و الله يا أخ أحمد أنا كنت عم إقرأ في منتدى أبيات شعرية
وهذا إلي كان مكتوب عن بيت الشعر هذا
واحر قلباه ممن قلبه شبم
وقف له رجّالة ورماه أحدهم بسهم أخطأه قائلاً: "خذه وأنا غلام أبي العشائر" وكان حرياً بأبي الطيب أن يرد على هذا الاعتداء بهجاء أبي العشائر، لولا وداد قديم بينهما، ولولا قرابة حميمة بينه وبين من يهوى في قصر سيف الدولة، وما كان أرق المتنبئ وهو يشير إلى هذه الحادثة، يعاتب أبا العشائر، ويذكر حبه الدفين، ثم أليس أبو العشائر هو الذي ربط بينه وبين سيف الدولة، وبالتالي كان السبب في لقاء خولة: يقول:
وَمُنتَسِبٍ عِندي إِلى مَن أُحِبُّهُ === وَلِلنُبلِ حَولي مِن يَدَيهِ حَفيفُ
فَهَيَّجَ مِن شَوقي وَما مِن مَذَلَّةٍ === حَنَنتُ وَلَكِنَّ الكَريمَ أَلوفُ
ولا بد لأبي الطيب، وهو الوفي المحب لأبي العشائر، أن يغفر له هذه الإٍساءة، ما دامت حسناته السابقة كثيرة.
فَإِن يَكُنِ الفِعلُ الَّذي ساءَ واحِداً === فَأَفعالُهُ اللائي سَرَرنَ أُلوفُ
ولعل سيف الدول كان قد امتلأ قلبه من المتنبئ آنذاك، ولا بد أنه تطاير إلى سمعه ما أثاره الوشاة والحساد، وكان لا بد للمتنبئ أن يتوارى عن أنظاره، فيختفي عند صديق له، وحين رضي عنه سيف الدولة، أنشده، قصيدة، مدحه فيها، وذكره حبه اليائس، وأنه لا يطمع في تحقيق أمله، يقول:
أَجابَ دَمعي وَما الداعي سِوى طَلَلِ === دَعا فَلَبّاهُ قَبلَ الرَكبِ وَالإِبِلِ
ظَلِلتُ بَينَ أُصَيحابي أُكَفكِفُهُ === وَظَلَّ يَسفَحُ بَينَ العُذرِ وَالعَذَلِ
ثم ينتقل إلى البيت التالي، وكأنه يهون على سيف الدولة أمر علاقته بمن أحب وأنه لا مطمح له في حبه، فيقول:
وَما صَبابَةُ مُشتاقٍ عَلى أَمَلٍ === مِنَ اللِقاءِ كَمُشتاقٍ بِلا أَمَلِ
كلا المشتاقين متيم مستهام، إلا أن أحدهما كان يخفف من لواعجه وعود دافئة وأمل بلقاء مرتقب والثاني محب بلا أمل، وهيهات أن يكونا عند قدر سواء ...
هذا جزء من المقال ...