الحضارات كما الإنسان ، فإذا هي وليدة ، ثم طفلة ، ثم شابة في عنفوان الشباب وعزّه ، ثم كهلة ، ثم تشيخ فتعجز ......ثم...........
هذا سلم الحضارات ، والإنسان قوامها ..... الإنسان بما عنده ، فإن كان ما عنده الكمال الذي هو ليس من عنده ولا من نسجه وإنما من عند العالم بخبايا الأنفس وتقلباتها والذي لا يخفى عنه مقدار ذرة ولا أكبر ولا أقل في السماوات والأرض هذا الكمال الذي عنده يتصدى لكل نقص فلا موت لحضارته ، وإن كان ما عنده من نسج هواه فمصير ما عنده إلى زوال وإلى موت حتمي ......
ويضع مالك بن نبي معادلته الشهيرة حضارة = إنسان + تراب + وقت... -وقد أعطى الدكتور البوطي تسمية أخرى معاصرة مواكبة للمستجدات لما أسماه مالك بن نبي تراب اسم "الكون"- ثم يغذي مالك بن نبي معادلته ويحركها بماذا ؟؟؟ بالفكرة ....وأي فكرة؟؟؟ الفكرة الدينية فهو لا يجد أصوب ولا أمدّ ولا أبقى من الفكرة الدينية ...
والحضارة الإسلامية أساسها الذي عليه قامت كامل ، وإنسانها هو الذي إما تحرك بفكرته الأمّ وليس بلقطاء الأفكار وإما قعد .....فإن تحرك ارتقت الحضارة درجات السلم وإن قعد عادت القهقرى ولكنها لا تموت ، ولا تذهب ريحها ....بل يأتي من يرفعها من أحقاء المؤمنين
والسؤال هنا .......أترانا نستخدم أو نستبدل بقوم يحبون الله ويحبهم الله ؟؟.....فدعاؤنا : اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا
وتحضرني مقولة رااائعة جدا للدكتور البوطي :
إن التاريخ دائما ليس ملكا إلا للزمن الذي ولد فيه ، لا يورث أمجادا ولا انحطاطا ، وإنما يورث شيئا واحدا فقط هو العبرة