المحرر موضوع: وقفات مع الملتزمين والملتزمات  (زيارة 7068 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل rama-ra

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 118
وقفتنا في هذه الكلمات مع الملتزمين و الملتزمات اللائى قلوبهم مخزونه و شرورهم مأمولة
وقفة مع أحبابي و أحباب النبي الذين قومهم ربهم و أصلحهم ، و عاملوه باليسير فأربحهم ، و اعتذروا بالتقصير فسامحهم .
وقفة مع من أنفسهم عفيفة و حوائجهم خفيفة
وقفة صدق مع الملتزمين الذين اجتنبوا الخطايا و الآثام و صمتوا عن رديء الكلام ، و صموا عن استماع الحرام
وقفة صدق مع أحبابي في الله الذين كفوا الاكف عن الفساد ، و هجرت رؤوسهم الوساد و حضر قلبهم لمناجاة ربهم و انقاد .
وقفة صدق ، نضغط فيها علي الجراح في واقعنا ، نداويها ، لعلها أن تلتئم
أيها الملتزمون ، أجيبوني بصدق ، لماذا نأمل في الدنيا و الموت يطلبنا ؟!
أيها الملتزم : لماذا قلت عبادتك ؟ ! و هل عبادتك هذه عبادة من يعبد الله كأنه يراه ؟
أخي الملتزم : هل تسابق الناس في عبادة الله ، كما تسابقهم في جلب المال ؟!
أخي الملتزم : إلى متي سنظل ملهبين بالدنيا ؟ خبروني بربكم ، هل إقبالكم علي الدنيا مثل إقبالكم علي ربكم ؟!
أخي الملتزم : لماذا تمدح نفسك ؟! لماذا تزكيها ؟!
اخي الملتزم : لماذا شغلتك الدنيا عن الدعوة ؟ فصرت ميت و أنت حي
أخي الملتزم : لماذا الكرم علي بطنك ، و البخل في دين الله و في سبيل الله ؟!
أيها الملتزمون : لماذا الغش ؟! لماذا الكذب ؟! من أسوا ما يكون أن يحكي لك عن صاحب لحية كذاب أو عن بائع متجول ملتحي غشاش ، يقولك " استأمنته فخدعني و خانني ، صدقته فكذب علي ، وثقت فيه و لم أفاصل معه لاجل لحيته فضحك علي .
أختي المحجبة الملتزمة : لماذا العطر مع الحجاب؟! لماذا إظهار عينيك المكحلتين من خلف النقاب ؟!
أختي الملتزمة : حفيدة أمهات المؤمنين ، لماذا خلعت النقاب ؟!
انك تحزن حين يذكر أمامك امرأة منقبة خلعت نقابها ، أو فتاة ملتزمة مخمرة تبتسم للشباب ، و الجهلة يقولوا " بص ، شايف ، آدي الحجاب ، كلهن كذلك "
أخي الملتزم : أين أنت من غض البصر ؟ شيء يكسف لما يتقالك " شفت الشيخ ، بيصلي و بصباص "
أخوتاه : لماذا نسيء إلى النبي و أصحابه ؟ لماذا ندنس تاريخ الالتزام و أهله ؟!
أيها الملتزم : لماذا تضرب زوجتك و تسبها بالفحش أمام أولادك ، بل و أمام الناس ؟ انك تحزن حين تسمع رجل ملتحي عصيته زوجته فيسب الدين ، حاجة تكسف .
أختي الملتزمة : لماذا تضحكين برقة و بصوت عال ؟ لماذا تتكلمين بنبرة فيها تكبر و خضوع ؟
أختاه : لماذا هذه العباءة الضيقة ؟ و لماذا هذه الجيبة المفتوحة قليلا ؟
أختاه : لماذا الثرثرة في الكلام ؟
أخي : لماذا السؤال عما لا يعنيك ،و لماذا الكلام فيما لك و فيما ليس لك ؟ و النبي يقول في الحديث الصحيح " من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه "
أخي الملتزم : لماذا كثرة المزاح ؟ و لماذا التهريج ؟ و لماذا الضحك بصوت عال
أهذا حال من يحمل هم الدين ؟! أهذا حال اتباع سيد المرسلين ؟
أهذه الأحوال تليق بالملتزمين المتقين ، العابدين المخلصين ؟ كلا و الله .
أيها الأحبة في الله أن منا الكثير قد سوأ صورة الالتزام و التدين ، و أن منا و للآسف الشديد الفتيات الملتزمات المحجبات المسيئات بأخلاقهن وأقوالهن لدين الله و سنة رسوله و صدق رسول الله " إن منكم منفرين "
أرجوكم لا تزعجكم صراحتي ، فالصراحة مفتاح السعادة ، و والله ما قصدت كشف سوأتكم ، و لا تعمدت إظهار السيئ من أحوالكم ، فأنا واحد منكم يعيبني ما يعيبكم ، و يسوؤني ما يسوؤكم ، و هذه الصور السيئة يطعننا بها أعدائنا ، و المصاب هو الإسلام و أهله أن أريد إلا الإصلاح فسامحوني فما هو إلا الخوف علي دعوتنا بعد أن ساء بنا الحال ، وصار لا يرض الله ذي الجلال متوحد الكبير المتعال .
أيها الأحبة : لماذا الأمل في الدنيا و الموت يطلبنا ؟!
كان سلمان الفارسي يقول " أضحكني ثلاث و أبكاني ثلاث ، أضحكني مؤمل الدنيا و الموت يطلبه ، و أضحكني غافل لا يغفل عنه ، و أضحكني ضاحك ملء فيه ، لا يدري أرضى عنه ربه أم لا ، و أبكاني ثلاث فراق الاحبه محمد و حزبه ، و هو المطلع عند الموت ، و الوقوف بين يدي رب العالمين و أنا لا ادري إلى النار انصرافي أم إلى الجنة "
أخي في الله ، استمع معي إلى هذه الآيات ، من رب الأرض و السماوات " قل متاع الدنيا قليل و الآخرة خير لمن اتقى و لا تظلمون فتيلا " لاحظ معي الآية التي تليها " أينما تكونوا يدرككم الموت و لو كنتم في بروج مشيدة "
حبيبي ، خبرني بربك متي تذكر الموت ؟! لما يموت أبوك ، أخوك ، جارك ، حبيبك ، زميلك ، لما تشوف حادثة ، وبعدين ، تنسي ، تنسيك الدنيا .
أيها الملتزمون : هل نحن نعبد الله كأننا نراه ؟! لقد كان أبو الدرداء يقول " اعبدوا الله كأنكم ترونه وعدوا أنفسكم من الموتى ، و اعلموا أن قليلا يغنيكم خير من كثير يلهيكم "
و هذه حقيقة ، فان لما كثر المال في أيدينا ، اهتممنا بتزويده ، وصار الهم فتح المشاريع ، و تزويد المشروع حتى يصبح اثنان ، حتى و لو كان ذلك علي حساب الدين في حياتك ، عندئذ قلت عبادتنا ، فتركنا النفل و الفرض ، تري الأخ بعد أن كان ريحانه المسجد وحمامته ، صار الأخ إذا سمع الآذان كأنه مصاب بالصمم و العياذ بالله ، وقالها أبو الدرداء من قبل " ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ، و لكن الخير أن يعظم حلمك ويكثر علمك ، و أن تباري الناس في عبادة الله ، أي تسابقهم فان أحسنت حمدت الله وان أسأت استغفرت الله عز و جل .
وكان أيضا يقول " مالي أراكم تحرصون علي ما تكفل لكم به ، و تضيعون ما وكلتم به لانا اعلم بشراركم هم الذين لا يأتون الصلاة إلا دبرا لا يسمعون القران إلا هجرا " أي لا يأتون الصلاة إلا متأخرين و لا يسمعون القران إلا قليلا .
أيها الأحبة : كيف تصح الفكرة لقلب غافل ، و كيف تقع اليقظة لعقل زاهل ، و كيف يحصل الفهم لب عاطل ، عجبا لمائل إلى ركن مائل ، لقد خاب الغافلون و فاز العاملون المتقون " و ما تغني الآيات و النذر عن قوم لا يؤمنون " .
أخوتاه : من كتب عليه الشقاء كيف يسلم ، و من عمي قلبه كيف يفهم ، و من أمرضه طبيبه كيف لا يسقم ، و من اعوج في اصل وضعه و التزامه فعيد أن يتقدم هيهات هيهات ، من خلق للشقاء فللشقاء يكون ، وما تغني الآيات و النذر عن قوم لا يؤمنون . كم عمل زد علي عامله ، كم أمل رجع بالخيبة علي أمله ، كم من ملتزم بالغ في أتعاب مفاصله ، فهبت ريح الشقاء لتبديد حاصلة ، لقد نودي علي الطرودين و لكنهم ما يسمعون " و ما تغني الآيات و النذر عن قوم لا يؤمنون "
أخي : لماذا تسابق الناس في جمع المال ؟ و لا تسابق الطائعين في طاعتهم ؟ لماذا تهتم بجمع المال ؟! لمن ؟! و لاجل من ؟! و لحساب من ؟! و لماذا لا تهتم بجمع شتات دينك الذي تبعثر ، و السبب أنت .
كان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول " ويل لكل جماع فاغر فاه كأنه مجنون يري ما عند الناس و لا يري ما عنده ، لو يستطيع لوصل الليل بالنهار و يله من حساب غليظ و عذاب شديد "
أيها الأحبة : إلى متي ستظل في لهو دنيانا ؟!
يا لاهيا بالمنايا قد عزه الأمل و أنت عما قليل سوف ترتحل
تبغي اللحوق بلا زاد تقدمه أن المحفين لما شمروا وصلوا
لا تركنن إلى الدنيا و زخر منها فأنت من عاجل الدنيا ستنتقل
أصبحت ترجوا غدا و بعد غد ورب ذي أمل قد غره الأمل
هذا بابك قد ولدت بشاشته ما بعد شيبك لا لهو و لا جدل
ماذا التقليل بالدنيا و قد نشرت لأهلها صحة في طيها علل
أحد الصحابة وكان واليا علي دمشق ، لاحظ إقبال الناس علي الدنيا ، فقال لهم " يا معشر أهل دمشق ألا تستحيون ؟! تجمعون ما لا تأكلون ، و تبنون مالا تسكنون و تأملون مالا تبلغون قد جمع مثلكم ما كان قبلكم فاصبح جمعهم بورا و أملهم غرورا وبيوتهم قبورا هذه عاد قد ملأت ما بين عدن إلى عمان أموالا و أولادا فمن يشتري مني تركه آل عاد بدرهمين " .
سبحان الله فيه ناس كثير بتهلك نفسها عشان الجنية حيموت نفسه عشان الدنيا و الدين مش مشكلة كان أحد الصحابة يقول " لا يكونن أحدكم جيفة ليل قطرب نهار " يعني كالدابة يسعي طوال النهار في حوائج الدنيا .
أخي  : إقبالنا علي الدنيا صار سببا في فشل دعوتنا في الله ، ألم تسأل نفسك لماذا صار بعض الناس يخافون من أصحاب اللحى بالذات ، و يخافون من صورة المحجبة صاحبة السواد بالذات ؟ ألم تسأل نفسك لماذا لا نتقدم للأمام خطوة ؟ و لماذا لا تنجح في أي عمل دعوى ؟ و لماذا لا يستجيب الله لكلامك أنا أخبرك ، إنها الدنيا ، وإنها الذنوب .
ذكر صاحب الحلية عن أبي الدرداء قال " ليحذر المرء أن تبغضه قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر ، " قيل له كيف ذلك ؟ّ فقال العبد يخلو بمعاصي الله فيلقي الله بغضبه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر "
ربما تكون في عملك فيكره الناس القرب منك ، تكون في شركتك أو في وظيفتك فيخاف الناس التحدث معك من حيث لا تدري و إنها الذنوب .
الذنوب تغطي القلوب ، فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه الهدي ، و من علم ضرر الذنب استشعر الندم .
واعجبا لمن يأمن و كم قد اخذ من مأمن ، من تفكر في الذنوب علم أن لذات الأوزار زالت ، و المعاصي بالعاصي إلى النار آلت ، و رب سخط قارن ذنبا فأوجب بعدا و أطال عتبا ، و ربما بغت العاصي بأجله ولم يبلغ بعض أمله
أخي الملتزم : بكل صراحة جنتنا الدنيا ، فصرنا نطلب العجلة في غناها و صدق الحسن علي حين قال " من طلب أدنيا فقعدت به ، و من زهد فيها لم يبالي من أكلها ، الراغب فيها عبد لمن يملكها ، ادني ما فيها يكفي ، و كلها لا تغني ، من اعتدل يومه فهو مغرور ، و من كان يومه خيرا من غده فهو مغبون أي خاسر .
اخوتي في الله : أقولها وكلي آسى أقولها و كلي حزن من المؤسف أن يدخل الحرام في مال من يظن في نسف الالتزام ، فتري الفقير يهون عليه الأمر ، فيقبل الرشوة باسم الهدية ، يخدعه الشيطان بقول العامة " النبي قبل الهدية وهي رشوة ، و أن ضغطت عليه و بان خطؤه قال لك " كل الناس بيعملوا كده ا يا أخي أيها الملتزم ، أيها الملتحي ، يا صاحب السنة ، كان عبد الله بن مسعود يقول " لا يكونن أحدكم امعه ، قالوا و ما الامعه يا أبا عبد الرحمن ؟! قال يقول الرجل أنا مع الناس ، أن اهتدوا اهتديت ، و أن ضلوا ضللت ، إلا ليوطنن أحدكم نفسه علي أن أحسن الناس احسن و أن أساؤا لا يسيء " .
أخي في الله : بدون زعل ، وبدون مبالغة ، الدنيا شغلتك عن الدعوة ، قتلتك وأنت حي ، و بعد أن كنت نحله في مجال الدعوة لا تهدأ إلا بعد جمع العسل الشهي من أزهار شباب المسلمين ، صرت تلهث وراء المال حيث كان ، مزقل روتين الحياة و الله المستعان .
أخي : اشتقنا إلى رؤياك بيننا أخي ... غبت عن ربك و عنا طويلا
أخي .. أما حن قلبك إلى الله بعد طول غياب ؟!
لنستمع سويا إلى هذه الآيات ، و لننتبه فيها " و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور "
طيب هي متاع الغرور ، إيه العمل يا رب ؟! " سابقوا إلى مغفرة من ربكم "
أيها الأحبة : لله در قوم تركوا الدنيا فأصابوا و سمعوا منادي " و الله يدعوا" فأجابوا و حضروا مشاهد التقي فما غابوا " و اعتذروا مع التحقيق ثم تابوا و قصدوا باب مولاهم فما ردوا و لا خابوا .
سارعوا إلى مغفرة من ربكم .
باب الله مفتوح للطالبين ، جنابة مبذول للراغبين ، فضله ينادي الملتزمين و إحسانه ينادي المسيئين المقصرين فبادروا مبادرة التائبين
و تعضوا لنسمات الرحمة تخلصكم من ربكم و سارعوا إلى مغفرة من ربكم .
يا ملتزمون : كم شغلتم بالمال و البنون فذهب الفرض ، و بارزتم بالخطايا ونسيتم العرض ، و أعرضتم عن النذير و هو الشعر المبيض ، و طالت آمالكم بعد أن ذهب الشباب الغض ، ورأيتم سلب الموت للقرناء و الأحباب و لقد انذر البعض بالبعض ، ففروا إلى الله من سجن الهوى فقد ضاق طوله و العرض وسارعوا إلى مغفرة من ربكم عرضها السماوات و الأرض .
أخوتاه : اسمحوا لي أن انقل لحضراتكم هذا البيان الإلهي الذي أوحاه الله إلى سيدنا داود علي نبينا و عليه الصلاة و السلام قال له فيه : يا داود ، لو يعلم المدبرون عني كيف انتظاري لهم و رفقي بهم وشوقي إلى ترك معاصيهم لماتوا شوقا إلى و تقطعت أوصالهم من محبتي ، يا داود هذه إرادتي في المدبرين عني فكيف إرادتي بالمقبلين علي "
أن هناك الكثير من الملتزمين و هذا واقع مشاهد قد أضاع الدين من اجل الدنيا ، أو من اجل الغني ، أو من اجل استعجاله في إقبال الدنيا عليه ، وأنا انصح بلسان المشفق الغيور قائلا : اطلب الآخرة ولا تعجل تأتيك الدنيا وهي راغمة " .
أيها الأحبة في الله : إياكم و ضياع الدين من اجل الدنيا ، ولنعمل سويا بالنصيحة العمومية الذهبية التي قال فيها " كونوا أوعية الكتاب وينابيع العلم وسلوا الله رزق يوم بيوم ،وجالسوا التوابين فانهم ارق الناس أفئدة " .
انك أن حدثت أحد الملتزمين عن تقصيره في دعوته و في حق دينه ربما يحجج لك بالأولاد و المسؤوليات و بمتاعب الحياة ، و أنا أقول تعالوا نستمع إلى نصيحة من نصائح عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبها نختم أن شاء الله .
اخرج الدنيوي عن عمر انه وعظ رجلا فقال له " لا تلهيك الناس عن نفسك ، فان الأمر يصير إليك ، ولا تقطع النهار ساربا أي ماشيا علي الأرض ) و إذا أسأت فاحسن ، فاني لا ادري شيئا اشد طلبا و لا أسرع دركه من حسنة حديثه لذنب قديم " .
للأمانة منقول

غير متصل MHD

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 11
رد: وقفات مع الملتزمين والملتزمات
« رد #1 في: 2008-04-15, 22:47:51 »
مشكورة أختي راما را على الموضوع

وبانتظار كتاباتك انت في المنتدى