يا أخي يا جواد... من الذي قال إن الذي أفعله اتباع لمدنية الغرب الجوفاء؟!... ألا تستطيع أن تحتفظ بإسلامك مع ممارستك الفن؟!... ألا تستطيع أن تقول ليكون روح القدُس معك؟!... إنني أشعر بالخجل من أن السوق الأدبية الإسلامية بائرة... بائرة فعلًا... هل هناك رواية إسلامية واحدة تستطيع أن تناطح الروايات العلمانية المطروحة في الأسواق؟!... هل هناك أحد صنع روايات روّج فيها لمآسي المسلمين -وما أكثرها-؟!... كم كانت مضحكة تلك القصائد التي خرجتْ في الرد على أزمة الرسوم المسيئة للنبي -صلى الله عليه وسلم-!... اعذرني... هذا رأيي ومن حقي أن أعرضه... الفنان الدنماركي لن يقرأ القصائد ولن يفهمها... لأن الإنسان الغربي يعيش في مكان يختلف بكل محتواه عن الذي نعيش فيه... عليك أن تترجم دينك إلى لغته... وأن تكلمه باللغة التي يسيغها... تكلمه بكل قوة... لن تمسح له جوخته... ولكنك لن تقف صارخًا بكل قواك باللغة التي تفهمها أنت... هناك مواقف كثيرة نستطيع أن تقفها بالكلمة والعمل... الله -عز وجل- لن يرضيه أن تقيم حروف القرآن الكريم وتعطل حدوده... الدنيا تستحق أن تمارَس... وإلا فلماذا خلقنا الله فيها؟!...
إذا كانت الفنون لا تعطّل عن المفروضة ولا القرآن... بل بالعكس شغلتْ أوقات كانت تملؤها المعاصي... فأين العيب إذًا؟!... هل يختلف اثنان على أن مشاهدة المسلسلات معصية... ومع ذلك لا ننكرها أبدًا... ومشاهدة كرة القدم بإدمان... ثم متابعة برامج تحليلية عنها... وبرامج تعقيبية... واللاعب فلان مات وفلان قام من الأموات... وكل هذه الترّهات التي نسيغها... ثم يأتي الرسم والموسيقى والأدب ليقفوا في حلوقنا!
سيكون الإسلام عزة لنا... وسنطوّع الفن للإسلام... ما المانع؟!... علينا أن ننفض التراب عنا وننتبه للسنوات التي نعيشها؟!... لن نجعل أصابعنا في آذاننا... ولن ننسى هويّتنا أيضًا... لكن علينا أن نتذكر أننا بشر... وأن تحميل النفس فوق طاقتها من الأخبار السيئة المفرطة في اليأس يهدم ولا يبني... ليس معقولًا أن نقضى النهارات كلها في التحسّر على الخيبة التي نحياها... ومصّ الشفاه على المجد الذي كان لنا...
وشكرًا يا خالة فرح على الملاحظة القيّمة... فعلًا إن الذي يعرضه الإعلام علينا فوق القُدرة...