السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذا الموضوع إخوتي الأفاضل أردت أن أعرض إلى مشكلة رأيتها تتكرر وتتكرر ، ومن فرط تكرّرها وتواجدها بكثرة صرت أركز عليها ، وبتّ أفتش بين ثنايا النور الإلهي عن حل لها ....
إنه الرزق ..... إنه حال رأيت أنّه أصبح أساسا لكثير من المشاكل الأخرى المنجرّة عنه ....
رأيت يا إخوتي أمرا ، أسر صغيرة حديثة النشأة ، زواج جديد ، إبن أو إبنان أو ثلاثة أب شاب وأم شابة ، أب يعمل ، راتب عادي يتقاضاه ، أم لا تعمل أو تعمل ، ......
شباب أصبح يبحث عن زوجة من بين أهم الشروط التي يجب توفرها فيها أن تكون عاملة ، موظفة بإدارة ، معلمة ، طبيبة أيا ما كان العمل المهم أنها تتقاضى أجرا ، سمعت آراءهم ، إنه العصر ، وحكم العصر ، إنه صعوبة المعيشة وغلاء الأسعار وتحرّش الظروف بنا ، يجب أن تكون هي أيضا عاملة ، لن أقوى على القيام بشؤون الأسرة وحدي ، هذا مستحيل يجب ان تكون عاملة تعينني وأعينها .... هذا شرط.......................
زوج يعمل ، الزوجة لا تعمل ، ربما رزقهما الله بإبن هو باكورة ذريتهما ، ما يزال لم يصل بعد حتى مرحلة الحبو .....
بدأ التفكير بصعوبة العيش وبغلاء الأسعار يتصاعد ، بدأ التفكير بالسيارة وبالكمبيوتر للولد ، وبأثاث غرفته وبمستلزمات كثيرة إضافية يجب أن تكون مع الكماليات المتوفرة ............
يجب أن أبحث أنا أيضا عن عمل ..... آه عليّ أن أسعى للحصول على عمل ، أيّ عمل المهم راتب آخر يكون على الأقل مصدرا لتوفير ثمن السيارة أولا ....
الولد ربما عمره أربعة أشهر أو أكثر بقليل مازال لم يشبع بعد من رائحة أمه ومن صدرها الحنون .....
لا بأس وهل سعيي وتفكيري إلا من أجله ، عليّ أن أضحي قليلا إنها تضحية في سبيله ......في سبيل أن يكبر وقد وجد كل شيء كل شيء ولا يجد نفسه مفتقرا لشيء .....
آخ زمان صعب ساعدي وساعدي زوجي والله يعيننا عليه ......
--ولكن الولد ، أين كنفكِ ؟؟؟ أين يدك أين وجهك الذي يبتسم كلما نظر إليه وراحت كل أطرافه تتراقص فرحا إذا ما هلّ عليه من بعيد يحمل له ابتسامة عريضة هي مرآة لقلب لا يحن عليه قلب مثله ؟؟؟؟ الولد ، كيف يا إلهي إنه ملاك صغير ما من حول له ولا قوة ..... والدتك ؟؟؟؟
والدة زوجك؟؟؟
نعم والدتي موجودة بارك الله بعمرها ..... وكذلك والدة زوجي ، هما تخافان عليه خوفي عليه تماما ، سأتركه عند أمي زمنا وعند حماتي زمنا آخر ....لا بأس حتى أعود من العمل فأستعيده .....ويفرح بلقياي من جديد في كل يوم ....
--ولكن يا سيدتي صبرا فإن حالك ميسّر ، لست تشكين فقرا ولا فاقة ، إنكم جميعا تأكلون وتشربون وتلبسون ..... إن راتب زوجك كاف ، فلتقعدي بولدك الصغير فهو أهم من كل أمر عداه ...... اسألي الله البركة في الرزق .... تربية ولدك يجب أن تكون على يديك أنت ووالده منذ البداية ، لماذا هذا التشتيت وهذه التضحية به من أجل قليل آخر من النقود ؟؟؟؟
لا لا ..... هذا ليس منطقا .....إنه منطق قديم ........منطق أيام زمان أيام كان الرجل يقوم بمسؤوليته على أكمل وجه ، كانت أياما سهلة ، طرحت لهم فيها البركة .... والمرأة كانت لا تشق عصا الأمومة لتخرج وتعمل لتساعد ......
---ولكن يا سيدتي صبرا لم التطلع إلى كماليات ستأتي مع الصبر لقاؤها تضحية جسيمة بطفل ما يزال بعد لم يميز ...عليك أن تكوني القائمة عليه ومرشدته ومربيته ومؤهلته لأن يصبح رجلا من رجال الأمة .........
---ماذا ؟؟؟ لا لا ..... لا أستطيع أن أعيش بهذا المنطق ....ومن هذا المنطلق ....إبني لن يضيع وإنما أنا ووالده نضحي من أجله ............
....................................
لن أسترسل ..... رأيت هذه الحال كثييييييييييرا ..... وبصور متكررة في مجتمعنا ....
هذه واحدة من الصور ، وغيرها أيضا كثيرة سآتي على ذكر بعضها الآخر لتتضح الصورة أكثر ......
وحتى أدلي برأيي الذي رأيت بعدما عاينت كثرة هذا الحال في مجتمعنا ، وسواد هذا المنطق .....ليست حالة هذين الأبوين الشابين فحسب وإنما أيضا حالات أخرى كثيرة بطرق مختلفة .....
اللهث وراء الدنيا ، والتضحية بأولويات لقاء هذا المنطق ...... اللهث المبالغ فيه .....وما انجرّ عنه
يسعدني رأيكم إخوتي وما تدلون به..... وسآتي على تفاصيل أكثر بإذن الله وسآتي إلى نتيجة هذه الحال في مجتمعاتنا ومدى خطورته على أمتنا .....