جميل..
نتفق إذن إلى حد كبير، فقد قلت:
والتربية ذاتها لها جوانب مختلفة،..
وتكلمتم عن التربية بمفهوم شامل..
وربما يبقى فرق في رؤيتي أن لبعض الاعمال العامة.. السياسية وغيرها.. أثر تربوي فعال، يستغله المربي الحصيف في ايصال ما يريد إلى أبنائه، لا ادري هل ترون هذا او لا
بمعنى أوضح، ربما يُزج بمن يرى انه لم يتم نضجه تربويا في عمل الظاهر فيه انه يحتاج لشخص ذي صقل تربوي سابق، ويكون هذا العمل ذاته ساعد قوي في غرس معنى تربويا نادرا ما كان ليغرسه فيه الف درس او محاضرة..
هنا أرى ملحظ مفارقة بين بعض العاملين في الدعوة حتى من ابناء التيار الواحد، حيث يرشح احد للعمل، فيعترض شخص بانه غير كفء، بينما يكون العمل المرشح له هو المربي الذي سيرتقي به درجات عديدة دفعة واحدة..
عموما مثل هذا الكلام يكون التطبيق فيه اوضح، ولا ادري هل وصلتكم فكرتي او لا
نظرت الي مواردنا وامكانياتنا فوجدت أنه من المناسب أن تكون البداية الإقتصادية علي ثلاثة محاور،
1: الزراعة.
2: برمجيات الكمبيوتر.
3: الصناعات الزراعية وما بعدها.
وسأتحدث بالتفصيل عن كل منها فى مداخلاتي القادمة ان شاء الله.
اذكر اولا كلمة قراتها قريبا للشيخ الغزالي رحمه الله في كتاب من سلسلة مقالات "الحق المر" يناقش فيه احد المعاندين للاسلاميين بشكل عام، وكانه يتحدى الشيخ الغزالي في كيفية احياء الأمة بالاسلام، ووضع حلول اسلامية للاقتصاد والقانون و...
فبعد ان اجابه الشيخ رحمه الله وما يتفق مع واقعنا حال حديثه، ختم كلامه معلقا على هذا الشخص وامثاله:
"إن هؤلاء البُله يظنون أن الاسلاميين سيحلون هذه المشكلات بحلقة ذكر"
أعجبني محاولة البحث والنظر فيما يصلح الامة عمليا، خصوصا انه مقارن لإيمان عميق بالله وبأنه وحده مالك الملك ومدبر الأمرن وليس علينا إلا السعي
بالنسبة لمواردنا في مصر خاصة، فإنها تقريبا - والحمد لله - لا تحصى، فالمساحات القابلة للزراعة غير قليلة أبدا، والماء العذب متوفر، والمناخ قابل لزراعة أكثر المحاصيل الزراعية، والخبرات متوفرة.. لا ينقصنا سوى قليل من الضمائر المخلصة، والتخطيط
والمساحات البحرية واسعة جدا، تفوق الألفي متر طولا!!، والمواني أفضل ما تكون للصيد، ينقصنا قليل من الخبرة، وتوجيه الاهتمام لهذا الأمر.. فما زالت الثروة السمكية في مصر غير مستغلة تقريبا
والمدن الصناعية ملأت ارجاء المعمورة، ثم اغلقت المصانع بعد ان انهكتها الضرائب والاتاوات، والايد العاملة المصرية والعقول الخبيرة.. موزعة بين دول الخليج وارصفة اوربا.. فلماذا لا تعود؟!
الاموال في مصر غير قليلة، بل كثيرون يمتلكون المليارات، وكثيرون جدا يمتلكون الملايين، ولكن.. المصالح الشخصية، وانعدام الدين في القلوب، مع التضييق المادي والأمني على اصحاب رؤوس الاموال الشرفاء - قارن صاحب العبارة المنكوبة وصاحب شركة سلسبيل للكمبيوتر -
لسنا شعبا مبتدئا، أو غير حضاري، بل حينما نقول اننا اصحاب حضارة دامت سبعة الاف سنة فاننا لا نفتخر بمجد فراعنة او نتقلد ما ليس لنا، اننا نعني ان مواردنا موجودة، ومازالت نعم الله تشملنا ظاهرا وباطنا،.. حتى ابان الاحتلال كان الجنيه المصري بفوق الجنيه الاسترليني والدولار الامريكي، وكانت محاصيلنا تصدر لجميع انحاء العالم
حتى يصدق فينا بأبسط مشاهدة قول الشابي رحمه الله:
اذا الشعب يوما اراد الحياة .. فلابد ان يستجيب القدر
وليس فقط لأن الله وعد العامل الأجر، وإنما لأنه تعالى سخر لنا كل مقومات المادية التي بها نحقق ما نريد
مشكلتنا بمصر خاصة ليست مشكلة ماء ولا غذاء ولا بترول ولا صناعة ولا عمالة ولا شيء من مثل ذلك، بل مشكلتنا في صناعة الرجال الذين يستغلون كل ذلك ويقومون به أحسن قيام
من المؤكد ان من اهم وسائل صناعة الرجال ان ندفع بهم في برامج مخططة تنفيذية ليدركوا عمليا كيف ينتجون ويبنون، بعد ادراكهم ايمانيا ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا