المشهد لما يكتمل ..
والعيون بالثأر لما تكتحل..
ومراسيل العشاق بمداد أحمر تكتب قصة مجد يشكو الهجر والنسيان.
وهناك على تل قريب وقف أبو عبد الله محمد الصغير آخر ملوك الأندلس يبكى وينتحب ..
نعم فلتبكي كالنساء ملكا لم تحافظ عليه كالرجال، قالتها له أمه عائشة الحرة بعدما طردوا جميعا من الأندلس.
ومضت الأعوام والقرون وانتهى ذكر الأندلس من على ألسنة المسلمين،
بل لعل الكثير لا يعرف أصلا ما هى بلاد الأندلس أعظم حضارة قامت فى بلاد أوروبا كلها.
وبمرور الوقت تحولت الأندلس الى أسبانيا والبرتغال وتحول مسجد قرطبة أكبر مساجد العالم فى ذاك الزمان الى كنيسة.
لكن المصيبة الأفدح أن هذه البلاد الآن لا تحوى الا أقلية قليلة من المسلمين وهو درس لا يجب ان ننساه!
احتلت مصر والعراق والجزائر وكثير من البلاد الإسلامية، الا أن غالبية الشعوب ظلت على الإسلام ،
ذلك أن احتلال الأندلس كان احتلالا احلاليا استيطانيا يبيد الشعب الأصلى للبلاد ويهجرهم ويأتي بغيرهم ،
وهكذا تطمس هوية المدينة وأهلها، ورويدا رويدا تطمس الذكرى عن قلوب الغافلين ..
وما أبشع الواقع حين تتكرر المأساة ولا ينتبه لها أحد،
نعم، نفس الأمر يحدث هناك فى فلسطين..
مستوطنات ومذابح وتهجير لأهل فلسطين، ونحن نشاهد الصورة بعيون مغمضه.
لنعد الى الوراء قليلا وهناك كانت البداية..