المحرر موضوع: رمضان أقبل ... ماذا تفعل؟  (زيارة 16463 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: رمضان أقبل ... ماذا تفعل؟
« رد #20 في: 2012-07-05, 15:22:26 »
عشر وسائل لاستقبال شهر رمضان
خالد بن عبدالرحمن الدرويش


الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
 هذه رسالة موجهة لكل مسلم أدرك رمضان وهو في صحة وعافية؛ لكي يستغله في طاعة الله تعالى , وحاولت أن تكون هذه الرسالة في وسائل وحوافز إيمانية تبعث في نفس المؤمن الهمة والحماس في عبادة الله تعالى في هذا الشهر الكريم، فكانت بعنوان ( عشر وسائل لاستقبال رمضان وعشر حوافز لاستغلاله )، فأسأل الله تعالى التوفيق والسداد وأن يجعل عملي هذا خالصًا لوجهه الكريم , وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
كيف نستقبل رمضان؟
س: ما هي الطرق السليمة لاستقبال هذا الشهر الكريم ؟
ينبغي للمسلم أن لا يفرط في مواسم الطاعات, وأن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين فيها؛ قال الله تعالى : { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} الآية ( المطففين : 26 )، فاحرص أخي المسلم على استقبال رمضان بالطرق السليمة التالية :

• الطريقة الأولى: الدعاء بأن يبلغك الله شهر رمضان وأنت في صحة وعافية،  حتى تنشط في عبادة الله تعالى, من صيام وقيام وذكر؛ فقد روي عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان" ( رواه أحمد والطبراني، وفيه ضعف )، وكان السلف الصالح يدعون الله أن يبلغهم رمضان, ثم يدعونه أن يتقبله منهم.
 * فإذا أهلَّ هلال رمضان فادع الله وقل: "الله أكبر، اللهم أهِلَّه علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام, والتوفيق لما تحب وترضى، ربنا وربك الله ) [ رواه الترمذي والدارمي  وحسنه الألباني].

• الطريقة الثانية: الحمد والشكر على بلوغه؛ قال النووي – رحمه الله – في كتاب الأذكار: "اعلم أنه يستحب لمن تجددت له نعمة ظاهرة, أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكرًا لله تعالى , أو يثني بما هو أهله".
  وإن من أكبر نعم الله على العبد توفيقه للطاعة والعبادة، فمجرد دخول شهر رمضان على المسلم وهو في صحة جيدة هي نعمة عظيمة, تستحق الشكر والثناء على الله المنعم المتفضل بها, فالحمد لله حمداً كثيراً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.

 • الطريقة الثالثة: الفرح والابتهاج, ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشِّر أصحابه بمجيء شهر رمضان فيقول: "جاءكم شهر رمضان, شهر مبارك، افترض  عليكم صيامه، يفتح فيه أبواب الجنة، ويغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلُّ فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حُرِم" ( أخرجه أحمد وصححه الأرنؤوط ).
 وقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان, ويفرحون بقدومه, وأي فرح أعظم من الإخبار بقرب رمضان موسم الخيرات, وتنزُّل الرحمات.

• الطريقة الرابعة: العزم والتخطيط المسبق للاستفادة من رمضان, الكثيرون من الناس وللأسف الشديد حتى الملتزمين بهذا الدين يخططون تخطيطاً دقيقاً لأمور الدنيا, ولكن قليلون هم الذين يخططون لأمور الآخرة, وهذا ناتج عن عدم الإدراك لمهمة المؤمن في هذه الحياة, ونسيان أو تناسي أن للمسلم فرصًا كثيرة مع الله ومواعيد مهمة لتربية نفسه حتى تثبت على هذا الأمر.
 ومن أمثلة هذا التخطيط للآخرة, التخطيط لاستغلال رمضان في الطاعات والعبادات؛ فيضع المسلم له برنامجًا عمليًّا لاغتنام أيام وليالي رمضان في طاعة الله تعالى, وهذه الرسالة التي بين يديك تساعدك على اغتنام رمضان في طاعة الله تعالى إن شاء الله تعالى.

• الطريقة الخامسة: عَقْد العزم الصادق على اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة, فمن صدق الله صدقه وأعانه على الطاعة ويسَّر له سبل الخير؛ قال الله عز وجل: { فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ } [ محمد : 21}.

• الطريقة السادسة: العلم والفقه بأحكام رمضان, فيجب على المؤمن أن يعبد الله على علم, ولا يعذر بجهل الفرائض التي فرضها الله على العباد, ومن ذلك صوم رمضان،  فينبغي للمسلم أن يتعلَّم مسائل الصوم وأحكامه قبل مجيئه؛ ليكون صومه صحيحًا مقبولًا عند الله تعالى: { فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } [ الأنبياء :7}.

• الطريقة السابعة: علينا أن نستقبله بالعزم على ترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب, والإقلاع عنها وعدم العودة إليها؛ فهو شهر التوبة، فمن لم يتب فيه فمتى يتوب ؟ قال الله تعالى : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ النور : 31].

• الطريقة الثامنة: التهيئة النفسية والروحية من خلال القراءة والاطلاع على الكتب والرسائل, وسماع الأشرطة الإسلامية من { المحاضرات والدروس } التي تبين فضائل الصوم وأحكامه حتى تتهيأ النفس للطاعة فيه؛ فكان النبي صلى الله عليه وسلم يهيِّئ نفوس أصحابه لاستغلال هذا الشهر, فيقول في آخر يوم من شعبان: "جاءكم شهر رمضان ..." إلخ كما تقدم.

• الطريقة التاسعة: الإعداد الجيد للدعوة إلى الله فيه, من خلال:
 1- تحضير بعض الكلمات والتوجيهات تحضيرًا جيدًا لإلقائها في مسجد الحي.
 2- توزيع الكتيبات والرسائل الوعظية والفقهية المتعلقة برمضان على المصلين وأهل الحي.
 3- إعداد ( هدية رمضان)، وبإمكانك أن تستخدم في ذلك ( الظرف) بأن تضع فيه شريطين وكتيب , وتكتب عليه (هدية رمضان).
 4- التذكير بالفقراء والمساكين, وبذل الصدقات والزكاة لهم.

• الطريقة العاشرة: نستقبل رمضان بفتح صفحة بيضاء مشرقة مع:
أ‌- الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة.
 ب‌- الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر.
 ج- مع الوالدين والأقارب, والأرحام والزوجة والأولاد بالبر والصلة.
 د- مع المجتمع الذي تعيش فيه حتى تكون عبدًا صالحًا ونافعًا؛ قال صلى الله عليه وسلم: "أفضل الناس أنفعهم للناس "( أخرجه القضاعي في مسنده وحسنه الألباني).

* هكذا يستقبل المسلم رمضان استقبال الأرض العطشى للمطر، واستقبال المريض للطبيب المداوي, واستقبال الحبيب للغائب المنتظر.
 فاللهم بلغنا رمضان وتقبله منا إنك أنت السميع العليم .
« آخر تحرير: 2012-07-05, 15:26:37 بواسطة فارس الشرق »
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: رمضان أقبل ... ماذا تفعل؟
« رد #21 في: 2012-07-05, 15:30:51 »
جزاك الله خيرا كثيرا يا فارس الشرق  emo (30):
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: رمضان أقبل ... ماذا تفعل؟
« رد #22 في: 2012-07-05, 15:54:13 »
جزاك الله خيرا كثيرا يا فارس الشرق  emo (30):

وجزاكم الله خير الجزاء يا أستاذة، وبلغكم الله وإيانا رمضان وبارك لنا فيه، وجعله شهر خير وإحسان وأمن وأمان ونصر وانتصار على الأمة الإسلامية كلها.. اللهم آمين.
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل محمد عيد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 896
  • الجنس: ذكر
  • ابن الأزهرالحاني
رد: رمضان أقبل ... ماذا تفعل؟
« رد #23 في: 2012-07-12, 19:34:59 »
ماهو أنا على الفيس تقولي أنا موجود ع المنتدى، أدخل المنتدى ما بشوفك خي إيش بدي أعمله، والله هالحكى ما بينفع أبدا يازلمة، بدي أحكي معاك لشي هااااااااااااااااام للغاية حسيبلك رسالة على الفيس بدي أكلمك خوي قبل شهر رمضان.:D

وربي يعطيك العافية، ويوفقك، ويخليك ياحبيب قلبي:)
" ومن أحسن قولًا ممن دعا إلى الله، وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين "!!


لا أحد.

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: رمضان أقبل ... ماذا تفعل؟
« رد #24 في: 2012-07-14, 00:02:37 »
ماهو أنا على الفيس تقولي أنا موجود ع المنتدى، أدخل المنتدى ما بشوفك خي إيش بدي أعمله، والله هالحكى ما بينفع أبدا يازلمة، بدي أحكي معاك لشي هااااااااااااااااام للغاية حسيبلك رسالة على الفيس بدي أكلمك خوي قبل شهر رمضان.:D

وربي يعطيك العافية، ويوفقك، ويخليك ياحبيب قلبي:)

:emoti_282: ::)smile: ::nooh:
أنا يابني تحت أمرك، إنت بس تأمر، هو أنا أقدر أتأخر عنك.. :emoti_190:
إنت بس عارف ظروف المتزوجين، يعني شوية زيارات على شوية فُسح، على شوية مشاغل في الحياة، على شوية مشاغل دراسية بتاخدني عنكم.. بس مقدرش أبعد، برجع تاني..
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: رمضان أقبل ... ماذا تفعل؟
« رد #25 في: 2012-07-15, 02:38:47 »
هل قطفت ثمار الصيام ؟
عبدالحكيم خريسات

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
إن الله تعالى لم يشرع لنا عبادة إلا ولها غاية ومن ورائها حكمة ولابد أن يقطف المسلم بعد أدائها ثمرة ، وهذه الحكم قد ندركها أحيانا وقد لا ندركها ، ولو تتبعنا أهم العبادات لوجدنا هذه الحقيقة .
فعماد الدين (( الصلاة )) التي أمرنا الله عزوجل أن نؤديها خمس مرات في اليوم والليلة فيها من الحكم والدروس الشيء الكثير ، فالمسلم في صلاته يقف خاضعا في جسده وقلبه وجوارحه بين يدي الله تبارك وتعالى ففي هذا الوقوف تعويد لقلب المسلم وأركانه وجوارحه أن تكون دائما خاضعة منقادة لله تبارك وتعالى ، ولذلك قال الله عز وجل : ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ ﴾ قال ابن عباس : في الصلاة منتهى ومزدجر عن معاصي الله ، وقال : من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بصلاته من الله إلا بعدًا .

وكذلك فريضة الحج فإن الله تعالى لما ذكر آيات الحج في سورة البقرة قال سبحانه وتعالى في آخر الآيات : ﴿ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ وكأن المسلم حين يترك أهله ووطنه للذهاب إلى الحج فإنه يتذكر الرحيل من هذه الدنيا إلى عالم الآخرة ، وأيضا فإن شعائر الحج واجتماع الناس فيها يذكر المسلم بحشر الناس يوم القيامة واجتماعهم عند ربهم للجزاء .

والزكاة أيضا فإن الله تعالى قال فيها ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا ﴾ فالزكاة فيها تطهير للنفس من الشح الذي جبلت عليه ومن دنس البخل والطمع والتكبر على الفقراء والمحتاجين ، والإرتقاء بهذه النفس بالتطلع إلى ما عند الله تعالى .

أما الصيام فإنه مدرسة عظيمة فيها من الدروس والحكم الشيء الكثير ، فالله تبارك وتعالى ماشرع الصيام فقط ليكون فيه إمتناع عن الطعام والشراب والشهوة – مع أن الصيام لايصح إلا به – دون التطلع إلى حكم الصيام وغاياته ، ولذلك ذم نبينا صلى الله عليه وسلم من ينظر إلى الصيام هذه النظرة القاصرة ففي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )) . وروي عن أبي هريرة مرفوعا : (( الصائم في عبادة مالم يغتب مسلما أو يؤذه )) رواه ابن أبي شيبة . وعن أنس (( ماصام من ظل يأكل لحوم الناس )) رواه ابن أبي شيبة مرفوعا .
إذا لم يكن في السمع مني تصـاون * * * وفي بصري غض وفي منطقي صمت
فحظي إذاً من صومي الجوع والظمأ * * * فـإن قلت إني صمت يوماً فما صمت

إذا فالمسلم بعد صيامه لابد أن ينظر إلى الثمار التي جناها بعد إنتهاء هذا الشهر المبارك فانظر إلى حالك وإليك هذه الثمرات :

أولا : تقوى الله عز وجل .
فأهم ثمرات الصيام تقوى الله عز وجل وهي الغاية التي شرع الله تعالى الصيام من أجلها فالتقوى : هي أن يفعل الإنسان ماأمر الله وأن ينتهي عما نهى ، وإن كانت نفسه تنازعه وتلح عليه بالتفلت من هذه الأوامر وارتكاب المعاصي والمحرمات ، وبالصيام فإن المسلم يمتنع عن الطعام والشراب وغيرها من المفطرات إمتثالا لأمر الله تعالى وإن كانت النفس تطلبها وتشتهيها وتلح عليه بفعلها فإنه يتجاهلها مقدما امر الله تعالى عليها .

ثانيا : مراقبة الله تعالى
ومن ثمرات الصيام مراقبة الله تعالى في أي مكان وفي كل حين فالمراقبة : أن تعلم أن الله تعالى ناظر إليك مطلع على سريرتك ، وبالصيام فالمسلم يمتنع عن تناول وفعل مايفسد صيامه في أي مكان وفي كل حين لأنه يعلم أن الله تعالى يراه ومطلع عليه ولا يخفى عليه شيء .
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل * * * خلوت ولكن قل علي رقيب.
ولا تحسبن الله يغفـل ســاعة * * * ولا أن ما تخفي عليه يغيب.

ثالثا : الصبر على الطاعة والصبر عن المعصية .
ومن ثمرات الصيام الصبر على الطاعة والصبر عن المعصية رجاء الثواب الذي أعده الله لعباده في الآخرة وانها أيام معدودة في الدنيا ثم نغادرها لنفضي الى ماقدمنا ، وأن الصبر عاقبته حميدة ولذلك يقول الله تعالى لعباده المؤمنين يوم القيامة : ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ فبعد الثواب ينسى المسلم التعب وينال ثواب الله تعالى على ماقدم .
قال الحسنُ رحمه الله : إن الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته ، فسبق قوم ففازوا ، وتخلَّف آخرون فخابوا ، فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المُحسنون ، ويخسر فيه المبطلون ثم يَبكي رحمه الله .
وبالصيام فإن المسلم يصبر على الجوع والعطش فترة محدودة يعقبها فرحة الإفطار الذي ينسى بعدها التعب وشدة الجوع والعطش .

رابعا : الإرادة والعزيمة .
ومن ثمرات الصيام الإرادة والعزيمة وهي بذل الوسع والطاقة دون توقف أو فتور حتى يحقق المرء مايريد متجاهلا دعوات نفسه للدعة والراحة ، وبالصيام فالمسلم يبدأ صيامه بإرادة قوية وعزيمة جامحة دون التطلع إلى دعوات نفسه للدعة والراحة ولا الإستجابة لما تطلبه وفعل ماتشتهيه فيسوق نفسه ويطوعها حتى يحقق مراده من الصيام .

خامسا : معرفة قيمة الحياة .
ومن ثمرات الصيام معرفة قيمة الحياة والحرص على أيامها ولياليها وأنها ميدان للتنافس وان هذا الميدان سيغلق بعد حين وكذلك بالصيام فإنه أيام معدودة ثم تنقضي فمن اغتنمها بفعل الطاعات وترك المنكرات نال رضا الله تبارك وتعالى ، ومن ضيعها بالتكاسل وفعل المعاصي
والذنوب فإنه لن يجني إلا الندم ولن يحصد إلا الشقاء .
تفنى اللذاذة ممن ذاق صبوتها * * * من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء في مغبتها * * * لاخير في لذة من بعدها النار
سادسا : المسارعة إلى فعل الخيرات .
ومن ثمرات الصيام المسارعة إلى فعل الخيرات دون التعذر بأوقات دون أوقات والتأجيل والتسويف حتى تروق نفسه لذلك .
إذا كان يؤذيك حرّ المصيف * * * وكرب الخريف وبرد الشتا
ويلهيك حسن زمان الربيع * * * فأخذك للعلم قل لي : مـتى ؟
والصائم مع جوعه وعطشه فإنه لايتأخر عن أداء الصلوات وفعل الطاعات مع طلب النفس للدعة والراحة .

سابعا : التطلع إلى ماعند الله في الدار الآخرة .
ومن ثمرات الصيام التطلع إلى ماعند الله في الدار الآخرة والجد والإجتهاد في الأعمال الصالحة التي تقرب الى الجنة وإجتناب المعاصي والذنوب التي تقرب إلى النار والصائم في شهر الصيام يجد ويجتهد ويصبر ليحافظ على صيامه ، ويترك مايغضب الله تبارك وتعالى حتى لايكون ذلك سببا في عدم قبول صيامه ثم ينتهي هذا الشهر بفرحة العيد للطائعين والندم والحسرة للمفرطين
غدا توفى النفوس ما كسبت * * * و يحصد الزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم * * * و إن أساءوا فبئس ما صنعوا
حقا إن الصيام مدرسة عظيمة نستلهم منها الدروس والعبر لنبدأ سنة جديدة في طاعة الله تبارك وتعالى .
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
« آخر تحرير: 2012-07-15, 02:43:15 بواسطة فارس الشرق »
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: رمضان أقبل ... ماذا تفعل؟
« رد #26 في: 2012-07-19, 20:40:11 »
كل عام والمنتدى بكل خير، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال..
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى