المحرر موضوع: الرزق...بين الأخذ بالأسباب والرضى بقسمة مسبّب الأسباب وخطر اللهث يا أولي الألباب  (زيارة 13940 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

حازرلي أسماء

  • زائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في هذا الموضوع إخوتي الأفاضل أردت أن أعرض إلى مشكلة رأيتها تتكرر وتتكرر ، ومن فرط تكرّرها وتواجدها بكثرة صرت أركز عليها ، وبتّ أفتش بين ثنايا النور الإلهي عن حل لها ....
إنه الرزق ..... إنه حال رأيت أنّه أصبح أساسا لكثير من المشاكل الأخرى المنجرّة عنه ....

رأيت يا إخوتي أمرا ، أسر صغيرة حديثة النشأة ، زواج جديد ، إبن أو إبنان أو ثلاثة أب شاب وأم شابة ، أب يعمل ، راتب عادي يتقاضاه ، أم لا تعمل أو تعمل ، ......

شباب أصبح يبحث عن زوجة من بين أهم الشروط التي يجب توفرها فيها أن تكون عاملة ، موظفة بإدارة ، معلمة ، طبيبة أيا ما كان العمل المهم أنها تتقاضى أجرا ، سمعت آراءهم ، إنه العصر ، وحكم العصر ، إنه صعوبة المعيشة وغلاء الأسعار وتحرّش الظروف بنا ، يجب أن تكون هي أيضا عاملة ، لن أقوى على القيام بشؤون الأسرة وحدي ، هذا مستحيل يجب ان تكون عاملة تعينني وأعينها .... هذا شرط.......................

زوج يعمل ، الزوجة لا تعمل ، ربما رزقهما الله بإبن هو باكورة ذريتهما ، ما يزال لم يصل بعد حتى مرحلة الحبو .....
بدأ التفكير بصعوبة العيش وبغلاء الأسعار يتصاعد ، بدأ التفكير بالسيارة وبالكمبيوتر للولد ، وبأثاث غرفته وبمستلزمات كثيرة إضافية يجب أن تكون مع الكماليات المتوفرة ............

يجب أن أبحث أنا أيضا عن عمل ..... آه عليّ أن أسعى للحصول على عمل ، أيّ عمل المهم راتب آخر يكون على الأقل مصدرا لتوفير ثمن السيارة أولا ....

الولد ربما عمره أربعة أشهر أو أكثر بقليل مازال لم يشبع بعد من رائحة أمه ومن صدرها الحنون .....

 لا بأس وهل سعيي وتفكيري إلا من أجله ، عليّ أن أضحي قليلا إنها تضحية في سبيله ......في سبيل أن يكبر وقد وجد كل شيء كل شيء ولا يجد نفسه مفتقرا لشيء .....
آخ زمان صعب ساعدي وساعدي زوجي والله يعيننا عليه ......

--ولكن الولد ، أين كنفكِ ؟؟؟ أين يدك أين وجهك الذي يبتسم كلما نظر إليه وراحت كل أطرافه تتراقص فرحا إذا ما هلّ عليه من بعيد يحمل له ابتسامة عريضة هي مرآة لقلب لا يحن عليه قلب مثله ؟؟؟؟ الولد ، كيف يا إلهي إنه ملاك صغير ما من حول له ولا قوة ..... والدتك ؟؟؟؟
والدة زوجك؟؟؟

نعم والدتي موجودة بارك الله بعمرها ..... وكذلك والدة زوجي ، هما تخافان عليه خوفي عليه تماما ، سأتركه عند أمي زمنا وعند حماتي زمنا آخر ....لا بأس حتى أعود من العمل فأستعيده .....ويفرح بلقياي من جديد في كل يوم ....

--ولكن يا سيدتي صبرا فإن حالك ميسّر ، لست تشكين فقرا ولا فاقة ، إنكم جميعا تأكلون وتشربون وتلبسون ..... إن راتب زوجك كاف ، فلتقعدي بولدك الصغير فهو أهم من كل أمر عداه ...... اسألي الله البركة في الرزق .... تربية ولدك يجب أن تكون على يديك أنت ووالده منذ البداية ، لماذا هذا التشتيت وهذه التضحية به من أجل قليل آخر من النقود ؟؟؟؟

لا لا ..... هذا ليس منطقا .....إنه منطق قديم ........منطق أيام زمان أيام كان الرجل يقوم بمسؤوليته على أكمل وجه ، كانت أياما سهلة ، طرحت لهم فيها البركة .... والمرأة كانت لا تشق عصا الأمومة لتخرج وتعمل لتساعد ......

---ولكن يا سيدتي صبرا لم التطلع إلى كماليات ستأتي مع الصبر لقاؤها تضحية جسيمة بطفل ما يزال بعد لم يميز ...عليك أن تكوني  القائمة عليه ومرشدته ومربيته ومؤهلته لأن يصبح رجلا من رجال الأمة .........

---ماذا ؟؟؟ لا لا ..... لا أستطيع أن أعيش بهذا المنطق ....ومن هذا المنطلق ....إبني لن يضيع وإنما أنا ووالده نضحي من أجله ............


....................................

لن أسترسل ..... رأيت هذه الحال كثييييييييييرا ..... وبصور متكررة في مجتمعنا ....

هذه واحدة من الصور ، وغيرها أيضا كثيرة سآتي على ذكر بعضها الآخر لتتضح الصورة أكثر ......
وحتى أدلي برأيي الذي رأيت بعدما عاينت كثرة هذا الحال في مجتمعنا ، وسواد هذا المنطق .....ليست حالة هذين الأبوين الشابين فحسب وإنما أيضا حالات أخرى كثيرة بطرق مختلفة .....

اللهث وراء الدنيا ، والتضحية بأولويات لقاء هذا المنطق ...... اللهث المبالغ فيه .....وما انجرّ عنه


يسعدني رأيكم إخوتي وما تدلون به..... وسآتي على تفاصيل أكثر بإذن الله وسآتي إلى نتيجة هذه الحال في مجتمعاتنا ومدى خطورته على أمتنا .....
« آخر تحرير: 2008-04-25, 09:18:29 بواسطة حازرلي أسماء »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع شيق ومهم جدا يا أسماء
وفقك الله تعالى فيه...


أود أن أضيف أن هذا المنطق صار منطق كثير من المتدينين والملتزمين أيضا، إما بحجة التضحية بالراحة في سبيل الولد، او بحجة ان عملهن مفيد جدا للمجتمع وللدعوة الى الله ولا بد من القيام به.

كذلك تسمعين منهن حجة قوية مفادها انه رب أم غير عاملة تضيع كل وقتها بالتلفونات والزيارات والتلفزيون... ورب أم عاملة تمضي مع ابنائها ساعتين او ثلاث يوميا تكون مركزة وعامرة بالفائدة والتوجيه، وان العبرة بالكيف وليس بالكم


فما رأيك؟
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

أحمد

  • زائر
:emoti_133:

قال لي أحد إخواني مرة: شاهدت فيلما أجنبيا، دخلت فيه عصابة منزلا فيه زوجان، وبحركة بديهية اختبأت المرأة خلف زوجها محتمية به !!

ومضى كلامنا عن فيلم المساواة الذي يتغنون به منذ أكثر مئة عام

لكن هناك أمر مهم في عمل المرأة، فهناك وظائف يجب أن نعمل فيها النساء، وتقصيرهن عنها ذنب نحمله جميعا، فيقول الشيخ الغزالي رحمه الله بأحد كتبه ما معناه أن أمة نصف تعدادها نساء يجب أن يكون نصف أطبائها نساء كذلك
ومعلمات
وممرضين - حيث أكثر من 99% ممرضات -

كذلك هناك اشكلية معاصرة.. فمعلوم في الفقه ان المرأة في بيتها لاتكلف باعباء المنزل والاصل ان يشتري لها الزوج جارية تعينها
اما وقد انتهى عصر الجواري.. فماذا نفعل؟

حازرلي أسماء

  • زائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلا بكم إخوتي وبآرائكم ....
يبدو يا إخوتي أنكم حسبتموني أتحدث عن عمل المرأة ، وعن مشروعيته من عدمها ، وعن دوره ومتى يقتضى ، ولكنني لم أرد بالموضوع هذا تحديدا ، وإنما أردت ما هو أوسع ، وقد جئت بالحالة الأولى لا على سبيل مناقشة عمل المرأة وإنما على سبيل حالة من الحالات التي أردت عرضها ، ولا غرابة أن حسبتم الموضوع يدور حول ذلك ، وإنما العَتب عليّ إذ لم أعد للموضوع قريبا وأضع مزيدا من التفصيل ....

أردت بالموضوع حالات عديدة ، الحالة الأولى واحدة منها ....

أردت أن أصل معكم لقطة إثر لقطة وحالة إثر حالة وحديثا إثر حديث إلى حقيقة غيّبناها ، وإلى وهم صدقناه ، إلى شائعة قوية قوية جدا ، أشيعت وسرت بيننا وصدقناها ولم نعد نحيد عن رسمها ، ولم نعد نفكّر بالأمر مليا ، ولم نعد نتعمّق فنسبر الغور ونحيط بالحيثيات ونستعلم عن السرّ الحقيقي ....

إخوتي ....حالة الأسرة الحديثة التي أسلفت ذكرها واحدة من عدد من الحالات .....

وهذه أخرى :


**********************

جامعيّ أو جامعيّة حديثا العهد بالتخرج ..... يعلمان أنّ العمل والحصول على عمل أصبح من الصعوبة بمكان ، وأنّه أصبح حلما صعب التحقّق ... وأنّ وأنّ ........

اصبر يا أخي .... اصبري يا أختاه .... الحمد لله قد تخرجت .... الحمد لله أنت اليوم حاصل على شهادة ، الأمر لم يعد سهلا .... لم يعد بين طرفة عين وانتباهتها يقضى ، لم يعد الحصول على عمل بالأمر اليسير ..... عليك بالصبر ....
رزقك مكتوب وسيبلغك في كل حال ..... خذ بالأسباب واسعَ .... واجتهد وضع ملفك هنا وهنا وهناك .... أو اجتهد بأي شيء استطعت أن تحصل منه على مدخول يسدّ حاجياتك أو يكون معينا لأبيك و كنت تحلم باليوم الذي تساعده فيه فتردّ شيئا من جميله وكبير صنيعه ....وتحسّسه أن ابنه الذي تعب لأجله  قد حان الأوان لأن يقول له بالفعل لا بالقول : راحتك يا أبي .... فقد كبرت ..... emo (30):

اصبر يا أخي ....اصبري يا أختي .... وعلى كل حال إذا قارنت حالك بأحوال  آخرين لوجدته أهون ، فأنتم أيسر حالا ، وأموركم ميسٍّرة.... ولست في ضائقة وشدّة تستلزم عملك على الفور .....

الصبر ....الصبر.....الصبر ..... وهل أكثر من هذا صبرا ؟؟؟ أنا قلق ....أفكر ، لا يغمض لي جفن .... ثلاثة شهور مذ تخرجت وأنا على هذه الحال ....؟؟؟ إلى متى ؟؟؟

غيرك كابد الحال سنوات وما قنط وما يئس ؟؟؟ أفيتسلل القلق إليك من كل منفذ هكذا بهذه السرعة ؟؟؟ أخبريني أنت تأكلين وتشربين وتلبسين ، أعلم أنّك تفكرين بعمل يسد حاجاتك تكفين به والدك القليل من العناء  ....ولكن ما العمل إنّ الله يختبرك
أتريدين أن نؤمن ولا نفتن .... كبرت بسلام وأمان وكل حالك كان على ما يرام ، درستِ تعلمت دخلت الجامعة ، تخصصت ، تفقوت ، تخرجتِ ولم يبتليك الله يوما بأمر ، أفتعودت اليسر في كل حال ؟؟؟ تعلمي معرفة الابتلاء والصبر عليه والشكر والحمد على كل حال .....خذي بالأسباب واصبري ..... ولا تقلقي ولا تضجري .....

ليس لديّ إلا تحليل واحد لما تقول ، ولما ترشدني إليه وإلى كل ما تحوم حوله .....أنت إنسان يعمل ، ويكفي نفسه ، ويقضي مآربه وأحواله ....كيف ستشعر بمن حاله هو حالي ...... ::what::

لا والله ما يدريك ، ألم أمرّ بأزمات في حياتي ، ولكنني تعلمت أن أصبر عليها ....تعلمت كيف ألجأ إلى الله وكيف آخذ بكل سبب .... وفي ذات الحين كيف أملأ قلبي باليقين وبالرضى على كل حال أكون فيه .... تعلمت أن أشكره على الابتلاء بصبري كما أشكره على النعمة بشكري .......ولا أبتغي مما قلت غير أن تشعري بما شعرت به ، وغير أن تستشعري أنّ الله أراد هذا فلنكن راضين بما يريد ......ولا نسخط لأنّ السخط لن يكون يوما الحلّ .....

ثلاثة شهور؟؟؟ تعدّينها زمنا طويلا من البطالة التي لم تعودي تطيقين عليها صبرا ....لمَ لا تنظرين لحال رجال يكابدون الحال لسنوات ولا يجدون عنه محيصا ..... وهم يأخذون بالأسباب ، ويغيّرون إلى غير وجهة ، فيعملون أبسط الأعمال ليرتزقوا منها .....

آآآآه...... لا يشعر بحرّ الجمر إلا من داسته قدمه .....ألست صابرة ؟؟؟ أنا صابرة ...صااااااااااااااااااابرة :emoti_25:.....
نحن فقراء ....فقرااااااااااااء..........


ونبرات القلق والاضطراب  لحن لكلماتها .........

فقراء ؟؟؟ فقراء؟؟؟ كيف تقولين هذا؟؟؟ وأنتم تبيتون شبعى وتصبحون على خير حال بل وتأكلون فوق الشبَع وتلبسون وتقتنون من الأمور الزائدة ، ألست أعرفكم ؟؟؟ وأعرف حالكم ؟؟؟ لماذا لماذا صرتم لا تشكرون الله وأنتم بهذا الحال من الكَفاف وغيركم محتاج ومفتقر للكثير ويحمد الله على كل حاله ؟؟؟؟

وصار الفقر ذريعة الكثيرين من المكتفين الذين لا يبيتون جوعى ولا محتاجين ولا يمدون أيديهم لغيرهم يسألون الكفاف ....
صار من لا يبذخ ولايسرف ولا يأتي ما أتى جاره ، ولا يفرش ما يفرش جاره أو قريبه ومن ليس لها من الأثاث الفاخر الذي تملكه جارتها التي زارتها قبل أيام ولا من ثرياتها الغاليات يعدّ فقيرا بين الفقراء .....!!!!!!

حقا لم نعد نطيق صبرا ولم نعد نطبّق الصبر  ونعيش الرضى حياةً تدبّ وإنما صرنا نقولها مشافهة...ولا تتعدى حدود الشفاه ................


حزن وقلق واضطراب .......... وسخط وتقلّب حال ........ تلك أبجديات حياتها صارت بعد ثلاثة شهور من التخرّج....وأصبحت تنعت حالهم بالفقر ولديهم من الحاجيات واللوازم ما ينقص الكثيرييييين .....حتى الكمبيوتر والأنترنت لا يخلو منها بيتهم  .........!!!!!

ثمّ إنهم الفقراااااااااااااااااااااء


**************************

عسى الصورة أكثر وضوحا.....ولي عودة لحالة من الحالات الأخَر بإذن الأول الآخر............
« آخر تحرير: 2008-04-28, 20:03:39 بواسطة حازرلي أسماء »

حازرلي أسماء

  • زائر
الأوساخ ...القمامة .... تراكمها ، انتشار الروائح الكريهة ، تكاثر المناظر المقزّزة ....
عَفَن وأمراض وأوبئة تنتشر من كثرة الأوساخ المترامية على أطراف الطرقات......
سلوكيات غريبة ، عجيبة لا تأبه لحال ولا تظنّ ظنّا أنّ الفعل فعل سوء ولا يليق .... يلقي ببقايا السيجارة ، تلقي بكيس المكسرات ، يلقي بقارورة المشروب ، يلقي بالورق ..... بأي شيء ، بكل شيء على قارعة الطريق وكأنه الحاوية الكبيرة المفتوحة التي لا تكلّف مسيرا ولا وقتا ....

رمي من على الشرفات لأي شيء ، قد يقع على الرأس ....قد يردي المرميّ ويرميه بغَيابات الحفر التي تخبئ الجثث الهامدة...!!!

رجل ، امرأة ، طفل ...............الكل في هذا سواء .... والكل بفعله لا مبال ..... ليس لديه من المخزون السلوكي التربوي البيئي ما يجعل بينه وبين الفعل حاجزا وحائلا .....

أيها الشباب .............. إنّ ديننا لدين النظافة ....ودين الحضارة ، ودين السمو والرقي بالنفس البشرية إلى ما يجعلها مكرّمة معزّزة ولا ينزل بها إلى دَرَكات الحيوانية واللا عقلانية .... إنه دين الجمال والحسّ الجمالي في كل أمر ....في القول ، والفعل والسلوك والتفكير والتدبير .........

إنه دين علمنا كل شيء جميل وأمرنا بإتيان كل فعل جميل ، ونهانا عن إتيان كل شنيع وكل فعل قبيح ...........
جعل الكفة الراجحة من  الميزان كفة الجمال والرقيّ .... وجعل ما على الأخرى قشا لا يكاد يوزن بمعيار ...................

أيها الشباب ....إن استوطن بعقولنا الجمال ....وهُجّر القبح واللامبالاة ، وإن داومنا على محاسبة الذات ، وإن استنار الفكر وحبّب إلى قلوبنا النور ، وكرّهت إليها الظلمات ..... فلا محالة النصر آت ......لا محالة سيفهم الناس الإسلام والقرآن حياة نحياها وكلمات تمشي على الأرض بحياة ، ولن تبقى ذرات تنطلق لتعبث بها يد الهواء ............

أيها الشباب ..... أي حال ؟؟؟ أي مقال ؟؟؟ أي منقلب نريد أن ننقلب وهذه حالنا ....؟؟؟؟ كيف بك ترمي كل شيء كيفما اتفق ولا تبالي ، وكيف بوالدك يفعل ، وبجارك وبأخيك ولا تتحرك بدخيلتك كوامن من ال "لا"      لا فليس من الإسلام هذا ...........

إنها الصدقة تؤتيها إن أنت أمطت عن الطريق أذى ................

وتتابع الفطرة فيهم نبض الكلمات ...... وترفع الأصابع استئذانا لمشاركات ببعض الاستفسارات والتساؤلات ....ويفسح المجال للفطرة أن تتكلم وللحال أن يفصح عن حبّ التغيّر والتبدّل إلى أحسن حال ..................

نعم ......ولكن .......ما جدوى أن أبني وأنا وحدي وغيري كثير وكثير يهدّ ما أبني ؟؟؟؟؟

ومن قال لك أنك وحدك؟؟؟ ونحن اليوم إذ نحن أمامك ألسنا معك ؟؟؟؟ لمَ لم نقل أنه لا ظهير لنا فما جدوى أن نتكلم ، وما جدوى أن نأتيكم أصلا ....إنما أتيناكم ونحن نعلم أنكم ستزيدون إلى العدد عددا...... وهذه معك وذاك وتلك........ علمي أخاك .......انصحي جارتك ..... تكلمي أخرجي ال "لا" من كوامنها ......قولي كلمة حق ..... وازرعي من الورد وسيطرح الورد يوما ..... ازرعي ولا تخافي ازرعي ......وازرعي ..... عسى أن ينبت الورد ويغشى ريحه الزكيّ  كريه الريح ..........

تتفتّح أساريرها ................ وتفرح وتسعد وبعينيها بريق يقول الحمد لله إذن لست وحدي ....وسأزرع .....سأزرع ......نعم سأزرع

أعلم أنّ بكم خيرا كثيرا أيها الشباب ..... أعلم أنّ النور بكم آت ...... ولكن شدوا الهمة واعزموا ولتكونوا على الدرب ولا تحيدوا ....... أنيروا ولو القليل الذي حولكم ، فإنّ كل واحد منكم سينير لعدد ..........وأنعم بها من عدوى تصيب .........

وعلى كرسي قريب أستاذ يحمل أوراقا مرتبة ...... وبنبرات أستاذ معلم ........... يستأذن ليتدخل فيقول لمعشر الشباب الذي هو بين 14 و17 ربيعا يبحث عمّن يسقي زهرات ربيعهم ، ولكم يضرهم الإنذار بالقحط والجدب !!!! ولكم يعقِم أرضهم وييبّس أشجارها المورقات .......

كلام جميل ...... ولكن أتعلمون أنّ علم الاجتماع ونصوصه تقول أنّ من لا يملك نافورة ببيته ، لم يعرف لنافورة الشارع حقّ قدرها ؟؟؟ وراح يتخبط بمياهها صيفا وكأنها البحر وحوافها الشواطئ ......... وأنّ من لا يملك الخبز ليأكل لم يهتمّ بأمر القمامة الملقاة أو التي يلقيها وتتراكم أمام بيته ؟؟؟؟ أتعلمون هذا؟؟؟؟

ويستدلّ بالغرب وحضارتهم وكأنهم أسيادنا الذين يعلموننا ...................................

ويعود الحديث عن الخبز.......................... وعن الرزق ، ليكون المِشجَبَ الذي نعلق عليه كل أخطائنا والنبع الآسن الذي نصبّ فيه كل أدراننا .......


ولكن يا سيدي وأنت تراهم أسيادا ربما نسيت أنّ نافورة إيطاليا ....والحمام من حولها يحوم ، يخلع الأسياد لباسهم ليرتموا بمياهها سابحين .....
وإن كان الخبز حائلا .................... أفليست القمامة إلا خبزا يلقى ؟؟؟ كيف لا يهتم بالقمامة وقد شغله الخبز ......؟؟؟ والقمامة أصلا خبز يرمى ؟؟؟؟؟؟



ولماذا أصبح الفقر ذريعة لكل شنيعة؟؟؟؟؟؟؟

الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ    -البقرة 268-
« آخر تحرير: 2008-04-30, 08:54:23 بواسطة حازرلي أسماء »

جواد

  • زائر
أوجعتم قلوبنا .....

وما خفي كان أعظم،

لو رأيتم كيف يتحول التجار الي وحوش أشد قسوة من وحوش الغاب لعلمتم أن الداء شديد،

لو رأيتم كيف يتصارع الناس فيما بينهم علي المال كل لا يعرف الا نفسه، أهمل أبواه وإخوانه لما تعجبتم من حالنا.

أصبحت أتخيل أن كل مشاكل الدنيا أصلها المال.

اللهم إنا نعوذ بك من الكفر والفقر ونعوذ بك من عذاب القبر ونعوذ بك من غبة الدين وقهر الرجال.

جواد

  • زائر
عدت لأطرح عليكم سؤالا،

تري هل السبب في التحول للمادية البشعة الآن هو أخلاق الناس أم أخلاق المجتمع ؟

أم هي سلبية البدء وأخذ زمام المبادرة ؟

حازرلي أسماء

  • زائر
عدت لأطرح عليكم سؤالا،

تري هل السبب في التحول للمادية البشعة الآن هو أخلاق الناس أم أخلاق المجتمع ؟

أم هي سلبية البدء وأخذ زمام المبادرة ؟



لا أدري أخي جواد .... أرى أنّما المجتمع هو مجموعة الأفراد .... وإنّ أخلاق الفرد مع أخلاق الفرد مع أخلاق الآخر تشكل بالنهاية غَلَبة صفات المجتمع ....
فإذا بحثنا عن المعنى الحقيقي للثقافة لوجدنا أنها مجموعة السلوكيات والتعاملات والأخلاقيات المتداولة بين أفراد المجتمع الواحد والمطبوعة بما يميّز ذلك المجتمع عن غيره .... فثقافتنا في الحقيقة هي محض من النهج الرباني الكامل الذي نزّل علينا يقوّم سلوكنا وتصرفنا وتعاملنا وفهمنا للحياة وفهمنا لمعنى وجودنا ....
ثقافتنا هي ترجمان فهمنا للنور الذي بين أيدينا .... ما يطبع المجتمع الإسلامي من سمات السموّ والرفعة بالنفس البشرية ، والرقي بها إلى مراتب الكمال والمثالية الواقعية والواقع المثالي .....

وحينما لم تكن سلوكيات المسلمين الأوائل إلا ترجمة فعلية على أرض الواقع للقرآن الكريم وللسنة النبوية المطهرة ، تحقق المجتمع الإسلامي المثالي الذي فتح العالم وتبيّن للناس أنّه النور المشعّ الذي جاء ليخرجهم من أتون الظلمات ....

إذن فأخلاقيات المجتمع والتي هي تراكم لأخلاقيات الأفراد وما يسود ، وما يطغى على النفوس من أهوائها واتباعها لأهوائها وشهواتها الدنيوية التي إذ لم توضع لها حدودها ولم تطهّر باللازم من المطهّرات طغت ، فتنحّت عن المنهج الرباني وجعلت تستورد الثقافات .... ظنا منها أنها تجعل لنفسها حضارة ....
وحينما استوردت الثقافات فقد استوردت النقص البشري الذي يلهث خلف المطامع والأهواء ويهبط بالنفس البشرية إلى دركات الحيوانية من فرط ما يوغل في تلبية المطامع والأهواء اللامتناهية للنفس الطماعة الأمارة ، أطلق لها العَنان ..... وكما أسلف وذكرنا ظنّت أنّ الهوى الملفوف بزينة هو منتهى الغايات ، فتاه منها المفترق ولم تفق .....

أخلاقيات المجتمع الذي لم يلزم ثقافته التي هي تطبيق فعلي على أرض الواقع لفهمه لمنهاجه السماوي ، وتحوّله إلى مستهلك يقبل بجشع ونَهَم على حضارات الغير هي السبب الرئيس في طغيان منطق المادة على كل منطق بل والإيغال فيه شيئا فشيئا حتى أصبح المادية البشعة .....

يقول صلى الله عليه وسلم :
الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله

حينما آثروا الموت في سبيل الله على الحياة ألقي الرعب في قلوب الأعداء ، فنصر صلى الله عليه وسلم بالرعب من فرط ما أحب صحابته الموت ولم يؤثروا على الشهادة ونعيمها الحياة الدنيا .... أما اليوم فقد استحببنا الحياة الدنيا ونسينا الموت .... وأوغلنا في شِراكها نلهث ونلهث ونلهث ، فأين الرعب الذي ألقي سالفا في قلوب أعدائنا ؟؟؟ ألم ينقلب سخرية وذلا ومهانة ؟؟؟

وصرنا عبيدا للكثير من الأمور الدنيوية
وكما يقول صلى الله عليه وسلم في مطلع حديث له
تعس عبد الدينار ، وعبد الدرهم ، وعبد الخميصة ،


يجيب صلى الله عليه وسلم سيدنا عمر الذي يسأله عن حال استغربه وقد رآه فيه ، عن أثر الحصير على جنبه وهو إن شاء ملك أكثر مما تملكه ملوك الأرض آنذاك وكيف أنّ كسرى وقيصر في ملكهما يتخبطان في أشكال النعم وهو النور المبعوث يلقى ما يلقى ....
فيجيبه صلى الله عليه وسلم :

مالي وللدنيا يا عمر ، وإنما أنا كراكب استظل بظل شجرة ثم راح وتركها

وذلك الصحابي الذي شقّ عليه أن يستطيب التمرة التي بين يديه على ساح قتال أمامه يرفعه إلى أعلى عليين مع الصديقين والنبيين وإخوان له شهداء ، فألقى بها  من غير ما اكتراث يهرع للموت على أن يقضي مزيد وقت وهو يلوك ويمضغ من زوائل الدنيا ....

كان الأغنياء من الصحابة الأطهار يقدمون نصف ما يملكون وكل ما يملكون عن حب وطواعية وعن رضى وبقلب موقن أنّ ما عند الله خير وأبقى وأن الله يعد مغفرة وفضلا وهو الواسع العليم ، ملكوا فلم ، ولكن لم يستوطن ما ملكوا قلوبهم ، وإنما لم يتعدّ حدود اليد .... وأعطوا وما خشوا فقرا ولا فاقة ولم يؤثروا دنيا ....
وتدربت أنفسهم على العطاء والبذل وعلى أنهم كما عاشوا أغنياء هم أيضا على أن يعيشوا فقراء قادرين مادامت قلوبهم ملأى بالإيمان ......

فهل أحبوا الدنيا وعبدوها ؟؟؟ وعبدوا الدينار والدرهم ؟؟؟ وخشوا الفقر إذ أعطوا؟؟؟؟

وفقراء الصحابة ؟؟؟ هل حال فقرهم دون أن يكونوا الأوائل المصدقين المتبعين المناصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم .....؟؟؟ هل حال فقرهم دون حبهم للعمل من أجل دين الله ، ولتكون كلمة الله هي العليا ؟؟؟ هل ألهاهم فقرهم وعسر عيشهم على حبهم للشهادة وللتضحية في سبيل الله ؟؟؟
ألم يكن يقينهم بأنّ ما كان لهم في الدنيا إنما هو رزقهم فرضوا به قانعين شاكرين حامدين ، بل ومستغفرين وجلين وقد أتوا ما أتوا ، تتجافى جنوبهم عن المضاجع ، لا يلهثون خلف الدنيا ولا يخشون الفقر بقدر خشيتهم على دينهم ومكانتهم عند رب العالمين وعلى رصيدهم عند رب العزة ، وعلى ميزانهم وما حوى وعلى قلوبهم وما وعت ؟؟؟

هل حال فقرهم دون أن يستزيدوا من الصبر والصلاة والإيمان والرضى ؟؟؟ ألم يعيشوا طيبي الصدور ، قانعين راضين حتى بورك لهم في رزقهم وكفوا بالقليل الأقل ؟؟؟
ألم يكن دينهم أول أمرهم ومبلغ علمهم ؟؟؟ .....


ما لم نعش ديننا سلوكا وحياة ، ستطغى علينا الدنيا وستدوس على قلوبنا بأقدامها .... ومتى كان بالقلب آثار لأقدام تدوس لم يعد يقدر على النظر إلى كل متحيّن دَوْس من علُ وعلى أن ينبس ببنت شفة بل يقول له "سمعنا وأطعنا"  ومتى تحرر القلب وتشبّعت نياطه بنور الله لم يعد يرى للدنيا من سطوة عليه ، وبقي دوما يرمقها عالما بحقيقتها غير مغترّ بحالها الزائل ...... حينها سيتشبع بالنور وسيشعّ نورا ولن تبقى الأطماع واللهث سبيله ومبتغاه

فماذا ترون أنتم إخوتي ؟؟
والله تعالى أعلم
« آخر تحرير: 2008-05-03, 10:41:48 بواسطة حازرلي أسماء »

حازرلي أسماء

  • زائر
أعجبتني كلمات للأستاذ مصطفى مشهور تلميذ الشهيد حسن البنا والمرشد الخامس لجماعة الإخوان في كتابه "القدوة على طريق الدعوة"

إننا نلمس طغيان الجانب المادي على الجانب الروحي، نرى أن الدنيا صارت أكبر هم الكثيرين منهم ، ومبلغ علمهم ، فإذا هم يكرسون جهودهم وأوقاتهم واجتهاداتهم في تحقيق مطالب الحياة والجسد وكيفية الحصول عليها والاستمتاع بها .أما أمور الدين وما يطلبه من المسلمين من فرائض وواجبات وأخلاق وعمل وجهاد فلا يشغل بال الكثيرين منهم ، ويعدونه أمرا ثانويا يعطونه فضل أوقاتهم وفضل أموالهم وفضل جهدهم ، إن كان هناك فضل وإلا فلا شيء ...
إننا نريد أن نعود بالمسلمين إلى التصور الصحيح لحقيقة حياتنا الدنيوية ورسالتنا التي خلقنا الله من أجلها (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
نريد من المسلمين أن يتحول اهتمامهم الأكبر إلى آخرتهم وأن يسخروا دنياهم وكل  ما يملكون فيها من صحة ومال ووقت لحياتهم الدائمة في الآخرة

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
جميلة هذه الكلمات الاخيرة لمصطفى مشهور يا اسماء

وهي مصداق قوله تعالى
{وابتغ فيما آتاك الله الدار الاخرة، ولا تنس نصيبك من الدنيا}
فالاخرة هي الهدف والمبتغى... ونصيبنا من الدنيا هو الوسيلة
بكل اسف المفهوم السائد لدى المسلمين اليوم، والذي يشجعهم عليه كثير من الدعاة المرفهين، وأقصد بالمرفيهن الذين ييبذلون جهدهم في المحاضرات والمواعظ ولهم نشاط ملحوظ في خدمة الدعوة، ولكهنم في نفس الوقت يحيون في ترف ورفاهية...
فهذا يعزز لدى الناس مفهوم ان تبذل الفائض من وقتك ومالك وجهدك، وبالباقي تمتع فهو حلال طيب...
ولا يعلمون ان التمتع واخوتهم يذبحون لا يكون حلالا طيبا كما يعتقدون
ويعزز لدى الناس مفهوم ان الدنيا وزينتها وزهرتها والانغماس فيها أمر لا ينافي الاسلام مهما طغى علينا
بل بلغ بي ان سمعت احدى الداعيات تقول ان الاسلام يحث على الترف...!!!!! مع ان الترف لم يذكر في القرآن الا على سبيل الذم وعلى انه طريق هلاك الامم


عندما نصحح نظرتنا تتصحح اوضاعنا بعون الله
« آخر تحرير: 2008-05-08, 09:51:11 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

حازرلي أسماء

  • زائر
جميلة هذه الكلمات الاخيرة لمصطفى مشهور يا اسماء

وهي مصداق قوله تعالى
{وابتغ فيما آتاك الله الدار الاخرة، ولا تنس نصيبك من الدنيا}
فالاخرة هي الهدف والمبتغى... ونصيبنا من الدنيا هو الوسيلة
بكل اسف المفهوم السائد لدى المسلمين اليوم، والذي يشجعهم عليه كثير من الدعاة المرفهين، وأقصد بالمرفيهن الذين ييبذلون جهدهم في المحاضرات والمواعظ ولهم نشاط ملحوظ في خدمة الدعوة، ولكهنم في نفس الوقت يحيون في ترف ورفاهية...
فهذا يعزز لدى الناس مفهوم ان تبذل الفائض من وقتك ومالك وجهدك، وبالباقي تمتع فهو حلال طيب...
ولا يعلمون ان التمتع واخوتهم يذبحون لا يكون حلالا طيبا كما يعتقدون
ويعزز لدى الناس مفهوم ان الدنيا وزينتها وزهرتها والانغماس فيها أمر لا ينافي الاسلام مهما طغى علينا
بل بلغ بي ان سمعت احدى الداعيات تقول ان الاسلام يحث على الترف...!!!!! مع ان الترف لم يذكر في القرآن الا على سبيل الذم وعلى انه طريق هلاك الامم


عندما نصحح نظرتنا تتصحح اوضاعنا بعون الله


وهو كذلك يا ماما هادية ... فالدعوة إلى الترف في حدود الحلال فيها نظر .... وكما ذكرت الآلاف يذبحون ويعرون ويموتون جوعا ....ويشرّدون ويضرب الحصار بالأشهر ذوات العدد على الشعب المستضعف ، ونحن نسهّل هذه النظرة التي في الحقيقة لا أرى لها الزمان المناسب ، وما تكالب المسلمين على الدنيا ونسيانهم لوشائج الأخوة في الدين التي تربطهم بالمستضعفين في الأرض من المسلمين ، -وإن تذكرناهم ، تذكرناهم زمنا قصيرا وعدنا لديْدننا الدنيا-
ما هذا التكالب عليها إلا مفسدة تضاف إلى المفاسد بل إنها من أهم المفاسد وأكبر الملهيات ....

وفي ذات السياق وبقاء مع الأستاذ مصطفى مشهور ومع كتابه  "القدورة على طريق الدعوة" والذي يرى فيه أنّ الدعوة تحتاج إلى قدوات في شتى المجالات إلى الأب القدوة والأم القدوة والأسرة القدوة والإبن القدوة والبنت القدوة والمؤسسات التجارية الإسلامية القدوة والبنوك القدوة ، والمستشفى القدوة والمدرسة القدوة ......... والأسرة القدوة ....

وعلى الأسرة القدوة ينوه إلى ما يجب أن تكون فيه قدوة على طريق الدعوة وعلى طريق إعلاء كلمة الله وبناء الدولة الإسلامية الكبرى ....

فيتطرق للمبنى ولأثاث البيت وللملبس والمطعم والمشربوميزانية الأسرة المسلمة القدوة ، وحول المبنى شيء مما يقول :

يجب أن يكون واضحا أصلا أن الحياة الدنيا ليست دار نعيم ولا دار استقرار ، ثم إن مثل هذه البيوت الفخمة يمكن أن تكون مثار فتنة لأصحابها ، تجعلهم يركنون إلى الدنيا ، ولا يقدمون على الجهاد والعمل الشاق في سبيل الله ، كما أنها قد تثير الحقد والحسد في نفوس المعوزين الفقراء ولا نريد أن نعمر بيوتنا في الدنيا على حساب المساكن الطيبة في جنات عدن ، ولنتذكر جميعا صفة بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وهو من هو منزلة عند الله

وحول أثاث بيت هذه الأسرة المسلمة القدوة شيء مما يقول :

والذي نوصي به الأسرة المسلمة القدوة حول أثاث البيت البساطة والمتانة بعيدا عن الإسراف والترف أقرب إلى الخشونة منه إلى النعومة التي تساعد على كثرة النوم عن الطاعات ، ففي ذلك توفير للمال وتوفير للجهد في تنظيمه وتنظيفه ، ولعلنا نذكر في هذا المجالأثاث بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وكيف كان يؤثر الحصير على جنبه الشريف وهو أعز خلق الله على الله

وحول ملابس بيت هذه الأسرة المسلمة القدوة شيء مما يقول :

وكما أن للفراش الوثير أثره غير المطلوب للمسلم القدوة كذلك الملابس الفاخرة لها أثرها النفسي على صاحبها فتجعله يميل إلى الدعة والترف والنعومة التي تتنافى مع الرجولة المجاهدة التي تتحمل المشاق ، وربما أدى لبس الملابس الفاخرة أيضا إلى الخيلاء والتعالي على الناس إلى غير ذلك من معان تتعارض وروح الإسلام وآدابه
نوصي الأسرة المسلمة القدوة بالبعد عن الإسراف والترف في الملابس ، وأن يراعى فيها البساطة ، والمتانة والحرص على نظافتها وطهارتها والتحرز من المحرمات كالحرير والذهب بالنسبة للرجال ، أما بالنسبة للنساء فيراعى الزي الإسلامي بحدوده ومواصفاته المعروفة حال خروجها من المنزل أو تعرضها لغير محرم من الأقارب أو غيرهم داخل المنزل .


وحول مطعم ومشرب بيت هذه الأسرة المسلمة القدوة شيء مما يقول :

كثيرا ما يلقى جانب كبير من باقي الطعام في صناديق القمامة ، في وقت يموت فيه الآلاف والملايين من المسلمين جوعا ....
وقد نهينا عن الإسراف في الطعام ،
ثم أنه يؤدي إلى السمنة وضخامة البدن وما يترتب على ذلك من علل وأمراض وسيطرة الشهوات وبالتالي التثاقل والكسل والتراخي عن الطاعات وعن الحركة والجهاد .وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه  يقول : إياكم والبطنة في الطعام فإنها مفسدة للجسد ، مورثة للسقم ، مكسلة عن الصلاة ، وعليكم بالقصد منهما فإنه أصلح للجسد وأبعد عن السرفوإن الله تعالى ليبغض الحبر السمين وإن الرجل لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه....


وهكذا يصف مصطفى مشهور حال الأسرة المسلمة القدوة التي تتعالى عن الدنيا وملذاتها ولا تأخذ بالقدر الذي يسد رمقها ويؤهلها لمواصلة الدرب الذي تسلكه وهو درب العمل للإسلام وإعلاء كلمته في الأرض .

« آخر تحرير: 2008-05-09, 13:46:50 بواسطة ماما هادية »