوز صريح وكأن النفري نبي محدَّث من الله !!

كل كتابه يستمر على هذا النسق، فقرات من كتابات النفري الصوفية، فيها التعرف إلى الله وانتقاله في ذلك عبر درجات ومراحل، يسميها العلم، ثم المعرفة، ثم الأدب، يصل بها إلى رحاب الله، ويتقرب ويذوب في رحابه الوضيئة حتى يعبر مصطفى محمود عن كلماته بالبحر العصيّ على الاحتواء...!! 

بينما هي في حقيقتها شطحات من شطحات الصوفية....وتستغرق تلك القطوفات فصولا، عن التوحيد، وعن الأنا وعن الجمعية مع الله، وعن العلم وعن السر و غيرها ....

في الحقيقة نفرت فعلا من تلك الكلمات والعبارات الصوفية المُغرقة التي بقدر ما يصفها محبّوها بالروعة والجمال، بقدر ما أستشعر بها البعد عن السلامة وعن توخي الحذر في الحديث عن الله، والوقوع في التجرئ وإطلاق العنان للسان وكأنه لا مكان لكمام أولجام يرسم  الحدود، ويبين الفرق بين الشطط والصواب ......

فلم أرَ في ذلك ذوقا وجمالا ومعرفة خاصة للخاصة، بل رأيتها إغراقا في الوصف الذي يجب معه التحذر والتوقير لجلال الله تعالى ......

وتتخلل تلك العبارات كلها المخاطبة ب "يا عبدي ... يا عبدي"   وكأنها الأحاديث القدسية، وما هي بالأحاديث القدسية، بل هو تعبير النفري عن أمر الله لعبده، وما يريده من عبده....

نفرت من تلك القطوفات النفريّة .... نفورا لم أندم عليه ... ولكنني لم أفرّط في خاتمة وضعها مصطفى محمود كانت تعقيبا على ما اقتطف، يشرح فيها مسلك النفري في المعرفة الإلهية، ويصفها بكل عبارات الإعجاب والإطراء، حتى أنه يقول أنّ أي شرح لكلام النفري هو نوع من المصادرة والحجر، وأنه إفقار وليس إخصابا ....

ويعلل مصطفى محمود لما يصفه النفريّ بعبور النفس أي الخروج عنها وعن الجسد للتجرد، والإقبال على الله بالروح التي هي منه، ويشرح مراحل انتقاله من العلم الذي هو تحصيل المعلومات الجزئية عن الأشياء وروابطها والعلاقات بينها، إلى المعرفة التي هي مطية ثانية في الإقبال على الله، برؤية العلم والمنطق وأدوات التحليل قاصرة كلها عن هذه الرحلة في معرفة الله، وأن الفرق بين العلم والمعرفة أن العلم يبحث في الكون، والمعرفة تبحث في المكون، وأن العلم يبحث في الأشياء المتعددة، والمعرفة تبحث في الواحد، ووسائل المعرفة هي القلب والبصيرة ....

ثم تعجز مطية المعرفة، ليرى وجوب اتخاذ مطية جديدة، يسميها الأدب، حيث ينتهي الطريق إلى الغيب المطلق، يقول أن العابد فيها يخرج من الحرف والمحروف والخواطر والمعاني ويتطهر ليتجلى الله عليه !!!

وهكذا ينتهي الكتاب.... وأنا آسفة .... آسفة على مقدمة، لو بقي نسق الكتاب من شاكلتها لكان كتابا رائعا، يرى فيه القارئ عظمة الله تعالى في كتابه المنظور .... يرى الله في خلقه، وإبداعه، وميزان الكون الذي يسيّره سبحانه بحكمته ......

ومن هذا الكتاب عرفت النزعة الصوفية عند مصطفى محمود رحمه الله .... ومنه أحببت البحث عن كتاب آخر علّني أجد فيه شيئا يشبع غليلي، ويعطيني فكرة أوضح عن فكر المرحوم في كتاباته ...فانتقلت إلى كتابه "الوجود والعدم "..... وفي المداخلة القادمة بإذن الله أضع  ملخص ما قرأت فيه  emo (30):



ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
ممتاز هذا التلخيص والعرض
جزاك الله خيرا يا أسماء
وبانتظار الكتاب الثاني بشوق
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
جزاك الله خيرا يا هادية... في الحقيقة، اغتنمت فرصة تفرغي الأسبوع الفارط، وقرأت للدكتور أربعة كتب، هي على التوالي: "رأيت الله"، و"الوجود والعدم" و"من أسرار القرآن" و"محمد" .

الوجود والعدم، عنوانه أيضا شدّني ....

يبدأ بالفصل الأول "التعرف على ملك الملك"

ويستهلّه الكاتب بمقدمة جميلة جدا، عن عدم إمكانية قلب الحب كرها، أو الكره حبا، وأنه لو تحالف الحديد والنار والسجن والتهديد على سجين لما استطاعت جعله يحب ما يكره، أو يكره ما يحب ...

ذلك أنه في أعمق الأعماق روح أعتقها الله من كل القيود ...وصولا بهذا إلى أن كل وسائل الإصلاح التي تعتمد على القهر والتعذيب، والقوة تفشل....وأنّ الإنسان إذا ما تعلق بربه، وكان نبض حياته مع الله تعالى، وأيقن أنه لا حاكم غيره، ولا فاعل سواه، ولا مقدّر غيره، ولا مصدر للحياة والحب والخير غيره سبحانه، أصبح بمعيّة الله لا يرى قوة ولا فعلا إلا منه سبحانه .... فالله هو الذي يسقيه وليس الماء، والله هو الذي يطعمه وليس الخبز، وإنما كلها أسباب سخّرها سبحانه لعباده ....

يَذهب بذلك الإدراك من العبد بوحدانية الله تعالى وفعله وأمره وقدرته ووجوده كلُّ الخوف من كل مخيف، ويوحد العبد ربه، ويصف الكاتب هذا بـ"الأثر البنائي للتوحيد على شخصية الإنسان" ....وأن الوحدانية هي السقف الذي يحمل الكون، ويحمل شخصية الإنسان ...

ثم يسوق آيات قرآنية سوقا جميلا كلها تقرّر وحدانية الله تعالى، وفساد الكون لو كان معه الله إله سواه ، وتقرّ بطلان من قال أن له ولد، سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا... ويستطرد في الحديث عن وحدانية الله تعالى، ثم يطرح سؤال السائلين :
فإن كان الله هو المنفرد بالضر والنفع فما دور الأسباب الظاهرة مثل الميكروبات والأمراض، كيف هي تضر ونرى العقاقير تنفع وتشفي ؟


ويجيب أن الأسباب لله، هو الذي يؤتيها، وهو مالكها، وهو الذي يسوقها، وهو الذي أقام قانون السببية ...وهي لا تضر ولا تنفع بذاتها، بل هي مظهر لمشيئته تضر بإذنه، وتنفع بإذنه ....ثم يسوق آيات من كتابه المسطور سبحانه تدليلا على عظمة فعله في كتابه المنظور ...

كما يبين أن مقاليد الإيمان والهداية  بيد الله وليست بيد أحد من عباده، حتى الرسل، ولكن هذا لا ينفي مسؤولية العبد، بل إن مشيئة الله وهدايته تستند إلى استعداد في العبد ...
** فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ
**فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضا

وهكذا يستطيع العبد أن يخطو للنور فيتلقى النعمة، أو للظلمة فيُحرم، وهذه التوجهات القلبية حرة بيد صاحبها ....

ثم يأتي الفصل الثاني من الكتاب بعنوان "الوجود كله لله"

يعود فيه للتفصيل في مسألة التوحيد، وتعدد القوى ظاهرا على ما ترى العين، وأنها كلها من الله تعالى، فالإنسان إذا وصف قال: نزلت صاعقة في المكان الفلاني .... وهبت الريح، ونزل المطر....أما القرآن فيسنده كله لله تعالى :

**فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ
**وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ

وبالتالي من الطبيعي أن يصرف القرآن الإنسان إلى عبادة الله وحده ...
ثم يطرح السؤال الذي كان وما يزال هو سؤال الكثيرين : إذا كان الله هو الفاعل لكل شيء، فماذا يبقى للعبد من فعل؟ وعلامَ يحاسب؟ وفيمَ يسأل؟

ويبين أن هذه الكثرة الظاهرة الفاعلة قد أودعها الله الفعل ظاهرا مخفيا فيها مشيئته سبحانه، وتنضوي هذه الكثرة في وحدة هي الأمر الإلهي لا يتخلف عنه أحدها ....

ويبين أن الكل طوع أمره مع كثرة الظواهر الطبيعية، القوى المادية والملائكة والملأ الأعلى، أما الإنس والجن والشياطين فمخيّرة تطيع وتعضي عن اختيار، ولهذا جعلها الله محل مؤاخذة ومحاسبة وعقاب .

ثم يطرح مصطفى محمود مع هذه القدرة المطلقة لله تعالى والفعل والأمر، يطرح فعل العبد، وكيف أن القرآن يسند أيضا العمل للعبد صراحة في آيات عديدة،

"وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً"
"إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ"
وغيرها من الآيات التي يسوقها ......

فيقول أن هذه الازدواجية في إسناد العمل لله، وإسناد العمل للعبد، تكمن في أن الله أقام الإنسان خليفة في الأرض، ونفخ فيه من روحه، وسخّر له الطبيعة وطوّع له القوانين، ومكّنه من العمل ....والإنسان على وفق هذا يعمل بتفويض وتوكيل وله حرية الطاعة والمعصية ...وهو مسؤول في نطاق هذا التكليف .
لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا

والله بهذا يسهل للعبد إنفاذ ما أضمر في نيته، إن خيرا فتيسير خير، وإن شرا فتيسير شر...ويورد على هذا آيات منها :
فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى(5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى(6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى(7) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى(8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى(9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى(10)  -الليل-

يقول:

الله يسيرك إلى عين اختيارك، فلا جبر ولا إكراه ولا وجود لإرادتين متنازعتين، بل مشيئة واحدة، فالله يشاء لك عين ما شئت لنفسك وينفذ لك ما أضمرت في قلبك ليكشف لك ما كتمت , ويعلن ما خبأت ويظهرك أمام نفسك على حقيقتك

والله سبحانه محيط علمه بكل ما كان وما هو كائن، وما سيكون، ولكن علمه علم حصر وإحاطة لا علم إلزام  وإكراه.

يقول :
العدم ليس معدوما وإنما له كينونة من نوع ما، وقد كنت حقيقة في العدم تستجدي رحمة الله، فرحمك الله وألبسك لبسة الوجود، وكينونة العدم، كالفرق بين السالب والموجب، وبين الفاعل والقابل...

وهذه العبارة بالذات، أرى فيها إغراقا بحيث أطلق فيها العنان للكلمات حتى أمكن أن توجد لهذه الكلمات كلمات أخرى تمدد المعاني إلى الإغراق المنبوذ الذي يتيّه ولا يرشّد ....

ثم يشير الكاتب إلى أن توحيد أهل الإقرار يكفي المؤمن، إلا أن أن هذا العصر الذي صنع فيه العقل ما صنع، ولم يعد يقبل بالتسليم ...لم يعد بالإمكان فيه الإجابة بالتسليم لمن يسأل سؤال العقل والبحث، وأن ديننا دين العقل والسؤال والبرهان، ولا يردعنا عن السؤال إلا الخوض في ذات الله، وما عداها فيه مندوحة لأهل السؤال والبحث....
ثم يصل إلى ما يسميه بتوحيد أهل الأسرار، ويقصد به المعرفة الصوفية، ويقول أن غايتهم الشهود، وأن ذروة الشهود أن يشهد الإنسان عدمه، بمعنى الإقبال على الله بالتجرد الكامل حتى يرى العبد في نفسه العدم، ويرى الوجود كل الوجود في الله وحده ....ويقول أن هذا مقام الخاصة ...!

أما أنا فأقول في هذا، أن العقل يكفيه أن يدرك أن الله واجب الوجود سبحانه حي لا يموت، وأن العبد ممكن الوجود لأنه تجري عليه حياة وموت بأمر الله تعالى الذي أوجده من عدم...

أما الفصل الثالث فيفصل فيه عن توحيد أهل الأسرار

وهذا شبيه بما أورده في كتابه "رأيت الله"، بل إن الكثير مما فيه مقتبس من كتابه ذاك، إلا أنه يبدأه بأن يجيب على سؤال: هل هناك ما سوى الله، بقوله: نعم وهو العدم، فما سوى الله عدم، وأنه الوجه المقابل للوجود كما تقابل الظلمة النور، وأن الله هو الوجود المطلق...

هنا يقول أنها نظرة ثنائية لا تنفي وحدة الوجود، ويقول أنها وحدة وجود إسلامية لا وثنية فيها، ولا دعوى مشبوهة فيها مثل دعوى "أنا الله"، بل إن العبد كان حقيقة كامنة في العدم سماتها الافتقار والعبودية، واللافعل، أسبغت عليها رحمة الله بإلباسها لبسة الوجود...

ثم يورد أقوالا لعارفين صوفيين، بحثوا في الذات والصفات، وأن الذات متعالية على الأسماء والصفات، والأسماء والصفات مفادة منها، ولكنها هي ذاتها فوق حدود التسمي وفوق حصر الصفات ...
وكذلك في هذا لافصل من الكتاب يحصل معي ما حصل معي في كتاب "رأيت الله" وأنا أقرأ عبارات صوفية موغلة في الوصف، والتشبيه .... ولم أجد فيها ما يقنعني أنها كلمات محدودة بحد، وأن صاحبها يعرف حدوده وهو يصف ما لا يوصف .... رغم أن الكاتب يخطئ نظريات الاتحاد ووالحلول، ووحدة الوجود، ويؤكد أن الله ليس كمثله شيء، إلا أنه يسوق عبارات الصوفية، وبعض أبياتهم على أنه توحيد أهل الأسرار ....!  حتى يصل به الأمر إلى أن يقول أن الله ظاهر في كل المظاهر ولكنه منزّه عنها جميعا، وهو غيرها وإن قامت به . فيصل إلى وصف ظهوره فيها سبحانه وهو غيرها بالصورة في المرآة وهي غير صاحبها، والإنسان في المرآة دون حلول ودون اتحاد ودون انتقال فهو هو وليس هو ...!!

في الفصل الأخير وهو فصل بعنوان "الوجود والعدم"

يلخص ما وصل إليه، من أن الإنسان كان في العدم يستجدي الوجود،وأن الله لا يجعل الإنسان قهرا كذا وكذا، وإنما كل ذات تحمل صفاتها وخصائصها... وفي هذا أرى أن أضع ما أورده حرفيا، لأنني لا أهضمه، ولا أفهمه، وأرى فيه فلسفة صعبة وفيها من الخطورة والله أعلم ....



ثم يستطرد الكاتب مع الصوفية والتصوف، والعارفين منهم، حتى يورد قولهم أن أول من خلق الله هو النور المحمدي ...ثم يستطرد مع فصل آخر بعنوان "السير إلى الله" ويعني به سير الصوفية إليه، ويرى في قول النفريّ أن مبتدأ السير إليه بخلع النعلين !!! على أن النعلين هما النفس والجسد...!! وبقوله "أنا الله لا يدخل إلي بالأجسام ".....!!!! وهكذا يعيد ما ذكره في كتابه "رأيت الله" اقتباسا من هذ النفري الذي يقول أن التعرف إلى الله يبدأ بالعلم ثم بالمعرفة ثم بالأدب ......

وهكذا ينتقل الكتاب شيئا فشيئا من كلام وكلام وصولا إلى الصوفية على أنها توحيد أهل الأسرار...!!
فأرى الكتاب بالرؤية ذاتها التي رأيت بها كتاب "رأيت الله".... فأشد الرحال مرة أخرى عازمة، يحدوني الأمل أن أجد للدكتور مصطفى محمود شيئا غير هذا .... :emo:
فأتحول إلى كتابه "من أسرار القرآن".... أسأل الله أن ييسر لي كتابة شيء عنه لاحقا  emo (30):










« آخر تحرير: 2014-10-10, 16:59:32 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
اقتباس
يقول :
العدم ليس معدوما وإنما له كينونة من نوع ما، وقد كنت حقيقة في العدم تستجدي رحمة الله، فرحمك الله وألبسك لبسة الوجود، وكينونة العدم، كالفرق بين السالب والموجب، وبين الفاعل والقابل...

كيف يعني العدم ليس معدوما؟
هذا الكلام هو تجسيد لقاعدة (بطلان توقف وجود الشيء على الشيء ذاته)
ومن الذي أوجدنا في العدم كحقيقة تستجدي رحمة الله؟ هل نحن أزليون؟

سبحان الله
عندما أقرأ هذا التخبط أستشعر حكمة الله تعالى في أن أنزل الرسالة على قوم أميين، لم تتلوث عقولهم ولا فطرتهم بفلسفات ولا عقائد سابقة ولا لاهوت معقد
روعة ديننا الاسلامي في وضوحه وبساطته وملامسته للفطرة، وبعده عن التقعر والفلسلفة والحذلقة

جزاك الله خيرا يا أسماء على هذا العرض
رأيي الشخصي أن لكل انسان رحلته الإيمانية الخاصة التي يستكشف فيها نفسه وافكاره ويختبر تذوقه الخاص في مسيره إلى الله، لكن ما كل شخص يحسن التصوير لهذه الرحلة، أو يعبر عنها بما يفيد الآخرين.. بل بعضهم قد يعاني من تقويم التواءات في نفسه وفكره، ما لو نشره لتاه فيه آخرون، وما خرجوا منه كما خرج...

نسأل الله العافية والهداية والثبات على صراطه  المستقيم
« آخر تحرير: 2014-10-13, 14:11:55 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل إيمان يحيى

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 3597
  • الجنس: أنثى
  • لا يأس مع الحياة
 ::ok::


متابعة

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
اقتباس
يقول :
العدم ليس معدوما وإنما له كينونة من نوع ما، وقد كنت حقيقة في العدم تستجدي رحمة الله، فرحمك الله وألبسك لبسة الوجود، وكينونة العدم، كالفرق بين السالب والموجب، وبين الفاعل والقابل...

كيف يعني العدم ليس معدوما؟
هذا الكلام هو تجسيد لقاعدة (بطلان توقف وجود الشيء على الشيء ذاته)
ومن الذي أوجدنا في العدم كحقيقة تستجدي رحمة الله؟ هل نحن أزليون؟

سبحان الله
عندما أقرأ هذا التخبط أستشعر حكمة الله تعالى في أن أنزل الرسالة على قوم أميين، لم تتلوث عقولهم ولا فطرتهم بفلسفات ولا عقائد سابقة ولا لاهوت معقد
روعة ديننا الاسلامي في وضوحه وبساطته وملامسته للفطرة، وبعده عن التقعر والفلسلفة والحذلقة

جزاك الله خيرا يا أسماء على هذا العرض
رأيي الشخصي أن لكل انسان رحلته الإيمانية الخاصة التي يستكشف فيها نفسه وافكاره ويختبر تذوقه الخاص في مسيره إلى الله، لكن ما كل شخص يحسن التصوير لهذه الرحلة، أو يعبر عنها بما يفيد الآخرين.. بل بعضهم قد يعاني من تقويم التواءات في نفسه وفكره، ما لو نشره لتاه فيه آخرون، وما خرجوا منه كما خرج...

نسأل اله العافية والهداية والثبات على صراطه  المستقيم


تمام يا هادية، هو ذات السؤال الذي طرحته، ما دام العدم ليس عدما، فمن ذا أوجده؟!!! ومن ذا أوجد حقائق تستجدي رحمة الله ؟!!!!

غريب وعجيب جدا .... في الحقيقة هناك من يقرأ له مثل هذا، ويعجب به، بينما هو خطر على الكثيرين، لأن من كانت له رحلة من حال إلى حال حتى بلوغ السليم، ولم يكتب، فذلك وشأنه، وهو لم يضر غيره، ولكن المشكلة فيمن يكتب، ويبث أفكارا يأتي يوم ما ويندم هو عليها، بينما تبث الخطر في قلوب آخرين ...وديننا فعلا دين يسر، ولم نسمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بلغََنَاه بهذا التعقيد.... ولا مَن خَلَفه من صحابته الكرام...نسأل الله الثبات والهدى ...

سعيدة بمتابعتك يا فرح.

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
كتاب "براءة الصحابة من النفاق" لمنذر الاسعد
كتاب جيد، أظنه كافياً وافياً في موضوعه، مع انه لا يتجاوز 159 صفحة
من الافكار التي استفتها منه وكانت جديدة علي:
1- مناقشة حديث حذيفة رضي الله عنه ومعرفته بأسماء من بقي من المنافقين، حيث أتى الكاتب بجميع روايات الحديث، وبين منها أنه لم يكن قد بقي منهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ١٢، وانهم ماتوا في حياته
2- ان بعض المنافقين تابوا وحسن اسلامهم فستر الله عليهم، وهذا تفسير الايات التي تتحدث عن المنافقين وانهم قد يتوبون، وقد يعفو الله عن طائفة منهم، والتوبة تجب ما قبلها.
كقوله تعالى: {لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} (التوبة: 66)
وقوله تعالى: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } (التوبة: 106)

3- من الافكار الجيدة ايضا الرد على مزاعم تأثر علم الحديث ومصنفاته بالسياسة، (وقد كان لخيري العمري في هذا باع طويل، غفر الله له)، حيث ذكرنا الكاتب كيف أن المحدثين فضحوا أحاديث فضائل معاوية وأنها ضعيفة أو موضوعة، بينما أثبتوا أحاديث فضل سيدنا علي، وحديث أن عمارا تقتله الفئة الباغية، ولم يجاملوا احدا في ذلك، فأين التأثر السياسي المزعوم؟؟!!.

4- من الافكار الجيدة ايضا ان الله تعالى من بين كل الصفات الذميمة التي فضح بها المنافقين، لم يقل عنهم انهم يحرفون الكلم عن مواضعه او يتقولون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقله، وقد جمع الكاتب جميع آيات القرآن التي تتحدث عن المنافقين وتكشف صفاتهم وأفعالهم، ليؤكد على هذا.
فعصم الله سنة نبيه من ان يدخل فيها المنافقون ماليس فيها، وما كانوا يستطيعون الكذب والصحابة متوافرون يقظون، وانما طرأ الكذب بعد عصر التابعين وانصرام عهد الصحابة

الكتاب جيد، وأنصح بقراءته لمن يتعرض لشبهات المشككين في السنة النبوية المطهرة، أو يخشى على قلبه من التأثر بأقاويل أهلها
والله الهادي إلى سواء السبيل.

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
قرأت كذلك مؤخرا الكتب التالية، لعلي أتحدث عنها إن شاء الله:
1- كتاب سابغات، لأحمد يوسف السيد
2- كتاب صلاح الدين الأيوبي..
3- كتاب: ماذا قدم المسلمون للعالم: للدكتور راغب السرجاني
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
قرأت كذلك لأحمد يوسف السيد كتابين آخرين:
1- أفي السنة شك؟
وهو يتحدث عن المنهج العلمي الذي اتبعه علماء الأمة في تدوين الحديث النبوي وتمحيصه وتحقيقه بأسلوب مبسط شيق مع ضرب أمثلة توضيحية شارحة وواقعية
كما يهتم بالرد على معظم - إن لم يكن جميع- الشبهات التي يوجهها المغرضون للسنة النبوية، ويتأثر بها بعض الشباب الطيب بكل أسف، وردوده بدت لي كافية وشافية لمن اعترته الشبهة وهو يبحث عن الحق، أما المعاند والمكابر فالله يهديه
الكتاب ممتاز في بابه، خاصة للشباب المعاصر، لانه يتحدث بلغتهم، ويقرب لهم المعلومات، والكاتب مطلع على واقعه المعاصر خائض في غمار الدعوة والذب عن الدين باسلوب هادئ علمي راق جدا

2- كتاب كامل الصورة
والكتاب ايضا يسعى لتفنيد عدد كبير من الشبهات المعاصرة، بأسلوب بسيط هادئ وراق
لكن كثيرا من معلوماته مكررة في سابغات وأفي السنة شك
لكن ميزة هذه الكتب هو حجمها الصغير، حيث لا تزيد على 150 ورقة

انصح جميع الشباب باقتنائها او تحميلها وقراءتها

 
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

  • زائر
السلام عليكم
موضوع شيق شكرا جزيلا لكم

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
قرأت مؤخرا ثلاث روايات لنجيب الكيلاني؛ هي: عمر يظهر في القدس، عذراء جاكرتا، ليالي تركستان
ولعلي اعود لاحقا لأقدم نبذة عن كل رواية منها، وتعليقي عليها
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل إيمان يحيى

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 3597
  • الجنس: أنثى
  • لا يأس مع الحياة
 ::ok::  في الانتظار  ::ok::

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
قرأت الرابعة أيضا وفرغت منها اليوم   :emoti_282:
عنوانها: الرايات السوداء

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
في انتظار تعليقاتك وتلخيصك للأربعة ::)smile:
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ