بدلا من معاتبتي اقنعني بأنه كان يستحق الاحترام .. ربما كانت الصورة عندي مشوهة أو خاطئة ... وأنت تعهد عني التراجع عن رأيي لو كان خاطئا ..
يعني هو البيت ده اللي خلاص يعني نسف كل شيء لشوقي وأوجب كراهيته ...الخ
يالك من طائع لله لا تغفل!
لا أفهمك .. هل هذا مدح أم ذم أم ماذا ؟!
ومازالت لم تقل لي ما هو "كل شيء" لشوقي ..
يا رجل.. شوقي يحفظ له طلاب المدارس الابتدائية عدة قصائد كالنيل العذب هو الكوثر وسارت مها مسرورة وأيها العمال ، فإذا انتقلوا إلى الإعدادية حفظوا له يا نائح الطلح واختلاف النهار واليل وفي الثانوي نهج البردة ومسرحياته ولو كانوا بالأزهر لحفظوا فوق شعره هذه العبارة: أحمد شوقي شاعر لا يشق له غبار ضرب في كل فن فأصاب وله نثر أشبه بحل النظم منه بالترسل... ولولا المتنبي لكان شوقي أمير شعراء العربية بلا منازع!
قلده السلطان عبد الحميد لقب أمير الشعراء .. وكان يحب هو أن يقال عنه شاعر الإسلام .. !
وهب أنه كان مخطئا غاية الخطأ في بيته الذي لا يعجبك - طبعا لا مخطئ ولا حاجة بس موضوعنا دلوقتي - .. فهل تمحى كل حسناته ويؤاخذ الرجل بتلكم الجريرة كأنه لم يأت الدنيا إلا ليفعلها ويرحل!!
هل هذا منطق مستقيم تقبله في الحساب والميزان؟
هل أنت - ولا أعني شخصك الكريم - من التقوى لله بمكان تقبل منه أن يمحو كل حسناتك لو فعلت سيئة واحدة ثم يحاسبك عليها أشد الحساب؟!!
أين أنت من قولهم:
إذا قيس إحسان امرئ بإساءة .. فأربى عليها، فالإساءة تُغفر!
واقرأ الأبيات الأخيرة في نعي شوقي للخلافة لترى بصيرة الرجل وأبياتها الوسطى لتعرف انصياعه للحق
واقرأ البردة .. واهطل بدمعك فيها ما تحب ..
واقرأ حكمه ومواعظه..!
واعرف أنه الفتى المدلل للقصر الملكي المتقن للآداب الفرنسية .. يأبى ويترك كل هذا ليلتفت إلى العربية يصدح بشعره العربي الذي يجدد حيويتها .. وتمتزج العربية في دمه حتى يسمي بيته كرمة ابن هانئ!
اقرأ تقديمه لديوان ابن زيدون لما طبع في زمانه لأول مرة!
ألا تعلم أن حب العربية عبادة التزمها كثير من العلماء حتى نص كثير من الفقهاء على حرمة أن يتحدث العربي بغير العربية دونما عذر
لم يكن شوقي يملك ألا يكتب الشعر ..
كلمة قالها بعفوية صادقة فيه الشيخ سليم البشري رحمه الله شيخ الأزهر .. وكان رجلا معدودا في أولياء الله وكبار العلماء .. وله شرح على نهج البردة وكان معروفا بتقدير شوقي وحبه!
الحديث يطول والنفس ملآنة مما بها، والجسد متعب .. فاعفني من الحديث
شوقي .. وما شوقي!