بسم الله
فتح الله عليك يا سيدنا
لكن ألا تظن ان الأسراف فى موضوع كهذا قد يؤدى لتمييع كثير مما يجب ألا يميع "عند البعض ممن قد لا يستوعب الموضوع بشكل كامل فيأخذ جانب ويترك أخر "
أو بمعنى أخر قد لا يكون الطرح العام لموضوع كهذا هو الاختيار الموفق
فإن كان يجب أن يعلم ويفكر بل يتبع هذا الرأى من تشبع بدرجة من العلوم المختلفة
إلا أن من لم ترسخ قدمه بعد قد يضره موضوع كهذا رفقا يا رفيق
بالنسة ليلة الثلاثاء
ماشاء الله تبارك الله
كأنك وقفت على لب اللباب وسر السر يا
مهند (وصفا)
إننا في رحلة الإياب هذه، ننسى فارق النظرة بين عين الذاهب وعين الآيب؛ فالذي يجد السير ذاهبا يلزمه ألا يبصر غير طريق أوحد إلى القمة المنشودة، فإذما بلغها أدرك أن ما تكلفه من عنت ليلزم هذا الطريق بعينه كان عبثا لا لزوم له لما هو كائن من طرق أخرى متعددة، فأينما وقعت قدمه فهي في طريقٍ ما إلى ما يصبو إليه، فإذا ما تهادى آيبا ينظر ما أبصره فوقُ من طرق متعددة تؤدي لنفس القمة، عاد باللوم على نفسه، وعلم سر إلزام الذاهب أولا طريقا بعينه وتكليفه ألا يحيد عنه ولو إلى طريق آخر مؤد لنفس القمة؛ والسر هو عين ما قلتَ أخي الحبيب من أنه:
قد يؤدى لتمييع كثير مما يجب ألا يميع "عند البعض ممن قد لا يستوعب الموضوع بشكل كامل فيأخذ جانب ويترك أخر "
ومن ثم فلا يصل الذاهب إلى غايته أبدا، ويظل ينقل قدمه بين طرق مختلفة وهو لم يرتق من السلم درجة واحدة!
لكننا نعود ونقول: هذه عين الوصاية، وهذا عين الحجر، فليست أمانة الإرشاد، وسبق العلم، يسوغان أبدا إغلاق عيون السالكين عن غير ما اختط لهم من طريق وإن كان هو الأدنى أو الأيسر
لاسيما إن كان هؤلاء السالكين ممن يتوسم فيه بلوغ الغاية فعلا، لتولي منصب الإرشاد لمن يخلفهم، بل ربما يُعد سوقهم على هذا النحو جريمة في حق الإرشاد والعلم ذاتهما!
وإن كان أخونا الحبيب أبو بكر يقول إن علينا أن نجيء بقول لين لاسيما أننا كنا كذلك من قبل، فلا تعارض بين لين القول وصرامة المقول، وانظر صرامة قوله : ربكم ورب آبائكم الأولين. وهي من جملة القول اللين الذي التزمه عليه السلام!