أيها الإخوة... نستطيع هنا أن نبسط لمفهوم الليبرالية... الليبرالية هي أن تمرّ باسم رتشيل كوري فتقول:" الله يرحمها"، أو اسم كارل نللينو فتصفه بالعلّامة المرحوم... ثم تمرّ بعد ذلك باسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتجرّده من الرسالة تناديه "محمدًا" أو تقول (النبي)هكذا بين قوسين وطبعًا لا تنسَ تجاهل الصلاة والسلام عليه لأن هذا يتنافى مع أدب (الموضوعية) التي يلتزمها المفكّر الليبرالي ظِلُّ المفكر التقدمي... المنتَج عندما يفشل يعاد طرحه في الأسواق باسم جديد...
لكي تكون ليبراليًا عليك أن تصدّر كتابك بالعبارة (الإنجيلية) الشهيرة: " في البدء كانت الكلمة"... وإياك ثم إياك أن تسمّي الله الرحمن الرحيم أو تصلي على الرسول -كما أسلفنا-...
تستطيع أن تَسْخَر منك إذا سألوك عن رأيك في الفِلْم الفلاني لتردّ أنت فتقول: إن السينما بشكلها الحالي حرام... عندها سيُنظَر إليك على أنك جاهل حتى لو كنتَ (دودة كتب)... من علامات هذه الجهالة أن تنسى منح الأستاذية للأستاذ المرحوم يوسف شاهين والأستاذ سعد الصغير... والأستاذة تحية كاريوكا... للأساتذة النجوم مصابيح الهدى...
أيها الإخوة... نحن المسلمين غرباء... غرباء إلى أبعد الحدود... وعلينا أن نعلم هذا جيّدًا... غرباء في أعين أقرب الناس... لأننا نطمس صور النساء في الكتب والجرائد... ولأن بعضنا يرفض مشاهدة البرامج -الدينية منها حتّى- لأنها تضع الموسيقى في الشارات والفواصل... ومشاهدة النشرات التي تقدمها مذيعة غير محجّبة...
فقط علينا أن نكون كالذي قالته إحداهن لابنتها عندما زارتا كاتدرائية القلب المقدّس في فرنسا: "إن الله قريب...علينا أن نحتفظ بالصمت"... علينا أن نحتفظ بالصمت -يا ست المذيعة- نعم لأن هذا حق الغير -(الآخر) كما تحبون تسميته-... أمّا إن الله قريب في الكنيسة بالذات فأشكّ لأنها في عقيدتي ليست سوى مكان لتلفيق الأكاذيب على الله... عليّ أن أحميها ضمن كل دور العبادة وأكفل لشعبها كل الحماية لأنهم في ذمّتي في مقابل جزية يدفعها القادر منهم على القتال ويعفى منها النساء والشيوخ والأطفال والعجزة...
سيقولون عنك طائفي... سيقولون... هم أصحاب صابرا وشاتيلا وقانا 1 و 2 وغزاة العراق والأفغان... ولا أريد فتح جراحات قديمة تمتد إلى دير ياسين واللدّ وقبية... وحتى حصار غزة القائم في نظر (أعداء الطائفية أدعياء الحرية)...
يجب أن تتزوج من طائفة أخرى وما أجمل أن يكون أولادك من غير طائفتك وما أزكي أن يكونوا ملحدين... الملحد -اليوم- على قائمته الكثير من الأعمال... يكفي أن يحفظ أغاني المِتَل والبلاك وتعلم الغيتار الكهربائي ويرسم غيفارا على قميصه ويطيل شعره ليكون مستنيرًا... لأننا مستظلمون -إذا صح التعبير-... مستظلمون باللحى والقرآن وهدي النبي العدنان
يا أيها المظلومون صبرًا...
يا أيها المظلومون قولوها...
هامش: لا تنس ذِكْرَ صلب المسيح في موضوعاتك -إنهم يحبون هذا كثيرًا-... ويا حبذا لو نحلته اسم الفادي أو الرب... وما أحلى لو ذكرتَ أنك قرأتَ مثنوي جلال الدين الرومي -مولانا-... وتتحفنا بآيتين منه... وببيتين من (شعر) نجم أو فؤاد حدّاد أو عمنا صلاح جاهين...