بعد أن قرأنا الملخص الكلي... نتابع الان مع ملخص أكثر تفصيلا، نستعرض فيه بعض الفقرات الضرورية ذات الأفكار الهامة
أولاً- مشكلات الثقافة والعلم
ما هي جذور المشكلة؟
أن كلمة العلم وقد كانت أدق كلمة للدلالة على محدود، لم يعد لها مدلول محدود في مجتمعنا. بل لقد اصبحت من الكلمات الفضفاضة التي تتسع لمعان كثيرة مختلفة
العلم في مدلوله المنطقي المعروف: إدراك الشيء مطابقا لما هو عليه في الواقع، ولا يسمى هذا الإدراك علما إلا إذا تكاملت الأدلة على انه إدراك موافق للحقيقة والواقع، ولا فرق بعدئذ أن بين ان تكون المسألة من الطبيعيات الخاضعة للتجربة والحس، أو المجردات الخاضعة للنظر والفكر. ومن أوضح النتائج المترتبة على ذلك، أن كلمة "علم" لا تطلق على إدراكين متخالفين لحقيقة واحدة، إذ لا بد أن يكون أحدهما مخالفاً للواقع، فلا يكون عند ذلك علماً.
غير ان هذه الكلمة تنسحب –في مدلولها الشائع اليوم- على طائفة لاحصر لها من النظريات والآراء والتصورات المتعلقة بأمور شتى، مهما تناقضت واختلفت عن بعضها.
أي ان كثيرا مما يطلق عليه اسم (علم) هذه الأيام ليس في حقيقته علما، ولا يمت للعلم ومنهج البحث العلمي بصلة..، من هذا أقوال الفلاسفة وأراؤهم الشخصية ونظرياتهم (وكثير من الفنون الوافدة علينا التي يسمونها علوما)
فالشاب يتجه ليقرأ ويتعلم فيقال له اقرأ للعلماء الغربيين لتحصل على العلم، فيجد أن كانت وديكارت لا يؤمنان بما يؤمن به دارون من النشوء والارتقاء، ودارون لا يذهب إلى ما يذهب اليه فرويد فيما يتعلق بالجنس وسلطانه على النفس، والذين يرون من هؤلاء الباحثين أن نظام الكون قائم على قانون الميكانيك، لا يؤمنون بما يراه ماركس وأشياعه من أنه قائم على نظام الديالكتيك.
وهكذا فإن لكل من هؤلاء الباحثين مذهبا انتهى إليه في تفسيره للوجود والحياة، يختلف في كثير من جوانبه عما ذهب إليه الآخرون اختلاف النقيضين.
فالشاب المثقف الذي يدعوه مجتمعه إلى دراسة هؤلاء الأشخاص، على انهم علماء، وعلى ان أحكامهم على الكون واسراره هي العلم، أي حكم من هؤلاء الأحكام المتخالفة يعتمد، وبأيها يأخذ ويصدق؟
هنا تبدأ المشكلة، وهنا تظهر أول عقدة علمية او فكرية في نفس الشاب.