مع مسرح الأسرة............ مش حتقدر تغمض عنيك

[ماما هادية]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حضرنا في دمشق الفيحاء يوم السبت الماضي، إحدى عروض مسرح الأسرة، بعنوان "رحلة إمام"..  
المسرحية تعرض كل يوم سبت، على مسرح إشبيلية في "دمر البلد"، في تمام الواحدة ظهرا.. ويستمر العرض الأسبوعي حتى حلول شهر رمضان المبارك 

ومسرح الأسرة، مسرح تشرف عليه أستاذات ملتزمات، يقدمن مسرحيات، تكون البطولة فيها إما لفتيات أو لأطفال... فإذا كانت البطولة للأطفال، كان المسرح مفتوحا، وإذا كانت لفتيات، كان العرض مقتصرا على النساء...

يتميز مسرح الأسرة، بقصصه الهادفة، وإمكانياته الفنية العالية والمنافسة، وتحري الضوابط الإسلامية (المتساهلة) فيما يتم عرضه... فيتم استخدام الموسيقى، والتنكر، وغير ذلك من أساليب فنية ...

قيل لي أن الفنان السوري المشهور دريد لحام حضر عرض مسرحية (مملكة النحل) وأثنى عليها كثيرا وأعجب بحسن تدريب الأطفال وإتقانهم لأدوارهم... 

مسرحية  (رحلة إمام) تمثل قصة حياة الإمام الشافعي.
كتبت سيناريو المسرحية وأخرجتها، مخرجة تلفزيونية أكرمها الله تعالى بالتوبة والحجاب والالتزام، فقررت ان تستخدم مواهبها وتخصصها في خدمة الدين ونشر روائع التراث...

تقول انها سهرت الليالي ذوات العدد، تنقب في بطون الكتب الصفراء القديمة، لتظفر بتفاصيل حياة هذا الإمام العظيم، ورحلته في طلب العلم ونشره، وفي محاولة فهم إنجازاته العلمية، ومن ثم تقديمها وتقريبها للعقول في أجمل وأبدع أسلوب...

وقد وفقت المخرجة إلى حد بعيد في شرح قواعد أصول الفقه، ومصادر التشريع الرئيسية والفرعية،  كالاستحسان والاستصحاب وسد الذرائع وغيرها... وتقريبها للأذهان بأسلوب بسيط جذاب، من خلال القصة والموقف، بل والطرفة والفكاهة، وحتى الأغنية..
كذلك تعرضت الكاتبة للاختلاف بين مدرسة الفقه ومدرسة الحديث، بأسلوب رائع، لم يرجح مدرسة على أخرى كما هو شأن المتعصبين والسطحيين، بل يبين دور كل مدرسة وظروف نشأتها...
وبينت قيمة كل إمام من الأئمة الأربعة وفضله، وكيف ان اختلافهم كان في الفروع، وكان اختلافا في أسلوب التعامل مع الأدلة ووجهات النظر، مبنيا على قواعد سديدة واجتهادات رشيدة، لا عن هوى أو جهل أو لغياب بعض الادلة عن بعضهم كما يظن أو يروج المتسرعون...
وبينت العلاقة التبادلية الراقية بين الأئمة الأربعة، ومدارسهم الفقهية.

من الامور المهمة التي وضحها العرض المسرحي أيضاً هو تغير الأحكام بتغير الازمان والأماكن، وأن هذا لا يكون إلا في الاحكام المستندة إلى العرف والمصلحة، أي الأحكام الاجتهادية، لا الأحكام المبنية على نصوص، لانه لا اجتهاد في محل النص...

كذلك من الأمور الرائعة التي تعرض لها العرض المسرحي، هو الضوابط الشرعية للتعاملات الاقتصادية، في السوق وبين التجار، وبين الصناع وعملائهم.... فقدمت المسرحية بأسلوب غنائي وتمثيلي جميل، عددا كبيرا من القضايا الاقتصادية التي تم بيان حكم الله فيها من خلال عرض الأحاديث الشريفة المناسبة لكل موقف، وبالتالي عرض الحكم الفقهي المرتبط بها.. وبهذا بينت الكاتبة أن الإسلام دين حياة، لا دين عبادات وشعائر وحسب، بل إنه ينظم العبادات والأخلاق، كما ينظم الاقتصاد والسياسة، والعلاقات الاجتماعية، بل وحتى الاتيكيت والذوقيات..... ففي بعض المشاهد تم عرض لفتات ذوقية في غاية اللطف والرقي، وبيان التعاليم النبوية التي تحكمها.

ولم تنس الكاتبة -وهي ترسم الخلفية التاريخية والبعد الزمني لحياة الإمام الشافعي- أن تتعرض للخليفة هارون الرشيد، وتبين عهده الذهبي، وتنفض الغبار التي راكمتها الشبهات على سيرة هذا الخليفة العظيم، الذي كان يحج عاما ويغزو عاما مدافعا عن حياض الامبراطورية الاسلامية،  فرسمته شخصية إسلامية متفقهة طالبة للعلم، مقربة للعلماء، تحكم بالعدل، وتحرص على أمن وسلامة ورفاهية رعيتها... وبينت أن قيمة تلك الحضارة الإسلامية الرائعة كانت في إنسانيتها... 

ومما أبدعت فيه الكاتبة، عرضها بشكل رائع لدور النساء العظيم في النهضة الإسلامية والحركة العلمية، من خلال شخصيات:
-   أم الإمام الشافعي، وحرصها على تعليم ابنها، والتدارس معه وهو صغير، ودفعه لمجالس الشيوخ والعلماء رغم فقرها وقلة حيلتها
-    وابنة الإمام مالك التي كانت تحرص على جمع الأحاديث النبوية الشريفة التي يرويها والدها، ونسخها، وتدارسها مع لداتها من النسوة طالبات العلم، وكأنها أسست أول دار للحديث، ومن خلال الاغنية التي أشادت بدار الحديث هذه، شعرنا أن المخرجة تشيد بدار الحديث النورية التي أسستها ثلة من أستاذات الحديث في الشام منذ بضع سنوات، وتخرجت منها أعداد كبيرة من حافظات الحديث، في تظاهرة علمية ندر نظيرها في عصرنا الحاضر، بين الرجال والنساء على حد سواء..
-   كذلك من الشخصيات النسائية التي عرضتها المسرحية شخصية زوجة الإمام أحمد بن حنبل، وحسن تربيتها لأبنائها
-   - وشخصية زبيدة زوجة هارون الرشيد، المتعلمة المثقفة، الحريصة على اعمال البر والخير، والتي تبرعت من أموالها لجر المياه من الآبار العذبة إلى مشاعر الحج لسقاية الحجيج، فيما يعرف حتى يومنا هذا بعين زبيدة
-    وشخصية العباسة أخت الرشيد، التي عرضتها االمسرحية لا كعاشقة ومعشوقة كما في روايات الهلال لمشوه التاريخ الإسلامي جرجي زيدان، بل كطالبة علم حريصة على التعلم، وعلى تتبع الرسائل العلمية لكبار العلماء...
- والسيدة نفيسة، سليلة بيت النبوة، وأحد شيوخ الإمام الشافعي

ولابد ان أسجل إعجابي كدارسة للعلوم الشرعية، بهذا الإبداع الفني الذي قدم محاضرات في الأصول والفقه والقواعد الفقهية وتاريخ التشريع، والتاريخ الإسلامي، بأسلوب غاية في البساطة والتشويق والجاذبية، دون أن يخل ذلك بالمضمون العلمي القيم... من خلال عرض فني غنائي شيق استمر مدة أربع ساعات متواصلة، اختصر فيها محاضرات عام كامل من الدراسات الشرعية... وأعطى الجماهير زبدة لذيذة المذاق، عالية القيمة الغذائية.
 

[ماما هادية]

 

كان ذلك في المضمون العلمي للمسرحية..
وأما من النواحي الفنية فقد كانت الأزياء التي صممتها مصممة أزياء متخصصة، غاية في الروعة والفخامة والثراء... 
ديكورات المسرحية أيضا كانت متميزة، وقد استخدمت الارضية الدائرية المتحركة في جانبي المسرح لتغيير الديكور بحسب ما يناسب المشاهد المختلفة والأماكن، مما أضفى على المسرحية حيوية وإبهارا.. 

الشخصيات الرجالية قامت بأدائها فتيات (طبعا.. لانه مسرح نسائي) متنكرات بزي الرجال، تنكرا متقنا للغاية... 
ولكن المخرجة فضلت استخدام أصوات رجالية لهذه الشخصيات، فتم تسجيل الاداء المسرحي بصوت رجال، كان من بين هذه الأصوات أصوات لممثلين محترفين، كالممثل السوري رياض نحاس الذي قام بأداء دور الإمام الشافعي، وأتقنت الفتيات الدوبلاج، حتى إن الإنسان لينسى أثناء المسرحية أنه يشاهد فتاة بثياب الرجال...

وتخلل المسرحية كثير من الاغاني والرقصات التشكيلية والاسكتشات، التي خدمت السيناريو بشكل ممتاز...

كذلك قدمت المخرجة لقطات فاصلة، تخللت العرض المسرحي، عبارة عن حوار بين أب وابنه، يتحدثان باللهجة الشامية العتيقة، يعودان لأواخر العصر العثماني، ويرتديان الثياب التقليدية (كشخصيات مسلسل باب الحارة تماما)، كان الأب يطالب ابنه بأن يتعلم من رحلة هذا الإمام ليصبح مثله من العلماء، ويتأكد بعد كل مقطع أن ابنه فهم المعلومات التي عرضتها المشاهد، من خلال مراجعة ما تم عرضه بأسلوب عامي مرح، فإن وجد أن ابنه لم يفهم، ضرب له امثلة من واقعهم المعاصر، ليقرب له المسألة...

وقد علق بعضهم بأن هذه المشاهد كان الهدف منها وضع توقيع شامي أصيل على المسرحية... لكنني رأيتها فكرة ذكية للتأكد من أن المعلومة قد وصلت بشكلها الصحيح، وتوضيحها اكثر من خلال تلك الامثلة، بأسلوب كوميدي جذاب أضحك الجميع من كبار وصغار...

أمثال هذه الأعمال الفنية المتميزة، تستحق الإعجاب والمتابعة والشكر..  ولعلها تكون بديلا، يحل يوما ما محل الإسفاف الفني، والاتجاه غير الأخلاقي والخارج عن حدود الشريعة الذي يمارسه الفن والفنانون عموما في عالمنا اليوم... 

نسأل الله الهداية للجميع، والتوفيق والأجر الجزيل لكل العاملين في مسرح الأسرة    

[ذات النطاقين]

أسعد فؤادي ما قرأت يا  أختاه  فعلا جزاهن الله خيرا عن الاسلام وأهله ولا يسعنا الا التواضع ورفع أكف الضراعة والدعاء لكل انسان عامل على وجه هذه البسيطة . أسال المولى أن يلهمنا فعل الخيرات وأن يستعملنا فيما أعطانا وأعطاكم .

[الشابة الحالمة]

 

[الشابة الحالمة]

شكرا على الموضوع واتمنى ان يكونوا قدوة لنا فلولا تلك الامهات لم تصنع تلك الرجال

[سيفتاب]

مرحبا بك في أسرتنا أيتها الفتاة الحالمة

 

أرجو أن يطيب لك المقام بيننا

ماما هادية مسافرة وتعود قريبا فقلت أنتهز افرصة وأرحب بك 

[الشابة الحالمة]

شكرا جزيلا على الترحيب وبصراحة المنتدى جدي جدا وانا  بحب هذا النوع من المنتديات

[ذات النطاقين]

أهلا وسهلا بك . رغم أنني من الأعضاء المقلين ولكن أفرح عندما يتفضل عضو جديد بالدخول أو التسجيل والمشاركة فهذا يعني لي ان الدنيا لسة بخير وهناك من يحب الأندية . الجادة . ومن بعد اذنك هل يمكنني معرفة سبب تسمية نفسك بالحالمة وحالمة بماذا بالضبط ؟ لو أن هذا السؤال أزعجك فلا تجيبيني . وأهلا وسهلا بك مرة أخرى . ولا أعرف  ماذا تقصد الأخت سيفتاب بأن ماما هادية مسافرة وانتهزت الفرصة ورحبت بالعضوة الجديدة . هل هذا يعني أن المسؤولة عن الترحيب هي ماما هادية فقط ؟ أو ما هو القصد  من قول ماما سيفتاب ذلك .

[سيفتاب]

ضحك الله سنك يا ذات النطاقين

كنت فقط أمزح وماما هادية فعلا لم تعد بعد من أجازتها بالشام وتدخل كلما حانت لها الفرصة ولذا رحبت بالحالمة، والترحيب ليس حكرا على أحد بالطبع إنما لم أرد أن تعتقد أن ماما هادية لم ترد على تعليقها اهمالا فأوضحت لها

تمام كده؟ 

[الشابة الحالمة]

بصراحة الواضح ان اعضاء المنتدى مذوقين كتيير وضحلي ذلك من الترحيب وبصراحة انا كتير بتشكركن ومن ناحية سؤالك يا أخت ذات النطاقين عن سبب اختياري الحالمة فهوي سؤال وجيه جدا و مافيه اي ازعاج والسبب انو انا من طبعي الحلم حتى لو لم يتحقق والحمد لله عشت بأسرة شجعتني على التفائل وعدم اليأس والحمد لله ماعمري حلمت بشي الا وتحقق حتى لو بعد حين.

[الشابة الحالمة]

وبصراحةأنا أكبر حلم لي أن أكبر وأكمل تعليمي وأن أحظى بما اتمناه من الفروع الجامعية من غير ان اكلف عائلتي مالا طاقة لهم به .

[ذات النطاقين]

على كل آ سفة أختي سيفتاب على مداخلتي وتساؤلي . وشكرا أيتها الشابة الحالمة لاجابتك .على كل حال قرأت اجابتك عن تساؤلي متأخرة . لأني أجبت عن سؤالي بنفسي وفسرت سبب تسميتك نفسك بهذا الاسم في مكان آخر . أرجو أن أكون أصبت بعض أحلامك .

[ماما هادية]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلا ومرحبا بك أيتها الشابة الحالمة، نسأل الله تعالى أن يوفقك لتحقيق أحلامك على الوجه الذي يرضيه عنك، ونتمنى ان يطيب لك المقام في منتدانا

شكرا لك حبيبتي سيفتاب على النيابة... وشكرا لمداخلاتك أختي الكريمة ذات النطاقين.. وسعيدة ان الموضوع أعجبكم، وكنت أتمنى لو أتيحت لكن الفرصة لمشاهدة العرض المسرحي بأنفسكن... لكن خيرها بغيرها ...

[rabeaa1]

جزى الله خيرا جميع القائمين على هذا المنتدى الرائع

[ماما هادية]

جزى الله خيرا جميع القائمين على هذا المنتدى الرائع

أهلا ومرحبا بكم 

أسعدتنا مشاركتكم، وبانتظار المويد منكم إن شاء الله

[زهرة الأحلام]

شكرا على الموضوع واتمنى ان يكونوا قدوة لنا فلولا تلك الامهات لم تصنع تلك الرجال

جزاكى اللة كل خير يا ماما هادية
اتمنى ان يكون فى مصر مثل هذة المسارح التى تعرض الاعمال الهادفة 

[ماما هادية]

شكرا على الموضوع واتمنى ان يكونوا قدوة لنا فلولا تلك الامهات لم تصنع تلك الرجال

جزاكى اللة كل خير يا ماما هادية
اتمنى ان يكون فى مصر مثل هذة المسارح التى تعرض الاعمال الهادفة 

شكرا لك يا زهرة الاحلام
وقد قصدت فعلا من نشر هذه التجربة ان يستفيد منها الاخوة والاخوات في الاقطار الاخرى وتكون ملهمة لهم

والله كريم