المحرر موضوع: لحظات فارقة  (زيارة 7693 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

ماما فرح

  • زائر
لحظات فارقة
« في: 2008-08-24, 07:23:07 »

لحظات فارقة

لحظات فارقة في حياة الإنسان..

هي لحظات الاختيار..

يقف الإنسان في مفترق طرق.. وعليه الاختيار..

ينظر أمامه فإذا هناك طريقان .. وعليه أن يختار أحدهما..

طريق منهما يبدو وعراً صعباً ولكن تبدو في نهايته السلامة

والطريق الآخر سهل ممهد ولكنه يقود في نهايته البعيدة إلى الضياع

منا من لديه بعد نظر.. لايهتم ببداية الطريق وإنما عيناه  ترصد آخره

ومنا من لاينظر إلا تحت قدميه فقط ولا يشعر إلى أي منعطف خطر تتجه به قدماه

ماما فرح

  • زائر
رد: لحظات فارقة
« رد #1 في: 2008-08-24, 07:24:19 »


(1)

عاش زيد في مكة .. زماااان قبل بعثة الرسول -عليه الصلاة والسلام..

وقت أن كانت الأصنام تملأ أرض مكة .. حول الكعبة.. وفي البيوت.. وفي العقول أيضاً..

جلس زيد بجوار الكعبة..

- لماذا تجلس هكذا يا زيد ؟ قم لتطوف معنا حول الكعبة

- لا يا أخي.. أنتم تقولون كلاماً في الطواف به شرك لم يقله نبي الله إبراهيم .. وأنا على دينه وأعبد رب إبراهيم ولا أشرك به شيئاً

- فهل كل هؤلاء على خطأ وأنت وحدك على صواب؟

ابتعد الصديق وهو يضرب كفاً بكف..

وجلس زيد مستنداً للكعبة وقال:

"اللهم لو أني أعلم أي الوجوه أحب إليك عبدتك به، ولكني لا أعلمه"

فكر زيد وقرر..

قرر السفر للبحث عن من لديه علم بدين إبراهيم عليه السلام..

ذهب للعراق .. وذهب للشام

وأخيراً .. أخيراً وجد راهباً بالشام سأله عن الحنيفية دين إبراهيم..

- "هذا الزمان زمان نبي يخرج من بلدك.. يبعثه الله بالحنيفية دين إبراهيم..

ارجع لبلدك وانتظره فهذا زمانه.."

خرج زيد بسرعة عائداً إلى مكة .. ولكن..

في الطريق خرج عليه رجال إحدى القبائل وقتلوه ..


خرج يبحث عن الحق وحده..

لم يقل: " هل أنا من سيصلح الكون "

ومات وحده..

لكن مات على الحق ولم يسجد لصنم..

رفض السير مغمض العينين وراء الأغلبية..

فليس دائماً يكون الحق مع الأغلبية ..

باختصار.. عاش رجلا .. ومات رجلا..

هذا : زيد بن عمرو بن نفيل..

ابن عم عمر بن الخطاب رضي الله عنه..

ووالد سعيد بن زيد زوج فاطمة أخت عمر رضي الله عنهم..
 
« آخر تحرير: 2008-08-24, 07:27:54 بواسطة ماما فرح »

ماما فرح

  • زائر
رد: لحظات فارقة
« رد #2 في: 2008-08-24, 07:25:25 »


(2)

عاش عمرو في مكة أيضاً ولكن قبل زيد وقبل بعثة الرسول بزمن أطول كثيراً
عاش في زمن كان فيه الناس باقون على دين إبراهيم عليه السلام ..
وكان عمرو من الكبار في قومه وله كلمة مسموعة..

سافر يوماً إلى الشام ..
وهناك رأى عجباً
رأى تماثيل صغيرة تباع في الأسواق ..

سأل : ماهذه؟

قال البائع: هذه آلهة .. نعبدها ..
 نطلب منها المطر إذا حل الجفاف ..
ونسألها النصر على الأعداء..

قال عمرو : ما أجمل هذا !

وحمل معه بعضاً منها وعاد إلى مكة.
وحكى لقومه عنها ودعاهم لطلب البركة منها ..

ويوماً بعد يوم .. صار التمثال اثنين وعشرة ..
ويوماً بعد يوم .. التفت الأصنام حول الكعبة ..
ويوماً بعد يوم .. ضاع التوحيد ودين إبراهيم من القلوب..
ويوماً بعد يوم.. عششت الخرافات في العقول..

وكانت بداية كل هذا الضلال:
 اختيار خاطيء من فرد تبعه اختيارات خاطئة من كثيرين ساروا خلفه على الطريق..
كانت البداية : انبهار بلا تفكير ..
وليست المشكلة الانبهار والإعجاب..
المشكلة هي الانبهار دون توقف للتفكير..

عمرو هذا هو : عمرو بن لحي
أول من أدخل الأصنام لجزيرة العرب..
وأول من بدل دين إبراهيم...
     


غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: لحظات فارقة
« رد #3 في: 2008-08-25, 13:06:30 »
رائع يا ماما فرح  good::)(

هيا أكملي
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ