المحرر موضوع: حكاية مدينة..  (زيارة 30740 مرات)

0 الأعضاء و 3 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

أسيرة الصفحات

  • زائر
رد: حكاية مدينة..
« رد #20 في: 2008-11-19, 04:08:18 »
ما شاء الله , موضوع في منتهى الأهميه !
و الله إستفدت كثيرا

و معك حق في موضوع كتب التاريخ

لو قلنا أن فصلا فيه 40 طالبا
منهم 25 كسالى و 15 مجتهد
الكسالى ليس لديهم وجهة نظر
و ال15 عسلوا عقولهم
فماذا يبق لنا ؟

أكمل الموضوع متابعة إن شاء الله

جواد

  • زائر
رد: حكاية مدينة..
« رد #21 في: 2009-01-23, 16:25:35 »
الجزء التالى قريبا ان شاء الله.

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
رد: حكاية مدينة..
« رد #22 في: 2009-01-23, 18:49:19 »
ما شاء الله تبارك الله emo (30):

موضوع جميل اخ جواد بارك الله فيك ::ok::

لفت نظري كلامكم عن كتب التاريخ , الان فقط عرفت ان كتب التاريخ في البلاد الأخرى تدرس جهود المسلمين بطريقة سلبية

الحمدلله كتب التاريخ التي ادرسها تدرس كل مجهودات المسلمين و تعرضها بطريقة ايجابية جدا مع انتقاد الكفار و المستعمرين


جزاك الله خيرا

و متابعة , موضوع قيّم جدا
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

غير متصل وليد قطب

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 230
رد: حكاية مدينة..
« رد #23 في: 2009-01-26, 19:30:25 »
(بدأ تيودور هرتزل فى البحث عن مكان مناسب يصلح لإقامة دولة اليهود )
مشاء الله موضوع جميل
لكن أعتقد أن فكرة إقامة وطن قومى لليهود ليست مجرد فكره لتجميع اليهود فى مكان ما
إنما هى عقيده فى الارض المقدسه التى ستقوم عليها مملكة داوود كما يزعمون
وهرتزل لم يكن سوبر مان أنشاء وطن قومى لليهود الذين ظلو مشردين ألاف السنين
ما هكذ تفسر أحداث التاريخ
أنما كان مجرد دميه فى يد الصهيونيه العالميه
واختيار فلسطين تلاقت فيه عقيدة اليهود مع مطامع الاستعمار الذى اراد غرس جسم غريب
فى جسد الأمه لإجهاض اى محاولة توحد عربى ثم إسلامى
أخى ألقضيه أكبر من مجرد صحفى طامح أو مجموعة يهود يريدون وطن قومى
وإلا لألقوهم فى أحد مجاهل أفريقيا حيث لا سكان ولا عقيده قويه تناوئهم
أرجو أن تقبل ملاحظاتى البسيطه بصدر رحب
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِيشَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

جواد

  • زائر
رد: حكاية مدينة..
« رد #24 في: 2009-01-27, 23:56:55 »
جزاكم الله خيرا كثيرا أخى الكريم "مهند"

وأهلا بك فى منتداك ، ننتظر مزيدا من المشاركات والتفاعلات..

والصدر رحب والحمد لله، فهات ما بدا لك..  emo (30):

بخصوص العقيدة المقدسة لليهود فأعتقد أن هؤلاء لا يتحركون من منطلق دينى وانما لا يعرفون الا الأطماع والمصالح ويسخرون اى شئ ذلك حتى الدين.

أما تيودور هرتزل فهو الذى سعى فى الامر بجدية وتوالت الجهود فيما بعد لأن الفكر موجود من قبله.

أما القضية فهى فى نظرى الحرب الدائمة بين الحق والباطل.

والمعروف أنه وان تعددت صور الباطل فإنه يتعاون دوما عندما يكون العدو هو الإسلام..

لكن فى المقابل، ما انتصر الباطل ابدا الا بتخاذل أهل الحق فى الدفاع عنه.


جواد

  • زائر
رد: حكاية مدينة..
« رد #25 في: 2009-02-09, 22:10:23 »
1904

يموت تيودور هرتزل بعدما أرسي دعائم قويه لأفكاره ومعتقداته وخططة،
وخلفه حاييم وايزمان الزعيم الصهيونى المشهور.

وعلى الرغم من شدة المكر والكيد الا أن السلطان عبد الحميد الثانى دعا لإنشاء الجامعة الإسلامية والإلتفاف حول رابطة الإسلام وليس العنصر
مقتديا بما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حادثة شاس بن قيس من قبل،

جامعة إسلامية ضخمة تضم المسلمين فى  أنحاء العالم يتبادلون الرأى والمشورة، لكن اعترضوا عليه،

وازداد الموقف سوءا سواء فى تركيا او فى البلاد الإسلامية الاخرى،
وبدأت جمعية الإتحاد والترقى تشيع فى الناس أن السلطان عبد الحميد الثاني هو سبب التخلف والرجعية وأن أخطاؤه كثيره وأفعالة ذميمة،
وحرصوا ألا يطعنوا فى الخلافة ، بل قالوا من الأنسب أن يعزل ويأتى غيره،

وانساق الشعب ورائهم.


ولا شك ان الكلمات التى ألقاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المدينة المنورة بعد حادثة شاس بن قيس وقعت فى تربة طيبة فأنبتت نباتا حسنا،
ولو كان كلامه لأناس اشربوا الدنيا فى قلوبهم وتحكمت فيهم اهواءهم وأطماعهم لما سمع أحد نصحه أو انصاع لكلامه صلى الله عليه وسلم،

و تشبع المسلمون بالأفكار الإنفصالية  وقامت ثورات عدة على السلطان عبد الحميد الثانى رحمه الله،
أشهرها ثورة فى عام 1908 ثم ثورة أخرى فى عام 1909

وفى هذه الأخيره طالبت بعزله مؤيدة برجال جمعية الإتحاد والترقى وبقنصليات غربية وشعب مغيب،

وفى سنة 1909 تم عزل السلطان عبد الحميد الثانى وولى الأمر محمد الخامس السلطان الضعيف،
وليت عمرى الى متى لا نفرق بين الثورات والإنقلابات،
وإلى متى سنظل عاجزين عن التفرقة بين المظاهر الخادعة والمحتوى الخبيث.

وأصبحت مقاليد الحكم الرئيسية فى يد حزب الإتحاد والترقى أو بمعنى آوضح فى يد اليهود.
حتى ان الوفد الذى سلم السلطان عبد الحميد الثانى خطاب عزله كان مكونا من ثلاثة رجال أحدهم كان يهوديا.
ولعله درس واضح لنعلم الحرب على حقيقتها.


تفاقم الأمر حتى ظهر اليهود بشده فى حزب الإتحاد والترقى حتى أن السفير البريطانى فى تركيا قال لوزير خارجيته فى سنة 1910
أن لجنة الإتحاد والترقى تبدوا فى تشكيلها اليهودي تحالفا تركيا يهوديا مزدوجا،

وبدأت قرارات جمعية الإتحاد والترقى والتى يجب ان تظهر تحت عناوين الإنفتاح والحضارة والمصلحة والقومية،
وبالطبع كان أول هذه القرارات الغاء الحظر المفروض على اليهود فى دخول فلسطين والسماح لهم بالهجرة اليها.
وعزل حكام فلسطين العثمانيين الذين كانوا معروفين بكرههم لليهود وتولية آخرين يتفهمون السياسة الجديدة،

ولم يمر الكثير من الوقت حتى بدأت نذر الحرب العالمية الاولى فى الظهور وتحالفت انجلترا وفرنسا وروسيا ضد المانيا،
ثم دخلت ايطاليا فى التحالف الإنجليزى على وعد اطلاق يد ايطاليا فى ليبيا ووجدت جمعية الإتحاد والترقى الفرصة سانحة للإجهاز على الخلافة العثمانية
فدفعوها دفعا للدخول فى الحرب العالمية الأولى الى جانب المانيا،

كل هذا ومازال هناك خليفة يحكم فى الظاهر بينما تدار الأمور فى الخفاء بيد اليهود عن طريق جمعية الإتحاد والترقى.

وبدأت الحرب العالمية الأولى فى سنة 1914 واستمرت الى سنة 1918
وفى هذه السنوات الأربع وضعت علامات بارزة وأسس قوية لإنشاء دولة اليهود فى فلسطين،

أولا، توالت الهزائم للخلافة العثمانية بعد ان تولى قيادتها العلمانيون الأتراك وانشغلت بنفسها تماما،

فى منطقة البلقان وشرق أوروبا تأثرت الخلافة العثمانية بتحالف صربيا وبلغاريا واليونان والجبل الأسود واستطاعوا هزيمتها والإستقلال عنها،
على الرغم أنها كانت مجرد ولايات فى الخلافة العثمانية الإسلامية.

الجيش الروسي يأكل آسيا الوسطي ويسيطر على القوقاز،

انجلترا وفرنسا وايطاليا يهاجمون تركيا،

وإيطاليا تفترس فى ليبيا،

ومع ذلك فقد وجهت الخلافة العثمانية ثلاثة جيوش لحماية منطقة الشام وفلسطين.

الا أن اليهود لم يكن ليستطيعوا ذبح الخلافة العثمانية وحدهم حتى وان استعانوا بالإنجيز وغيرهم من الحلفاء،

وبدا واضحا أننا على موعد بخيانة كبري تفتح الطريق أمام اليهود و كل من يكره الإسلام والمسلمين.

ففى عام 1915 يفاجئنا الشريف حسين حاكم مكة العربى بإتفاقية مع ماكماهون الزعيم الإنجليزى
تعرض فيها انجلترا على الشريف حسين الذى يريد الإستقلال بقوميته العربية ما يلى،

1- انشاء مملكة للعرب يكون الشريف حسين ملكا عليها تضم الحجاز والعراق وسوريا والأردن وعاصمتها مكة المكرمة.

2- استثناء بعض الأماكن لا تعطى فى المملكة،
استثناء الأسكندرونة من سوريا لأنها سوف تهدى الى تركيا وحزب الإتحاد والترقى نظير المساعدة فى هدم الخلافة العثمانية،
- لبنان المسلمة تستثنى لأنها ستحول الى دولة موارنة تحت رعاية فرنسية
- فلسطين المسلمة تستثنى أيضا لا تدخل فى المملكة العربية لأنها تجهز لتكون وطنا لليهود

3- التعاون الإقتصادى بين المملكة العربية التى سوف تقوم والمملكة البريطانية، أو بمعنى أدق تصبح المملكة العربية سوقا كبيرا للمنتجات البريطانية.
4- التعاون العسكرى بين المملكتين ، وبمعنى اوضح الحماية الإنجليزية للملكة العربية فى نظير حماية المصالح الإنجليزية فى المنطقة الإسلامية

كل هذا فى مقابل أن يضرب الشريف حسين الخلافة العثمانية فى ظهرها بينما هى منشغلة بالحرب فى الغرب والشمال ضد أوروبا الشرقية وانجلترا وفرنسا وايطاليا
وبينما تحارب فى الشرق روسيا القصرية،
والجدير بالذكر ان هذه الإتفاقية تمت بترتيب من ضابط المخابرات الإنجليزى اليهودى "لورانس".

وليأتى الشريف حسين ليطعن فى الجنوب ويهاجم الجيش التركى المسلم فى الشام وفلسطين.
ولكن يجب أولا ان نطلق على هذه الخيانة اسما جميلا،

الثورة العربية الكبرى كما يقولون ثورة على الظلم واحتلال الأتراك للعرب !


وتحركت الجيوش العربية بقيادة الامير فيصل ابن الشريف حسين الى الشام لحرب الجيوش العثمانية المسلمة.
وتحركت الجيوش الإنجليزية والفرنسية لتساعد الثورة العربية الكبرى على زعمهم.

الا أن حزب الشيطان دوما خاسر فى الدنيا قبل الآخرة،
ففى سنة 1916 وقعت معاهدة سايكس بيكو  فى بترسبرج فى روسيا بين انجلترا وفرنسا،
وذلك بعد شهور قليلة من معاهدة الشريف حسين مع ماكماهون.

مثل فيها انجلترا مارك سايكوس المندوب السامى لشؤون الشرق الأدنى،
ومثل فيها فرنسا جورج بيكو قنصل فرنسا السابق فى بيروت.

واتفق الطرفان على تقسيم أملاك الخلافة العثمانية بينهم بعد ان يتم النصر عليها،
اتفقوا على أن تحتل إنجلترا العراق والاردن وتحتل فرنسا سوريا ولبنان.
بينما تصبح لفلسطين إدارة دولية بإستشارة روسيا.

وليعلم الجميع عاقبة بيع الدين بالدنيا،

كانت المعاهدة سرية الا أن روسيا قامت بتسريب أخبارها،
وانزعج الشريف حسين وقام بالتحدث مع الإنجليز فطمأنوه وأخبروه انهم على عهدهم معه فنام واستراح.
فلا يعقل أن تخون الدولة العظمى عهودها والمشهد يتكرر أمامنا ولا اعتبار.

وتأتى سنة 1917 لتحمل ضربات متلاحقة تمهد بها الطريق لتدمير الخلافة العثمانية تماما وإرساء دعائم الدولة اليهودية فى فلسطين.

ففى يوم 2 نوفمبر سنة 1917 يرسل وزير خارجية بريطانيا "بلفور" خطابا الى اللورد اليهودي "روتشيلد" الممول اليهودى المشهور يقول فيه،
إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف الى إقامة وطن قومي فى فلسطين للشعب اليهودي وسوف تبذل خير مساعيها لتسهيل بلوغ هذه الغاية،
وليكن معلوما انه لا يسمح بإجراء شئ يلحق الضرر بالحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية الموجودة فى فلسطين.

وهكذا فى استهزاء واضح بعقول الجميع يتظاهر بلفور بالرحمة والعطف فيرسل الطائرات والبوارج تقصف وتدمر والجنود تقتل وتذبح،
ثم لن ينسي بعض الدواء والكساء،

وهكذا بجرة قلم يتحول أهل فلسطين أصحاب البلد والذين يمثلون 92 % من السكان الى أقلية ويتحول اليهود الى أصحاب حق.

هذا فضلا عن ان إنجلترا لم تكن قد دخلت فلسطين بعد ولم تكن لها السيطرة عليها حتى تاريخ هذا الخطاب !

ووافقت فرنسا على هذا الوعد المقيت فى سنة 1918 ووافقت أمريكا عليه أيضا فى 1922

وهكذا سريعا حاولت بريطانيا أن تطمأن اليهود الى سياستها معهم لما رأته من محاولة ألمانيا والنمسا التقرب من اليهود وبالذات من يهود روسيا
التى تشترك فى الحرب مع انجلترا وفرنسا ضدهما،
خاصة وان الوضع فى روسيا آنذاك كان حرجا جدا، حيث انتشرت الجمعيات السرية بكثرة وبدا التوجة الشيوعي يظهر والإنجليز يعلمون
أن اليهود وراء ذلك كله، فإذا قامت الثورة الشيوعية فإنها ستسمع وتطيع لليهود فيجب ضمان ولائهم حتى لا يخسرونهم فى وقت حرج.

كما أن اليهود استطاعوا التأثير على أمريكا لتدخل فى الحرب الى جانب الحلفاء وضمان ولائهم يضمن استمرار أمريكا فى الحرب الى جانب بريطانيا وحلفائها،

أما العرب فإن رجال الإنجليز منهم يعرفون دورهم جيدا،
وليس من الصعب اقناع الشعوب أن بريطانيا انما تفعل ذلك لمصلحة العرب وحفاظا على أمنهم وحياتهم.
ومادام الشعب جاهلا وساذجا وجبانا فسيقبل بأى كلام وأى تصريحات.


وبدأ اللمسات النهائية لخطة تقويض الخلافة العثمانية والإجهاز عليها تماما،

ولهذا أيضا ترتيب خاص نتعرف عليه فى الحلقة القادمة ان شاء الله.

زينب الباحثة

  • زائر
رد: حكاية مدينة..
« رد #26 في: 2009-02-20, 22:27:49 »
موضوع مفيد جدا ومهم .. لم أعلم كثيرا من ما كتب هنا
جزاكم الله كل خير على مجهودك فيه ..
أكمل بارك الله فيك فنحن متابعون بإذن الله ..

جواد

  • زائر
رد: حكاية مدينة..
« رد #27 في: 2009-03-17, 14:03:18 »
جزاكم الله خيرا أختنا الكريمة.

يتبع قريبا ان شاء الله.

جواد

  • زائر
رد: حكاية مدينة..
« رد #28 في: 2009-04-07, 18:51:57 »
إنا لله وإنا اليه راجعون.

عجزت أن أجد نعيا لائقا لخلافة إسلامية حملت الراية لسنوات طوال وصمدت طويلا فى وجه الدسائس والمكائد.
الا أن الحديث يزداد صعوبة وألما حين يكون الغدر من أبنائها دون حياء من الله أو من الناس.


وبعد مرور أكثر من ثمانين عاما على سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية مازلنا لم نع الدرس، هذا ان كنا نذكر أصلا أنه كانت لنا يوما خلافة واحدة جامعة ينعم المسلمون فى رحابها يعتزون بإسلامهم وشريعة ربهم ويجاهدون لنشر الهداية وتبليغ الرسالة التى أئتمنهم الله عليها.

بل لعل ما يدمى المقل ويقطع القلب أن نرى المسلم وقد ترجل عن جواده وتخلي عن مجده وبخس حق نفسه فصار يلهث وراء فتات الخنازير يلتمس منهم ما يجودون عليه به من فتات الموائد يأخذها فى مذله ومهانة.

وكذا الدنيا لا تعطى طالبها الا سرابا، ثم لا يصيب منها الا ما قدره الله له.


وبدأ معول كبير ينخر فى بناء الخلافة العثمانية على مسمع ومرأى من المسلمين أجمعين،
 فقد اتفق الإنجليز مع مصطفى كمال الملقب بأتاتورك أو "أبو الأتراك" قائد الجيوش العثمانية فى فلسطين وعضو جمعية الإتحاد والترقى المشبعة بالأفكار العلمانية ونعرات القومية على أن ينسحب القائد التركي من فلسطين تاركا اياها للإنجليز ومعرضا مائة ألف جندي تركي للوقوع فى يد الإنجليز الصليبيين على أن تعطى تركيا لمصطفى كمال أتاتورك بعد سقوط الخلافة.

وهكذا أصبحت فلسطين بلا جيش سواء من الأتراك أو من العرب.
نعم هكذا صار المسمي بعد أن تعصب كل فريق لقوميته وأصبح الدين آخر ما يذكر أو يلتفت له.

ودخلت الجيوش الإنجليزية أرض فلسطين محتلة لها فى 16 نوفمبر 1917 بعد اسبوعين فقط من وعد بلفور وحسبنا الله ونعم الوكيل.

 إلا أن اللافت للنظر أن الأمر لم يكن مجرد مؤامرة من مصطفى كمال اتاتورك مع الإنجليز، بل كان عميقا بما فيه الكفاية ليعتقد أهالى فلسطين فى قوميتهم العربية مطمئنين الى الإنجليز الذين جاءوا يخلصونهم من حكم الأتراك الغاصبين حتى وان فضحت تصريحات بلفور النوايا الإنجليزية الخبيثة.

ولم ينتهى الأمر عند هذا الحد، بل تكونت قبل الإحتلال الإنجليزى لفلسطين بأيام قليلة جمعية كبيرة فى فلسطين تجمع الشخصيات الفلسطينية الكبيرة وعلى رأسهم مفتى القدس الشيخ أمين الحسينى الذى انخدع فى البداية هو الآخر بوساوس الشياطين ليكونوا الجمعية الإسلامية المسيحية على أساس قومي بحت.
بل وبعد مرور سنة على الإحتلال الإنجليزى لفلسطين أصدرت الجمعية بيانا تحتفل فيه بذكرى دخول الإنجليز أرض فلسطين وتبارك لها جهدها فى تحرير العرب الضعفاء من بطش الأتراك الظالمين.
واستفحلت الفتنة القومية وازداد المسلمون فرقة وتخاذلا.

وما أشبة الليلة بالبارحة،
ألم يصفق الناس لأمريكا وهى تدخل العراق رافعة شعارات العدل والحرية ثم عاثت فيها خرابا !
ألا يظل الناس يعتقدون فى نصرة أمريكا للفلسطينين وادعائها الرغبة فى تسوية عادلة شاملة للفلسطينين والعرب حتى ولو على حساب اليهود !


ولم ينتهى عام 1917 الا وقد اشتعلت الثورة البلشفية الشيوعية فى روسيا القيصرية النصرانية،
فلم ينس اليهود موقف روسيا الأرثوذكسية من اضطهاد لليهود على أراضيها ومن موقف وزير المالية "ويت" مع تيودور هرتزل الزعيم الصهيوني، وأدار اليهود الثورة على أبشع ما يكون،

عملوا أولا الى نشر أفكار كارل ماركس اليهودي عن الشيوعية وحرضوا الفقراء للثورة على الأغنياء،
ونادوا بشيوع كل شئ، بدءا بالمال والأملاك وانتهاءا بالنساء وقادوا ردة عظيمة أنكروا فيها بالكلية وجود الله.

 وحدث الإنقلاب الرهيب الدامي، وقاد لينن الشيوعي تلميذ كارل ماركس الثوار وأسس الإتحاد السوفيتي على أنقاض روسيا القيصرية وتكون المجلس الشيوعي الأول من سبعة من الأفراد أربعة منهم من اليهود والخامس استالن متزوج من يهودية والسادس لينن والسابع رجل روسي نصراني.
وكونت اول وزارة شيوعية تضم بين أفرادها سبعة عشر وزيرا يهوديا من أصل اثنين وعشرين وزيرا.

وانفتحت الدنيا لليهود فى روسيا وتحكموا فى المال والإعلام وفتحوا باب الهجرة اليهودية الى فلسطين.

وبدأ لينن حكمه بقتل ثمانية ملايين معظمهم من المسلمين، ثم قتل استالن فى فترة حكمة ما يقرب من عشرين مليونا معظمهم أيضا من المسلمين.

ولم تنتهى المصائب عند هذا الحد، فلقد بدأت الأفكار الشيوعية والإشتراكية تنتشر فى كثير من بلدان العالم بل وفى بعض بلدان المسلمين التى خرج فيها من حكم بهذه الأفكار وحاول نشرها واشاعتها بين المسلمين.


وانتهى عام 1917 وقد ماجت الأرض بتغييرات جمة وخطيرة تشابكت كثيرا لتفصح فى النهاية عن وجة قبيح ملطخ بدماء المسلمين.


يتبع ان شاء الله.

امينة

  • زائر
رد: حكاية مدينة..
« رد #29 في: 2009-04-08, 17:53:15 »
جزاك الله خيرا اخي جواد  جعل الله ما كتبت في ميزان حسناتك

ما شاء الله معلومات قيمة  و ان كانت مؤلمة

فعلا التاريخ يعيد نفسه  sad:(

غير متصل شيخ العرب

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 32
رد: حكاية مدينة..
« رد #30 في: 2009-04-08, 18:58:01 »

جزاك الله خيرا اخي جواد  موضوع جميل.

جواد

  • زائر
رد: حكاية مدينة..
« رد #31 في: 2009-04-29, 22:18:42 »
جزاكم الله خيرا إخوتى الكرام،

وعسانا نعتبر ونأخذ العبرة.

جواد

  • زائر
رد: حكاية مدينة..
« رد #32 في: 2009-04-29, 22:24:17 »
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بدأت الأمور تتضح فى المنطقة وانتصرت انجلترا وأمريكا وفرنسا وروسيا على ألمانيا والخلافة العثمانية، وبدأ كل منهم يسن سكينه ليقتسموا بينهم كما قالوا تركة الرجل المريض.

وبدأ الإنجليز والفرنسيون فى تطبيق معاهدة سايكس بيكو وتقسيم المملكة العربية التى وعدوا بها الشريف حسين.

فأخذت إنجلترا الأردن والعراق وأخذت فرنسا سوريا ولبنان.

وطلبت انجلترا من فرنسا الغاء البند الخاص بفلسطين حيث كان مقررا أن تكون تحت حماية دولية بإستشارة روسيا لتصبح تحت الإنتداب البريطاني فقط فى مقابل أن تطلق يد فرنسا فى الجزائر وتونس.

ولا عجب من صفاقة الوجوه فأصحاب الحق مستسلمون أو لعلهم كانوا "يربون العيال" !!


وبالطبع وافق الفرنسيون على ذلك، لتصبح فلسطين محتلة رسميا من الإنجليز، لكن لا بأس من استبدال لفظة الإحتلال بالإنتداب وأن تجعلة الى أجل ينتهى فى 14 مايو 1948، فالإنجليز الرحماء لا يستطيعون تسليم فلسطين لليهود دون أن تشتد شوكتهم ويضمنون تفوقهم العسكرى على الفلسطينيين الإرهابيين الذين سيقومون للدفاع عن أرضهم.

ولما كانت الخطوط واضحة فى ذهن الإنجليز واليهود فلم تقم انجلترا بتعيين حاكم فلسطيني على فلسطين كما كان متعادا فى تلك الظروف، حيث تضع فى الصورة حاكما أو خديويا ثم تحكم هى من وراء الستار أو حتى من أمامة فلن يكون الفرق كبيرا.
وذلك حتى لا يجد الفلسطينيون أى رمز يلتفون حولة ولو كان عميلا.

وهنا يثور الشريف حسين ويسأل عن وعود انجلترا له، وكان الجواب معدا مسبقا،

إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطان الا أن دعوتكم فاستجبتم لى فلا تلومونى ولوموا أنفسكم.

زاد فى اعتراضه وبكى ملكه الضائع، فاعتقلوه ونفى الى قبرص، وفقد كل شئ.

وليعتبر أولوا الألباب.


الا أن بريطانيا أمعنت فى السخرية من العرب وجاءت بأبناء الشريف حسين ليكونوا صورة الحاكم فى البلاد التى تم تقسيمها.

وضعوا الأمير فيصل بن الحسين قائد الجيوش العربية ضد الخلافة العثمانية على العراق.
وضعوا الأمير عبد الله بن الحسين على الأردن.

أما فلسطين فشكلوا فيها ادراة عسكرية وأصبحت تابعة لمكتب الإدارة الإنجليزى بالقاهرة.

وفى سنة 1919 عقد مؤتمر للسلام العالمي فى باريس حضره الأمير فيصل بن الشريف ممثلا عن العرب، وفى المرة الوحيدة التى سمح له فيها بالكلام قام وقال:
أطالب بإستقلال البلدان العربية مع ترك فلسطين جانبا بالنظر الى طابعها العالمى.

وبعدها أرسل رسالة الى فرانكفورتر الزعيم الصهيونى الأمريكي قال فيها:
نحن العرب وبخاصة المثقفين، ننظر برغبة شديدة الى النهضة الصهيونية ولسوف نعمل ما فى وسعنا لمساعدة اليهود أبدا ونتمنى لهم وطنا ينزلون فيه على الرحب والسعة، وإنى اتطلع وشعبى الى مستقبل نستطيع فيه أن نتبادل التعاون لتصبح البلاد التى نشترك فى الإهتمام بها ذات مركز بين الامم المتمدنة فى العالم.


وحسبنا الله ونعم الوكيل.

أما بريطانيا فلم تهدأ أبدا،
دسائس ومكائد على كل المستويات،
توجهت الى تركيا الجريحة ترسم الخطوات الأخيرة للنهاية.

تدبر انجلترا معركة بين تركيا واليونان ثم تدخل انجلترا الى جانب اليونان ليأتى مصطفى كمال أتاتورك ليحارب اليونان والإنجليز المنتصرين فى الحرب العالمية الاولى فتنسحب انجلترا من أمامه ويفر اليونانيون فى معركة هائلة كما صوروها.

هذه المعركة الهائلة ليس فيها قتيل واحد من الطرفين.

وتبدأ صناعة الزعيم الذى يجب أن يجد تفسيرا لصعود ضابط صغير نسبيا مثله الى منصب الخليفة.

وتنتشر أخبار المعركة فى الصحف اليهودية والإنجليزية التى تكتب عن الهزيمة المرة لإنجلترا وانتصار البطل المقدام مصطفى كمال أتاتورك الذى اعاد لتركيا كرامتها.

وبين عشية وضحاها تصبح صور البطل فى كل مكان وترتب اللقاءات مع كبار الساسة فى العالم، ولا ينسون أن يلتقى بكبار رجال الدين الإسلامي.
ويقف الزعيم الجديد فى تضرع ويضطر لدخول المسجد ليصور وهو يصلى فى خشوع كما اضطر من قبله تيودور هرتزل للصلاة فى المعبد اليهودى تمثيلا وتصنعا.


ويفتن به المسلمون، ويتمنون ان لو يتنازل فيتولى قيادتهم، حتى ان أحمد شوقى أمير الشعراء ظن فيه خيرا فشبهه بخالد بن الوليد رضى الله عنه وشتان ..

ودبرت مظاهرات ومؤتمرات فى الشرق والغرب ليصعد فى النهاية مصطفى كمال اتاتورك فى 3 مارس 1924 الى كرسي الحكم  بعد اقصاء الخليفة العثماني آنذاك عبد المجيد بن عبد العزيز.

وأعلن الزعيم الجديد استقلال تركيا لتعترف به انجلترا مباشرة وتتحسن العلاقة بينهما الى أقصى حد.
واستلم مصطفى كمال أتاتورك الحكم مؤيدا بحزب الإتحاد والترقى وفعل مالا يستطيع ان يفعله الإنجليز فى سنوات عديدة.

أولا ألغى الخلافة الإسلامية بالكلية.

وهى اول مرة منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تلغى فيها الخلافة الإسلامية تماما،
فحتى وان كانت الخلافة تضعف أحيانا الا أنها كانت دوما رمزا قويا يلتف حوله المسلمون ليقوموا من جديد.

ثانيا، فصل تركيا بالكامل عن العالم الإسلامي وفصل الدين عن الدولة.

ثالثا، ألغى لبس الحجاب الإسلامي وفرض الأزياء الأوروبية.

رابعا، ألغى لعدة سنوات الإحتفال بعيدي الفطر والأضحى.

خامسا، منع المسلمين من أداء فريضة الحج.

سادسا، اغلق عددا كبيرا من المساجد وحول مسجد آيا صوفيا الى كنيسة ثم الى مخزن بعد ذلك.

سابعا، منع تعدد الزوجات وأباح زواج المسلمة بغير المسلم.

ثامنا، ألغى عطلة الجمعة واستبدلها بالأحد.

تاسعا، منع الأذان باللغة العربية وأصر أن يكون باللغة التركية.

عاشرا، ألغى الحروف العربية من الكتابة واستبدلها باللاتينية وألغى التقويم الهجرى.

الحادى عشر، ألغى من الدستور التركى المادة التى تنص على أن دين الدولة الإسلام، ونص فى الدستور على ان تركيا دولة علمانية وألغى الشريعة الإسلامية تماما واستبدلها بالقانون الإيطالي والسويسرى.

الثانى عشر، ألغى منصب شيخ الإسلام، وأجبر أئمة الدين على ارتداء القبعة بدلا من العمامة.

الثالث عشر، أباح الردة عن الإسلام وساوى بين الذكر والأنثى فى الميراث.

أخيرا، أعدم أكثر من مائة وخمسين من علماء المسلمين وألغى من اسمه كلمة "مصطفى" واكتفى بكمال أتاتورك، وأوصى فى وصيته قبل موته ألا يصلى عليه.

وهكذا سقطت الخلافة العثمانية وقامت الدول العلمانية وضاعت هيبة الدين.

أما فلسطين فقد تركت لمصيرها، بل ولم يكتف من حولها من الزعماء بتركها لحالها، بل شاركوا فى تضييعها واستباحة أهلها وأرضها.



يتبع ان شاء الله.
« آخر تحرير: 2009-04-29, 22:37:36 بواسطة جواد »

أحمد

  • زائر
رد: حكاية مدينة..
« رد #33 في: 2009-04-29, 22:41:33 »
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاكم الله خيرا أخي الكريم

استوقفتني هذه العبارة



أولا ألغى الخلافة الإسلامية بالكلية.

وهى اول مرة منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تلغى فيها الخلافة الإسلامية تماما،
فحتى وان كانت الخلافة تضعف أحيانا الا أنها كانت دوما رمزا قويا يلتف حوله المسلمون ليقوموا من جديد.



فقد سقطت الخلافة العباسية بقتل التتار الخليفة العباسي المستعصم بالله في بغداد وظل المسلمون بلا خلافة مدة ثلاث سنوات حتى هزمت التتار وتولى الظاهر بيبرس حكم مصر فاستجلب وريث الخليفة المقتول وبقي حكم المسلمين في يد سلاطين المماليك مع التبعية الاسمية للخلفاء العباسيين.


جواد

  • زائر
رد: حكاية مدينة..
« رد #34 في: 2009-04-29, 22:56:03 »
وجزاكم بمثل وزيادة،

وأعتقد ان قتل الخليفة لا يعنى الغاء الخلافة، خاصة أن العالم كله كان يعانى من وباء التتار هذا،

والخلافة وقتها لم يتم الغاؤها بدليل أن الخلافة العباسية بقيت ولم يعلن الغاء الخلافة أو وضع حدود بين المسلمين كما هو الحال الآن.

امينة

  • زائر
رد: حكاية مدينة..
« رد #35 في: 2009-04-29, 22:56:53 »
لا حوله ولا قوة الا بالله

جزاك الله خيرا اخي الكريم
و جعل الله كتاباتك في ميزان حسناتك

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حكاية مدينة..
« رد #36 في: 2009-04-29, 23:21:06 »
اقتباس
وفى سنة 1919 عقد مؤتمر للسلام العالمي فى باريس حضره الأمير فيصل بن الشريف ممثلا عن العرب، وفى المرة الوحيدة التى سمح له فيها بالكلام قام وقال:
أطالب بإستقلال البلدان العربية مع ترك فلسطين جانبا بالنظر الى طابعها العالمى.

وبعدها أرسل رسالة الى فرانكفورتر الزعيم الصهيونى الأمريكي قال فيها:
نحن العرب وبخاصة المثقفين، ننظر برغبة شديدة الى النهضة الصهيونية ولسوف نعمل ما فى وسعنا لمساعدة اليهود أبدا ونتمنى لهم وطنا ينزلون فيه على الرحب والسعة، وإنى اتطلع وشعبى الى مستقبل نستطيع فيه أن نتبادل التعاون لتصبح البلاد التى نشترك فى الإهتمام بها ذات مركز بين الامم المتمدنة فى العالم.

لا حول ولا قوة إلا بالله
لا يمكن للمرء ان يتصور هذا الحضيض من الخيانة...
ربما لو لم نعايش أحداث غزة من قريب.. وردود الأفعال العلنية المتخاذلة، والتي بلغت درجة الفضيحة.... لما صدقنا هذا ...



1919 هو العام الذي أعيد فيه سعد زغلول لمصر ليحول الثورة فيها من إسلامية إلى قطرية، وليحولها لاحقا من ثورة تسعى لجلاء المحتل البريطاني، إلى مفاوضات مع الخصم (وليس العدو المحتل) البريطاني

وتلاه بعد ذلك بفترة قصيرة نزع الحجاب، ثم الخطوات الحثيثة لإفساد الشعب وإلهائه بالشهوات
فافتتحت بيوت الدعارة رسميا وصار لها تصريحات حكومية... وساد الاختلاط، وشغل الناس بقضية تحرر المرأة، بدلا من تحرر البلاد..


ربما يجدر بكم أخي الكريم أن تشرحوا قليلا معنى (انتداب) والفرق بينه وبين الاحتلال

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل غريب الدار

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 210
  • الجنس: ذكر
رد: حكاية مدينة..
« رد #37 في: 2009-04-30, 18:45:09 »
بسم الله الرحمن الرحيم

أسجل المتابعة

و أعود لأقرأ الموضوع بعناية

و نصيحة للأعضاء للحصول على مصادر جيدة فى هذا الموضوع 

سلسلة

" حتى لا تكون أندلساً أخرى "

د. راغب السرجانى

أظنها من أحسن المسموعات فى هذه القضية و خصوصاً أن صاحبها اسلامى الإتجاه . معتدل الفكرة . سليم المنهج

عن نفسى قد سمعت 5 حلقات فى هذه السلسلة و أجدها رائعة

و دة رابط لها كمان من موقع د.راغب السرجانى و هو يتيح عملية التحميل للنسخة الأصلية منها ( هيصة بقى )

http://www.islamstory.com/pagination.php?type=multimedia&cat_id=3

(للأخ جواد : " ايه الحلاوة دى")

 emo (30):
وهدهداً لو سجدت بلقيس إلى الشمس ....لأيقظ فى قلبى سليمان

جواد

  • زائر
رد: حكاية مدينة..
« رد #38 في: 2009-04-30, 19:03:21 »
جزاكم الله خيرا أخوتى الكرام،

والحلقات مقتبسه بالفعل من سلسلة فلسطين للدكتور راغب السرجانى بتصرف.

وأنصح الجميع بتحميلها والإستماع اليها.

بارك الله لكم.

جواد

  • زائر
رد: حكاية مدينة..
« رد #39 في: 2009-05-06, 12:49:54 »
عجيب أمرها حقا اذ الدنيا بها تشقى
ومازالت لهاوية بكل غبائها ترقى
وساستها أرى القطران من نياتهم أنقى
ضلالات تراودهم وقد هاموا بها عشقا
وصاروا طوع قبضتها عبيدا أدمنوا الرق
قلوبا لا تعي شيئا وأرشد من بهم حمقى
وبات الخرق متسعا وما اسطاعوا له رتقا
وتحسبهم على علم وهم فى جهلهم حمقى
وفى التاريخ من لعبوا بنار عوقبوا حرقا
ومن لفوا على الأعناق حبلا غالهم شنقا
وقيل لمثلهم بعدا وقيل لمثلهم سحقا

وها قد مرت السنوات ومات أتاتورك وحكمت تركيا من بعده بغير شرع الله فماذا تراها جنت؟

تحولت تركيا من خلافة كانت تحكم 20 مليون كيلومتر مربع الى دولة تستجدى الغذاء والكساء من الإتحاد الأوروبي وتلهث وراء الإنضمام اليه، ويتم مساومتها كل لحظة على التنازل عن ما تبقى من ذر الحق والكرامة،

ولولا أن من الله عليهم مؤخرا برجال يحاولون العودة الى الإسلام ما كنا سمعنا لهم دورا ولا عرفنا لهم شأنا ذا قيمة.

وهكذا كانت الخلافة بالإسلام كل شئ ثم تحولت تركيا بغيره الى لا شئ،
كانت بالإسلام تقود العالم ثم بغيره تحول القائد الى مقود وتحول المتبوع الى تابع.


وهكذا خلى الطريق لليهود وانتهت مرحلة الخطة والتدبير لتبدأ مرحلة التهويد.

وتبدأ فعاليات المرحلة الثانية سنة 1918 ولمدة 30 عاما تنتهى بقيام دولة إسرائيل على الأراضى الفلسطينية المغتصبة عام 1948.

ويبدأ الأمر بأن يدعى الجنرال اللمبي الحالكم البريطاني فى فلسطين رجلا من بريطانيا ليساعدة فى إدارة أمور فلسطين،
يستدعي من بريطانيا هربرت صموئيل أول وزير يهودى فى الحكومة البريطانية.

وهكذا جلس الإنجليز مع اليهود امام الستار يضعون خطة تحويل فلسطين المسلمة الى اسرائيل اليهودية.
ولا عجب فلم يعد فى الأرض من قوة للمسلمين الذين انشغلوا بالقبليات والدنيا وتركوا الدين بلا مدافع او نصير.

وحري بنا ونحن نستنكر موقف أجدادنا آنذاك أن نتذكر موقف الشعوب المسلمة من الحرب على غزة، حينما أعلن الكثير منهم فى صفاقة أنهم لا هم لهم الا أنفسهم وأن فلسطين شأن الفلسطينيين فقط.

وحسبنا الله ونعم الوكيل.

كان المخطط الكبير الذى وضع لتهويد فلسطين يشمل نواعى عديدة وأمورا شتى تتركز حول أربعة محاور رئيسية.

أولا، الهجرة اليهودية الى فلسطين.
وجدير بالذكر أن عملية احلال شعب مستعمر بأهل البلاد الأصليين عن طريق تهجيرهم أو قتلهم لم تتكرر كثيرا فى التاريخ لبشاعتها الشديدة،
حدثت فى الاندلس حين قام الأسبان بذبح ما أهل الاندلس المسلمين واحلالهم بالأسبان فيما عرف بمحاكم التفتيش الوحشية.

حدث أيضا فى أمريكا، حيث قام الأمريكان بذبح عشرين مليونا من الهنود الحمر سكان البلاد الأصليين ليقوموا ما زعموا أنها حضارة.

حدث فى استراليا حيث سلك الإنجليز النهج نفسه فى أستراليا.

ولنراجع اذن خطوات هذه العملية فى فلسطين.

بداية كان عدد اليهود فى فلسطين أيام حكم الخليفة عبد الحميد الثاني 4500 يهودي.
كان ذلك حتى عام 1909 حين عزل الخليفة عبد الحميد الثاني.

وفى الفترة التى تولى فيها الحكم الحقيقي حزب الإتحاد والترقى مع وجود صورة خليفة فى الظاهر وحتى عام 1917 والإحتلال الإنجليزى لفلسطين وصل عدد اليهود فى فلسطين الى 50 ألف يهودى يمثلون 8% فقط من عدد السكان فى فلسطين فى ذلك الوقت.

ولنعلم قيمة الخليفة والخلافة مقابل قوميات الدول المنفصلة والمتناحرة.

ثم أنه منذ سنة 1918 وحتى أوائل سنة 1948 وصل تعداد اليهود فى فلسطين الى 600 ألف يهودى يمثلون 32% من تعداد السكان فى فلسطين.
ومنذ سنة 1948 وحتى يومنا هذا لاتزال الهجرة اليهودية قائمة حيث وصل عدد اليهود فى فلسطين الى خمسة ملايين ونصف مليون يهودى، أصبحوا يمثلون حوالي 50% من تعداد سكان فلسطين،
فى حين تم تهجير ما يزيد عن خمسة ملايين فلسطينى من أرضهم.

ومازال هناك رغم كل هذه الخطوات الواضحة من يعتقد بأن اسرائيل كيان صديق وأن الفلسطينيين هم من يرفضون العيش فى سلام.
ولا بأس من قطع الرقاب واستباحة الأعراض واغتصاب الأراضى والممتلكات وهتك حرمات الله وتضييع دينة.


ولنتدبر مرة أخرى فى نوعية اليهود الذين يهجرون فى ذاك الوقت الى فلسطين،
فمعظم المهاجرين اليهود كانوا من الشبان الذين كانوا ينضمون الى معسكرات التدريب فى بولونيا وايطاليا والنمسا أو دول أوروبا الشرقية.

أى ان طليعة المهاجرين اليهود الى فلسطين كانوا عبارة عن جيش مدرب.

اليهود كانوا يرفضون هجرة المعاقين او من يحتاجون الى إعانة اجتماعية،
ولم يكن لهم اهتمام بيهود العالم الا هؤلاء الذين يريدون الذهاب الى فلسطين.

ويوضح بنجوريون هذه النقطة فيقول،
لو عرض علي انقاذ كل أطفال ألمانيا من اليهود الى انجلترا أو انقاذ نصفهم الى فلسطين لإخترت الحل الثاني.


بل وصل الأمر الى تعاون اليهود مع هتلر الزعيم النازى فيكشفون له عن أماكن اليهود فى المانيا وفرنسا وبولندا ليقتلهم فى نظير ترحيل الشخصيات اليهودية المرموقة الى فلسطين.

مع العلم أن عدد اليهود الراغبين فى الهجرة الى فلسطين فى تلك البلاد آنذاك كان أقل من 5 % ولذلك قتل عدد كبير منهم.

وهكذا تشكل اليهود المهاجرين فى عصابات دموية تكون البنية الأساسية التى تشق جماجم المسلمين لتقوم على أشلائهم الدولة الإسرائيلية المحتلة.
أكبر هذه العصابات كانت "الهاجانا" التى بلغ عدد جنودها فى سنة 1948 62 الف جندي وأصبحت بعد ذلك نواة لجيش الدفاع الإسرائيلي.
ثم عصابة "أرجون" 6 الاف مسلح.
ثم عصابة "شتيرن" 300 مسلح.

وسعت انجلترا بكل ما تملك الى تثبت أقدام هذه النواة وتطويرها عن طريق امدادها بالسلاح الحديث والتدريب فى معسكرات الإنجليز.
قامت انجلترا بإيوائهم أيضا فى المستوطنات التى كانت تبنى على ارض فلسطين،
أهدت اليهم قطع ارض فلسطينية ليقيموا عليها المشاريع.
ثم الدفاع عنهم وحمايتهم من الإرهابيين الفلسطينيين أصحاب الأرض والبلاد والمدافعين عنها !


وهكذا فى محور التهجير كانت ولا تزال الأعداد فى زيادة دوما وكانت النوعية من المحارين دوما وكانت انجلترا مساعدة دوما.


يتبع ان شاء الله