قابلت "فريال" في مصلحة التأمينات كانت علي جانب كبير من الاتقان و حب المعرفة الشديد بجميع أركان العمل مما أهلها لكي تشغل هذا المنصب الكبير في المصلحة و كانت الماكينة التي ان أطلقتها في أي جهة لوجدتها تعمل بكل جد و اجتهاد ..كانت فريال بمثابة الشعلة التي يسير بها العمل و كثيرا ما كانت تلجأ الي استفزاز العاملين في المصلحة لكي تدفعهم الي مزيد من العمل و الاجتهاد و لذلك فستجد كثير من العاملين هنا يكنون لها الكره و العداوة غير الظاهرة فكنت أستمع كثيرا اليهم و هم يتكلمون عنها بطريقة قبيحة غالبا عندما تذهب بعيدا و هذه الأحاديث الجانبية كانت جزءا من الروتين اليومي الذي يسيطر علي جميع أحاديث هذه المصلحه فلقد تعودنا علي القيل و القال
و مما جعل الكره أيضا يتزايد في نفوس العاملين هو زواجها بمدير المصلحة الذي كان شابا وسيما يحب العمل و كثيرا ما كانت تتهافت عليه الفتيات العاملات في المصلحه و يكن له كثير من الرجال الاحترام مما ساعد كثير من العاملين علي ايجاد مبرر لكي يلقوا عليها كثير من الكلمات الجانبية و الأحاديث التي لا تخلوا من النميمة ...
كما أن جمالها الأخاذ و شخصيتها القويه قد ولد كثيرا من الحقد لدي كثير من النساء في المصلحة هذا كل ما أستطيع أن أدلي به الي سيادتكم يا حضرة الظابط
كانت هذه كلمات " أحمد " أحد العاملين في مصلحة التأمينات أثناء استجوابه في حادث مقتل " فريال و القاءها من الدور العاشر من شقتها التي تقع في أحد الأحياء الفاخرة في حي " الزمالك "
كثيرا من العاملين في قطاع الشرطه أرادوا التخلص من هذه القضيه و اعتبارها حادثة انتحار لأنه كان لا يوجد أي علامه من علامات الصراع الجسدي أو أي أثر لاقتحام الشقه و لا أي بصمات لأي شخص غريب خلافا لما أقر عليه زوجها " مصطفي " مدير الشركه و كان رجلا يبدو عليه الجدية شديد الوسامة غالبا ما يسير بطريقة جادة و ثابتة و أكثر ما كان يميزه ذلك الشارب الكبير الذي كان يملأ وجهه فكان يبدو كأحد المصارعين و أيضا أقر علي ذلك حارس العماره " عم سعيد" و هو كان رجلا ذا لحية بيضاء صغيرة يبدو علي وجهه الهدوء و دائما ما تراه مبتسما و قد أكدت التقارير بأن " مصطفي" زوج " فريال كان متواجدا في مكان اخر وقت الحادث
و لكن هذا لم يمنع الظابط " خالد " من تتبع القضية و الشك في أنها انتحار فقد كانت " فريال علي حد قول أصدقاءها و عائلتها امرأة محبة للحياه ناجحة في عملها سعيدة في حياتها الزوجيه و لا يوجد أي سبب منطقي يؤكد رغبتها في ازهاق روحها و " خالد" هو شاب صغير لازال في مرحلة الشباب و يسعي الي الترقي و فك ألغاز القضايا و تعتبر هذه أول جريمة يحقق في شأنها ....
في هذه الأثناء كان " يحيي " و هو أخ " فريال " الوحيد في الطريق من الاسكندرية بعد ما سمع خبر مقتل أخته و كان يحيي شابا طائشا محبا للحياه يميزه جموحه و عدم اكتراثه بما يحدث حوله فقد كان شابا طويلا مفتول العضلات يحمل الكثير من الغرور و الكبرياء و لكن عندما تلقي المكالمة من جارة أخته " فريال " زينب " صمت قليلا و ثم بدأ صوته يظهر كأنه صوت شخص ينادي من بعيد ثم ظهر صوته واضحا و كان فيه نوع من الارتباك و الخوف و " زينب " ربة منزل سمينة قليلا و قد استبعدتها الشرطة من الاتهام و أخذت أقوالها ثم رحلت
و نعود الي " يحيي " الذي كان في طريقه الي القاهره لكي يواسي العائلة في مقتل أخته " فريال
و طل طوال الطريق يفكر في الحادثة التي تعرضت له أخته " فريال " و بعد العوده فكر في الذهاب الي بيته لكي يغير ملابسه التي يملأها العرق و تراب السفر و لكن في أثناء عودته أحس بشخص يتتبع خطواته فالتفت الي الخلف فلم يجد الا رجلا نصف نائم و انتظر قليلا حتي يتأكد من أنه لن يصيبه بأي اذي و لكن ما لبث أن مر الرجل بجانبه دون أن يلقي له أي بال فتنفس خالد الصعداء ثم استمر في السير الي بيته و دخل البيت ثم بدأ يغير ملابسه و دخل الي الحمام لكي يغتسل من تعب السفر استعداد للذهاب الي العائلة و لكنه التفت الي شئ غريب فقد وجد رسالة مكتوبة علي مراة الحمام كتبت بالقلم الملون الأحمر تقول " أنت التالي "!!!!!!!!!!!!