ألا يوجد غير هذا المُسلِّم المبتسم دائما؟
مينفعش نسلم مرة جد شوية
وقفة عند الاصلاح بالتربية!
هي أولا وآخرا مهمة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي العامل الأساسي في بناء الأمة، وتقديم سواعدها الذين يحملونها وقت الشدائد، وكل وسيلة أخرى فإن غايتها تجميع الناس وايقاظهم من غفلتهم واحاطتهم بسوار كلي من التدين يتفاوتون فيه من الداخل تفاوتا كبيرا، أما التربية فهي المعين الذي لا ينضب، والزرع الذي الذي لا يذبل، والأرض التي لا تبور،.. لا أخالف في ذلك، ولا أحسب أني سألقى مخالفا.
لكن هناك اشكالان:
أولهما.. الاقتصار على التربية كوسيلة واحدة لتغير وضع فاسد!
وآخرهما.. الاقتصار على صورة واحدة من صور التربية!
وليس العيب حقيقة في ذلك، فلكل منا طاقة، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولكن بيت الداء في أن نظن أن ما اقتصرنا عليه من وسائل التربية وحده هو الصحيح الناجع الشافي لكل الأسقام والمبرء من سائر العلل، ونتهم غيرنا ممن لا يقل عنا اخلاصا وبذلا، بأنه يشتت نفسه ويضيع جهده ويقضي على مستقبله بيده!!
والكلام بايجاز عن الاشكال الاول يكون ببحث وسائل اخرى للاصلاح غير التربية.. نقر انها وسائل مساعدة ومعاونة لا اصيلة واساسية الا انها مهمة ومطلوبة بشكل كبير.. وذلك كوسيلة الاصلاح السياسي التي يأباها البعض أيما اباء.. ولا انكر على من يأباها لشخصة وذاته، فكل ميسر لما خلق له، ولكن أنكر على من يأباها هي كوسيلة مطلوبة.. وذلك بتفكير بسيط:
سيصل العمل التربوي يوما في النجاح قدرا لا يمكن اخفاؤه عن عين عدوك، وحينها لن يسكت لك ويتركك تهدمه ببطء، بل سيسرع هو بالانقضاض عليك ومحاولة نسفك ونسف كل مشاريعك التربوية بكل ما اوتي من قوة،.. وربما تقع عينه عليك قبل تمام مشروعك التربوي او قبل بلوغه قدرا مناسبا من ان يحمي نفسه ..
وسيصل عملك التربوي الى نقطة يتخطى فيها عند الله مستوى مجاهدة النفس على الصلاة والصيام وغض البصر، وتبدأ مرحلة من جهاد أكبر، وحينها سيكون التخلي عن النشاط السياسي الذي سيكون محتما وقتها، تخليا عن كل ما بنيته أولا، بل وتخاذلا امام او اختبار اوقعك الله فيه!!
والتربية ذاتها لها جوانب مختلفة، دائما نغض الطرف عن اكثرها مكتفين بالتربية من خلال التعبد والتخلق، ورغم ان هذا هو اساس التربية، وهو القدر الذي يجب ان يشترك فيه جميع المهتمين بالشأن، فإن جوانب أخرى ذات أهمية كبيرة في صياغة عقل وقلب المؤمن.. كالتربية المعرفية والبدنية والنفسية .. فيتحلى بقدر من العلم في دينه وقدر كبير في تخصصه، وعلى قدر من اللياقة وعلى مستوى من التعامل الاجتماعي ليؤهله للنشاط الدعوي الخارجي حين يتحتم الامر..
والمربي قد يستخلص معنى تربويا مهما جدا من عمل سياسي او رياضي او مسألة علمية او موقف اجتماعي، فيحقق غرض التربية لابنائه وغرض العمل لغيرهم.
والخلاصة.. أننا مكلفون باتقاء الله حق تقاته، واتقائه قدر استطاعتنا، ومن أحسن عملا ما فلا يسفه عمل غيره، وغنما عليه أن يعتقد يقينا انه فرد في منظومة متكاملة تشارك معا لخدمة دين الله ونشره في الأرض